هو مصطلح يطلق على نوع معين من السياحة يقوم به الأشخاص المعنيين بالأنتقال الى دول يوجد بها أماكن عناية صحية
وفي الغالب تكون مصادرها طبيعية مثل " المياة الكبرتية ، الحمامات الدافئة ، الرمال الساخنة … وغيرها من هذة الأماكن
ولكن لماذا أصبح هذا المصطلح الرنان يتردد كثيراً في الإعلام هذه الايام؟
إنه ليس عروض إجازات يتم بيعها للأطباء و أيضاً ليس رحلة لهؤلاء الذين يودون أخذ جولة في المشافي العالمية.
وليس سياحة بشكل صرف، حتى وإن كانت هناك اوجه كثيرة مشتركة بينه وبين السياحة العادية.
بشكل مبسط يمكن تعريف السياحة العلاجية على إنها
" قيام أحد الأشخاص بمغادرة مكان إقامته الأساسي طلباً للرعاية الصحية "
توفر السياحة العلاجية بديلاً متميزاً لإرتفاع تكلفة الرعاية الصحية بالنسبة لهؤلاء الذين لا يملكون تأميناً صحياً
وأيضاً بالنسبة لهؤلاء الذين يودون إجراء عمليات لا يغطي تكلفتها التأمين الصحي.
وتنقسم السياحة العلاجية الى نوعان رئيسيان هما …
1- " حمامات المياة المعدنية "
وهي معروقة منذ قديم الزمان ومنتشرة في أواسط أوروبا وخاصة في ( ألمانيا ودولة التشيك )
حيث سُميت بعض المدن بأسمها مثل .. ( بادن بادن – يسبادن – بادهامبرك وكلها تحمل مقطع " بادن " والتي تعني الحمام )
إن نعمة عيون المياة المعدنية بإختلاف خصائصها لا تخص بها دول عن غيرها
بل هي موجودة في كثير من دول العالم والفرق بينها هي انها عرفت خصائصها العلاجية وحللتها وطورتها
ونمّت موقعها حتى أصبحت قبلة للذين يعانون من الآلاموالأرهاق.
ويوجد في معظم الاقطار العربية آلاف من المصادر العلاجية الطبيعية كالينابيع الساخنة الغنية بالمعادن المفيدة في علاج الكثير من الامراض
2- " مياة البحر "
لا يخفى على أحد أن ربع سكان العالم على أقل تقدير يتوجهون الى شواطئ البرح خلال فصل الصيف والعطلات
بإعتبار أن هذا النمط من أول أنماط السياحة
ولذا ينبغي الأهتمام به خصوصاً وأن جميع روادة يحسون بالحيوية والنشاط عند ممارستهم للسياحة المائية
مما جعل دولاً عدة تًسخر مياهها البحرية للعلاجات الطبيعية من أمتلثها ( تونس – الأردن ).
وبالنسبة لوطننا العربي فحباه الله بطبيعة خلابة وطقس مميز وجميل جعلة تتوافر فية والحمدلله
كل مقومات نجاح صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية
وهي مقومات طبيعية بالدرجة الاولى بدأت في السنوات الاخيرة تتعزز بانشاء مرافق الخدمات الاساسية
وهنالك اماكن نادرة عالميا وليس لها مثيل كمنطقة " البحر الميت " حيث المياه المالحة بالاضافة الى الطين الخاص المشهور عالميا،
وهناك في دول منطقة المغرب العربي برزت طريقة العلاج بمياه البحر، والتي تجد رواجا كبيرا لدى الاوروبيين مثل ما في تونس.
وهناك الواحات الصحراوية حيث الهواء النقي الجاف، وقد برزت في السنوات الأخيرة مراكز طبية مرموقة في عدد من الدول العربية
استقطبت اعدادا كبيرة من المرضى الوافدين من دول أقل حظا في مستوى الخدمات الطبية.
وهنالك عدد من الاقطار العربية عززت منتوجها من السياحة العلاجية باقامة قطاع طبي حديث تتوافر لديه احدث المستشفيات وكافة التخصصات وأندرها
ووفرت الكوادر الطبية المتميزة مما جعل دولا كالاردن ولبنان ومصر والسعودية وتونس
نقطة جذب يقصدها المرضى من الدول العربية الاقل حظا في ميدان الخدمات الطبية المتقدمة.
وفيما يلي نستعرض لكم أبرز محطات السياحة العلاجية والاستشفائية في الوطن العربيبهذا القطاع
الذي يساهم في بعض الدول بأكثر من عشرة بالمائة من اجمالي دخل القطاع السياحي العام وفي رفد الدخل القومي وآلاف من فرص العمل.
* الأردن *
هو واحدا من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء العلاجي حيث صنف في المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط كمركز جاذب للسياحة العلاجية
حيث أنه بالإضافة إلى موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن وشلالات المياه الساخنة والوحل البركاني
فإن يتمتع بالعديد من المستشفيات المتميزة والأطباء البارعين والذين أكسبوا الاردن مكانة معروفة في كافة أنحاء العالم.
مواقع العلاج الطبيعي
هنالك العديد من المواقع السياحية الغنية بالمياه المشبعة بالمعادن والوحل البركاني،
واللتان تجعلان منها منتجعات استشفائية يرتادها العديد من الأشخاص.
" البحر الميت "
هو اخفض بقعة عن مستوى سطح البحر في العالم يقع الى الغرب من مدينة عمان و على مسافة (55 كم )
من اكثر المناطق جذباً للسياح الباحثين عن الدفء والطبيعة الخلابة في فصل الشتاء والغرابة التي تتمثل بكونه بحرا لا تعيش فيه الكائنات الحية
بسبب ارتفاع كثافة الاملاح في مياهه، ورغم انه فقير بالكائنات الحية فان الملوحة الشديدة تشكل كنزاً ثميناً لما تحويه من المعادن،
عدا عن كونه اصبح مقصداً مهما ًللسياحة العلاجية , فمياهه المالحة علاج لكثير من الامراض المستعصية
كالصدفية و غيرها من الامراض الجلدية و ذلك عن طريق الاستحمام او استخدام المنتجات الطبية التي تستخرج منه ويتم تسويقها في مختلف بقاع العالم.
ويمكن للزائر ان يمضي امتع الأوقات بالبحر الميت في العديد من الفنادق الراقية و المقاهي الحديثة المنتشرة على شاطئه
مستمتعاً بمشاهدة غروب الشمس والأجواء الدافئة، وهو مطمئن بان مستلزمات المتعة والعلاج متوفرة حولة.
" حمامات ماعين "
بالقرب من البحر الميت تقع حمامات ماعين التي تمتاز بينابيعها المعدنية الحارة المتدفقة على شكل شلال رائع تصل حرارتها الى اكثر من خمسين مئوية،
وهي ذات خاصية علاجية ممتازة وغدت موقعا مهما من مواقع السياحة العلاجية الى جانب البحر الميت
" الحمة الأردنية "
تقع الحمة على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عمان، وتعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة
" حمامات عفرا "
تقع حمامات عفرا في جنوب الأردن، حيث تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدرا لتملأ أجواء المكان بالمعادن الشافية
* تونس *
اسهم موقعها ومناخها بدرجة رئيسة في إعطائها أهمية سياحية خاصة، فشمسها المشرقة على مدار السنة
وطقسها المتوسطي المعتدل وطبيعة أرضها المتنوعة كل ذلك جعل منها مقصداً للسواح، حيث فيها ما يناسبه
مواقع العلاج الطبيعي
لتونس منذ أقدم العصور إلى اليوم علاقة خاصة بالاستحمام والعلاج بالمياه بفضل العيون والمنابع التي تجري من الشمال إلى الجنوب
وهي مياه ذات خصائص علاجية هامة مثل التخفيف من الوزن أو آلام الظهر والمفاصل وأمراض العين والأنف والحنجرة وغيرها
ومع العلاج بالمياه المعدنية نجحت تونس في اقتحام تجربة أخرى تتمثل في العلاج بمياه البحر الذي يشكل الآن حلاً مثالياً لعدد من المشاكل الصحية
وتعتبر تونس اليوم الثانية في العالم من حيث عدد ومستوى الخدمات التي تقدمها هذه المحطات العلاجية والسياحية التي ارتفع عددها إلى 20 مركزاً .
من جهة أخرى فتح التطور الطبي في تونس آفاقاً هامة حيث تحولت إلى وجهة مميزة في مجال السياحة العلاجية تستقطب اعداداً كبيرة من دول المنطقة ومن أوروبا
المحطات الإستشفائية
هنالك بتونس توجد اربعة محطات رئيسية وهي متواجدة بالشمال و الوسط و الجنوب، علما بأن كل محطة لها اختصاصاتها العلاجية
و ذلك بناء على التركيبة الفيزيوكيميائية لمائها المعدني.
يتبع …