
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قال بعض أهل العلم : " علمهم أن يفردوه صلى الله عليه وسلم بالذكر ، لشرفه ومزيد حقه عليهم ،
ثم علمهم أن يخصصوا أنفسهم أولا ، لأن الاهتمام بها أهم ،
ثم أمرهم بتعميم السلام على الصالحين إعلاما منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم "
وقولك : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " فيه الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية ،
ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة ،
فهو صلوات الله وسلامه عليه عبد لايعبد ، بل رسول يطاع ويتبع "
.
.
قوله: إنك حميد أي: محمود الأفعال والصفات، مستحق لجميع المحامد،
مجيد أي: عظيم كريم.
واصطلاحاً هى : آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات،
سئل سفيان الثوري عن المروءة: ما هي؟ قال: "الإنصاف من نفسك والتفضُّل؛
(.. قَدْ أفلَحَ من زَكَّاهَا * وَقد خَابَ من دَسَّاهَا ..)( الشمس 7)
ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر،
وسلامة القلب تجاههم وقبول النصيحة منهم والصفح عن عثراتهم وستر عيوبهم ، واحتمال أخطاءهم
2. صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق ولو كان ذلك الأمر حلالاً ، يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: " المروءة حفظ الرجل نفسه "
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد وصحبه وآلـه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشهد من من معركة اليرموك ..
[ فتح بلاد الشام , في عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه]
بعد أن بدأت المعارك واصطف جيش المسلمين وجيش الروم ( .. خرج جرحه أحد الأمراء الكبار من الصف واستدعى خالد بن الوليد فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما :
– فقال جرجه : يا خالد اخبرني فاصدقني ولا تكذبني فان الحر لا يكذب ، ولا تخادعني فان الكريم لا يخادع المسترسل بالله هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه فلا تَسُلّه على أحد إلا هزمته ؟!
– قال لا
– قال فبم سميت سيف الله ؟
– قال إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا ومنه وناينا عنه جميعا ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا كذبه وباعده فكنت فيمن كذبه وباعده ثم إن الله اخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه فقال لي أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين .
– فقال جرجه يا خالد إلى ما تدعون ؟
– قال إلى شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله عز و جل .
– قال فمن لم يجبكم ؟
– قال فالجزية ونمنعهم
– قال فان لم يعطها ؟
– قال نؤذنه بالحرب ثم نقاتله
– قال فما منزلة من يجيبكم ويدخل في هذا الأمر اليوم ؟
– قال منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا و وضيعنا وأولنا وأخرنا
– قال جرجه فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر ؟
– قال نعم وأفضل
– قال وكيف يساويكم وقد سبقتموه ؟
– فقال خالد إنا قبلنا هذا الأمر عنوة وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات ، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع * ، وأنكم أنتم لم تروا ما رأينا ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا .
– فقال جرجه بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ؟
– قال تالله لقد صدقتك وإن الله ولي ما سالت عنه .
فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال : علمني الإسلام ، فمال به خالد إلى فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها منه حملة [ يظنون أن قائدهم جرجه يخادع خالد ] فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية عليهم عكرمة بن أبي جهل والحرث بن هشام فركب خالد وجرجه معه والروم خلال المسلمين فتنادى الناس وثابوا وتراجعت الروم إلى مواقفهم وزحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب فيهم خالد وجرجه من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب وصلى المسلمون صلاة الظهر وصلاة العصر إيماء وأصيب جرجه رحمه الله ولم يصل لله إلا تلك الركعتين مع خالد رضي الله عنهما .. ) *
————————–
هامش :
• جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه يوما : "أي الخلق أعجب إيماناً؟". قالوا: الملائكة، قال: "الملائكة! كيف لا يؤمنون؟". قالوا: النبيون، قال: "النبيون يوحى إليهم فكيف لا يؤمنون؟". قالوا: الصحابة، قال: "الصحابة مع الأنبياء، فكيف لا يؤمنون؟ ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجئيون من بعدكم فيجدون كتاباً من الوحي فيؤمنون به ويتبعونه، فهم أعجب الناس إيماناً – أو الخلق إيماناً – ". رواه البزار وصححه الألباني .
• البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله .
تلك الصحابية التى شاع ذكرها مع قصة إسلام آخاها أحد عظماء العالم الإسلامي ..
لقبها أميمة .. وكنيتها أم جميل ،
أخآها ثاني الخلفاء الراشدين الفآروق عمر بن الخطاب
بمرونة كلماته، وحفظت سوره وآياته .. مضت منذُ البداية في طريق الهداية ، مع زوجها التقي الورع
سعيد بن زيد ، أحد المبشرين بالجنة
وسُجل اسمها فى ذاكرة التاريخ ، بكل فخرًا واعتزازًا
وتعرفت عليها الأمة من خلال إسلآم أخيها "عمر بن الخطاب" ..
وأمها هي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة.
فقد أعطتْ نموذجًا كريمًا للمرأة فى الكتمان والسرية حفاظاً على الإسلام ..
وعلى رسـول الله ، فأكرامها الله عندما جعلها سبباً في إسلآم أخاها عمر بن الخطاب
قال عُمر: (.. أريد أن أقتل محمدا..)
قال نعيم: (.. كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا..؟؟
فقال عُمر: (.. ما أراك الا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه..)
قال نعيم: (.. أفلا أدلك على العجب يا عُمر ، إن أختك وزوجها قد أسلما وتركا دينك الذي أنت عليه ..)
فلما سمع عُمررضي الله عنه ، ذلك غضب أشد الغضب واتجه مسرعاً إلىبيت أخته فاطمة ،
ولما اقترب سمع أصواتاً وهمهمات ، فكان ( خباب ) يقرأ على فاطمة وزوجها ( سعيد) سورة ( طه )
(.. لعلكما قد صبوتما وبايعتما محمدا على دينه ..) ،
فقال سعيد زوج أخته: (.. يا عُمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك ..) ،
فلم يتمالك عُمر نفسه ووثب على سعيد ليضربه ، فأتت فاطمة مسرعة تحاول
الدفاع عن زوجها ولكن ضربها عُمر بيده ضربة أسالت الدم من وجهها ، بعدها قالت فاطمة:
(.. يا عُمر إن الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..)،
دُهش عُمر وطلب من أخته أن تعطيه تلك الصحيفة ، فقالت له أخته:
(.. إنك رجل غير طاهر وهذه الصحيفة لا يمسها إلا المطهرون ..) ،
فقم واغتسل ، فقام منفعلاً ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
«.. طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4)
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) ..»سورة طه
فقال عُمر: (.. ما أحسن هذا الكلام وأكرمه.. دلوني على محمد..) ،
فلما سمع خباب خرج من مخبئه مسرعاً إلى عُمر مستبشراً خيرا ..