التصنيفات
روضة السعداء

صفة الوضوء
راجعها فضيلة الشيخ العلامة
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ( حفظه الله )

* إذا أراد المسلم أن يتوضأ فإنه ينوي الوضوء بقلبه ثم يقول : ( بسم الله ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وإذا نسي أن يسمي فلا شيء عليه .
* ثم يُسن أن يغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يبدأ وضوءه [أنظر صورة 1] .

* ثم يتمضمض ، أي : يدير الماء في فمه ، ثم يخرجه * ثم يستنشق ، أي يجذب الماء بنَفَسٍ من أنفه ، ثم يستنثر ، أي يخرجه من أنفه [ أنظر صورة 2] .

* ويُستحب أن يُبَالغ في الاستنشاق ( أي يستنشق بقوة ) إلا إذا كان صائماً ، فإنه لا يُبالغ ، خشية أن يدخل الماء إلى جوفه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )* ثم يغسل وجهه ، وحدُّ الوجه طولاً : من منابت شعر الرأس ، إلى ما انحدر من اللحيين والذقنين . [ أنظر صورة 3 ] ، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً [ أنظر صورة 3 ].
* والشعر الذي في الوجه إن كان خفيفاً فيجب غسله وما تحته من البشرة ، وإن كان كثيفاً وجب غسل ظاهره ، لكن يُستحب تخليل الشعر الكثيف ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته في الوضوء [ أنظر صورة 4 ].
* ثم يغسل يديه مع المرفقين ، لقوله تعالى { وأيديكم إلى المرافق } ، [ أنظر صورة 5 ] .


* ثم يمسح رأسه مع الأذنين مرة واحدة ، ويبدأ من مقدمة رأسه ثم يذهب بيديه إلى مؤخرة رأسه ثم يعود إلى مقدمة رأسه مرة أخرى [ أنظر صورة 6 ]


ثم يمسح أذنيه بما بقي على يديه من ماء الرأس [ أنظر صورة 7 ] .

* ثم يغسل رجليه مع الكعبين ، لقوله تعالى { وأرجلكم إلى الكعبين } 5 والكعبان هما العظمان البارزان في أسفل الساق [ أنظر صورة 8 ] ، ويجب غسلهما مع الرجل .

* من كان مقطوع الرجل أو اليد ، فإنه يغسل ما بقي من يده أو رجله مما يجب غسله [ أنظر صورة 9 ]

، فإذا كانت اليد أو الرجل مقطوعة كلها ، غسل رأس العضو .
* ثم يقول بعد فراغه من الوضوء :
( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) .
* يجب على المتوضئ أن يغسل أعضاءه بتتابع ، فلا يؤخر غسل عضو منها حتى ينشف الذي قبله .* يباح أن يُنشف المتوضئ أعضاءه بعد الوضوء

سنن الوضوء :

1- يُسَن للمسلم أن يتسوك عند وضوءه ، أي قبل أن يبدأ وضوءه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء )
– يُسَن للمسلم أن يغسل كفيه ثلاثاً قبل أن يبدأ وضوءه – كما سبق – [ أنظر صورة 1 ] ،
إلا إذا كان قائماً من النوم ، فإنه يجب عليه غسلهما ثلاثاً قبل وضوءه ، لأنه قد يكون فيهما أذى وهو لا يشعر ، لقوله صلى الله عليه وسلم
( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً ، فإنه لا يدري أين باتت يده )
– تُسَن المبالغة في الاستنشاق ، كما سبق 4- يُسَن للمسلم عند غسل وجهه أن يُخلل لحيته إذا كانت كثيفة [ كما سبق ] .
– يُسَن للمسلم عند غسل يديه ورجليه أن يخلل أصابعهما ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( وخلل بين الأصابع ) [
[ أنظر صورة 10 ].
6- يُسَن للمسلم أن يبدأ في وضوءه بأعضائه اليمنى قبل اليسرى ، أي أن يبدأ بغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى ، والرجل اليمنى قبل الرجل اليسرى .
7- يُسَن للمسلم أن يغسل أعضاءه في الوضوء مرتين أو ثلاث مرات ولا يزيد على الثلاث ، أما الرأس فإن لا يمسحه أكثر من مسحة واحدة . 8- يُسَن للمسلم أن لا يسرف في ماء الوضوء ، لأنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً وقال:
( من زاد فقد أساء وظلم )

نواقض الوضوء :
ينتقض وضوء المسلم بهذه الأشياء :1- الخارج من السبيلين ، من بولٍ أو غائط .
2- الريح الخارجة من الدُبر .3- زوال عقل الإنسان ، إما بجنون ، أو إغماء ، أو سُكْر ، أو نوم عميق لا يحس فيه بما يخرج منه ، أما النوم اليسير الذي لا يغيب فيه إحساس الإنسان ، فإنه لا ينقض الوضوء .4- لمس الفَرْج باليد بشهوة ، سواءً كان فَرْجه هو أو فَرْج غيره ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من مسَّ فرجه فليتوضاً )
5- أكل لحم الإبل ، لأنه صلى الله عليه وسلم سُئل : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ( نعم )
* شرب لبن الإبل لا ينقض الوضوء ، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر قوماً أن يشربوا من ألبان إبل الصدقة ، ولم يأمرهم بالوضوء من ذلك .
* الأحوط أن يتوضأ إذا شرب ( مرقة ) لحم الإبل .

ما يَحْرم على الـمُحْدث :
إذا كان المسلم مُحدثاً ، أي ليس على وضوء ، فإنه يَحْرم عليه التالي :
1- لمس المصحف ، لقوله صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى أهل اليمن ( لا يمس القرآن إلا طاهر )
– أما قراءة القرآن دون لمس المصحف فتجوز للمُحْدث .
2- الصلاة ، فلا يجوز للمُحْدث أن يصلي حتى يتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقبل الله صلاةً بغير طهور )
* يجوز للمُحْدث أن يسجد سجود التلاوة ، أو سجود الشكر ، لأنهما ليسا بصلاة ، والأفضل أن يتوضأ قبل السجود .

_ الطواف ، فلا يجوز للمُحْدث أن يطوف بالكعبة حتى يتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( الطواف بالبيت صلاة ) . ولأنه صلى الله عليه وسلم توضأ قبل طوافه
تنبيه مهم :
لا يشترط للوضوء أن يغسل المسلم فرجه ، لأن غسل الفرج ( القُبُل أو الدُبُر ) يكون بعد البول أو الغائط ، ولا دخل له بالوضوء .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

المصدر

http://www.saaid.net/rasael/wadoo/index.htm
الشرح الفقهي المصور

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب )
(صحيح)

أخواتكم في طاقم روضة السعداء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

يَقُول تَعَالَى إِذَا خِفْت مِنْ قَوْم خِيَانَة فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَهْدهمْ عَلَى سَوَاء فَإِنْ اِسْتَمَرُّوا عَلَى حَرْبك وَمُنَابَذَتك فَقَاتِلْهُمْ

" وَإِنْ جَنَحُوا " أَيْ مَالُوا " لِلسَّلْمِ " أَيْ الْمُسَالَمَة وَالْمُصَالَحَة وَالْمُهَادَنَة

" فَاجْنَحْ لَهَا " أَيْ فَمِلْ إِلَيْهَا وَاقْبَلْ مِنْهُمْ ذَلِكَ

وَقَوْله " وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه " أَيْ صَالِحْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه فَإِنَّ اللَّه كَافِيك وَنَاصِرك .

ومثال ذلك

لَمَّا طَلَبَ الْمُشْرِكُونَ عَام الْحُدَيْبِيَة الصُّلْح وَوَضْع الْحَرْب بَيْنهمْ وَبَيْن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ تِسْع سِنِينَ أَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ مَعَ مَا اِشْتَرَطُوا مِنْ الشُّرُوط الْأُخَر .

فوجب تبيان أحكام انتهاء القتال والحرب
أحكام إنتهاء الحرب

عند ابن تيمية رحمه الله
1- الصلح

الصلح هو عقد يرفع النزاع بالتراضي

يرى ابن تيمية رحمه الله مشروعية الصلح ويعتبرها وسيلة شرعية للإنهاء الخصومة وإيقاف الحروب

وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال للحسن ( إن ابني هذا سيد وإن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )

أخرجه البخاري وأبو داود

ولا يجوز لـلإمام أن يصالح قوما من المشركين من غير جزية ولا خراج إلا للحاجة

كان المسلمون لا يكتفون بالتعاقد شفهيا على الصلح وإنما كتبوه للمحافظة على النصوص والمطالب لتنفيذها والرجوع إليها

وللصلح أقسام

* صلح مؤقت يسمى الموادعة والمعاهدة والمسالمة والمهادنة

وهو مصالحة أهل الحرب على ترك القتال مدة معينة بعوض أو غيره

* صلح مؤبد فهو عقد الذمة

2- الهدنة
الهدنة هي الاتفاق على وقف القتال بين المحاربين
وتنقسم الهدنة إلى قسمين

* هدنة مؤقتة
ويكون الوقت لازما بين الطرفين يجب الوفاء به
*هدنة مطلقة
وهنا يعمل بها الإمام حسب المصلحة
فهي عهود جائزة لا لازمة فإنها مطلقة ويكون مخيرا بين إمضائها ونقضها
ولـ الأمان والهدنة أحكام عند ابن تيمية رحمه الله
* المهادنة تتبع المصلحة الشرعية كما يراها الإمام والمصلحة تتنوع فتارة تكون المصلحة الشرعية القتال وتارة تكون المصلحة المهادنة وتارة تكون المصلحة الإمساك والاستعداد بلا مهادنة
* الكافر الأصلي يجوز أن يعقد له أمان وهدنة ويجوز المن عليه والمفادات به إذا كان أسيرا أما المرتدين فلا يجوز أن يعقد لهم أمان ولا هدنة
* ما أقت من العهود لم يبح نقضه
* ويجوز لمن أعطى الأمان لمن ترك القتال قبل الاستيلاء على الارض
* لايجوز أن يصالح قوما من المشركين بغير جزية ولا خراج إلا للحاجة

3- المستأمن وأحكامه
المستأمن هو الذي يقدم من بلاد الكفار رسولا أو تاجرا ونحوذلك

إن كان من أهل الذمة والعهد والمستأمن منهم لا يجاهد بالقتال فهو داخل فيمن أمر الله بدعوته

أن المستأمن والذمي ليسا مكافئين للمسلم

إن المستأمن لو زرع في دار الاسلام لكان الواجب عليه خمسين ضعفا ما يؤخذ من الذمي
واذا اتجر في دار الاسلام يؤخذ منه العشر ضعفا مما يؤخذ من الذمي

المستأمن والذمي والمصالح فهؤلاء يضمنون ما أتلفوه للمسلمين من النفوس والاموال ويغاقبون على ما تعدوا به على المسلمين

4- عقد الذمة

الذمي هو الكافر الذي يقيم في بلاد المسلمين بعقد بينه وبين الدولة الاسلامية فيصير مواطنا من مواطيينها

لا يجوز عقد الذمة للمشركين سواء كانوا عربا أو عجما ولا المرتدين ولا الصائبة ونحوهم

يجوز عقد الذمة لليهود والنصارى والمجوس

يجوز عقد الذمة لأسير الكفار وفرض الجزية عليه

نواقض الذمة كما ينص عليها ابن تيمية رحمه الله

* امتناع الذمي عما يجب عليه فعله أو الامتناع عن الطاعة

* إتيانه ما يجب عليه تركه سواء كان به ضرر على المسلمين

إذا انتقضت ذمة الذمي عاد حربيا حلال الدم اذا لحق بدار الحرب ثم وقع بأيدي المسلمين أسيرا

5- التحكيم

هو اتفاق بين الطرفين أو اكثر على إحالة النزاع بينهم إلى طرف أخر ليحكم فيه

ودل اللجوء الى التحكيم على رقي الجماعات البشرية الفطرية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرون أولئك الرجال الذين غلبت ألقابهم على أسمائهم فاشتهروا بها

وعرفوا بها قديما وحديثا أكثر مما عرفوا بأسمائهم .
وقد تضيف الألقاب لحاملها عزة وعلوا أكثر مما أعطاه اسمه بكثير

فما بالنا إن كان اللقب هو من أروع الألقاب وأقربها حبا في الله
ما أروع أن يطلق على رجل ما مرابط في سبيل الله

وما أروع أن يزداد لقبه شرفا فيصبح شهيدا في سبيل الله
إنها ألقاب ممنوحة من رب العالمين لاتعادلها ألقاب الدنيا ومسمياتها

هي ألقاب تعلو بصاحبها ليكون بصحبة نبي الرحمه محمد عليه أفضل

الصلاة والسلام
ما أروع اللألقاب التي تمنح لنا من رب العزة فتمنحنا عزيمة وقوة

ونفس أبيه تجاهد بكل ماتملك لتنال أعلى مسميات القرب من الله
هاهم رجالنا في الجنوب أدركوا قيمة الرباط والحراسة في سبيل الله

فتعالت أرواحهم تهفو لتنال ألقاب هي شرف وعزة لحاملها
ودعونا نستعرض روعة أحاديث الرباط وفضله وشرف حامل لقبه

الرباط هو: الإقامة في الثغور، وهي: الأماكن التي يخاف على أهلها أعداء الإسلام

والمرابط هو: المقيم فيها المعد نفسه للجهاد في سبيل الله

والدفاع عن دينه وإخوانه المسلمين

وقد ورد في فضل المرابطة والحراسة في سبيل الله أحاديث كثيرة…….
عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها))

الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2892
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان))وزاد: ((وبعث يوم القيامة شهيداً)).
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1913
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر))

الراوي: فضالة بن عبيد الأنصاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1218
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((المجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل))

الراوي: فضالة بن عبيد الأنصاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1218
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة، ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل))

الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 3479
خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله، ويجري عليه رزقه إلى يوم القيامة))
الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1220
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع الأكبر))

الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/221
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

وقال فيه: ((والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة، وغدي عليه وريح برزقه، ويزوج سبعين حوراء، وقيل له قف اشفع إلى أن يفرغ من الحساب)) .

الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/221
خلاصة حكم المحدث: إسناده مقارب

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت خشية من الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله))

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/225
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عينان لا تمسهما النار أبداً: عين باتت تكلأ في سبيل الله، وعين بكت خشية من الله))
الراوي: أنس المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/226
خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات

أو قال(عينان لا تريان النار)).
وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها))

الراوي: عثمان المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/226
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
هذا هو عظيم فضل الرباط الذي ناله رجال ضحوا بأنفسهم

فوقفوا في وجه المعتدي تملأهم روح النصر وحب الشهادة

يناديهم بالفوز بجنات الخلد أبدا .

نسأل الله أن يوفق رجال الجنوب وأن يجمعهم على الهدى

وأن يوحد صفوفهم وكلمتهم على الحق، وأن يمن عليهم بالاعتصام بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام

وتحكيم شريعته والتحاكم إليها والاجتماع على ذلك

والتعاون عليه إنه جواد كريم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي ..لفت انتباهي موضوع الأخت الغاليه زود الغلا الذي نقلته لنا عن قصة قيام الليل
هنا
قصتي مع قيام الليل …روعه
وقلت لنفسي كم نحن بحاجة لأن نشد ايدينا ببعضها لنصل معا لهذه اللذه وهذه السعادة
قيام الليل وتجاربنا فيه ونصح بعضنا لذلك
فهاكم يدي
ومدوا الي بأيديكم في هذه الدورة البسيطة التي ستجلعنا بإذن الله وبعونه نستطيع أن نقوم الليل

تابعوني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد


تفضل هنا
الدرس الخامس : صفة الجلسة بين السجدتين وما يُقال فيها من ذكر
صفة الجلسة بين السجدتين : نبدأ بصفة الجلسة كما جاء في كتاب صفة الصلاة لأبن عثيمين رحمه الله تعالى يقول فيه ( ويجلس بين السجدتين مفترشاً وكيفيته : أن يجعل الرجل اليسرى فراشاً له ، وينصب الرجل اليمنى من الجانب الأيمن. أما اليدان فيضع يده اليمين على فخذه اليمنى أو على رأس الركبة، ويده اليسرى على فخذه اليسرى أو يلقمها الركبة، فكلتاهما صفات واردتان عن النبي صلى الله عليه وسلم ) انتهى

وعَن عائشة؛ قالت: كان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً. فإذا سجد فرفع رأسه، لم يسجد حتى يستوي جالساً. وكان يفترش رجله اليسرى . رواه مسلم
وعن البراء قال: كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده، وبين السجدتين، وإذا رفع من الركوع، ما خلا القيام والقعود، قريبا من السواء. البخاري

ما يُقال فيها من ذكر : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني ، واجبرني وعافني وارزقني ) رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: " اللهمَّ اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني ". سنن أبي داود
وقال ابن عثيمين رحمه الله ( ولكن الصحيح أنه يقول كلَّ ما ذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : «ربِّ اُغفرْ لي، وارحمني، (وعافني)، واُهدني، وارزقني» أو «اجبرني» بدل«ارزقني» وإن شاء جمع بينهما؛ لأن المقام مقام دعاء )

مخالفات في الجلسة بين السجدتين وليست مبطلات :
1_ من المخالفات السرعة المخالفة للطمأنينة .
2_ الدعاء بغير الوارد .
3_ الاستمرار بالدعاء للوالدين بهذا الموضع .
4_ نرى من بعض إخواننا من الدول الإسلامية سرعة الجلسة حتى أنه لا يكاد يقول ( ربي اغفر لي ) مرة واحدة ..نرجو التنبيه من أئمة المساجد على ذلك .
5_ نصب الرجل اليسرى وافتراش اليمنى وهذا مخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ( و نحن نتحرى موافقة السنة في كُل موضع ) .
6_ لا مانع من التورك إذا كانت الأرض تحته صلبه وتؤذي قدميه أو لحاجة
تجد جميع ما ذكر أعلاه وزيادة في هذه المطوية المنسقة الجاهزة للطباعة والنشر : تفضل هنا

اللَّهُمَّ يَا سَامِعَ الصَّوْتِ، وَيَا سَابِقَ الفَوْتِ، وَيَا كَاسِيَ العِظَامَ لَحْماً بَعْدَ المَوْتِ، فَرِّجْ عَنَّا كُرَبَ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَآمِنَّا مِنْ أَهْوَالِ الحَاقَّةِ وَالصَّاخَّةِ وَالطَّامَّةِ، وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ وَتَبْيَضُّ وُجُوهٌ، وَابْعَثْنَا غُرّاً مُحَجَّلِينَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَطَوَلِ النَّاسِ أَعْنَاقاً مَعَ الدُّعَاةِ وَالمُؤَذِّنِينَ، وَأَظِلَّنَا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَ نَبِيِّكَ الأَمِينِ، وَارْزُقْنَا جِوَارَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ وَبَلِّغْنَا مُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالصِدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً. اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ وَأَعِنّا عَلَى صِيامِهِ وَقِيامِهِ عَلَى الوَجْهِ الّذِي يُرضْيِكَ عَنّا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ

أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
1/7/1437-1436هـ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله الذي أنعم علينا بإنزال القرآن

هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

ونصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وآتاه الحكمة والتبيان

عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
القرآن مصدر التشريع لنا

وتأتي السنة النبوية موضحة لكثير من أحكام

القرآن لذلك تعتبر السنة النبوية المصدر الثاني

من مصادر التشريع

وقد اهتم العلماء كثيرا بالسنة وتحري الصحيح منها

ومنهم من خصص كتب لجمع الصحيح من السنة وحرصه على ذلك أشد الحرص منهم

البخاري وقد بلغ من حرص البخاري
أنه لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين
والسنة النبوية
هي كل ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوال وأعمال وما وافق عليه من أقوال وأعمال صحابته
والسنة تساعدنا
على فهم ماجاء في القرآن
وقد تفصل ماجاء فيه مجملا
وقد حثنا
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بالتمسك بها
والابتعاد عن الابتداع
بقوله :
( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فمن تمسك بالسنة نجا
ومن ابتدع في الدين هلك
نعوذ بالله أن نكون من الهالكين


فالله يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43]،
فإن المفروض على العبد المسلم خمس
صلوات في اليوم والليلة، ولا يقبل الله من
عبده صلاة إلا أن يأتي بهن كاملات:
وهن ركعتان في الفجر، وأربع ركعات في الظهر
، وثلاث ركعات في المغرب، وأربع ركعات في العصر، وأربع ركعات في العشاء،
فهذا التفصيل لم تجده في كتاب الله
ولكن بينته السنة عملاً بقوله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]، إلى آخر الآيات.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما علمنا الصلاة قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)

وجاءت أحكام في السنة لم تذكر في القرآن منها
تحريم أن يجمع الرجل البنت مع عمتها ومع خالتها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(لا يجمع رجل بين البنت وخالتها ولا بين البنت وعمتها)
وتحريم كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير وغيرها

وقد حرص السلف على وعلماء السنة النبوية
على جمعها ومن أهم الكتب في ذلك
صحيح البخاري, صحيح مسلم, سنن أبي داود, سنن الترمذي, سنن ابن ماجة , مسند الإمام أحمد ،موطأ مالك,..

و يجب على المسلمين الاهتمام بالسنة حفظا و فهما و تطبيقا .

والتمسك بالسنة يعني أمورا :

1

– القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .
2- اجتناب البدع العملية والاعتقادية .
3- الحرص على تطبيق السنن والمستحبات بحسب قدرته واستطاعته .
4- دعوة الناس إلى الخير ومحاولة إصلاح ما أمكن .

وعلينا التمسك بالسنة وتطبيقها
ولو خالفنا من خالفنا
فلا نغتر بكثرة الهالكين
إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بأن الذين على سبيل النجاة
فرقة واحدة وهم الذين أخبر بأنهم ناجون
، فكيف ينخدع المسلم بالكثير والكثير
الذين خالفوا هذه السنة
وساروا على طريق منحرفة ملتوية
فعلى المسلم أن يقصد وجه الله،
ويعمل برضاه، ويسير على النهج القويم
، ودليله سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- التي هي سبيل النجاة،
التي هي الوسيلة لمن أراد النجاة،
وأراد الاتباع، وأراد أن يحشر في زمرة
النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فأما
ما يضاف إلى هذه السنة من البدع
ومن المحدثات فإن ذلك لا شك أنه
ضلال وأنه انحراف.


كان -صلى الله عليه وسلم- يوصي أصحابه

وأمته بأن يسيروا على سنته فهو في كل خطبة غالبا يقول لهم:

إن أفضل الكلام كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

فيبين لهم أن النجاة تكون باتباع كلام الله تعالى، وباتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هذا والصلاة والسلام على سيد الانام

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

المراجع

موقع سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله

موقع الاسلام سؤال وجواب

موقع إسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله نحمده ،ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،

وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداٌ عبده ورسوله
يسرني ان أكتب لكم سيرة فاروق هذه الامه الذي قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه ( كان اسلامه فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمارته رحمه )

اسمه كاملا رضي الله عنه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح ابن عدي بن كعب القرشي
أسماء زوجاته رضي الله عنه

زينب بنت مظغون ابن حبيب وانجبت له عبدالله – عبد الرحمن الأكبر – حفصة ام المؤمنين هي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم

ام كلثوم بنت جرول الخزاعيه وانجبت له عبيد الله – زيد الأصغر

جميلة بنت مثبت بن أبي الأفلح الأوسي وانجبت له عاصم وهو جد الخليفه عمر بن عبد العزيز

أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانجبت له زيد الاكبر – رقية

أم حكيم بنت الحارث بن هشام ابن المغيرة وانجبت له فاطمة

حبيبة بنت الخارجة الأنصارية وانجبت له عياض

وله امتان
فكيهة وانجبت له عبد الرحمن الأوسط – زينب

لهية وانجبت له عبد الرحمن الاصغر

عمر بن الخطاب في الجاهلية
في رحاب مكة المكرمة ، وجوها القائظ ، وريحها اللافحة ، وصحاريها المقفره ، وبعد حادثة الفيل بثلاث عشرة سنة ؛ ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث نشأ في كنف والده ، وورث عنه طباعه الصارمة ، التي لا تعرف الوهن ، والحزم الذي لا يدانيه التردد ، والغلظة التي لم يعرف فيها ألوان الترف ، ولا مظاهر الثراء التي تحقق له ما يريد .
أمضى شطرا من حياته في الجاهليه ، ونشأ كأمثاله من أبناء قبيلته ، وامتاز عليهم بأنه كان ممن تعلم القراءة والكتابة واصبح واحدا من سبعة عشر يتقنون ذلك ، فحفظ الشعر وأيام العرب ، وأنسابهم ، غير أن أباه لم يتركه ليستمتع بالقراءة بعد أن تعلمها ، بل حمله على أن يرعى له الإبل في الوديان المعشبة المحيطة بمكة ، وأقبل على تعلم الفروسية والمصارعة حتى اتقنهما ، فكان يمسك اذن الفرس بيد ، والاذن الاخرى بيده الاخرى ثم يثب على الفرس حتى يقعد عليه بين اعجاب الشباب من قريش ، وينطلق بالفرس يسبق كل من يسابقه ، ولقد تفوق في المصارعه حتى صرع كل من صارعه .

اشتغل عمر رضي الله عنه بالتجارة وربح منها ما جعله في وضع مادي لا بأس به ، وكسب معارف متعددة في البلاد التي زارها للتجارة ، فرحل الى الشام صيفا والى اليمن شتاءْ ، واحتل مكانة بارزة في المجتمع المكي الجاهلي ، وأسهم بشكل فاعل في بناء تاريخ اسرته ، حيث كان جده نفيل بن عبد العزى تحتكم اليه قريش في منازعاتها ، فضلاْ عن ان جده الاعلى كعب بن لؤي كان عظيم القدر والشأن عند العرب ، فقد ارخوا بسنة وفاته الى عام الفيل ، وتوارث عمر عن اجداده هذه المنزلة الكبيرة ، قال عنه ابن سعد : (( إن عمر كان يقضي بين العرب في خصوماتهم قبل الاسلام )).
ولا ضير في ذلك فهو من أشراف قريش وإليه كانت السفارة ، وقال عنه إبن الجوزي (( كانت السفارة الى عمر بن الخطاب ، إن وقع حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا ، او نافرهم منافر ، او فاخرهم مفاخر ، بعثوه منافراْ ومفاخراْ , ورضوا به رضي الله عنه )).

كان أهل مكة في الجاهلية يعبدون الاصنام ، ويتقربون إليها ، وكان عمر احد هؤلاء الذين عكفوا على عبادتها ، وكان شبابها يشربون ويطربون ، فأدلى عمر بدلوه معهم ، وأسام سرح اللهو حيث أساموا ! إلا أن ولعه بالمعرفة شغل كثيرا من الوقت الذي يستهلكه غيره من الشباب في الملهيات .

ذلكم هو عمر بن الخطاب في الجاهلية : رجل قوي البنيان ، رابط الجأش ، مثبت الجنان ، صارم حازم ، لا يعرف التردد والأرجحة ، احتشدت في شخصيته الرجولة الحقة التي اكسبته مكانة بين قومه في الجاهلية والاسلام .
صفاته الخلقية :
أبيض أمهق ، تعلوه حمرة ، حسن الخدين والأنف والعينين ، غليظ القدمين والكفين ، مجدول اللحم ، طويلاْ جسمياْ أصلع ، قد فرع الناس طولاْ ، كأنه راكب على دابة ، وكان قويا شديداْ ، لا واهناْ ، ولا ضعيفاْ ، وكان يخضب بالحناء ، وكان طويل السبلة ( طرف الشارب ) وكان اذا مشى أسرع ، واذا تكلم أسمع ، واذا ضرب اوجع ، اعسر يسر ، يعمل بكلتا يديه .
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كانت أول شعاعة من نور لامست قلبه ، يوم رأى نساء قريش يتركن بلدهن ويرحلن إلى بلد بعيد عن بلدهن بسبب ما لقين منه ومن غيره من كفار مكة ، فرق قلبه ، وعاتبه ضميره ، فرثى لهن ، وأسمعهن الكلمة الطيبه التي لم يكن يطمعن ان يسمعن منه مثلها .

قالت ام عبد الله بنت حنتمة : لما كنا نرتحل مهاجرين الى الحبشة ، أقبل عمر حتى وقف علي ، وكنا نلقى منه البلاء والاذى والغلظه علينا ، فقال لي : انه الانطلاق يا أم عبد الله ؟ قلت نعم ، والله لنخرجن في ارض الله ، آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا فرجاْ ، . فقال عمر : صحبكم الله . ورأيت منه رقة لم أرها قط . فلما جاء عامر بن ربيعة – وكان قد ذهب الى بعض حاجاته – وذكرت له ذلك ، فقال : كأنك قد طمعت في إسلام عمر ؟ قلت له نعم . فقال : انه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب . لم يكن أحد يصدق ان عمر يسلم ، ولكن الله إستجاب فيه دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : (( اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين إليك : بأبي جهل بن هشام ، او بعمر بن الخطاب )) فكان من فضل الله على عمر أن كان أحب الرجلين إلى الله .

وبينما كانت قريش قد اجتمعت فتشاورت في أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أي رجل يقتل محمداْ ؟ فقال عمر بن الخطاب : أنا لها ، فقالوا : انت لها ياعمر . فخرج في الهاجرة ، في يوم شديد الحر ، متوشحاْ سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضاْ من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعلي وحمزه رضي الله عنهم في رجال من المسلمين ممن كان أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكه ولم يخرج فيمن خرج الى ارض الحبشه ، وقد ذكروا له انهم اجتمعوا في دار الارقم في اسفل الصفا . فلقيه نعيم بن عبد الله النحام ، فقال : اين تريد يا عمر ؟ قال أريد هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها ، وعاب دينها ، وسب آلهتها فأقتله ، قال له نعيم : لبئس الممشى مشيت يا عمر ، ولقد والله غرتك نفسك من نفسك ، ففرطت وأردت هلكة بني عدي ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداْ ؟ فتحاورا حتى علت أصواتهما ، فقال عمر : إني لأظنك قد صبوت ولو أعلم ذلك لبدأت بك ، فلما رأى النحام أنه غير منته قال : فإني اخبرك ان اهلك واهل خنتك قد اسلموا وتركوك وما انت عليه من ضلالتك .
فلما سمع مقالته قال : وأيهم ؟ قال : خنتك وابن عمك واختك .

فلما سمع عمر ان اخته وزوجها قد اسلما احتمله الغضب فذهب اليهم فلما قرع الباب قالوا : من هذا ؟ قال : ابن الخطاب . وكانوا يقرؤون كتابا في ايديهم ، فلما سمعوا حس عمر قاموا مبادرين فاختبؤوا ونسوا الصحيفه على حالها . فلما دخل ورأته اخته عرفت الشر في وجهه ، فخبأت الصحيفه تحت فخذها قال : ما هذه الهيمنة ( الصوت الخفي ) التي سمعتها عندكم ؟ ( وكانوا يقرؤون طه ) فقالا : ما عدا حديث تحدثناه بيننا . قال : فلعلكما قد صبوتما ، فقالت اخته : ارأيت يا عمر ان كان الحق في غير دينك ؟.. فوثب عمر على خنته ( اي زوج اخته ) سعيد وبطش بلحيته فتواثبا ، وكان عمر قوياْ شديداْ فضرب بسعيد الارض ووطئه وطأْ ثم جلس على صدره ، فجاءت اخته فدفعته عن زوجها فنفحها نفحه بيده ، فدمى وجهها ، فقالت وهي غضبى : يا عدو الله ، اتضربني على ان اوحد الله ؟ قال نعم . قالت : ما كنت فاعلا ففعل ، اشهد ان لا اله الا الله وان محمداْ رسول الله ، لقد اسلمنا على رغم انفك ، فلما سمعها عمر ندم وقام عن صدر زوجها فقعد ، ثم قال : اعطوني هذه الصحيفه التي عندكم فأقرأها ، فقالت اخته لا افعل . قال : ويحك ، قد وقع في قلبي ما قلت ، فأعطينيها انظر إليها ، وأعطيك من المواثيق ان لا اخونك حتى تحرزيها حيث شئت . قالت : انت رجس ؛ ( ولا يمسه إلا المطهرون ) فقم فاغتسل او توضأ ، فخرج عمر ليغتسل ورجع الى اخته فدفعت اليه الصحيفه ، وكان فيها طه وسور اخر فرأى فيها : بسم الله الرحمن الرحين ، فلما مر بالرحمن الرحيم ذعر ، فألقى الصحيفه من يده ، ثم رجع الى نفسه فأخذها فإذا فيها : ( الايات من 1 – 8 من سورة طه ) فعظمت في صدره . فقال : من هذا فرت قريش ! ثم قرأ فلما بلغ الى قوله تعالى : (( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري * إن الساعه آتية أكاد أخفيها لتجزي كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) طه 14 – 16 . قال : ينبغي لمن يقول هذا ان لا يعبد معه غيره ، دلوني على محمد . فلما سمع خباب ذلك خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني ارجوا ان تكون قد سبقت فيك دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين : ( اللهم اعز الاسلام بأحب الرجلين اليك : بأبي جهل بن هشام ، او بعمر بن الخطاب ) قال : دلوني على مكان رسول الله ، فلما عرفوا منه الصدق قالوا : هو اسفل الصفا . فاخذ عمر سيفه فتوحشه ثم عمد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وضرب عليه الباب ، فلما سمعوا صوته وجلوا – وكان حمزه وطلحة على الباب والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى اليه – ولم يجترئ احد منهم ان يفتح له ، لما قد علموا من شدته على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزه وجل القوم ، قال : مالكم ؟ قالوا عمر بن الخطاب ؟ قال : عمر بن الخطاب ؟ افتحوا له ؛ فان يرد الله به خيراْ يسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناْ . ففتحوا له ، واخذ بحجزته وبجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة ، وقال : (( ما جاء بك يا ابن الخطاب ؟ والله ما ارى ان تنتهي حتى ينزل الله بك قارعه )) فقال له عمر : يا رسول الله ، جئتك اومن بالله وبرسوله وبما جئت به من عند الله ، قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف أهل البيت من أصحاب رسول الله ان عمر قد أسلم ، فتفرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكانهم وقد عزوا في انفسهم حين اسلم عمر مع حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وعرفوا انهما سيمنعان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينتصفون بهما من عدوهم )) .

لما اسلم عمر اسلم بإخلاص ، وعمل لتاكيد الاسلام بمثل الاندفاع الذي كان يعمل به لمحاربته ، فقال : يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : بلى ، والذي نفسي بيده إنكم على الحق ، إن متم وإن حييتم .
قال عمر : ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن وكان الرسول صلى اللع عليه وسلم قد رأى انه قد آن الأوان للإعلان ،وان الدعوة التي كانت كالوليد الضعيف الذي لا بد له من الرعاية والحفظ قد غدت قوية تدرج وتمشي وتستطيع ان تدافع عن نفسها ، فأذن بالاعلان وخرج صلى الله عليه وسلم في صفين ، عمر في أحدهما ، وحمزه في الاخر وكان لصفين كديد ككديد الطحين ، حتى دخل المسجد ، فنظرت قريش الى عمر وحمزه ، فأصابتهم كآبه لم تصبهم قط وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ( الفاروق )

روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال : ( ما زلنا اعزة منذ اسلم عمر ) . وقال : ( كان اسلام عمر فتحاْ ، وكانت هجرتة نصراْ وكانت امارته رحمة ؛ لقد رأيتنا وما نستطيع ان نصلي بالبيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا فصلينا ) .

كان إسلام عمر رضي الله عنه في السنه السادسه من النبوة بعد اسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام في ذي الحجة . وكان المسلمون يومئذ تسعة وثلاثين . قال عمر رضي الله عنه : لقد رأيتني وما اسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسعة وثلاثون رجلاْ فكملتهم أربعين . فأظهر الله دينه ، واعز الاسلام . وروي انهم كانوا اربعين او بضعة واربعين رجلاْ وإحدى عشر امرأة ، ولكن عمر لم يكن يعرفهم لأن غالب من أسلم كان يخفيه خوفاْ من المشركين ، ولا سيما عمر فقد كان عليهم شديداْ فذكر انه اكملهم اربعين ولم يذكر النساء لأنه لا إعزاز بهن لضعفهن .
وحسب لإسلام عمر مكانة ورفعة وسمواْ قول ابن عباس : لما اسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم منا وأنزل الله : ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) الانفال : 64 .


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

علامات الساعة الصغرى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللـه تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح للأمة ، فكشف اللـه به الغمة وجاهد فى اللـه حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللـهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته ، وصل اللـهم وزد وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .

أحبتى فى اللـه

إن الحديث عن اليوم الآخر ليس من باب الترف العلمى أو الذهنى

ولا من باب الثقافة الذهنية الباردة التى لا تتعامل إلاَّ مع العقول فحسب

بل إن الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان باللـه جل وعلا لا يصح إيمان العبد إلا به أصلا وابتداءً

كما فى صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب وفيه أن جبريل عليه السلام سأل الحبيب المصطفى ما الإيمان ؟


فقال الحبيب

( الإيمان أن تؤمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره )) .

فإذا استقرت حقيقة الإيمان باليوم الآخر فى قلب عبد صادق دفعه هذا العلم بهذا اليوم إلى الاستقامة على منهج اللـه وعلى طريق الحبيب رسول اللـه لأنه سيعلم يقينا أنه غدا سيقف بين يدى اللـه جل وعلا ليكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ليقول الملك

( إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الَيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) الإسراء

أيها المسلمون قال اللـه جل وعلا ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللـه هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

وقال تعالى

( وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللـه يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) الحج

وقال سبحانه : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ ) القمر

وقال جل وعلا : ( أَتَى أَمْرُ اللـه فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) النحل
وقت قيام الساعة

أما عن وقت قيام الساعة فإن هذا من خصائص علم اللـه جل وعلا لايعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب أو نبى مرسل

وقال سبحانه فى سورة الأحزاب

( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللـه وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا )

فلا يعلم وقت قيام الساعة إلا اللـه وإذا كان اللـه عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة

فقد أخبر سبحانه وتعالى ببعض العلامات والأمارات التى تكون بين يدى الساعة ، لينتبه الخلق بالإنابة والتوبة إلى اللـه جل وعلا ، وقد سمى القرآن هذه العلامات والأمارات بالأشراط فقال سبحانه

( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) محمد

فقد جاءت علاماتها وأماراتها وهي على ثلاثة أقسام

أولا علامات صغرى وقعت وانتهت .

ثانيا علامات صغرى وقعت ولم تنقضى مازالت مستمرة .

ثالثا علامات صغرى لم تـقع بعد .

أولا علامات صغرى وقعت وانتهت

وأول هذه العلامات بعثة الحبيب المصطفى .

ففـى الصحيحين أنه قال :

(( بعثـت أنـا والساعـة كهاتيـن وأشـار بالسبابة والوسطى ))

فبعثة النبي علامة صغرى وموت النبى أيضا وكلاهما مضيتا

ومن هذه العلامات الصغرى أيضا التى وقعت وانقضت انشقاق القمر


قال سبحانه :

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ )

ومن هذه العلامات الصغرى أيضا خروج نار فى أرض الحجاز روى البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة قال: قال رسول اللـه

(( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ))

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله نحمده ،ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،

وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداٌ عبده ورسوله

الصحابي أسامة بن زيد

هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كان أبوه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أسامة: أبا محمد وقيل: أبو زيد وقيل: أبو يزيد وقيل: أبو خارجة وهو مولى رسول الله من أبويه وكان يسمى: حب رسول الله.ولد رضي الله عنه بمكة سنة 7 قبل الهجرة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام لله تعالى ولم يدن بغيره، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله. وأمه هي أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوّجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد.
****

زواجه رضي الله عنه:

عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لكِ علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدّى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنينى، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد فكرهته، ثم قال انكحي أسامة فنكحته، فجعل الله فيه خيرا واغتبطتُّ – والغبطة هي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال
****
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
في العام السادس من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وُلد لأمّ أيمن أسامة بن زيد، فنشأ وتربى رضي الله عنه وأرضاه في أحضان الإسلام ولم تنل منه الجاهلية بوثنيتها ورجسها شيئًا، وكان رضي الله عنه قريبًا جدًا من بيت النبوة، وملازمًا دئمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ففي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي كان يركب خلفه – بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها قال فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى، ومن ثَم كان تأثره شديدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا شديدًا ففي البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول: "اللهم أحبهما فإني أحبهما"

بل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بحبِّ أسامة بن زيد رضي الله عنه فعن عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة"، كان نقش خاتم أسامة بن زيد: (حب رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وقد زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وفي هذا الأمر ما فيه من العفة والطهارة وراحة النفس، والتفرغ لنصرة الإسلام، فهي تربية عالية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

****
والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي به الصحابة رضي الله عنهم:

عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا".

****
أتشفع في حد من حدود الله؟!

روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في هذا الموقف العظيم يعلّمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بل والأمة كلها درسًا عمليا في غاية الأهمية والخطورة وهو عدم المحاباة أو الكيل بمكيالين فكل الناس سواء القوي والضعيف، الحاكم والمحكوم، الجميع يُطبّق عليهم شرع الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"

****
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!!

في البخاري بسنده عن أبي ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

****

وفي رواية فقلت: " أُعطِى الله عهدًا أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله".

وقد انعكس أثرهذا الموقف على أسامةَ رضي الله عنه بطول حياته وعرضها وتأثر به تأثرًا شديدًا وظل وفيًا بهذا العهد إلى أن لقي الله سبحانه وتعالى.

ولم يبايع أسامة رضي الله عنه عليًا ولا شهد معه شيئا من حروبه؛ وقال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إلا الله.

وفي البخاري بسنده عن حرملة – مولى أسامة بن زيد – قال: أرسلني أسامة إلى علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره – أي لم يكن لي فيه رأي -…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده