الاضطرابات المصاحبة للسفر
* السفر عبر المناطق الزمنية المختلفة:
– إن لكل إنسان على سطح الأرض ساعة بيولوجية تترتب عليها شئون حياته ومعيشته وهذه الساعة تختلف من بلد لآخر نتيجة لوجود فروق التوقيت
فالنظام الطبيعي لأي شخص هو الاستيقاظ في الصباح وتناول الإفطار ثم الذهاب إلى مكان الدراسة أو العمل، ثم العودة وتناول وجبة الغذاء في منتصف النهار، والاسترخاء وممارسة باقي نشاطاته في فترة المساء وأخيراً النوم.
ويتخلل هذا النظام اليومي عادات أخري خاصة بكل فرد أي أنها ليست عادات مشتركة أو عامة مثل ما سبق ذكره. ولكن إذا اعتاد الشخص علي أسلوب معين في حياته ثم وجد نفسه مطالباً بتغيير هذا الأسلوب ليس بسبب مرض وإنما بسبب السفر عبر المناطق الزمنية المختلفة والتي يوجد بها فروق توقيت كبيرة، فالسفر والترحال من الأشياء الممتعة والمفيدة لأي شخص ولكن إلى جانب ذلك يوجد جانب سلبي في السفر ألا وهو "المشاكل الصحية التي يتعرض لها الشخص من فروق التوقيت أو اختلال ساعته البيولوجية"، ويمكننا وصفها على أنها بعض الاضطرابات التي تصيب الإنسان لكثرة سفره إلى مناطق فيها فروق توقيت كبيرة وهذه الاضطرابات مؤقتة ولا يمكننا وصفها بأنها مرض.
* ما هي أعراض اضطرابات فروق التوقيت؟
أعراض هذه الاضطرابات: الإرهاق والتعب، الأرق، التوتر، القلق، الإمساك، الإسهال، الارتباك، الجفاف، الصداع، الانفعال الزائد، الغثيان، العرق، وفقد التركيز كما توجد أعراض أخرى بجانب الأعراض السابقة مثل سرعة خفقان القلب وازدياد التأثر للإصابة بالأمراض.
* تعريف المناطق الزمنية:
المنطقة الزمنية هي منطقة جغرافية لها توقيت زمني محدد. ويقسم العالم إلى 24 منطقة زمنية بعدد الساعات الأربع والعشرين أى منطقة زمنية/ ساعة في اليوم، وتقسم المناطق الزمنية من الشمال إلى الجنوب بمسافة تقرب 1000 ميل (1.600كم) (العرض الفعلي لكل منطقة زمنية يختلف باختلاف الحدود السياسية والجغرافية) وبما أن الأرض في دوران دائم حول نفسها، فعندما يحدث الفجر في منطقة زمنية نجده يحدث بعد ساعة مباشرة في المنطقة الزمنية التي تقع غرب المنطقة التي سبقتها وهكذا في باقي المناطق الزمنية الأخرى خلال الأربع والعشرين ساعة.
* لماذا تحدث مثل هذه الاضطرابات عند السفر؟
لا يستطيع جسم الإنسان التكيف مع التوقيت في المناطق الزمنية المختلفة فمثلاً عند سفر الإنسان إلى مسافات بعيدة فلا يزال جسمه محتفظاً بالتوقيت القديم: إذا كان يسافر من بلد ما توقيتها صباحاً ويصل إلى البلد الآخر وتوقيتها مساءاً فنجد أن جسده مازال مهيئاً لنشاطات الصباح مثل العمل وليس النوم، وينشأ من هنا صراع الجسد لكي يتكيف مع التوقيت الجديد ويصاب الإنسان بالأرق والإرهاق وعدم التركيز، كما أن جهازه الهضمي يتأثر بشدة لتغير عاداته في استخدام دورات المياه.
* مدي تأثير وجهة السفر:
تختلف هذه الأعراض باختلاف فروق التوقيت أي كلما زادت فروق التوقيت كلما ازدادت حدة هذه الأعراض، ونجد أن المسافر الذي يسافر شمالاً أو جنوباً في نفس المنطقة الزمنية يعاني من مشاكل بسيطة ولا يكون بسبب فروق التوقيت لأنه لا توجد وإن وجدت فيكون الفارق ساعة واحدة وإنما تحدث المشاكل بسبب إرهاق السفر العادي والجلوس في الطائرة لساعات طويلة، أو لتغير المناخ أو الثقافات ونوعية الأكل. أما عندما تكون وجهة السفر شرقاً أو غرباً فتكون المعاناة كبيرة للشخص المسافر وذلك بسبب فروق التوقيت الكبيرة وتلخيصاً لما سبق يمكننا القول بأن الإنسان لا يتأثر كثيراً بهذه المشاكل عند سفره عبر منطقة أو منطقتين زمنيتين وإنما لأكثر من ذلك، كما أن وجهة المكان لها دور كبير أيضاً في ذلك.
* كيف يحتفظ الجسم بالتوقيت؟
يوجد جزء صغير جداً بالمخ ولكنه يلعب دوراً رئيسياً يسمي (هيبوثالامس) Hypothalamus وهو بمثابة الساعة المنبهة الذى يعمل علي تنشيط وظائف الجسم المختلفة مثل الجوع والعطش والنوم … الخ. كما أنه ينظم درجة حرارة جسم الإنسان وضغط الدم ومستويات الهرمونات في جسده، والجلوكوز في الدم. أي بمعني آخر هو المسئول عن إخبار جسم الإنسان بالتوقيت، كما أن الألياف التي توجد في العصب البصري في العين تحول إشارات الضوء والظلام التي تشعر بها إلى مركز حفظ الوقت الموجود في المخ.
فلذلك عندما تعي عين المسافر هواء أوضوء الفجر في ميعاد يسبق أو يتأخر عن ما هو معتاد عليه، ينشط (الهيبوثالامس) Hypothalamus في حين أن الجسم لا يكون مستعداً لهذا التغيير لذلك يحدث اختلال في ساعته البيولوجية.
* ما هو دور هرمون الميلاتونين؟
"الميلاتونين" هو هرمون يلعب دوراً رئيسياً في تكييف جسم الإنسان مع فروق التوقيت التي تعرض لها أثناء سفره فعند غروب الشمس تبدأ عين الإنسان في إدراك الظلام وتبعث إشارات إلى "الهيبوثالامس" لتبدأ في إفراز هرمون الميلاتونين والذي يساعد الإنسان علي النوم، ولكن عندما تدرك العين ضوء الشمس وترسل الإشارات إلى الهيبوثالامس تقوم بالتوقف عن إنتاج هرمون الميلاتونين لتساعد الإنسان علي الاستيقاظ، وعلي الرغم من أن هذا الهرمون لا يستطيع أن يعدل جدوله بهذه السهولة إلا أنه يستغرق أياماً فقط للتكيف مع الظروف الجديدة.
* كيف يمكنك الوقاية من اضطرابات فروق التوقيت؟
– هناك بعض النصائح التي يمكن أن تقيك أو تقلل من تأثير اضطرابات فروق التوقيت:
– التهيئة الجسمانية:
عليك بممارسة التمارين الرياضية المعتاد عليها، والأكل بطريقة سليمة وتناول قسطاً كبيراً من الراحة قبل السفر لأن كل ذلك يوفر لديك قوة الاحتمال التي تمكنك من التكيف مع المناخ الجديد الذي ستجده مباشرة بعد هبوط الطائرة.
– النصيحة الطبية:
إذا كنت تعاني من إحدى المشاكل الصحية وتتطلب منك المتابعة مع الطبيب (مرض السكر أو أمراض القلب) عليك باستشارة الطبيب في تنظيم مواعيد تناول الأدوية، وما هي الخطة التي يمكن أن تتبعها للتعرض لأقل قدر ممكن من الاضطرابات.
– تغيير مؤشر الساعة:
عليك بتكييف نفسك مع فروق التوقيت الزمنية قبل السفر بتقديم الساعة وتغيير جدول حياتك ونظامها حسب الفروق الجديدة، لتجنب ما يحدث لك من اضطرابات ناتجة عن عدم التكيف مسبقاً مع الظروف المعيشية الجديدة.
– تجنب تناول الكحوليات:
لا ينصح بتناول الكحوليات قبل يوم من سفرك وخلال رحلة الطيران وبعد يوم أيضاً من وصولك، لأن الكحوليات تسبب الجفاف وتؤدي إلى الأرق والغثيان .. ما هى أضرار الإسراف فى الشراب؟
– تجنب تناول الكافيين:
لا يتم تناوله قبل أو أثناء أو بعد السفر مباشرة لأنه يعرضك للجفاف والأرق كما يزيد من حدة توترك.
– الإكثار من شرب الماء:
ينصح بتناول الماء داخل الطائرة لتجنب تأثير الجو الجاف داخل الطائرة علي جسم الإنسان، كما يوجد فى الطب البديل ما يسمى بالعلاج بالماء كما هو مقدم على صفحات موقع فيدو.
– ممارسة الحركة داخل الطائرة:
حاول تحريك الجسم ولا تلتزم بالمقعد طويلاً، إما عن طريق السير في ممرات الطائرة أو إذا كنت جالس عليك بالوقوف ثم الجلوس لتحريك الدورة الدموية، أو قم بتحريك الأرجل أو ثني الركبتين، لا تتناول الحبوب المنومة، أو النوم لفترات طويلة (ساعة علي الأكثر فقط). تساعد كل هذه الحركات البسيطة علي تقليل مخاطر الإصابة بجلطات الدم في الأرجل لأن الجلوس طويلاً يضغط علي الأوردة في الأرجل مما يعوق تدفق الدم ويقلل من سرعة حركته في أوردة الأرجل ومن ثَّمتكون الجلطات ولا تستقر هذه الجلطات في أماكنها بل يمكن أن تمتد إلى الرئة وتستقر في الشرايين أيضاً ويتأثر القلب بها مما تعوق التنفس وفي بعض الحالات تؤدي إلى الموت. وتساعد هذه الحركات علي بقاء الجسم مرناً وتجعل الإنسان متنبهاً غير متراخٍ أو متكاسل.
– الحبوب المنومة:
عليك الإقلال بقدر الإمكان منها ومن الأفضل تكييف نفسك ذاتياً مع عادات النوم الجديد بدلاً من تناول الأقراص، ويمكنك أخذ جرعة معتدلة منها تحت إشراف الطبيب ولكن حاول الابتعاد بقدر الإمكان عنها حتى لا تصبح عادة سيئة لديك.
– التكيف مع التوقيت الجديد:
فإذا وصلت إلى بلد ما توقيتها مساءاً وأنت قادم من بلد توقيتها صباحاً، فعليك باتباع نظام البلد الجديد بتناول الغذاء بدلاً من الإفطار، وخلال فترة النهار عرض نفسك لضوء الشمس حتى يقل إفراز هرمون "الميلاتونين" التي تساعد الإنسان علي النوم وبهذا فأنت تعمل علي تغيير ساعتك البيولوجية الداخلية.
– الإقامة:
لابد أن تكون الإقامة مريحة حتى تتغلب سريعاً علي أية أعراض تعب أو أرق تشعر بها لابد أن يكون الفراش مريحاً وبالمثل دورة المياه، وأن يكون نظاما التدفئة والتبريد متوافرين وغيرها من الوسائل الأخرى التي تساعدك علي الاسترخاء.
– الملابس الملائمة:
عليك بارتداء الملابس والأحذية المريحة الفضفاضة في الرحلات الطويلة مع الوضع في الاعتبار مناخ البلد المتجه إليها ما إذا كان بارداً أو درجات الحرارة مرتفعة.
– الراحة والاسترخاء:
إذا كنت تسافر عبر مناطق زمنية فروق توقيتها كبيرة أو مسافاتها كبيرة لابد من الراحة بين بعض هذه المناطق لبضعة أيام حتى لا يتعرض الجسم للإرهاق والتعب.
منقول