——————————————————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
كان نواف من أسرة غنية ومعروفه , وكان يحب المحادثة مع الفتيات , وكان لديه هاتف خاص به في غرفته يستغله في إزعاج بنات الناس , وكان له عدة علاقات مع كثير من البنات بواسطة الهاتف.
ففي احدى الأيام كان نواف جالس في الديوانية مع أصدقانه, وكان حديثهم عن البنات وأسئلتهم تختر على كيفية التعرف على البنات , وأحدث كلمات الغزل , وكل واحد يفتخر في كثرة البنات لديه وأحلى البنات , وبرز واحد من الذين جالسين يتحدي الذي يستطيع أن يجعل ريم صديقه له .
وبالمناسبة ريم فتاة جامعية تبلغ من العمر حوالي عشرين عام, فتاة جميلة جدا ومن عائلة محافظة وتسكن بالمنطقة التي يقع بيت نواف فيها , ومنذ مدة بعيدة يحاول أن يكلمها بأي طريقة ليثبت لأصدقائه أنه أحسن وأفضل واحد فيهم .
وبدأ بالاتصال بها , وكل مرة ترد عليه ويطلب منها شخص من الخيال , حتي في أحد الأيام صمم يكملها واليكم المحادثة :
ريم : نعم
نواف : السلام عليكم
ريم : وعليكم السلام
نواف:لوسمحتي ممكن أطلب منك طلب.
ريم: تفضل
نواف:هل من الممكن أن أتعرف عليك
ريم :أسفه
… وأغلقت السماعة في وجهه, لكنه لم ييأس وحاول مرة ومرتين وثلاث ولكنه لم يختلف ردها عليه .
…ومضي أكثر من شهر , ولم يتغير أي شئ ولكن الصدفه لعبت دورها وجمعتهما في احدى الحدائق , وكانت هي برفقه طفلة صغيرة, فلم يستطع نواف من أن يفوت هذه الفرصة الذهبية فذهب اليها , وكانت ريم تجلس على أحد الكراسي مع الطفلة . فلما وصل اليها دار بينهما هذا الحديث:ـ
نواف: السلام عليكم
ريم :نعم
نواف:ترى السلام سنه
ريم :وبعدين
نواف:لماذا هذه المعاملة
ريم :لأنك تستحق هذه المعاملة
… فاستعدت ريم للذهاب , فسارعها نواف بسؤال:لماذا أستحق منك هذه المعاملة ألم أعاملك بكل لطف واحترام.
ريم : الا تخجل من نفسك أن تتكلم مع فتاة لا تعرفها وفي مكان عام.
نواف:ومن قال لم أنني لا أعرفك
ريم :هل تعرفني
نواف:نعم , وأنا الذي كنت أتصل بك دوما وتغلقين السماعة في وجهي .
ريم : أنت , أنت هو هذا الشخص , ولم تخجل من نفسك أن تطاردني في الأماكن العامة أيضا .
نواف: ريم:أنا قصدي شريف صدقيني
ريم : لو كان قصدك شريف , لما كنت تطاردني في كل مكان , المفروض أن تدخل البيت من الباب وليس من الشباك
نواف: كنت أريد أن أعرف عنك كل شئ وكنت أريد أن نتكلم قليلا قبل أن أخطوا أي خطوه.
ريم: لا مجال , أرجوك أن تكف عن مطاردتي.
نواف: ريم , ارجوك امنحي لي فرصه واحدة فقط أن نتكلم قبل أن نقدم على أي خطوة.
ريم : وبعدين
نواف: أرجوك فكري بالأمر قليلا
ريم : دعني افكر
…وبعد قليل افكر
نواف: سوف اعطيك رقم هاتفي ,وفكري على مهلك وأرجو منك الاتصال في حالة الموافقه أو الرفض:ماعندي اتمنىلا الموافقة…
وسجل رقم الهاتف ووضعه في يد الطفلة واستئذن منها وانصرف.
فأخذت ريم الهاتف من يد الطفلة وذهبت الى البيت ,وبدأت تفكر بالموضوع .من الناحية الاخرى نواف لا يستطيع ان يترك السجارة من يديه, فهو يفكر بالموضوع أضعاف ما تفكر به ريم , ويسأل نفسه هل كانت طريقتي بالتحدث معها مؤدبة؟! هل أعجبت بأسلوبي؟! هل ستتصل؟!وأسئلة أخرى لا يستطيع الاجابة عليها.
… وريم تفكر وتسئل نفسها هل اثق بكلامه؟! هل هو صادق؟! هل اتصل به ؟!
… ومرت ثلاث ايام وقررت ريم ان تتصل به. واتصلت واليكم المحادثه:
نواف:نعم. الو
… سكتت قليلا ثم أجابت
ريم: نواف موجود
نواف :أهلا وسهلا انني لا اصدق نفسي , ريم تتكلم معي عبر التلفون مستحيل.
ريم :كل هذا الكلام للأنني كلمتك,بلا نفاق
نواف: انا ,انا منافق حرام عليك فأنت لا تعرفين مدى حبي لك
ريم : معقول تحب وحده من اول مكالمة
نواف : من زمان وانا أحبك ولكن لم تسنح لي الفرصة للتعبير
ما بداخلي, ولكن الحمدالله الذي سنح لي فرصه لقائك
ريم : انا بصراحه لا أصدق هذا الكلام
نواف: دعي الايام تثبت صحة كلامي
…ومرت ايام ,والمكالمات تزيد وبدأت ريم تحس بالراحة عندما تكلم نواف,وجاء ذلك اليوم
ريم : مساء الخير
نواف : مساء النور
ريم : كيف حالك
نواف: الحمدالله, بصراحه ريم أنا لم أعد أتحمل أكثر من ذلك
ريم : ماذا حصل
نواف : اريد ان اكلب منك طلب
ريم : امر
نواف: ما يأمر عليك عدو ,بصراحة اريد أن أراك
ريم :طلب صعب
نواف : ارجوك ولو نصف ساعه
ريم : سأحاول
… وكانت هذه بدايه للقاءات التي حصلت بعد ذلك ومضت اشهر, أحبت ريم نواف ، ولكن هو لم يصل لهدفه وفي آخر لقاء بينهما ,حصل مالا يتوقع , اذا ارتكب نواف الفاحشة مع ريم وبرضاها , وبعد أن رجعا الى البيت , أخذ كل واحد يفكر في الذي حصل, ريم تعاتب نفسها وتتمنى الخلاص من روحها . ونواف لا يستطيع أن يعبر عن سعادته.
… وفي منتصف الليل من ذلك اليوم المشؤوم اتصلت ريم بنواف اليكم المحادثة:
نواف : نعم
… وترد ريم بغضب
ريم : نواف ما الذي فعلنا اليوم
نواف : ولماذا هذا الغضب
ريم : وهل تريدني أن اهدأ
نواف : لقد فعلنا ما فعلنا برضانا
ريم : انت رجل وتستطيع أن تحسم الموضوع
نواف : ماذا تريدين أن أفعل, أنا انسان ولا استطيع أن اتحكم بأعصابي في مثل هذا الموقف فأعذريني
ريم : يجب أن نصلح ما فعلناه
نواف: وما المطلوب مني
ريم : أن تأت كما قلت سابقا وتتزوجني
… وبدأ عليه الارتكاب والتردد
نواف: ولكن , لا استطيع في الوقت الحالي , كما تعرفين أنا ما زلت طالب , ولا أستطيع أن افتح بيت.
ريم . ولكنك والحمد الله , لا بنقصك أي شيء.
نواف : تقصدين اموال والدي , أنت لم تعرفيني بعد, فأنا أريد أن اعتمد على نفسي , وليس على اموال والدي.
ريم : وما الفرق بينك وبين والدك
نواف : فرق كبير , فأنا أريد أن أتحمل المسئولية وحدي.
ريم : انك تحاول وضع حواجز وعراقيل لتتهرب مني.
نواف : انت, لا تفهميني
… وقاطعته
ريم : بل كل شيء واضح
… ورد نواف بلهجه حاسمة
نواف : لا أستطيع أت اتزوجك الان
… فبكت ريم واغلقت السماعه بعد وداعه
… ومضى يومان وثلاث وأربعه ولم يتصل نواف فبدأ القلق يتسرب من نفس ريم , فبادرت بالاتصال ولكنه كا يتهرب منها , بقوله انه مشغول وكانت هذه الكلمة لا تفارق لسانه لمدة اسبوع.
فشعرت ريم أو أيقنت أنه يتهرب منها بعد أن حصل على مراده.
وفي هذه الاثناء تقدم الى ريم عريس, لا ينقصه أي شيء وحصل على الموافقه المبدئيه من قبل والد ريم , على أن يحصل العريس الموافقة النهائية بعد استشارة ريم , ووعده خيرا.
… وفي اثناء الليل وأثناء جلوس ريم في غرفتها, طرق الباب, فأجابت ريم من , واذ بصوت والدتها , ففتحت ريم الباب وجلست مع والدتها في غرفتها , وقالت لها والابتسامه مرسومه على وجهها.
الام : عندي لك خبر سعيد
ريم : خير أن شاء الله
الام : لقد تقدم لك عريس
… ونزل الخبر على ريم كصاعقه , ولم تعرف بماذا ترد على امها ولكنها أجابت
ريم : انني أريد أن اكمل دراستي الجامعية وبعد ذلك افكر بالزواج
الام: لقد تكلم والدك معه بخصوص هذا الموضوع , و أبدى الرجل استعداده بأن يدعك أن تكملين دراستك بعد الزواج.
… واحتارت ريم بما تجيب, وطلبت من امها مهلة للتفكير , ونهضت الام وهي تتمتم لا تضيعي الرجل من يديك فانه أحسن عريس فكري جيدا .
… أخذت ريم التلفون على الفور واتصلت بنواف واليكم المحادثة:
نواف : نعم
ريم : انقذني
نواف : ماذا حدث
ريم : لقد تقدم لي عريس
نواف : عالبركة
ريم : على البركة . ماذا تقول
نواف : أقول على البركة
ريم : أنت مجنون , أقول لك تقدم لي عريس واتقول لي على البركة
نواف : وماذا تريدين أن تقول
ريم : هل أنت تحبني
نواف : نعم , ولكني ماذا أفعل
ريم : تقدم لخطبتي
نواف : لا استطيع
ريم : لماذا
نواف : سبق وأن قلت لك انني أريد أن أتحمل المسؤولية وحدي.
وليس الاعتماد على أموال والدي , وأنا لا أستطيع الزواج بك الان , على كل حال لقد تقدم لك عريس , فاذا كان لا ينقصه شيء فلما لا تتزوجينه.
ريم : وانت
نواف : أعتبريني ماض وأنسيني
ريم : أنت تقول هذا الكلام , أين كلامك في البداية تقول انك قصدك شريف وفي النهايه تقول ماضي وأنسيه, كيف أنسى بعد ان… وقاطعها
نواف : اعتقد أن الكلام لا يفيد
ريم : للأسف , لم أجد حقير ونذل مثلك
نواف : احترمي نفسك
ريم : يا منحط
… وأغلقت السماعة في وجهه.
… و أبلغت ريم والدتها بموافقتها على العريس وحدد يوم الزفاف , وفي تلك الليله حيث أن الصالة مزدحة بالمهنئين , كانت ريم جالسة بثوب زفافها تفكر في فكرة شيطانية للتخلص من نفسها فتوصلت الى فكرة الا وهي أن تشرب كميه كبيرة من الحبوب المخدرة.. وفي هذه الاثناء تشعر الام بتأخر ابنتها, فذهبت الى غرفتها وتطرق الباب وتناديها, ولكن ليش هناك مجيب , وتحاول كسر الباب فلم تستطع فذهبت مسرعه لتنادي زوجها وبعض الاقارب ليكسروا الباب … وبعد محا ولات كسروا الباب فوجدوا ريم ملقاة على الارض وقد فارقت الحياة