بسم الله الرحمن الرحيم ..
لله الحمد من قبل ومن بعد .. حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه .. وعلى الحبيب محمد أفضل صلاة وأتم تسليم وعلى آله والصحب ومن اقتفى الأثر .. وبعد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرغبة في الانعزال والابتعاد عن المجتمع .. إحساس صار يراود الكثير في الآونة الأخيرة .. لماذا ؟ وأين الحل ؟
هذه محاولة أولى لدغدغة المشكلة فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطئت فمن نفسي والشيطان
ومن كان عندها المزيد [ في الأسباب أو العلاج] فلا تبخل به لعلنا نخرج نسخة أخرى بصورة أكثر دقة ونفعا ..
س1 : لماذا نفكر في الانعزال أو قل [نَحِنُّ للوحدة] ؟
هي أسباب كثيرة لكني أورد منها ما كان الأكثر وسط من شكونه ..
س2 : هل للعزلة أصل شرعي ؟
وأتحدث هنا ليس عن أن يختلي المرء بنفسه ساعات في اليوم وإنما العزلة التي تكون لأيام وأكثر ..
نعم لها أصل شرعي فهي واردة في موضوعين :
* إن الأسباب التي ذكرت في حقيقتها أغلبها يُخطأ المرء تقدير الأمور ، أو بمعنى أدق أنه يحاول التهرب من نفسه الضعيفة ويبرر أخطائها فيلقي باللوم على الآخرين كما في السببين 3 و5 ، وقد يبقى المرء حبيسا لرغبته الملحة بالانعزال والتي تكاد تكون مستحيلة مع وجود الدراسة أو الوظيفة والمتطلبات الأسرية .. الخ ..
* إذاً ؟!!
هذه بعض التوجيهات التي تقي المرء من تلك الرغبة وحتى إن وقع فيها بهذه الوصايا يمكنه العلاج بإذن الله .. أقول مستعينة بالله – واستسمحكم عذرا لاستفاضتي- :
– " وما قدروا الله حق قدره " إن الله جلّ وعلا حكيم عليم خلقنا فأحسن خلقتنا وشرع لنا من التشاريع ما يكون به استقامة حالنا ولكنّا أهملنا فابتلينا بما ابتلينا .. حسناً وما دخل هذه الآية هنا ؟ .. حقيقة الأمر أن في شريعتنا عدة أوقات في اليوم للخلوة والانعزال والبعد عن المجتمع ولكنّا لا نؤديها وإن أديناها فببال منشغل فلا تتحقق الخلوة فيبقى الإنسان في دوامة الحياة بلا خلوة حتى يصاب بـ ما يمكن تسميته [هوس الخلطة الذي يودي به إلى الرغبة في الانعزال وكلا طرفي الأمور ذميم] ومن هذه الأوقات –اليومية- والتي لو حقا قدرنا ربنا سبحانه وعظمناه لكفتنا :
– تصحيح مفهوم الحب في الله عندنا ومعرفة حقوق الأخوة وواجباتها وان تكون عونا لنا على الطاعة لا على الرياء والنفاق ووضع ضوابط تحددها الأخوات سويا كلا تعرف من أين يؤتى قلبها ويضعف فمن كانت تضعف أمام المدح ويودي بها للعجب ومن ثم الكبر عياذا بالله تمنع أخواتها من مدحها وتغاضبهن إن فعلن فنحن نتآخى لننصلح لا لنفسد بعضنا بعضاُ ، ولعلي أذكر هنا موقف رائع لشعيب بن حرب مع الفضيل بن عياض رحمهما الله .. يقول شعيب رحمه الله : بينا أنا في الطواف إذ لكزني إنسان بمرفقه، فالتفت إليه، فإذا هو الفضيل بن عياض ، فقال: يا أبا صالح، إن كنت تظن أنه شهد الموسم شر مني ومنك فبئس ما ظننت !! عليهما رحمة الله الواسعة ونشهد الله على حبهما .. فانظر كيف حرص على أن يحفظ قلب أخاه ويعظه ، والمواقف كهذه كثيرة في سير السلف .. فمن منّا الآن تقول لأختها مثل هذا ؟!! إذاً مراجعة العلاقات الأخوية ..
– وهذه النقطة تابعة للأولى ولأهميتها أفردتها : تدبر القرآن العظيم ألم يقل ربي سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " سورة يونس أقول ولو آية واحدة في اليوم تقرأين تفسيرها وتعينها وتتدبرينها ومن ثم ترددينها .. فإن القلوب صدأه جلائها كتاب الله والتكرار كالفرك لتلك القسوة أن تزول بفضل الله وحده ..
– القراءة اليومية أو الأسبوعية في سير السلف الصالح وفي أحوال القلوب وأدوائها ومكائد الشيطان ومداخله .. ولعلي أذكر هنا طائفة من الكتب فـ ابدأي بأيها شئت :
– حفظ اللسان والإقلال من الخلطة عموما تكن مع الناس جسدا وقلبك لا يفارق المحراب وتذكر قول الله تعالى في سورة الأحزاب " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصى .. نورد منها من باب الذكرى :
• " إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا و إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون ، قالوا : قد علمنا " الثرثارون و المتشدقون " فما " المتفيهقون ؟ " قال : المتكبرون " حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
• [ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم ؟ ! فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليقل خيرا أو يسكت عن شر قولوا خيرا تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا ] السلسلة الصحيحة
ومن أرادت الاستزادة فلترجع لكتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ففيه عجائب تشيب الثرثارون عافانا الله وإياكم .. وألحق بهذه الأخيرة المحافظة على الوقت والحرص على استثماره في أبواب الخير التي يفتحها الله على العبد .
* ختاما أختي الحبيبة .. لا تفتر همتك عن سؤال الله والتذلل له استعانة وتوكل عليه لا أشغل الله قلبي وقلبك بغيره سبحانه .. اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدنا لأحسنها إلا أنت وأصرف عنا شرها لا يصرف عنا شرها إلا أنت .. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ , وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
* وأخيرا .. همسة مُحِبّ :
عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : في حكمة آل داود ( حق على العاقل أن لا يشتغل عن أربع ساعات :
ساعة يناجي ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ،
وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ، ويصدقونه عن نفسه ،
وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل ،
فإن هذه الساعات : عون على هذه الساعات ، وإجماع للقلوب ،
وحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه ، حافظاً للسانه ، مقبلاً على شأنه .
ابنة الرميصاء
ليلة الجمعة 26 شوال 1443
وقوله سبحانه :(.. وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ..) المزمِّل 20
والاهتمام بأخلاق المهنة ينطلق من مفهوم قول الله سبحانه :
لأن مبادئ الإسلام جاءت بما فيه صلاح الخلق في معاشهم ومعادهم..
أوعلمية ، أو صناعية، أو إدارية، أو تربوية ، أوغيرها ..عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
كذلك حثّ نبينا على العمل ، وبيَّن أنه خير الكسب ، عن المقدام بن معد يكرب
بل عدّه من الجهاد في سبيل الله ..
فكانت نظرة الإسلام للعمل نظرة إجلال وتكريم ، فهم يوفر حاجات الإنسان المختلفة ومطالبه المادية ، ويحقق له الاستقرار الاجتماعي ،
ويساعد في البناء والتطور والتقدم الحضاري ، لذلك اهتم الإسلام بالعمل اهتماماً بالغاُ وجعله من الواجبات ، ورتب عليه الأجر والثواب العظيم، فعن كعب ابن عجرة قال:
يعنون النشاط والقوة في سبيل الله..؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ :
النظر للوسيلة فإن ؛ شريعتنا السمحاء حثت أيضاً .. على الكسب ولكن في إطار أخلاقي شرعي..
فتفقهت بالدين وتعلمت ثُم حرصت أن تنقله
فكانت كالنحلة تأخذ الطيب وتُخرج الطيب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بصيامه على أكمل وجه ، كما صامه النبى وصحابته إيمانا واحتسابا ،
أحكام الصيام..
*-في اللغه : مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك .
_الزمن المخصوص : من طلوع الفجر حتي غروب الشمس .
_ أما الشخص : فهو المسلم العاقل البالغ غير الحائض والنفساء .
لقوله تعالى : (.. وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل..)البقرة178
*حكمه :
أما السنة :
(.. أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ثَائِرَ الرَّأْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ:أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَقَالَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا
شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا فَقَالَ :أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الزَّكَاةِ فَقَالَ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ
قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ ..)رواه البخارى ومسلم
فقد أجمعت الأمه علي وجوب صيام رمضان ، وأنه أحد أركان الاسلام
وكانت فرضيته يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة فصام النبى تسع رمضانات ..
* حكم من لم يصمه :
يحرم على من لا عذر له الفطر برمضان لأنه ترك فريضة من غير عذر .عن أبي هريرة أن النبي قال :
* بما يثبت الشهر : _
يثبت شهر رمضان برؤية الهلال ولو برؤية واحد عدل أو اكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً والدليل علي ذلك من القرآن والسنة :
من السنة : _
(1)عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
(.. إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ..)أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ
(2)عن أبي هريرة أن رسول الله قال :
* النهي عن صيام يوم الشك : –
اذا لم يُرَالهلال ليلة الثلاثين مع الصحو، لم يصوموا وجوبا لانه يوم الشك المنهي
عن صومه، فعن أبي هريرة : عن النبي قال :
(..لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ بِصِيَامِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ قَبْلَ رَمَضَانَ إِلا أَنْ يَكُونَ صِيَامًا كَانَ يَصُومُهُ..) رواه البخارى ومسلم .
وما روي عن عمار بن ياسر قال:
(.. مَنْ صَامَ اليَوْمَ الذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ ..)رواه أبو داود والترمذي .
فإذا ثبتت الرؤيه أو أكمل شعبان ثلاثين يوماً تصلي التراويح وتثبت رؤيته بشهادة مسلم مكلف عدل ، ولو عبداً أو أنثي ..
أما هلال شوال فلا تقبل فيه شهادة العدل الواحد , عند عامة الفقهاء ، واشترطوا
أن يشهد علي رؤيته اثنان ذوا عدل ..
*-أقسام الناس في الصيام
(1) المسلم البالغ العاقل المقيم القادر السالم من الموانع :
فيجب عليه صوم رمضان أداء في وقته لدلالة الكتاب والسنة والاجماع ، قال تعالى:(.. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..)البقرة 185
وقوله ": عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
(.. الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلالَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ..)
أما الكافر فلا يجب عليه الصيام ولا يصح منه لأنه ليس أهلا للعبادة , فاذا أسلم في رمضان لم يلزمه قضاء الأيام الماضية لقوله تعالى :
(.. قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ..)الأنفال8
اذا أسلم أثناء النهار لزمه الإمساك وليس عليه القضاء .
(2) الصبي :
فلا يجب عليه الصيام حتي يبلغ لقول النبي
(.. رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ ..)رواه أحمد وأبو داود والنسائى..
أرسل رسول الله صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار : (.. مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ..)
(.. فكنا نصومه بعد ذلك ، ونصوّم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل
حتى يكون عند الإفطار ..)رواه البخارى ومسلم .
(اللهم بارك لأمتي في بكورها)
المقاصد الحسنة ص 115 – خلاصة حكم المحدث:صحيح
صحيح مسلم-ص789
///////| حكاية تجربة |///////
(اعرضي طريقتك في حفظ القرآن ومُراجعته)
خصوصا أن شهررمضان (شهر القُرآن) على الأبواب
نسأل الله أن يبلغنا ونحن في أتم الصحة والعافية آمين
وأعظمها,
والعلوم المتصلة به من أهم وأعظم وأجل العلوم و أشرفها,ومن هذه العلوم علم التجويد و أحكام التلاوة,
و ثمرة علم التجويد هي صون اللسان عن اللحن في القرآن
,فاللحن خطأ يطرأ على الألفاظ ويخل بالقراءة لكنها
تفسد العمل فلذك وجب التنويه والتحذير من اللحن والتعرف عليه
" جمعه ألحان ولحون, يقال لحن في قراءته أي طرّب فيها, والخطأ في القراءة".
وقيل هو الميل و الانحراف عن الصواب في قراءة القرآن الكريم.