أنا هبة رب السماء، ورسول الشفاء، وصديقة الرجال والنساء، ومعجزة العلماء، تفتقت عقولهم عن
اكتشاف فوائدي العظيمة، ومزاياي الجليلة بعد أبحاث كليلة، ونشاطات عديدة، أثبتت أنني العدو
الأول (للكوليسترول) والدرع الواقي من سرطان الرحم وأورام الكهول .
أنا المباركة من السماء، أقسم بي الرب في كتابه العزيز حيث قال: "والتين والزيتون" ، وقال
يذكرني أيضاً: "ينبت لكم به الزرع والزيتون" .
وقد أغدق عليّ مولاي إطراءه الجم في قوله تعالى : "يوقد من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار".
ا ستعملني الفينيقيون القدماء كمصدر للنور حيث جعلوا من زيتي مادة منيرة في مصابيحهم
الطينية، ولكن الرومان بلغ تعظيمهم إياي أن حرّموا استخدام خشبي كحطب ووقود .
أما حبيبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم – فقد فضلني على الأراك في السواك حين قال: "نعم
السواك الزيتون من شجرة مباركة، يطيب الفم ويذهب الحفر، هو سواكي وسواك الأنبياء قبلي" رواه الطبراني .
وقال عليه السلام: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة"، وجاء في لسانالعرب "الزيتون شجر معروف والزيت دهنه وواحدته زيتونة".
زيتي نافع وصحي و مقوي ومغذي للجسد أما أوراقي ، إذا غليت وشربت، نفعت بإذن الله في
حالات ضغط الدم وقصور وظائف الكلى رؤيتي تبعث في النفس الارتياح، في اليقظة والمنام، قال ابن سيرين: شجرة الزيتون في المنام تدل على العالم والواعظ والطبيب.
حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت هاتفاً يقول لي: إن شئت العافية، فخذ بلا ولا، فقال ابن
سيرين: كل الزيتون، أوّله من قوله تعالى: (زيتونة لا شرقية ولا غربية) .
وفوق هذا وذلك، فأنا رمز السلام، منذ عادت الحمامة التي أرسلها نوح عليه السلام، بغصن من
أغصاني، فكوفئت بطوق الأمان .
قال عني الأصمعي بحرف سجلته الكتب، حدثني عبد الملك بن صالح بن علي، قال: تبقى شجرة
الزيتون ثلاثة آلاف سنة .
وفجأة…. تذكرت الماضي التليد، ماضي الفتوحات المشرقة…… أطرقت الشجرة واجمة، وفقدت
من ثغرها الابتسامة الدافئة، اصفرّ لونها، وتهدّج صوتها، ثم زفرت زفرة حارقة من أعماقها
خرجت ثائرة، خيّم الحزن…. اعصرها الألم… وناحت كما الثكلى… وبكت بكاء يقطع أوتار
الفؤاد، بل يفطر القلب الصوان، ويدمع العين المتحجرة….. وتحركت شفاهها المرتجفة..
رباه يا رباه .. أخواتي اللاتي أظللن صحابة نبيك – صلى الله عليه وسلم – في بيت المقدس…
يتعرضن للذل والهوان… للقتل والاغتيال.. شر خلقك، وحثالة عبيدك، بغوا وظلموا وتجبروا…
وعاثوا في الدنيا الفساد…
رباه يا رباه… تم اجتثاث وقتل ستة آلاف من أخواتي أشجار الزيتون، في أقل من عام في
الأرض التي باركت حولها…
رباه يا رباه.. يا من يجيب المضطر إذا دعاه… ويكشف السوء، ومن سواه؟ثم شهقت شهقة اهتز
لها جذعها.. واهتزت الأرض رأفة بها.. رفعت رأسها لعنان السماء، وتطلّعت للحنّان المنّان، ذو
الرحمة والإحسان، ثم أردفت:
الهي …….. قلت وقولك الحق: "نصر من الله وفتح قريب"
الهي ……. ذو الملك والملكوت، والعزة والجبروت…. اجعله نصراً مؤزراً، عاجلاً غير آجل،
تكتحل به عيون عبادك الموحدين، وتشف به قلوب قوم مؤمنين، اللهم انصر شجرتك المباركة…
في الأرض المباركة… شجرة السّلام والإسلام.
………. منقول من موقع .. لها اون لاين,,
,, و دمتم ســـالمين ,,