شابة معاقة أصيبت بحادث في طفولتها سبب لها شللا كاملا وهي الآن طريحة الفراش منذ تسعة عشر عاماً
قد امتلأ جسدها وخاصة ظهرها بحفر عميقة ، فمن كثرة ملازمتها للسرير وانعدام حركتها تآكل اللحم حتى وصل إلى العظم وتكونت تلك الحفر الغائرة ، لا تخرج الأذى من بطنها إلا بمساعدة، فأولا ً تتناول دواء ملينا قوي المفعول ، ثم تساعدها أمها بالضغط على منطقة البطن
حرمت كل متع الحياة التي تتقلب فيها الشابات الصغيرات …فلا فسح ولا رحلات
ولا زيارات للأقارب ولا منتزهات وأسواق وملاهي كما تلهو الفتيات ولا زوج يؤانسها ولا ولد تضمه بحنان ولا جسد جميل تفتخر بجماله كالأخريات وتعتني به وتزينه بل ولا تتمكن من مغادرة السرير
إنه سجن مؤبد وحرمان مابعده حرمان
ورغم ذلك سخرت ما تبقى من نعم الله عليها وقد بقي لها أعظم النعم : عقلها الواعي، وقلبها المفعم بالإيمان والرضا لخدمة هذا الدين وأهله ، تحمل همة لا تجتمع في ألف شابة قوية صحيحة أن يحملها رغم حالتها النفسية السيئة والجسدية كذلك.. ستتعجبين وتسألن : و كيف لمثل هذه العاجزة أن تخدم الإسلام ؟ سأخبركن بما أخبرتني به إحدى قريباتها:
1- فتحت بيتها لمن شاء زيارتها من النساء ولو لم تعرفهن وللمدارس، أو دور تحفيظ القرآن ليعتبروا من حالها، ثم تلقي عليهن محاضراتها القـيًّـمة وكلماتها المؤثرة حتى كانت سببا بإذن الله لهداية الكثيرات
وتوبتهن وعدم ازدراء نعم الله عليهن .
2- فتحت بيتها لاستقبال المعونات العينية والمادية للأسر المحتاجة حتى إن زوجة أخيها تقول رغم أن ساحة بيتنا كبيرة لكنني لا أجد مكاناً أسير فيه من كثرة المعونات.
3– تقوم بإعداد مسابقات شهرية من كتيب أو شريط ، ثم توزعها مع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة، وتقول أريد أن أغذيهم غذاء معنوياً وحسياً في آن واحد.
أما كيف تعد المسابقة وهي بهذه الحال:
تطلب من خادمتها أن تفتح لها الشريط وتستمع إليه بكل وعي ثم تعد أسئلة في ذهنها وتطلب من زوجة أخيها كتابته على ورقة زوجة أخيها، ومثل ذلك تفعل في الكتيب بمساعدة زوجة أخيها .
يقول أحد محارمها – وهو الذي يتولى توزيع هذه المسابقة وتمويلها- لقد بحثت بين محارمي من النساء من تساعدني في إعداد هذه المسابقات فرفضن بحجة انشغالهن في أمور الحياة ، ولم أجد إلا هذه المقعدة التي بادرت بنفسها لتولي الأمر ، فهل نفعتهن صحتهن أم هل ضرها المرض؟
4- وأما الهاتف فقد حولته إلى أكبر وسيلة دعوية في حياتها ا على الرغم من أنها تجد صعوبة شديدة في تحريك يدها والإمساك بسماعة الهاتف بسبب الشلل لكنها تتحمل الآلام من أجل الإسلام وخدمته
لقد تعارف الناس من حولها على أن من رأت منكرا وتخجل من تغييره أو لا تستطيع لأي سبب فإن الملجأ الوحيد يكون إليها
فهذ بيت يخرج منه نساء متبرجات، وهذا حفل ترفع فيه للمنكر راية، وهذا…وهذا
يتصل عليها النساء ويخبرنها بمكان المنكر ورقم الهاتف الذي تسجله لها خادمتها ثم تحدثهن وتعظهن بأسلوبها المؤثر المحبوب حتى ولو كانت لا تعرفهن .
وعبر الهاتف ساهمت في تزويج عدد من الشباب والفتيات
وعبر الهاتف ساهمت في إصلاح ذات البين بين كل متخاصمين
وعبر الهاتف ساهمت في التوفيق بين الأزواج وحل مشكلاتهم الزوجية
ما رأيك أليست مؤسسة دعوية بفروعها المختلفة
(أين الهمة يا أصحاء؟)
هذه القصه تنبهك ألا تتقاعسى عن الدعوه الى الله إذا مر عليك ظرف وانه مهما كانت ظروفك فأنت قادره على خدمة دينك
التصنيف: المجلس العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أي الذي له الكبرياء نعتاً و العظمة وصفاً ، قال تعالى في الحديث القدسي : ( الكبرياء ردائي ، و العظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النّار ) رواه أحمد و أبو داود .
فله سبحانه و تعالى الكبرياء و العظمة الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما ، و لا يبلغ العباد كنههما .
و المسلم إذا اعتقد و آمن بأن الله سبحانه و تعالى أكبر من كل ّ شئ ، و أنّ كلَّ شئ مهما كبر يصغر عند كبرياء الله و عظمته ، ذلَّ لربِّه و انكسر بين يديه ، و صرف له أنواع العبادة ، و اعتقد أنّه المستحقّ لها دون سواه ، و عرف أن كلَّ مُشرك لم يقدر ربَّه العظيم حقَّ قدره ، كما قال تعالى : ( وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) _ الزمر 67_ .
و سبحان الله ! أين ذهبتْ عقول المشركين حين صرفوا ذلّهم و خضوعهم إلى مخلوقات ضئيلة ، و كائنات ذليلة ، لا تملك لنفسها شيئاً من النّفع و الضّر ، فضلا عن أن تملك لغيرها ، و تركوا الخضوع و الذّل للربِّ العظيم ، و الكبير المتعال ، و الخالق الجليل الذي عنّت له الوجوه ، و خشعت له الأصوات ، ووجلت القلوب من خشيته ، و ذّلت له الرِّقات ، تبارك الله ربّ العالمين .
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
بدأت حياتي
ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضربالناس ………. افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..
يتحاشاني الناس من معصيتي
يقول:
في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله
سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي
وقلت
كأسا من الخمر … فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها
تفعل ذلك …. وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من
الله خطوه …. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي..
حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات
فلما أكملت …. الــ 3 سنوات ماتت فاطمة
يقول:
فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على
البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما
فقال لي شيطاني:
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب
فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا
رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض …
واجتمع الناس إلى يوم ألقيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس
وأسمع المنادي ينادي فلان
يقول:
فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف
حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار
يقول:
فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت
ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف
فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ….
فقلت:
آه: أنقذني من هذا الثعبان
فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو …
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من
الثعبان لأسقط في النار
فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب
فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..
وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال
كلهم يصرخون: يا
يقول::
فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات
تنجدني من ذلك الموقف
فأخذتني بيدها اليمنى …….. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده
الخوف
ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي يا أبت
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)
يقول:
يا بنيتي …. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن
الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم ألقيامه..؟
يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى
لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً
ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك
يقول:
فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم
ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يقول:
واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله
يقول:
دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين
هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل …….. ويقول
إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا
اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار
وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..
أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك
من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة
أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التو به
لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين
أرسلها إلى كل من تعرف … فربما تكون سبب في
وتخيل عظم الأجر الذي ستحصل عليه
*لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم
ولاتنسوني من خالص الدعاء
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمة الله تعالى
إذا جاء المصلي إلى صلاة الاستسقاء ووجد الإمام يخطب بعد الصلاة فهل يصلي ركعتي الاستسقاء أم يجلس وهل تسقط عنه إذا فاتته أو يقضيها ومتى يقضيها وكذلك في صلاة العيد؟
الشيخ: إذا جاء الإنسان إلى صلاة العيد أو إلى صلاة الاستسقاء والإمام يخطب فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين لأن مصلى العيد مسجد كما نص على ذلك فقهاء الحنابلة رحمهم الله وكما هو ظاهر السنة حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يخرجنّ لصلاة العيد وأمر الحيّض أن يعتزلنّ المصلى وهذا يدل على أن مصلى العيد له أحكام المساجد وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين فإذا دخلت المسجد مسجد العيد والإمام يخطب في يوم العيد أو في يوم الاستسقاء فلا تجلس حتى تصلي ركعتين وإذا نويت بها قضاء صلاة العيد فإنك تكبر تكبيرات العيد وكذلك إذا نويت بها قضاء صلاة الاستسقاء فإنك تكبر لأن سنة صلاة الاستسقاء كسنة صلاة العيد.
صلاة الاستسقاء
مفهوم، وأسباب، وأنواع
وآداب، وآيات، وحِكَمٌ، وأحكامٌ
في ضوء الكتاب والسنة
تفضل هنـــــــــــــــــــــا
الموضوع للتذكير
غداً صلاة الاستسقاء
أسأل الله أن يغيث البلاد بالأمطار
والقلوب بالإيمان .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعـد :
فإنه حري بالمسلم أن يحرص على مواطن نزول الرحمات ، ومواطن البركات والخيرات ، من رب البريات سبحانه ،
وقد أوجدها الله سبحانه في ( مجالس الذكر ) التي تملأ القلوب خشية للواحد القهار ، وهذه بعضٌ من فضائلها وهي :
* أن الله يُـباهي بأصحاب مجالس الذكر :
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في حلقة من أصحابه ، فقال : (( ما أجلسكم ؟ )) . قالوا : جلسنا نذكر الله ..
قال : (( أما إني لم أستلحفكم تهمة لكم ، ولكنُـه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عزّ وجلّ يباهي بكم الملائكة )) رواه مسلم .
* أن أصحاب مجالس الذكر لهم نداء من السماء :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عزّ وجلّ لايريدون بذلك إلا وجهه ، إلاّ ناداهم مناد
من السماء ، أن قوموا مغفوراً لكم ، قد بُـدّلت سيئاتكم حسنات )) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني .
* ثوابُ مجالس الذكر الجنة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( غنيمة مجالس الذكر الجنة )) رواه الإمام أحمد ، وحسّنه الألباني .
* مجالس الذكر تبعث النور لأصحابها يوم القيامة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليبعثن الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النورُ ، على منابر اللؤلؤ ، يغبطهم الناس ،
ليسوا بأنبياء ولا شهداء )) . قال : (( هم المتحابون في الله ، من قبائل شتّى ، وبلاد شتّى ، يجتمعون على ذكر الله
يذكرونه )) رواه الطبراني وصححه الألباني .
* مجالس الذكر تغشاها الرحمة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يقعد قومٌ يذكرون الله ، إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ،
وذكرهم الله فيمن عنده )) رواه مسلم .
* مجالس الذكر روضة من رياض الجنة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا )) ( أي : اجلسوا وامكثوا ) قالوا : وما رياض الجنة ؟
قال : (( حِـلق الذكـر )) رواه الترمذي وحسّنه الألباني .
من رب الأرض والسموات ؟؟ أترك الجواب لك ..***
** احرص يا عبدالله على مجالس الذكر ، فإن فيها خيراً وأجراً كبيراً وعظيماً ، ويكفيك شرفاً أن يُـقال لك في نهاية مجالس الذكر :
(( قوموا مغفوراً لكم قد بُدّلت سيئاتكم إلى حسنات )) **
بتصرف من مطوية جيب بعنوان : مجالس تحفها الملائكة من إعداد : إبراهيم بن مهنا المشعان .
منقول من موقع المشكاة
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
التوبةهى وظيفة العمر.. – للسعادة
إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا، فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة؟!
وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال:
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].
والمعنى الاصطلاحي قريب من المعنى السابق.
فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر.
ثانيًا: الندم على الذنب:
بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها.
ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى الذنب:
وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.
رابعًا: التحلل من حقوق الناس:
وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد الحق لأصحابه، أو يطلب منهم المسامحة.
إلى متى تصح التوبة؟
سؤال يطرح نفسه إلى متى يقبل الله تعالى توبة عبده إذا تاب؟
ويأتي الجواب في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [النساء:17، 18].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"..
ولابد أن تكون التوبة أيضًا قبل طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله تعالى:
(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً)
[الأنعام:158].
التوبة النصوح:
يقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً)
[التحريم:8]
وقد ذكر العلماء في تفسيرها أنها التي لا عودة بعدها، كما لا يعود اللبن في الضرع. وقيل: هي الخالصة. وقيل: النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر إذا ذكر.
ولا شك أن التوبة النصوح تشمل هذه المعاني كلها، فصاحبها قد وثَّق العزم على عدم العودة إلى الذنب، ولم يُبق على عمله أثرًا من المعصية سرًا أو جهرًا، وهذه هي التوبة التي تورث صاحبها الفلاح عاجلاً وآجلاً.
أقبل فإن الله يحب التائبين:
ليس شيءٌ أحب إلى الله تعالى من الرحمة، من أجل ذلك فتح لعباده أبواب التوبة ودعاهم للدخول عليه لنيل رحمته ومغفرته، وأخبر أنه ليس فقط يقبل التوبة ممن تاب، بل يحبه ويفرح به:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) [البقرة:222].
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش، أو ما شاء الله. قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده".
لا تيأس فقد دعا إلى التوبة من كان أشد منك جرمًا:
لا تدع لليأس إلى قلبك طريقًا بسبب ذنب وقعت فيه وإن عَظُم، فقد دعا الله إلى التوبة أقوامًا ارتكبوا الفواحش العظام والموبقات الجسام، فهؤلاء قومٌ قتلوا عباده المؤمنين وحرقوهم بالنار، ذكر الله قصتهم في سورة البروج، ومع ذلك دعاهم إلى التوبة:
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)
[البروج:10].
وهؤلاء قوم نسبوا إليه الصاحبة والولد فبين كفرهم وضلالهم، ثم دعاهم إلى التوبة:
(أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم)
[المائدة:74].
وهذه امرأة زنت فحملت من الزنا لكنها تابت وأتت النبي صلى الله عليه وسلم معلنة توبتها، طالبة تطهيرها، فلما رجمها المسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم".
واستمع معي إلى هذا النداء الرباني الذي يفيض رحمة:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
[الزمر:53].
فماذا تنتظر بعد هذا؟
فقط أقلع واندم واعزم على عدم العودة، واطرق باب مولاك:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [ البقرة:186].
أذرف دموع الندم، واعترف بين يدي مولاك، وعاهده على سلوك سبيل الطاعة، وقل كما قال القائل:
أنا العبــد الــذي كسب الذنوبا و صـدتــه الأمـاني أن يتـوبَ
أنا العبــد الذي أضحى حزينــاً علـى زلاتــــه قـلـقـاً كـئيبـــا
أنا العـبد الــذي سطــرت عليه صحـائف لم يخف فيهـا الرقيبا
أنا العبــد المســيء عصيت سراً فمـا لي الآن لا أبــدي النحيـبا
أنا العبــد المفرط ضــاع عمري فلـم أرع الشـبيـبة و المشيــبـا
أنا الـعـبد الغـريـق بلــج بحـر أصيــح لربمــا ألقى مجيـــبــا
أنا العبـد السقيــم من الخطــايا وقــد أقبلـت ألتــمس الطبيبـــا
أنا العبــد المخـلف عـن أنــاس حووا من كل معـروف نصيبـا
أنا العبـد الشــريد ظلمت نفسـي وقـــد وافــيـت بابكــم مـنـيبــا
أنا العبــد الفقــير مـددت كفي إليكـم فادفعــوا عني الخطــوبـا
أنا الغدار كم عاهــدت عهــداً وكنت على الوفــاء به كــذوبـا
أنا المقطوع فارحمـني و صلـني و يسـر منك لي فرجــاً قريبــا
أنا المضطر أرجـو منك عفـواً و من يرجو رضاك فلن يخيبــا
وتذكر قول الله عز وجل:
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)
(طـه:82)
اللهم ذكرني منه ما نسيت و علمني منه ما جهلت و ارزقني تلاوته آناء الليل و أطراف النهار و اجعله لي حجة يارب العالمين
اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و اجعل الموت راحة لي من كل شر
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
لقد تقرر عند أهل السنة والجماعة وجوب محبة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إليهم ، ورعاية حقوقهم .. وقد نص علماء أهل السنة على هذا في كتب العقائد ، وجعلوا ذلك من جملة أصولهم في الاعتقاد ..
قال الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله في كتابه الشريعة باب إيجاب حب بني هاشم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين ( 5 / 2276 ) مانصه : ( واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم : بنو هاشم ؛ علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ؛ هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم ، وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم ، والصبر عليهم ، والدعاء لهم ) .
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 6/199 ) : ( ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ؛ من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحية الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم ، كالعباس وبنيه وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجميعن ) .
وكلام أهل السنة والجماعة في هذا يطول .. فإنا نشهد الله أنا نحب آل البيت ونجلهم ، ونعتقد فضلهم ، ولا نذكرهم إلا بالجميل ، وندفع عنهم كل اذى وقبيح ، ولا يعني هذا تفضيلهم على جيمع المؤمنين ، بل ننزلهم منازلهم اللائقة بهم ، من غير غلو أو جفاء .. كما أنا لا ندعي لهم العصمة من الوقوع في الذنوب والمعاصي ، بل هم كسائر البشر في ذلك ..
وأنا لست بصدد الحديث عن فضائل أهل البيت أو ماهو الواجب تجاههم .. وإنما هو حديث يدول حول أمر مهم جداً قد شاع وانتشر في الأزمان القديمة وفي زمننا هذا على الخصوص ، ألا وهو الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإثباب الشرف والنسب ، أو لمكاسب دنيوية وإلى غيرها من الأمور التي ستجدونها في ثنايا هذه الحلقة بإذن الله تعالى ..
ملحوظة قبل الدخول إلى الموضوع وللأمانة العلمية .. هذه الحلقات هي عبارة عن تلخيص لبعض الأحاديث والآثار الواردة في الوعيد من أنه ينبغي التحرز من الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحق من كتاب ( استجلاب ارتقاء الغرف ، بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف ) ( 2 / 621 – 635 ) للحافظ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي ( ت 902هـ ) تحقيق : خالد بن أحمد الصمي بابطين .. مع تعليق بسيط وشرح لمبهم ، والله الموفق ..
والآن إلى الموضوع ..
روى البخاري في صحيحه برقم ( 3509 ) في مناقب قريش عن واثلة بن الأسق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه ، أو يُري عينه ما لم تر ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ) .
وروى البخاري في صحيحه برقم ( 3508 ) عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ ، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار .
وللبخاري أيضاً برقم (6767 ) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام ) .
وأخرج ابن ماجة في سننه برقم ( 2658 ) بإسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من انتسب إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين .
وأخرج ابن ماجة أيضاً في سننه برقم ( 2793 ) بسند حسن صحيح عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كُفر بامررئ ادعاء نسب لايعرفه ، أو جحده ، وإن دق ) .
وكذا هو عند أحمد كما في المسند ( 2 / 215 ) بلفظ : ( كفر تبرؤ من نسب وإن دق ، وادعاء نسب لا يُعرف ) .
وفي مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة للبوصيري ( 2/ 326 ) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ادعى إلى غير أبيه لم يرح ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ) . والحديث صحيح .
إلى غير ذلك من الأحاديث التي حَمْلُها على ظاهرها يحتاج إلى تأويل ، و ذلك بالمستحيل له ، أو بأن المراد كفر النعمة ، وإن لم تحمل على ظاهرها ؛ فيكون ورود ذلك على سبيل التغليظ لزجر فاعله ، أو المراد بإطلاق الكفر أن فاعله فعل فعلاً شبيهاً بفعل أهل الكفر . انظر شرح مسلم للنووي ( 2 / 57 ) والفتح لابن حجر ( 6 / 540 ) .
وقد ثبت عن مالك بن أنس رحمه الله أنه قال : من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم – يعني بالباطل – يضرب ضرباً وجيعاً ويُشَهَّر ، ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته ؛ لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم . أورده السمهودي في جواهر العقدين ( ص 470 – 471 ) .
ورحم الله مالكاً ، كيف لوأدرك من يتسارع إلى ثبوت ما يغلب على الظن التوقف في صحته من ذلك بدون تثبت ، غير ملاحظ ما يترتب عليه من الأحكام ، غافلاً عن هذا الوعيد الذي كان معيناً على الوقوع فيه ؟! إما بثبوته ولو بالإعذار فيه ؛ طمعاً في الشيء التافه الحقير ، قائلاً : الناس مؤتمنون على أنسابهم !! وهذا لعمري توسع غير مرضي .
فائدة ..
ذكر البقاعي في تاريخه الموسوم بـ إظهار العصر لأسرار أهل العصر في حوادث شهر محرم سنة ( 861هـ ) أن قاضي القضاة وشيخ الإسلام السعد الديري الحنفي ، ضرب أحمد المغربل المشهور بـ ( المدني ) ضرباً شديداً ! وطوفه في القاهرة ينادى عليه : ( هذا جزاء من يريد أن يدخل في النسب الشريف بغير حق !! ) .
وسبب ذلك أن المذكور أراد أن يثبت أنه شريف ، وكذا غيره من الفجرة بواسطته ، وذلك أن اتفق مع بعض شهود الزور وادعى أنه من قرية الجعفرية ، وأن أهلها من أولاد جعفر الصادق ، فما كفاه كذبه لنفسه حتى أراد أن يثبت الشرف لجميع أهل القرية !! مع أن المذكور من أولاد نصارى بعض قرى دمياط ، وأنه كان يحترف بالغربلة في بولاق . انظر تاريخ البقاعي ( 2 / 230 – 231 ) .
روى مسلم في صحيحه برقم ( 934 ) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة .. ) الحديث .
ومن هنا توقف كثير ممن أدركناه من قضاة العدل عن التعرض لذلك ثبوتاً ونفياً ؛ للرهبة مما قدمته .
فائدة أخرى ..
كتب في محضر يتضمن نفي طائفة عن الشرف – أي عن شرف الانتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم – ؛ الأستاذ أبو حامد الإسفرايني ، وأبو الحسين القدوري ، وناهيك بهم جلالة في طائفة من العلماء المقتدى بهم ؛ والله الموفق .
قلت :كُتب هذا المحضر الذي أشار إليه المصنف ، ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ( 402 هـ ) وهو يتضمن نفي نسب الخلفاء العلويين الفاطميين المصريين ، وأنهم لا نسب لهم إلى علي بن أبي طالب ، ولا إلى فاطمة كما يزعمون !! بل هم أدعياء كذبة ، عبيديون كفّار فسّاق فجّار ، ملحدون زنادقة معطلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون .
وقد وقع على هذا المحضر جماعة من العلماء والقضاة والأشراف ، والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين . انظر نص هذا المحضر وأسماء من وقع عليه من العلماء والأشراف والأعيان وما يتعلق به في : المنتظم لابن الجوزي ( 15 / 82 – 83 ) والكامل في التاريخ لابن الأثير ( 8 / 73 ) والبداية والنهاية لابن كثير ( 11 / 369 ) ومرآة الجنان لليافعي ( 3 / 48 ) والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ( 4 / 230 ) .
ثم عمل ببغداد محضر آخر سنة ( 444هـ ) يتضمن القدح في نسبهم ، وعمل به عدة نسخ وسُيّر في البلاد ، وشيع بين الحاضر والباد . انظر : المنتظم ( 15 / 336 ) و الكامل في التاريخ ( 8/ 310 ) والبداية والنهاية ( 12 / 68 ) ومرآة الجنان ( 3 / 48 ) .
وللعلم ؛ فإنه مع جميع ما سبق ، فقد أجهد المؤرخ الشهير المقريزي نفسه بما لا طائل تحته وصحح نسبهم الدعي ، وأشاد بذكر مناقب خلفائهم ، وفخّم من شأنهم !! انظر : المواعظ والاعتبار ( 1 / 356 ) . وله كتاب آخر سماه ( اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا ) .
وكذا فعل العلامة ابن خلدون في مقدمته ( ص 121 ) واعتبر التشكيك في نسبهم بعض مظاهر التوهم في التاريخ ..
وللفائدة يمكن مراجعة رسالة لطيفة بعنوان ( قضية نسب الفاطميين أمام منهج النقد التاريخي ) للدكتور عبد الحليم عويس ، من منشورات مكتبة ابن تيمية ، المحرق ، البحرين .
وقبل أن أختم تفضلوا هذه الأبيات الجميلة المتعلقة بالموضوع ..
قال ابن خلكان وغيره : أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر ، حتى أن العزيز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة ، فوجد هناك رقعة فيها :-
إذا سمعنا نسباً منكرا *** نبكي على المنبر والجامع
إن كنت فيما تدعي صادقاً *** فاذكر أباً بعد الأب الرابع
وإن ترد تحقيق ما قلته *** فانسب لنا نفسك كالطالع
أولا دع الأنساب مستورة *** وادخل بنا في النسب الواسع
فإن أنساب بني هاشم *** يقصر عنها طمع الطامع
أوردها الذهبي في السير ( 15 / 168 – 169 ) وابن خلكان في وفيات الأعيان ( 5 / 373 ) وابن قاضي شهبة في الكواكب الدرية ( ص 209 ) .
والحمد لله رب العالمين ..
أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده
خواتي ادخلن الى ه – تم الرد
احذروا كلمة ( إلا رسول الله )
اعضاء وعضوات في منتديات لكِ
هل يجوز قول عبارة " إلا رسول الله "؟
ما حكم قول العبارة : " إلا رسول الله " ؟
الحمد لله
تتابع كثير من الناس على استعمال هذه العبارة للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعلوها شعاراً لمقاطعتهم الدول التي وقفت مع من أساء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا شك في حسن قصد من استعملها وأطلقها ، ولكن هذه العبارة من حيث معناها فيها إشكال ، وهو أنه ذكر فيها المستثنى ولم يذكر المستثنى منه .
وعلى أي تقدير للمستثنى منه ، يكون معنى العبارة غير مستقيم ، فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا المعنى باطل ، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى ، ولا إلى القرآن ، أو الإسلام ، أو أحد من الأنبياء والمرسلين ، أو الملائكة ، أو الصحابة رضي الله عنهم ، أو أمهات المؤمنين ، أو إخواننا المؤمنين ، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح ، وهو ما جعل بعض علمائنا يفتون بأنها غير جائزة .
فقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : انتشر في هذه الأيام كتابة عبارة " إلا رسول الله " ، فهل ترون جواز استعمال هذه العبارة ؟ .
فأجاب :
"لا أرى جوازها ؛ لأنها لا تـُفيد شيئاً ، هي عندي تشبه ذِكر الصوفية " الله ، الله " ! .
لكن نعلم أن مقصود الذين يكتبونها هو : " كل شيء إلا الرسول ، لا تقربون حماه ، ومقامه ، وحرمته ، هذا مُــراد من كتبها ، لكن إذا نظرنا لتحديد لفظة " إلا رسول الله " : ( صار المعنى ) : سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله ! هل هذا صحيح ؟ وهل يستقيم الكلام ؟ .
سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله . فهي غلط" انتهى .
" شرح مقدمة أصول التفسير " الدرس الرابع ، السؤال الأول .
وهذا رابط المادة الصوتية :
البث الإسلامي
وسئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله : عن تعليق هذه العبارة .
فأجاب : "أما " إلا رسول الله " : فهذا كلام غير صحيح ؛ لا بد أن يؤتى بالمستثنى منه , ولا شك أن الإساءة لله تعالى أعظم من الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهي عبارة غير مستقيمة ، ولا تصح" انتهى .
" شرح سنن ابن ماجه " .
والله أعلم
معلومة مهمة أحببت نقلها لكم للفائدة
الإسلام سؤال وجواب