قال تعالى :
إن الإنسان قد يحصل على شهادات عالية .. ومناصب رفيعة.. لكن والله لا أعظم من لذة حفظ كتاب الله تعالى..
إنه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.. إنه تاج.. أعظم وأعلى وأرفع من كل شيء في الدنيا.. إنه فرح وفخر.. وعزة ورفعه.. ونور وضياء..
إنه أعظم يوم .. وأعظم فرحه..عندما ألقى الله تعالى وأقول بكل فخر ونعمه.. لك الحمد أن أتممت عليا بحفظ كتابك وكلامك العظيم..
2- الهمة : والهمة تبدأ بمعرفة فضائل حفظ القرآن..ومن أعظم الفضائل أن يرتقى العبد بكل آية معه درجة في الجنة،ودرجات الجنة كما ذكر في الحديث الصحيح –مابين درجة وأخرى كما بين السماء والأرض- ففضائله كثيرة جداً يصعب حصرها هنا ..
كذلك من أسباب علو الهمة الالتحاق بحلقة قرآن ليتم النظام والتنافس المحمود ،والحفظ الجيد..
أيضاً من أسباب علو الهمة تحديد وقت معين لحفظ عدد من الأجزاء،- فأنا مثلاً أعطيت لنفسي عهداً أن لابد أ أختم القرآن قبل أن أتم السابعة عشر من عمري.. فكلما كسلت تذكرت العهد.. فكان سبباً لتشجيعي وعلو همتي للانتهاء سريعاً وفعلاً ولله الحمد وفيت بذلك..
2– النظام والدوام: والنظام أساس كل نجاح.. وأول طريق العزم.. ولذلك ذكر صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :أن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.
وأذكر تجربتي الشخصية في النظام: حددت أن أحفظ كل يوم صفحة واحدة فقط،ولكن مع النظام والاستمرار والدوام ..كانت النتيجة الناجحة بفضل الله عز وجل..
وقد يتحمس البعض في بداية الحفظ فيحفظ كمية كبيرة في الأسبوع الأول والثاني ،ثم يترك الحفظ .. فالنظام هو الحل الوحيد وإن قلت الكميه فمع الاستمرار والصبر بدون كلل أو ملل تظهر النتيجة ..
فأنا مثلاً بتجربتي الشخصية وأن أحفظ سورة يونس لم ألتزم بالنظام ..فكنت أحفظ يوم صفحة وبعد أسبوع صفحة أخرى ..ثم توقفت عن الحفظ مدة شهر رمضان .. ثم..فكانت النتيجة : إلى الآن منذ ثلاث سنوات أحس بصعوبة في بعض آياتها بخلاف السور الأخرى التي انتظمت في حفظها.. فالنظام والاستمرار يثبت الحفظ ..
3- تحديد وقت للحفظ : وهذه الطريقة ناجحة جداً وبتجربتي الشخصية، ولكن لماذا؟؟ قد يعرض للإنسان بعض المشاغل المفاجئة فتشغله عن الحفظ.. فلا يضمن الإنسان تلك المشاغل التي تطرأ عليه..وبعضها تكون فعلاً أولى أو أشد حاجة من حفظ القرآن، فبتالي قد يحفظ أسبوعاً وأسبوعا يشغل وأسبوعاً يسافر ..وتمر الأيام.. فمن أجل كل ذلك.. حددت لنفسي وقتاً خالياً غالياً من جميع المشاغل وهو الوقت المبارك –بعد صلاة الفجر- كل يوم مهما كانت الظروف ..وحاولت مجاوزة كل الصعوبات خاصة النوم !!
4- طريقة الحفظ : وكما ذكرت كل يوم صفحة، مع قراءة تفسير تلك الصفحة فقط ، وهذا يسير جداً لمن يصعب عليه قراءة التفسير كاملاً ،فمع مرور الوقت سيجد أنه قد قرأ قدراً كبيراً بكل سهوله.. ثم قراءة معاني تلك الصفحة، وإن كانت هناك كلمات صعبة تكتب في هامش الصفحة، وبتلك الطريقة يثبت الحفظ بالمعنى والتفسير، فليس الهدف حفظ القرآن فقط.. بل الأولى معرفة معانية والعمل بمقتضاها..
5– طريقة تثبيت الحفظ :
أولاً / سماع السورة المراد حفظها كثيراً وقراءتها قبل حفظها.. كطريقة أولى لمعرفة مجمل السورة،فمثلاً سورة الكهف لكثرة قراءتنا لها نجد أننا نحفظ بعض آياتها تلقائيا.. كذلك من فوائد هذه الطريقة ،حفظ السورة بالتجويد وقراءتها قراءة صحيحة.. كما يقرأ القارئ.
ثانيا/ تسميع السورة من أولها إلى المقدار الموصول إلية كل أسبوع كحد أقصى–يعني مثلا سورة البقرة حفظت كل يوم صفحة ..فبعد أسبوع كحد أقصى يجب أن تسمعي من أولها إلى الصفحة السابعة ، حتى لا ينسى القديم ويتثبت الحفظ أكثر..
ثالثاً/ المراجعة الدائمة والمستمرة لما سبق حفظة من قبل.. وعدم الانشغال بالجديد عن المراجعة.. فنسيان القرآن ذنب من الذنوب، والانشغال بمراجعته خير من حفظ الجديد.. فالبعض يحفظ القران كله بدون تثبت وحجته: أنه بعد الانتهاء سيتفرغ للمراجعة.. وهذه من أسوأ طرق الحفظ.. أولا من ناحية الحرمة بأخذ الذنوب لنسيان القرآن.. ثانيا لصوبة ومشقت المراجعة بعد أن ثبتت بطريقة غير صحيحة.. فأرجو الانتباه الجيد لذلك.. وخاصة ممن يعلم الأطفال..
ثالثاً/ الحفظ بعد صلاة الفجر، وهو وقت ممتاز لتثبيت الحفظ لصفاء الذهن وبركة الصبح،وخلو المشاغل والأصوات..واستحضار العقل والقلب…كل ذلك يثبت الحفظ وبتجربتي الخاصة.
رابعاً / من الممكن بعد الانتهاء من كل سورة الانتظار قليلاً قبل بدأ حفظ السورة الأخرى..، وفي ذلك الوقت يتم تكرار السورة المحفوظة ومراجعتها جيداً قبل البدء في الأخرى خاصة أن بعض السور يها بعض الآيات المتشابهة.. وفيها أيضاً راحة لبدء السورة الجديدة بنشاط..
أقدم خالص شكري وتقديري لوالدتي الحبيبة فهي السبب بعد الله تعالى في حفظي القرآن وبدعم أيضاً من والدي الغالي.. فا للهم أجزهما أفضل وأعظم الجزاء.. ورزقهما السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.. وأسكنهما الفردوس الأعلى..