التصنيف: ذوي الإحتياجات الخاصة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخواتي الحبيبات اود في بداية كلامي أن أتوجه بالشكر لمشرفات القسم علي حملة قناديل الأمل
و قد قرأت بعض الموضوعات التي قامت بها الاخوات في اطار هذه الحملة الرائعة
وقد قالوا ما الاسباب الصحية مع هو كافي ووافي جزاهم الله كل خير عن ذلك

و لكني وجدت في قلبي كلاما كثيرا من واقع تجربتي مع ابني مازن و الذي يعرفه قصته أغلبكم
كلام لكل أم رزقت ملاكا مثله
كلام من قلبي و من واقعي ايضا
و لا أعرف ان كان موضوعي هذا سيدخل في اطار الحملة ام لا و لكني سأكتبه لكل أم
و أتمني أن يستفيد منه أكبر عدد

نبدأ بسم الله

عندما يتعلق الأمر بالمشاعر لا أجيد المقدمات
اعلمي حبيبتي الأم التي رزقت ملاكا من ذوي الاحتياجات الخاصة ان هناك :
اعاقة ذهنية
اعاقة حركية
اعاقة بصرية
اعاقة سمعية

ولكن ما سمعت طوال عمري عن اعاقة مشاعرية
نعم
ليست هناك اعاقة مشاعرية
فهذا الطفل يشعرررررر و يفرح و يحزن
لذلك أحبيه
أعلم انكي تحبينه بالطبع فهو ابنك او ابنتك
أقصد أحبيه ذلك الحب المليء بالأمل و التفاؤل و الايمان برب العالمين
ذلك الحب الخالي من كل احساس بالعطف او الشفقة و الحزن
أحضنيه بكل حب
فهو يشعر سيدتي بكل قلبه و ان كان لا يسمع ولا يتحرك و ان كانت قدراته العقلية لا تعمل بكفاءة
و صدقيني سلتمسين تحسنه و اشراقة وجهه و عينيه
فما حدث معي كان بدون قصد مني
مازن ابني عندما شخصوا حالته و عندما قرأت عنها وجدت انه لن تكون هناك اي استجابات و تاملت بلقبي و ايماني
واذا به يضحك و يبكي و يفرح و يحزن و اذا بطبيبه يقول لي عندما سألته ان هناك امكانية في ان يجلس في يوم من الأيام؟ (مع العلم انه أخبرني انه لن يكمل عامه الأول )
فاندهش و قال لي : يمكن و لكن بعد فترة طويلة جدا
ففرحت وقلت له : اذن الأمل موجود و كان وجهي يشع سعادة
فابتسم الطبيب و قال لي : تعرفي يا مدام ان الأمل و التفاؤل اللي عندك ده مخلي مازن يتجاوب معاكي؟ هو حاسس بيكي و حاسس انك بتحبيه و مش زهقانة منه و بيتجاوب معاكي بكل طاقته

نعم حدث ذلك و مازال يحدث

أكرر ليس هناك اعاقة مشاعرية
أخبروني انه سيرحل
وكان ردي : و من منا لن يرحل؟
و دائما الأمل بداخلي
في رمضان كان مازن تعبان جداااااااااااااااااااااا و قال لي الطبيب في المستشفي : مش هيطول يا مدام
رديت بكل ثقة و أمل: و حضرتك ضامن تخرج من الاوضة دي؟
فبهت الطبيب
فقلت له طالما هناك أنفاسا في صدره فلتقوم بعمل كل ما يلزم له
و خرجت بملاكي و اشتريت له فانوس رمضان و كم فرح به رأيت الفرحة في عينيه عندما يضيء و يغني و برغم عدم امكانه التركيز لكن طول البال تبلغ الأمل
فكنت أقضي معه وقتا طويلا احمله هو و الفانوس و اخبره ان هذا فانوس مازن و بعد عدة ايام بدأ يبتسم عندما افتح الفانوس
اشتريت له أيضا حبلا من النور المستخدم في زينة رمضان للبلكونات وعلقته بجانب سريره و تخيلوا ما حدث لما يعد ينام الا اذا فتحته له
أحبيه من كل قلبك حبيبتي
نعم لم ايأس يوما
بكيت ؟ بالطبع
كثيرا و لكني لم أفقد الأمل يوما
نعم ما زال في خطر مستمر و مازال يدخل المستشفي كل فترة ومازال الأطباء يقولون ان وجوده علي قيد الحياة معجزة
وكنت أخرج به من عيادة الطبيب وقد قال لي لم يعد بمقدوري ان افعل أكثر من ذلك تولاه الله و تولاكي
ولم تكن كلماته هذه تجعلني أفقد الأمل بل أعود لبيتي معه و أظل أتحدث معه و كان يساعدني بحول الله و قدرته
لا تيأسي و اتبعي قلبك
قالوا لن يكمل عامه الاول
وهو الان سيكمل قريبا ان شاء الله عامه الثاني
قالوا لن تكون هناك اي استجابات
و ها هو الان يضحك و يبكي و يعرفني و يعرف اخوه و ابوه و جدته و كل اصحابنا المقربين
قالوا لن ينتبه:
تعالوا لتروه يشاهد الكارتون و يبكي اذا حولت المحطة
اشتري له أجمل الملابس و أحلي برفانات حتي و ان كان داخل المستشفي و لا اعلم ان كنت سأصطحبه معي الي المنزل ام لا

لم أشعر أبدا بشفقة ولا عطف تجاهه
انما فقط الحب
الحب الخالص و الأمل و التفاؤل
و اذا قال الطبيب: كان الله في عونك سيتعبك جدا
اقول له ابني لا يتعبني ابداااااااااااااااااااا

لا أعامله معاملة خاصة ابدااااااااااااااا
عندما ذهبنا الي الشاطيء اخذته معي الي البحر و كان سعيدا جدا عندما نزل الي المياه في حضني و انا ايضا و كذلك اخوه عندما وجد أخوه يشاركه متعته
عندما نذهب الي الملاهي في العيد اخذته معي و لا تستغربوا مثلما فعل الناس هناك فقد وضعت مازن بكرسي السيارة في المرجيحة مثل أخوه و بدأت في دفعه و يا ليتكم كنتم معي لتروا ضحكته و ابتسامته و فرحته و فرحتنا كلنا بالعيد
و تجاهلت كل نظرات الناس من حولي فأنا لا أفعل خطأ

عندما اشتري لمؤمن حلويات أشتري لمازن معه ما يناسبه و اخبره ان هذه لمازن و مؤمن يعلم هذا
أضعه في كرسي السيارة في المنزل بجانب أخوه أمام الكمبيوتر ليشاركه اللعب بالتشجيع و المشاهدة
وقد استجاب
و احب كل ما فعلته معه
ؤضعت صوره بجانب صور أخوه علي الفيس بوك و لن تتخيلوا مدي استغراب الناس من ذلك
هو ابني الحبيب ولكنهم لا يعلمون
ينظر الي بعض الناس علي اني مجنونة
لا اني فقط أم تتبع قلبها و ربها

تجاهلي حبيبتي الأم كل تعليقات الناس من أمثال:
" يا حبيبي من ايه ده؟"
" ياللا معلش شدي حيلك"
" ربنا يريحه احسن هيتعبك"
ايوة لا تندهشي فقد سمعت هذا الكلام مئات المرات و كل مرة اقابله بابتسامة و اقول لهم ادعي ربنا يشفيه ان شاء الله
ايوة حتي من يتمني موته ليريحني (عجبا لهؤلاء الناس ) اقابلهم بقول

لو كان الموت و الحياة بالتمني لما مات أحد