التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

محمدٌ النبيُّ الأميّ ومن والاه

الحمد لله الذي جعل الموت والحياة ابتلاء..

فإن سألنا كم هي طول الرحلة التي يقطعها الإنسان بين مولده وموته ؟؟

فنجد أنه مهما طالت الحياة أو قصرت

فإنها سوف تنتهي بالموت وكان الموت أمراً مقضيّا

﴿كُلّ‏ُ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾(الرحمن:26).

يعيش الناس أو أكثرهم في غفلة عن نقطة نهاية رحلتهم الدنيوية

والمحطة الأخيرة التي سيصل إليها قطار حياتهم..

فيبقى جُلَّ همُّهم وأكبر هاجسهم هو متاع الحياة وكم حازوا فيها

وكم حققوا فيها من مكاسب وما ارتقوا من درجات

وما كسبوه من مال ووصلوا إليه من غايات..

يقول تعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنّ‏َ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ


(الأنفال:28)

وما أكثر ما يمرُّ بنا في مشوار حياتنا من وقفاتٍ وومضاتٍ

ما أحوجنا أن نقف عليها وِقْفة العقلاء

ونتفَّكر بها فِكرة الحكماء

﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾(الملك:2).

ولكن..ما يثير الاستغراب أن تلك التحذيرات واللاَّفتات

التي تذكرهم بالموت وتحذرهم منه؛ أثناء حياتهم

يرونها وربما يعيشونها دون مبالاة أو اهتمام..

يصُمّون آذانهم أمام دعوة داعٍ أو موعظة واعظ

فيها أمرٌ بمعروفٍ أو نهيٌ عن مُنْكرٍ..

وربما رأوا الأمراض والبلايا من حولهم تذكِّرهم بضعفهم ووهْن أجسادهم

ولكن دون جدوى..

وهذه تذكرةٌ قويةٌ بموت جارٍ أو قريبٍ تقول لهم:

فما المُعزَّى بباقٍ بعد ميِّته….ولا المُعزِّي ولو عاشا إلى حين

كثيرة هي الإشارات ولكن من ينتبه إليها؟؟

فكم من ملوكٍ وجبابرة ماتوا ..فأُودِعوا التراب دون سلطانهم.. وأموالهم

ولا أملاكهم فالملك يومئذٍ لله الواحد الأحد

"ما أغنى عني ماليه(28) هلك عني سلطانيه)29( "

سورة الحاقة

كثيرة هي الإشارات… ولكن من ينتبه إليها؟؟

فهلاَّ أوجدنا التكامل بين العمل للدنيا والعمل للآخرة؟؟

لتكون التذكرة

فالموت قادمٌ.. قادم.. قادم

يا مـن تمـتع بالدنـيا وزيـنتـها *** ولا تنـام عن اللـذات عيناه

أفنيت عمرك فيما لست تدركه *** تقـول لله مـاذا ؟ حيـن تلـقاه

ماذا ستقولون لربكم..

ماذا جهّزتم للقاء الله تعالى عند العرض عليه.؟؟

وماذا ستقولون له عند السؤال؟

يا من أشركتم بالله.. ويا من استهنتم بالصلاة

ماذا ستقولون لربكم…

يا من قطعتم الأرحام ولم تصلوها..يا من أكلتم الأموال بالباطل..

يا من ضيَّعتم صيام رمضان..تعاملتم بالرشوة والربا وعصيتم أوامر الله ورسوله؟؟

ماذا ستقولون لربكم ..

يا من اعتديتم على الأعراض وقذفتم المحصنات؟

يا من استحببتم الغناء والرقص وعثتم في الأرض فسادا ؟؟

يا من استهنتم بحشمة نسائكم وتركتموهن كاسيات عاريات؟؟

يا من تجبَّرتم على الضعفاء واستعليتم على الحق.؟

ماذا ستقولون لربكم..

يا أهل الغيبة والنميمة والكذب والفساد؟؟

يا من ارتبتم في البعث والقيامة..

والله تعالى يقول وقوله الحق

"أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. (6)"


المطففين

فالله القادر على خلق الإنسان من ماءٍ مهين ؛ قادرٌ على إعادته بعد أن يصبح ترابا

ألا استيقظتم قبل فوات الأوان؟

يامن غرَّتهم الحياة الدنيا بزخرفها وزينتها

هلَّا تذكرتم ساعة اللقاء..؟

ساعة القدوم على الخالق الوهاب

ساعة خروجكم من الدنيا فرادى..

كما دخلتم إليها فرادى..

{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ..}


الأنعام ( 94 )

إن للموت شدة وسكرات ما نجا منها أحد..

والله لو نجا منها أحد لنجا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أشرف الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين

عن أنس رضي الله عنه قال:

لما ثقل النبي صلي الله عليه وسلم جعل يتغشاه، فقالت فاطمة رضي الله عنهما:

واكرب أبتاه. فقال: (( ليس علي أبيك كرب بعد اليوم)).

فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب رباه دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه،

يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما قالت فاطمة عليها السلام:

يا انس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟(110)


رواه البخاري

أيها المنشغلون بالدنيا عن آخرتكم..

ألا تتذكرون أننا ما خُلِقنا في هذه الدنيا وهي دار عمل

والآخرة هي دار الجزاء؟؟

ألم تقرؤا قوله تعالى:

"َابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا

وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"

[القصص:77]

أيوجد من هم أشدُّ حمقاً ممن يعرفون أن الموت مصير كل مخلوق

ثم لا يعدّوا له العدة؟

تراهم يتجهزون للدنيا بكل ما أوتوا من جهدٍ

لسفرةٍ بسيطة أو لرحلةٍ قريبة

ولكنهم ينسون السفر الأخير

أفلا يعدوا لهذا السفر عدتهم؟؟

اللهم إني أسألك حسن الخاتمة

والرحمة والمغفرة

والفوز بالجنة والنجاة من النار

اللهم اجعل خير أيامي يوم العرض عليك

اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم

﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

(النحل:32)

اللهم آآآمين ..آآمين ..آمين

دمتم بحفظ الله ورعايته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

أحب هذا الرجل ..
بقلم: محمود القلعاوي *

______________________________________

أُشهد الذي خلق السماوات بلا عمد .. وبسط الأراضين على أرض جمد، أني أحبه في الله .. أحبه فهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحب هذا الرجل العظيم .. عظيم طوال حياته قبل الإسلام وبعده .. كان دائماً الأول .. دائماً في المقدمة .. فكان أول من أسلم من الرجال .. وأول من جمع القرآن الكريم .. وأول من سمى القرآن مصحفًا، وأول خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة ..
أحبه وأسأل الله أن أُحشر في زمرته في الفردوس الأعلى .. لكن أنّى لي أن ألحق به وهو الذى شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدراً وما بعدها .. حياةٌ كلها جهاد وتضحية، والعجيب أنه لم يكن حضوراً وفقط بل كان دائماً له دوراً إيجابياً .. ألا تذكر معي موقفه في الهجرة وشرف الصحبة الذي ناله؟! .. ثم تعالى معي أيها الحبيب ولحظة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لحظة سقوط الكبار .. حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشديد في الحق على طول الخط كان حتى قال: ( والله ما مات رسول الله، وليبعثه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم) .. ولكن الصِدّيق المحب لرسول الله صلى الله عليه و سلم حباً جماً بل أكثرهم حباً له كان أكثرهم تماسكاً وأقواهم إيماناً .. فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ألا من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .. قال تعالى: ( إنك ميت وإنهم ميتون )، وقال: ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) .. أشعرت بمدى إيمانه أيها الحبيب ؟!
أحبه حباً جماً فهو السهل المحبوب الذي يألفه الناس ويألف الناس .. كان محبوباً في قومه رضي الله عنه .. يعمل بالتجارة ولكن رب التجارة أقرب إليه من كل تجارة ..
أحبه لأنه حمل الأمانة منذ أن دخل الإسلام .. فدعى وبلغ ما وصل له حتى دخل على يديه الكثير الإسلام، ومنهم: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف‏.‏
أحبه لأنه أسلم وهو من أغنى أغنياء قريش ومع هذا مات ولم يترك درهماً ولا ديناراً ، كل هذا إنفاقاً في سبيل الله ..
أحبه لأن خلافته كانت بركة من الله تعالى على الأمة بأسرها .. فقد اجتمعت الأمة عليه، وقضى على أهل الردة وفتنتهم، ومدعى النبوة، ووجه قوى المسلمين جميعاً نحو فارس والروم، فكان الفتح والنصر المبين، فرضي الله عنه ولعن كل من بغضه ..
أحبه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ففي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟‏ .. قال: ‏عائشة‏، فقلت‏:‏ من الرجال؟ .. قال‏: ‏أبوها‏، قلت:‏ ثم من؟‏ .. قال: ‏ثم عمر بن الخطاب‏ ..‏ فعد رجالاً .. رواه البخاري
أحبه ولم لا أحبه وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (…… ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت ابن أبي قحافة خليلاً، وإن صاحبكم خليل الله) رواه الترمذي ..
نعم أحبه فخير البشر صلى الله عليه وسلم قال عنه: (إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وانعما) رواه الترمذي ..
أحبه فهو سيدنا وعظيمنا وذلك بقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا .. يعني بلالاً بن رباح ..
أحبه فهو خير الناس .. وكما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهماقال: (كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم ) رواه البخاري
أحبه فهو أفقه الصحابة رضوان الله عليه جميعاً .. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :- خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله .. قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا.
وكثير كثير من فضائل هذا الرجل ..

فاللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا ممن اتبعوا هذا الصحب الكريم بإحسان، وأن تحشرنا في زمرتهم، وأن تجمعنا بهم في جنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام ..
والحمد لله رب العالمين

________________________________

* مستشار اجتماعى وتربوي على شبكة الإنترنت ..


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


:
.
:

الحمدُ لله رب العالمين
إله الأولين والآخرين …
والصلاةُ والسلام على سيد الغر المحجلين ..
محمد بن عبدِ الله وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم أتم التسليم

:
.
:

تلألأت اليوم في روضتنا
دانــــة
في ردودها تألق السنا ؛
واعتلى الهدى محياها وتبسما ؛

:
.
:
قد كنا على موعدٍ قريب مع سير تقياتٍ عابداتٍ سائحاتٍ

تَقياتْ فبأيهُن اقتديتِ اهتديتِ ~

واليوم احتفاءنا في روضتنا
بــــ الدانة
فهنيئاً لكــِ غاليتي
سيكون لنا موعد آخر مع دانة أخرى فمن لها : )

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

جمانة شغالة إندونيسية . وهي زوجة السائق الخاص لإحدى العائلات .

كنت أراها عند صديقة لي . ودائما أراها متعبة وتعمل بتباطؤ . فقد بلغت من العمر

الخامسة والخمسين . ثم أصيبت بمرض السكري .

سألت صديقتي مرة : أما آن لهذه المسكينة أن ترتاح ؟؟ أجابت : أولادها

بالجامعة , كان الله في عونها .

آخر مرة سألت عن جمانة : ابتسمت صديقتي وقالت : جمانة ارتاحت وجلست في

منزلها . قلت يحق لها فقد تعبت كثيرا ً . لمعت عينا صديقتي ببريق غريب تفاجأت

منه . وابتسمتْ ابتسامة أغرب . قلت : ماوراءك ؟ قالت : جمانة حققت هدفها ,

فهدأ بالها واطمأنت نفسها فتوقفت عن العمل .

قلت : وما كان هدفها ؟ تعليم أولادها ؟ هل تخرجوا ؟

ذهبتْ إلى أحد الأدراج وأخرجتْ منه صورة مسجد جميل أنيق صغير كتب على

حَجَر رخامي كبير في مقدمته عبارة بالخط الأسود : مسجد جمانة !!

قلت ُ : ما هذا ؟ قالت : هذا هو هدف جمانة الذي حققته .

لقد كان هدفها أن تبني مسجدا ً من تعبها وعرقها ليكون صدقة جارية لها وبركة في

حياتها وبعد مماتها .
"""""""""""""""""""""

عندما سمعت الخبر دارت بي الدنيا ولفت . وصغرت نفسي أمام عيني . أحسست

أنني قزمة أمام عملاق : اسمه جمانة الشغالة …

جمانة الشغالة وضعت لنفسها أهدافا ً سامية نبيلة أخروية وليس مجرد هذف او

حلم حلمت به وتقاعست ثم تمنت ان يفتح الله لها أبواب الرزق لتحققه . بل

أتبعت الهدف سعيا ً حثيثا ً , وعملا ً دؤوبا ً . وهمة لا تنقطع .
وانا الآن أتساءل :

إذا كان هذا هو هدف شغالة أمية غير عربية . فما هي أهدافنا نحن العرب الذين

نقرأ القرآن بمهارة ونفهم مافيه . نحن الذين تعلمنا . وأنعم الله علينا بنعم كثيرة .

ما هي أهدافنا ؟؟؟؟

ـــ بناء منزل أكبر من منزل أختي !

ـــ شراء سيارة أفخم من سيارة أخي !

ــــ توسيع تجارتي

ــــ تعليم أولادي الطب والهندسة ليقولوا : أم الطبيب وأم المهندس .

ــــ التخريب على صاحبتي , أو نسيبتي , أو قريبتي ,أو جارتي , أو كلهن . وإفساد

هنائها , وإظهارها بأنها فاشلة وأنني أنجح منها !

ــــ هدفي الأكبر حاليا ً عرس قريبتي القادم : سأرتدي فيه أغلى الملبوسات

وسأتزين بأثمن المجوهرات .. حتى أبدو فيه أجمل الحاضرات .!
ــ شغلي الشاغل وجل اهتمامي أن أقبع في منزلي : أمضغ اللبان وأتشدق بالكلام

على هاتف أو نت , وأصرخ بوجه جمانة أخرى أحتقرها وأهينها بعقلي الفارغ

ونفسي المريضة . ومن يدري !! قد تكون عند الله أفضل مني وأرفع منزلة !

"""""""""""""""""""""""
تعسا ً لنا ولأهدافنا

تعسا ً لنا ولحضارتنا المزيفة

تعسا ً لعقولنا التي تعفنت وتجرثمت وتآكلت !!!!!

""""""""""""""""""""""""
قصة جمانة جرتني لموضوع هام جدا ً . جعلتني أتفكر في الموازين ..

والمفاضلات :

مَن ْ أفضل ُ مِنْ مَن ْ ؟؟؟

بعبارة أخرى :
مَن الخاسر ؟؟ ومَن الرابح ؟؟
هناك موازين الدنيا وهي حسية , مرئية , مادية , آنية .

وهناك موازين الآخرة وهي موازين أخروية , إيمانية , غيبية .
من سيحدد الرابح والخاسر ؟؟

لنشاهد هذه الأمثلة :
سمية أم عمار : يعذبها أبو جهل حتى تموت . والرسول صلى

الله عليه

وسلم يصبرهم ويقول : صبرا ً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .

صهيب بن سنان أعطى قريش كل ما يملك ليهاجر ويلحق

برسول الله فيقول

له الحبيب المصطفى : ربح البيع يا أبا يحيي !!

ابن ملحان : يدخل الرمح في ظهره فيخرج من بين ثدييه فيقول

فرحا ً : فزت ورب الكعبة .

ذو البجادين : أخذ عمُه كل أمواله . وعندما مات وأدخله رسول

الله صلى الله عليه وسلم في قبره قال : اللهم إني أمسيت عنه

راضيا ً فارض َ عنه . يقول

ابن مسعود : يا ليتني كنت صاحب الحفرة .
هؤلاء في نظر أهل الدنيا خاسرون .

ولكن بموازين الآخرة ربحوا الفردوس الأعلى .

لو نظرنا إلى قصة ماشطة ابنة الفرعون . فقد آمنت بالله ربا ً فألقاها فرعون

المتأله في الزيت المغلي مع أبنائها , وما تراجعت عن عقيدتها .

في موازين أهل الدنيا : ربح الفرعون وخسرت الماشطة .

أما موازين الآخرة فتقول غير ذلك .

في الحديث الشريف :

مر الرسول صلى الله عليه وسلم برائحة طيبة فقال: ما هذه الرائحة ياجبريل

؟ قال: هذه رائحة ماشطة وأولادها .
تعبق رائحة الماشطة في السماء والفراعنة يتجلجلون في أصل الجحيم .

وأحيانا ً يكون الربح في الدنيا هو عين الخسارة في الآخرة .. فكل ربح من

حرام هو خسارة مهما كبر وعظم .

في قصة الغلام والساحر والملك . قصة أصحاب الأخدود , كلنا نعرفها . قال

الملك : باسم رب الغلام .

مات الغلام . إلا ان الناس صاحوا صيحة واحدة : آمنا برب الغلام .

لقد ربح الملك ومات الغلام . ولكن ربحه كان عين الخسارة حتى في الدنيا

قبل الآخرة . فقد خسر ملكه وشعبه وكل شيء . وربح الغلام .

ولو عدنا إلى قصة جمانة :

في موازين دار الفناء جمانة خاسرة : خسرت صحتها , وأرهقتها في العمل

لتبني مسجدا ً لا يعود عليها في الدنيا بربح أو ريع .

ولكن ميزان دار البقاء يقول ان جمانة هي الرابح الأكبر . فقد جعلت لنفسها

صدقة جارية تدر عليها الربح الوفير بعد مماتها .. حيث ستأتيها الأرباح

تتوالى .. مادام المسجد قائما ً يرفع فيه ذكرُ الله . ويمجدُ فيه اسمه .

أما الخاسرة الحقيقية فهي التي تجلس لتحتقر جمانة وأمثالها , تظلمهم

وتسومهم سوء العذاب . فتمنع عنهم الخير وحتى حقوقهم تمنعها . وتجلب

لهم البؤس والشقاء . من تفعل ذلك خاسرة حتى ولو كان بين يديها خدم

وحشم . وتحت تصرفها المليارات . ولن ينفعها كل ذلك شيئا .

ما نفع فرعونَ موسى تأليهُه لنفسه : فأغرقه الله في اليم . وحشره في جهنم .

وجعله عبرة وموعظة للناس في الدنيا .
ما نفع قارون َ أموالُه التي تنوء بحمل مفاتيحها العصبة أولو القوة .. فخسف

الله به وبداره الأرض .
لن ينفعنا يوم القيامة مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
القلب السليم هو إخلاص النية وتحديد الهدف .

ان تكون النية لله والهدف هو الآخرة .
8-مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ

مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشورى 20]
فأي حرث نريد ؟ حرث الدنيا أم الآخرة ؟

منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة . استغرب الصحابة وقال بعضهم : ماكنا نعلم أن بيننا

من يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية .
فماذا نريد ؟

علينا ان نحدد هدفنا ومسارنا . علينا تحديد الغاية والاتجاه .

فالاتجاه الصحيح هو التوجه إلى الله فهو الغاية وهو الهدف .

ولو كان الهدف لغير الله فلن تنفعنا عبادتنا ولو كانت أمثال أُحُد . لن تنفعنا صلاتنا ولا صيامنا ولا

صدقاتنا ستكون سرابا ً ووهما ً .

فهيا بنا نفر إلى الله

دعونا نفر من نوايا مهزوزة , وأهداف مشوشة , وتكالب على الدنيا إلى نوايا

ثابتة , وأهداف محددة علوية , وتفان ٍ في طلب الآخرة .
دعونا نفر من كبريائنا وعنجهيتنا
من مظاهر الدنيا التي أكلت قلوبنا
من جاهلية عفنة سيطرت على عقولنا .

هيا بنا نفر إلى الله

عسى أن يقبلنا

ويرفع قدرنا

ويُعلي شأننا .
كتبته : بُدور

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

التدبــر

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادي له

وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ,وبعد :

معنى تدبر القرآن :
يقول ابن القيم وتدبر الكلام: (أن ينظر في أوله وآخره ثم يعيد نظره مرة بعد مرة ولهذا جآء على بناء التفعل كالتجرع , التفهم , والتبين )

قال الشوكاني:

( إِنَّ التدبُّر هو التأمُّل؛ لفهم المعنى، يُقال:" تدبّرت الشيءَ ": تفكّرت في عاقبته، وتأملته، ثم استعمل في كل تأمّل،

والتدبير: أَنْ يدبِّر الإنسان أمْرَه،كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته) (فتح القدير 491/1)
قال الخازن: أصل التدبّر:
النظر في عواقبِ الأمور، والتفكُّر في أدبارها، ثم استعمل في كل تفكُّرٍ وتأمّلٍ،

ويقال: (تدبرت الشيءَ) أي: نظرت في عاقبته،
ومعنى تدبّر القرآنِ: تأَمُّل معانيه، والتفكّر في حِكَمِهِ، وتبصّر ما فيه من الآيات". (لباب التأويل في معاني التنزيل"402/1)
يآأيها الناس اسمعوا نداء رب الناس للناس
قال الله تعالى:

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا" النساء )) النساء
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) يونس
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ )) يونس
في هذه الآيات الثلاث فقط تأتي الأوصاف العظام بأنه هو البرهان , النور , الموعظة , الشفاء , الهدى , الرحمة الحق

فهذه رسالة أوجهها لكل قارئ للقرآن يلتمس فيه الحياة والهداية والعلم لمن أراد أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
فأعظم مايحدثه الإقبال على القرآن هو حياة
القلب وصلاحه وأعظم داء يصاب المعرض عن القرآن هو موت القلب وقسوته
ولذا قصرت الذكرى على من كان له قلب أو اجتهد في إحضار قلبه مع القرآن كما قال تعالى:
( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) سورة ق
الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب فالقب أمره جلل وهو سر من أسرار الله في الأرض كما قال القائل :
للقلب سر ليس يعـرف قدره … إلا الذي أتــاه للإنسان
ففي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد كله ألا وهي القلب )
وقد وُصفت قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله: بأنها كانت قراءته للقرآن حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنساناً
وفي مرسل الحسن رضي الله عنه قال:
العلم علمان:
علم في القلب فذاك العلم النافع
وعلم على اللسان فتلك حجة الله على خلقه

وهناك أمور شرعت من أجل تدبر القرآن والتأثروهي :
أ_ إنزال القرآن والتعبد به فقد قال الله تعالى:
(( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )) سورة ص
ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله :
( ولهذا أنزل الله القرآن ليتدبر ويتفكر فيه ويعمل به لالمجرد التلاوة مع الإعراض عنه )
وقال أيضاً : ( تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله هو المقصود من إنزاله لامجرد التلاوة بلا فهم ولاتدبر)
ب_ سلامة التلاوة وإتقان التجويد
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة )) صحيح مسلم
وكونه ماهر به يشمل إتقانه للحفظ الترتيل والتغني بالقرآن وتحسينه
لقوله تعالى: ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) سورة المزمل
ولقوله صلى الله عليه وسلم:( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) صحيح البخاري

وقال ابن كثير:( المطلوب شرعاً هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والإنقياد والطاعة )
ج_ الإنصات عند سماع القرآن
قال تعالى: (( وَ اِذَا قُرِأَ القُرْآنْ فَاسْتَمِعِوا لَهْ وَ اْنصِتوْا لَعَلكُمْ تُرْحَمُون ))
قال الشوكاني رحمه الله : أمرهم الله سبحانه بالإستماع للقرآن والإنصات له عند قراءته لينتفعوا به ويتدبروا مافيه من الحكم والمصالح
وهنا قصص سأذكرها عن التدبر:
في الدر المنثور عند تفسير قوله تعالى:
(أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء) سورة الأعراف
أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه شرب ماء بارد فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له مايبكيك ؟
قال: ذكرت آية في كتاب الله :
( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) سورة سبأ
فعرفت أن أهل النار لايشتهون إلا الماء البارد
وقد قال الله تعالى:
(أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ)

………………

تدبر أحد السلف في مثل من أمثال القرآن فبكى : فسُـئل ما يبكيك ؟ قال :
إن الله عزوجل يقول :{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ } العنكبوت
أي : هذه الأمثال نضربها في القرآن للناس : (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) وأنا ما عقلت المثل ،
فلست بعالم ، فأبكي على ضياع العلم مني ..

…………….

وقال معمر : صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته :
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} حتى أتى على هذه الآية
{ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }
فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا ، ثم خرجت إلى بيتي ، فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر
فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة !!
وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا )
وقد أبان الله تعالى عن الحكمة من إنزال القرآن فقال:
( كَتابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) سورة ص

واللام في قوله: ( ليدبروا ) هي لام العلة فهو لن يكون مباركاً مباركة تامة إلا بالتدبر

وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم من يتلو القرآن ولم يتدبر ويتفكر بقلبه


فثبت عن ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


لقد أنزلت علي الليلة آية , ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها:


(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )

من آخر سورة آل عمران

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

هي سليلة بيت النبوة ، عاشت وتررعت في كنف أبيها سيد الخلق … وحضن أمها الطاهرة العفيفة السيدة الحكيمة العقلانية الذي أقرأها ربها السلام

من فوق سبع سموات .. فكانت هى ثمرة الزواج المبارك .. وفرحة أبويها التى لا توصف برؤيتها ، وإغمارسعادتهما بقدومها كيف لا ..؟؟ فهى الإبنة

الأولى ، والكُبرى من بين أربع بنات ( رضي الله عنهن ) بداية طفولتها كانت ، وكعادة أهل العرب في مكة المكرمة عامةً والأشراف خاصةً تم إرسالها وهى

رضيعة إلى البادية بيد مرضعات ؛ ليعتنى بها ، وبعد ما يقارب السنتين تم إعادتها إلى حضن أمها "رضي الله عنهما" التى عهدت بها إلى مربية تساعدها

برعايتها وتسهر على راحتها ، وكان ذلك لها ، حتى كبرت وشبت على مكارم الأخلاق والخصال الحميدة ، فكانت تلك الفتاة البالغة الطاهرة " رضي الله عنها"…

زواجها رضي الله عنها..

عندما بلغت صبية "رضي الله عنها " .. كانت لها خالة تدعى "هالة" قريبة جداً من أمها ، وكانت الخالة تتردد بين الحين والآخر لزيارة أختها " رضي الله عنها "..

لأنهما كانتا قريبتين من بعضهن البعض ، وكم حلمت بأن تكون هذه الإبنة الطاهرة الخلوقة بنت أختها رضي الله عنها" زوجة لابنها "أبي العاص… فهى رضي الله

عنها إبنة أحد أشراف قريش ، صاحب المكانة العظيمة بينهم وأمها معروفة بمنزلتها الرفيعة وبأخلاقها الكريمة أيضاً ، ومن خلال تلك الزيارات التى كان يقوم بها أبي العاص لبيت خالته تعرف عليها ..



وفي إحدى الأيام فاتحت "هالة" أختها "رضي الله عنها "بنوايا ابنها الذي أختارابنة خالته ، ذو المكانة العظيمة في قريش أن تكون شريكة حياتهِ وزوجة له.

عمت الفرحة في قلب السيدة العظيمة "رضي الله عنها".. وهي ترى ابنتها وبكرها وقد كبرت وأصبحت في سن الزواج ، تم زفت هذا الخبر السعيد إلى والدها

تخبره بنوايا ابن أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنته "رضي الله عنها" ، فما كان منه إلا أن رحب بهِ ليكون خطيباً وزوجاً لابنتهِ بعد موافقتها …

وقد كان رأي والدها : إنه نعم الصهر الكفء ، ولكن طلب من الخاطب الانتظار، حتى يرى رأي ابنته "رضي الله عنها" في ذلك ورغبته في معرفة رأيها

في هذا الموقف. وما كان منها "رضي الله عنها" إلا أن تسكت إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص ؛ ليكون زوجاً لها تسهرعلى رعايته وراحته ، وتشاركه

فرحهِ وحزنهِ .. وعندما ذاع الخبر في كل أرجاء مكة ، فعمت الفرحة بين الناس ، وأخذوا يهنئون ويباركون لها "رضي الله عنها" بالزوج الذي اختارته ،

فهو من الرجال المعدودين مالاً وتجارة في مكة ، وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة التي اختارها لتكون زوجة له ، انتظر الجميع يوم الزفاف ،

وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت الولائم ، وكانت فرحة كليهما لا توصف.. وعاشا الزوجين بسعادة ، فقد كانت رضي الله عنها خير

الزوجة الصالحة الكريمة لأبي العاص ، وكان هو خير الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان.. وشاء الله تعالى أن يكون ثمرة هذا الزواج السعيد طفلين أنجبتهما " رضي الله عنها الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبياً وكان رسول الله قد أردفه وراءه يوم الفتح ، والثانية أمامة بنت أبي العاص التي

تزوجها علي بن أبي طالب " رضي الله عنه " بعد وفاة السيدة " فاطمة الزهراء "رضي الله عنها"..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

– دُعَاءُ الرُّكُوعِ


(1)
سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
أخرجه أهل السنن

قوله: سبحان ربي العظيم أي: أنزهه وأقدسه عن كل النقائص.
قوله: ثلاث مرات أي: يقولها ثلاث مرات.
ويستحب أهل العلم ألا ينقص الإنسان في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات.
(2)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لـِي.
رواه البخاري ومسلم

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاة بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ ( إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) إلاَّ يَقُولُ فِيهَا :
سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي .
وَفِي لَفْظٍ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي .

في الحديث مسائل :

1= في رواية للبخاري ومسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي . يتأوّل القرآن .
ومعنى يتأوّل القرآن : أي يفعل ما أُمِرَ بِهِ في قول الله عز وجل : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) . قاله النووي .

2= سبب قوله صلى الله عليه وسلم ذلك :
قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه .
قالت : فقلت : يا رسول الله أراك تُكثِر من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ،
فقال : خبّرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرتُ من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها : (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكة ،
(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .

3= كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر الدعاء في السجود ، فقد كان يقول في سجوده :
اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه ، دِقَّـه وجِلَّه ، وأولَه وآخرَه ، وعلانيتَه وسرَّه . رواه مسلم .
لأن السجود من مظانّ إجابة الدعاء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم . رواه مسلم .
ومعنى : قَمِن : أي حَرِيّ وقريب .

4= كيف يُجمع بين دعائه صلى الله عليه وسلم في الركوع في هذا الحديث : " يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ "
وبين قوله صلى الله عليه وسلم : فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل ؟
الجواب :
أن التعظيم يكون في الركوع أكثر ، ولا يَعني منع الدعاء في الركوع على الإطلاق .
فإن الركوع موضع تعظيم أكثر من كونه موضع دعاء ، بخلاف السّجود ، فإنه موضع دعاء أكثر من كونه موضع تعظيم .
ولا يَمنع تعظيم الرب في السُّجود ، والدعاء في الركوع ، مع اختصاص كل منهما بما يختصّ به .

5= هل هذا القول خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
فالخطاب في السورة ، وحديث عائشة في سبب قوله صلى الله عليه وسلم لذلك هل يدلّ على اختصاصه صلى الله عليه وسلم بذلك القول ؟
الجواب :
هو عام ، لأن هذا مما شُرِع لأمته أن تقوله في الركوع ، وهذا ما فهمه الأئمة من صنيعهم في إيراد هذا الحديث في أذكار الركوع والسجود .

والله تعالى أعلم .
كتبه الشيخ : عبد الرحمن السحيم
موقع صيد الفوائد
(3)
سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الـمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ
رواه مسلم

قوله: سُبُّوح أي: المنزه عن كل عيب، من سبحت الله تعالى؛ أي: نزهته.
قوله: قُدوس أي : الطاهر من كل عيب، العظيم في النزاهة عن كل ما يستقبح.
قوله: والروح قيل: جبريل عليه السلام، خص بالذكر تفضيلاً على سائر الملائكة؛
وقيل: الروح صنف من الملائكة،
ويحتمل أن يراد به الروح الذي به قوام كل حي؛
أي: رب الملائكة، ورب الروح، والله أعلم.
(4)
اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وعَصَبِي، [وَمَا اسْتَقَلَّت بهِ قَدَمي]
رواه مسلم

قوله: لك ركعت تأخير الفعل للاختصاص؛ والركوع؛ هو الميلان والخرور، وقد يُذكر ويُراد به الصلاة. والمعنى لك ركوعي لا لسواك ..
قوله : وبك آمنت : أي : أقررت وصدقت ..
قوله : ولك أسلمت أي : انقدت وأطعت .
قوله: خشع لك سمعي.. والمراد بالخشوع من هذه الأشياء هو الانقياد والطاعة؛ فيكون هذا من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم.
أما تخصيص السمع والبصر من بين الحواس؛ فلأنهما أعظم الحواس، وأكثرها فعلاً، وأقواها عملاً، وأمسها حاجة؛ ولأن أكثر الآفات بهما، فإذا خشعتا قَلَّت الوساوس.
وأما تخصيص المخ والعظم والعصب من بين سائر أجزاء البدن؛ فلأن ما في أقصى قعر البدن المخ، ثم العظم، ثم العصب؛ لأن المخ يمسكه العظم، والعظم يمسكه العصب، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها، فإذا حصل الانقياد والطاعة، فهذه عمدة بنية الحيوان، وأيضاً العصب خزانة الأرواح النفسانية، واللحم والشحم غادٍ ورائح، فإذا حصل الانقياد والطاعة من هذه فمن الذي يتركب عليهما بطريق الأولى.
ومعنى انقياد السمع: قبول سماع الحق، والإعراض عن سماع الباطل،
وأما انقياد البصر: النظر إلى كل ما ليس فيه حرمة،
وأما انقياد المخ والعظم والعصب: انقياد باطنه كانقياد ظاهره؛ لأن الباطن إذا لم يوافق الظاهر لا يكون انقياد الظاهر مفيداً معتبراً،
وانقياد الباطن عبارة عن تصفيته عن دنس الشرك والنفاق، وتزيينه بالإخلاص والعلم والحكمة.
قوله: وما استقلت به قدمي أي: جميع بدنه؛ فهو من عطف العام على الخاص.

(5)
سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ، والـمَلَكُوتِ، والكِبْرِيَاءِ، والعَظَمَةِ
رواه أبو داود والنسائي وأحمد
قوله: ذي الجبروت
الجبروت: من الجبر، وهو القهر، وهو من صفات الله تعالى ومنه الجابر؛ ومعناه: الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي.
قوله: الملكوت من الملك؛ ومعنى ذي الملكوت: صاحب ملاك كل شيء.
وصيغة الفعلوت للمبالغة.
قوله: والكبرياء أي: سبحان ذي الكبرياء؛ أي: العظمة والملك،
وقيل: هي عبارة عن كمال الذات، وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله سبحانه وتعالى.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرَّحمان الرَّحيـم

السَّلام عليكـُم ورحمة الله وبركاته

.. الحديثْ الثانِي عشر من مشروع بُستان السُّنة ..

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال :

سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال :
" إنِّي أحْتسبُ علَى اللهِ أن يُكفِّر السَّنة التِي قبلَه"
-رواه مسلم

الحديثُ كاملاً

عن أبي قتادة رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف تصوم ؟
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه ، فقال عمر : يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله ؟
قال: لاَ صَام وِلا أفْطَر أو قال : لمْ يصُم ولمْ يُفطر
قال : كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال " ويُطيق ذلِك أحَد
قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال : ذاكَ صوْمُ داوُد عليْه السَّلام
قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال : وددْتُ أنّي طوقتُ ذلِك
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثٌ مِنْ كُل شهْر وَرمضَان إلَى رَمضَانْ فَهذَا صِيامُ الدَّهر كُلِه صيامُ يوِم عرَفة أحْتسبُ علَى اللِه أنْ يُكفّر السَّنة التِي قبْلهُ والسَّنة التِي بعدَهُ وصيَامُ يومِ عاشوُراءْ أحتَسبُ علَى اللهِ أنْ يُكفّر السَّنة التِي قبْلهُ "

إن قيل : ما وجه أنَّ صوم عاشوراء يكفِر السنة التي قبله ، وصومُ يوم عرفة يكفّر السنة التي بعدهُ ؟

قِيلَ : وجههُ أن صومَ يوم عرفَة من شريعةِ مُحمّد صلى الله عليه وسلَّم ، وصومُ يوم عاشوراء من شرِيعة موسى عليه السَّلام .

تعرِيـفُه

هو اليوم العاشر من شهر محرَّم من كل عام .

حُكمُـه ، مناسبتُه ، وصفتُـه
صيام يوم عاشوراء سنة يستحب صيامه.

صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة، وصامه موسى قبل ذلك شكراً لله عز وجل؛ ولأنه يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه موسى وبنو إسرائيل شكراً لله عز وجل.. ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم شكراً لله عز وجل وتأسياً بنـبي الله موسى، وكان أهل الجاهلية يصومونه أيضاً، وأكَّده النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة، فلما فرض الله رمضان قال:” من شاء صامه ومن شاء تركه” رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

* أما تحري ليلة عاشوراء فهذا أمر ليس باللازم؛ لأنه نافلة ليس بالفريضة.

فلا يلزم الدعوة إلى تحري الهلال؛ لأن المؤمن لو أخطأه فصام بعده يوماً وقبله يوماً لا يضره ذلك، وهو على أجر عظيم، ولهذا لا يجب الاعتناء بدخول الشهر من أجل ذلك؛ لأنه نافلة فقط.
* لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- ( بتصرُف ) .

فضلُه

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: " ما رأيتُ النبي – صلى الله عليه وسلم – يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان " [رواه البخاري 1867].
ومعنى "يتحرى" أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.


وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " [رواه مسلم 1976]

ويكفيِنا هذا فضلاً من الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.

مراتِبُ صيامِه

* أكملها: أن يُصام قبله يومٌ وبعده يَوم.
وذلكَ خلافاً لليهود؛ لما ورد عنه عليه الصلاة والسلام : ” صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده” رواه أحمد، وفي لفظ : ”صوموا يوماً قبله ويوماً بعده” .

* ويلي ذلك: أن يصام التاسع والعاشر.
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع".
قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.

* ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم.
قال شيخ الإسلام : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم(الفتاوى الكبرى ج5).
وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراد (ج3 باب صوم التطوع).
وكلّما كثر الصيام في شهر مُحرم كان أفضل وأطيب.

هل يُصام عاشوراءْ إن كان في سبتٍ أو جُمعة ؟

يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة :

ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء.. ( تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت ).

وقال البهوتي – رحمه الله : "ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبد الله بن بشر عن أخته: " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم " [رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم وقال: على شرط البخاري]

ولأنه يوم تعظمه اليهود ففي إفراده تشبه بهم (إلا أن يوافق) يوم الجمعة أو السبت (عادة) كأن وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها تأثير في ذلك ( كشاف القناع ج2 باب صوم التطوع ).

ماذا يُكفِّر صيامُ عاشورَاء ؟

قال الإمام النووي – رحمه الله : "يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر".

ثم قال – رحمه الله -: صوم يوم عرفة كفّارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه… كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفَّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر. (المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : "وتكفير الطّهارة، والصّلاة، وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصّغائر فقط ". (الفتاوى الكبرى ج5).
بدِعُ مُحدثةٌ في عاشوراءْ


بما أنَّ كل ما خالف السنة بدعة ، وليوم عاشوراء نصيبٌ من البدعِ يفعلها البعض :
1- تخصيص قراءة قصة موسى وفرعون في صلاة الفجر .

2- التوسعة على الأهل في ذلك اليوم .

3- إعداد عشاء خاص بها والتجمّع لأجله .

4- النياحة وشق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية .
5- لبس السواد في عاشوراء ، ومثله تخصيص أي لباس خاص بعاشوراء .
6- إحياء ليلتها بقيام مخصوص لأجلها .
7- تخصيص يومها بأذكار وأوراد مخصوصة .
8- المراشة وهي : أن تجتمع مجموعة من النساء في بيت من البيوت ثم يأتين بكمية من الماء ثم ترش كل واحدة منهن الأخرى باعتقاد معين .


9- تخصيصه بعبادة معينة كزيارة المرضى أو الصدقة لأجل هذا اليوم .

ضلالاتُ الشِّيعة في هذا اليوم

ومن هذا البابِ ، للإستماع :

تاريخ تطُوّر أحداث عاشوراء للشيخ محمد الزغبي ، من هنا .

حقيقة مقْتل الحُسين ، من هنا .

ما يفعله الشيعة في عاشوراء من ضرب الصدور ، ولطم الخدود ، وضرب السلاسل على الأكتاف ، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء ، محدث لا أصل له في الإسلام، فإن هذه أمور منكرة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أنه لم يشرع لأمته أن تصنع شيئا من ذلك أو قريبا منه ، لموت عظيم ، أو فقد شهيد ، مهما كان قدره ومنزلته .

وقد استشهد في حياته صلى الله عليه وسلم عدد من كبار أصحابه الذين حزن لفقدهم كحمزة بن عبد المطلب ، وزيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة ، فلم يفعل شيئا مما يفعله هؤلاء ، ولو كان خيرا لسبقنا إليه صلى الله عليه وسلم ، فقد روى البخاري (1294) ومسلم (103) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ).

فهذه أعمال منكرة لا أصل لها في الإسلام ، لم يعملها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ولا صحابته لوفاته أو وفاة غيره ، مع أن مصاب الأمة بنبيّها أعظم من أي موت حتى موت الحُسين رضي الله عنه .

والاحتفال بهذا اليوم بدعة ، كما أن جعله مأتما بدعة كذلك ،ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه ، يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء وإنشاد المراثى .. وبدعة السرور والفرح .. فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور ، فصاروا يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا .
” انتهى من “منهاج السنة” (4/554) باختصار وتصرُّف .

فوائد ومُقتطفاتْ حول هذه المُناسبَة
* يستحب الصّيام اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام .

* هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا.
* هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة.
* يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها.
* فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه .
* هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم .

فهذا من فضل الله علينا أن أكرمنا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ، فالله ذو الفضل العظيم ..

فبادر أخي / أختي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة إلى الخيرات "وعجلتُ إليكَ ربِّي لترْضَـى" ، "إنَّ الحسنات يُذهبن السيئات" .

* لا تنسوْنا من طيّب دُعاءكم وجميع المُسلمين قبل الإفطار

.. هذا ، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربّ العالمِـينْ ~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

يـا أبي أنت حبـيبي *** أنت أهل المكرومـات


أنت عزي أنت فخري *** من شبهك ذاتي وصفاتي


أنت تسعـى لسـروري *** أنت تشقى لنجاتــي


ولأمـي كـل فضـل *** فهي خيـر الأمـهـات


حملتـني أرضعتـني *** فهي روحـي وحيـاتي


لكـما ما عشتُ حبـي *** ودعـائي في صلاتـي

ربما لا تكون هذه الأبيات البسيطة..
مما خلد في الذهن منذ الصغر..
الأروع والأفضل للتعبير عما في أنفسنا..
من اعتراف بالفضل لمن أعطانا الكثير..
ولم ينتظر أبدا جزاءً.. ولا شكورَا
جيلنا، ولو أن العهد به ليس بالبعيد؛ كان ولا يزال فيه الكثير من الاعتراف بالفضل والبر لوالدينا..
ولكن.. اليوم..
انتشر العقوق في أمة الإسلام انتشار النار في الهشيم..
عقوق بجميع ألوانه وأشكاله..
وساءت معاملة الأولاد للوالدين..
إلى درجة أن "أف" المنهي عنها في القرآن..
أصبح سماعها عادي جدا
بل ربما لا استغناء عنها
في النقاشات التي لا تنتهي بين الأولاد والآباء..

قال الله تعالى: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا


إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا


فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾


ا لإسراء/آية 23

أمر الله سبحانه بالإحسان للوالدين وقرن رضاه برضاهما
لفضلهما العظيم على الأولاد..
فهما يكرمانِه ولا ينتظران منه شُكرَا
ويُسيئُ إليهما ويسامحانه ولا ينتظران منه عُذرَا

وأمر الله ببر الوالدين حتى وإن كانا كافرين..
لعظم هذا الأمر عنده..

فقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ


فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا… ﴾


لقمان/ جزء من آية 15

هذا لمن كان أبواه مشركين..
فما بالك في من يجد أبويه قائمين على معصيةٍ لجهلٍ أو لغفلة (وهما مؤمنين)
فيُغلظُ عليهما وينهاهما بشدة عوض أن يدعوهما بالحسنى..
وبهذا يَهدِمُ واجبا عليه وهو.. بِرهُمَا..
ولِقداسَةِ هذا الأمر قدمه الإسلام على الجهاد في سبيل الله..

قال ابن مسعود: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟


قال : ( الصلاة على وقتها ) . قال : ثم أي ؟ قال : ( ثم بر الوالدين ) .


قال : ثم أي ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) .


قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني .


المصدر: صحيح البخاري – 5970


خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأحاديث الرسول في تقديم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله
كثيرة ومعروفة..
وفي تفسير له، قال ابن عباس رضي الله عنه:
أن أصحاب الأعراف الذين يكونون يوم القيامة بين الجنة والنار،
هؤلاء خرجوا وجاهدوا في سبيل الله ولكن لم يستأذنوا آباءهم وأمهاتهم (في الجهاد فرض كفاية) فقُتِلُوا
فمنعهم الجهاد من الدخول إلى النار ومنعهم عقوق الوالدين من دخول الجنة؛
فضلوا بين الجنة والنار إلى أن يأذن لهم الله بدخول الجنة

وهل لنا مهما فعلنا أن نُجزي والدينا على حسنِ صنيعِهِم بنا ؟..
يوضح لنا الرسول الكريم أنه لن نستطيع أن نُكافِئَ والدينا إلا في حالة واحدة:

قال صلى الله عليه وسلم: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه)


مسند أحمد – 14/5


خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

ومع انتفاء العبودية في عصرنا هذا فإن تكفيرنا لذنب عقوقهم يغدو مستحيلا..
وفضائل بر الوالدين كثيرة..
* فالبر سبب في تفريج الكربات، وفي هذا المعنى
قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار وانسد عليهم بالصخرة
وما انفرجت تماما إلا بدعاء الرجل البار بوالديه
* والبر يتحقق معه رضا الله بسبب رضا الوالدين..

( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


رضاالرب في رضا الوالدين، و سخطه في سخطهما )


المصدر: الجامع الصغير/ 4457

خلاصة حكم المحدث:صحيح

* والبر سبب في الرزق وطول العمر..

(قال الرسول صلى الله عليه وسلم:


من سره أن يعظم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه)


صحيح الجامع- 6291 – خلاصة حكم الحديث صحيح

وعلى رأس صلة الرحم صلة الوالدين وهما الأولى بالصلة..

وفضائل بر الوالدين كثيرة جدا..
وإن لم يكن منها ..إلا.. رضا الله سبحانه وتعالى، لكفى بها فضيلة وأنعم..
كيف لعاقلٍ أن يغفل عن كل هذا الرضا..
كل هذه الفضائل..
عن جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين
لـــِ يَعُقَّ والديه
لـِ يَبُوءَ بغضبٍ من الله
هذا كل شيء ؟
لا..
هذه المصيبة التي اُبتُلِيَ بها أغلب شباب المسلمين
ماذا قال ربنا فيها ؟

قال: ﴿… أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ…﴾ لقمان/ جزء من آية 14

وعلق ابن عباس على هذه الآية فقال: من شكر لله ولم يشكر لوالديه فلن يقبل منه عمله
إذن..
* يُحبِطُ الله عمل الإنسان بسبب عقوقه لوالديه..
فيصوم ويصلي ويُزكي.. ولا يبر والديه

ويظن أنه عند الله من الأولياء في حين أنه من الأشقياء..

* ويَكتُبَُ له سوء الخاتمة والطرد من رحمته سبحانه وتعالى
فالعاق لوالديه ملعون كما لعن سبحانه وتعالى الشيطان وطرده من رحمته..

قال صلى الله عليه وسلم: ( ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه)


المصدر: مسند أحمد3/266

خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح

* ويُمْهِلُ الله عقوبة الذنوب إلى يوم القيامة
ويُعَجلُ عقوبةَ العاق لوالديه في الدنيا..
فضلا عن العقوبة التي تنتظره في الآخرة

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:


( ما من ذنب أجدرعند الله من أن يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا


مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )


المصدر: مجموع فتاوىابن باز 231/23

خلاصة حكم المحدث:صحيح

والمسألة ليست بالبسيطة..
فالعقوق من أكبر الكبائر إلى درجة أن قرنها الرسول صلى الله عليه وسلم بالشرك..

فقال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله،


قال : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.. .)


المصدر: صحيح البخاري/ 2654

خلاصة حكم المحدث:صحيح

فماذا لو كان البلاء الذي تعيشه الأمة الإسلامية في أيامنا هذه..
تعجيل لعقوبة العقوق في الدنيا ؟

ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إذا فعلت أمتي خمسة عشرة خصلة حل بها البلاء،

قيل وماهي يا رسول الله، قال: إذا…


وكان من بينها: وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه )

فأين ما يحصل في عالمنا اليوم من هذا ؟..
لقد تجاوز الأمر العقوق وأصبحت مؤامرات تخطط بين الابن وزوجته
ضد الوالدين..
تصل إلى درجة الطرد من المنزل أو الإيواء في دور المسنين أو حتى ..القتل
ولا حول ولا قوة إلا بالله
فـ يا سعادة من كان:
* حبيبا للرحمن بطاعته لوالديه
مستعينا به عل برهما
* شاكرا له وجودهما في حياته كما في قوله تعالى: ﴿… أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ … ﴾ لقمان/ جزء من آية 14
* قائلا: ﴿…رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا…﴾ الإسراء/ جزء من آية 24
تعال أهمس لك ببضعة أبيات من قصيدة "زر والديك" للإمام ابن الجوزي
أبدع حين قال…

ما كان ذنبُهُمَا إليكَ فطالَمَا *** منحاكَ نفسَ الوِد من نفسيهِمَا


كانا إذا سَمِعَا أنينكَ أسبَلَا *** دمعَيْهِمَا أسفًا على خديهِمَا


وتمنيَا لو صادفَا بِكَ راحةً *** بجميعِ ما يَحوِيهِ مِلكُ يَديهِمَا

بـ قلـمـي

الآيات القرآنية أخذتها من
هنا..http://quran.muslim-web.com/search.htm
الأحاديث النبوية أخذتها من
هنا..http://www.dorar.net/

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه، أما بعد:

إن الوضوء من أعظم العبادات وله فضائل عظيمة ، كما أنه من أيسر العبادات وأسهلها
فهو من شعائر الإسلام وعلامة من علامات الإيمان ، وبها يعرف النبي صلى الله عليه وسلم أمته يوم القيامة
وصاحبه قريب من الرحمن جل وعلا ، بعيد عن الشيطان
وبه تكفر الخطايا وتغفر الذنوب ، وتقبل الصلاة والدعاء
فما أسهلها من عبادة وما أعظم أجرها عند الله .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من التوابين وأن يجعلنا من المتطهرين .

إن الوضوء من معالم الإسلام

كما جاء ذلك في حديث جبريل عليه السلام ، فعن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال جبريل إياه عن الإسلام ، فقال : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحجَّ وتعتمرَ ، وتغتسلَ من الجنابة ، وأن تتم الوضوء ، وتصوم رمضان ، قال : فإن فعلتُ ذلك فأنا مسلم ؟ قال : نعم ، قال : صدقت " رواه ابن خزيمة وصححه الألباني
كما انه شطر الإيمان

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآَنِ أَوْ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " رواه مسلم والترمذي
قال النووي : هَذَا حَدِيث عَظِيم أَصْل مِنْ أُصُول الإِسْلام , قَدْ اِشْتَمَلَ عَلَى مُهِمَّات مِنْ قَوَاعِد الإِسْلام .

فَأَمَّا ( الطُّهُور ) فَالْمُرَاد بِهِ الْفِعْل فَهُوَ مَضْمُوم الطَّاء عَلَى الْمُخْتَار وَقَوْل الأَكْثَرِينَ , وَيَجُوز فَتْحهَا كَمَا تَقَدَّمَ , وَأَصْل الشَّطْر النِّصْف , وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطُّهُورُ شَطْر الإِيمَان )

فَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الأَجْر فِيهِ يَنْتَهِي تَضْعِيفه إِلَى نِصْف أَجْر الإِيمَان .

وعن أبي مَالِك الأَشْعَرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ ، وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ يَمْلأُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَالصَّلاةُ نُورٌ ، وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ "
رواه النسائي وصححه الألباني
وقال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
المائدة/6

الذكر قبل الوضوء
الحديث
الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه "
رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد

فالتسمية في أول الوضوء سنة عند الجمهور، عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مع ــ فينبغي للمؤمن ألا يدعها، فإن نسي أو جهل فلا شيء عليه ووضوؤه صحيح، أما إن تعمد تركها، وهو يعلم الحكم الشرعي، فينبغي له أن يعيد الوضوء احتياطاً له وخروجاً من الخلاف؛ فينبغي للمؤمن أن يجتهد في التسمية عند أول الوضوء، وهكذا المؤمنة، فإن نسي ذلك، أو جهل ذلك فلا حرج.
قال العلامة الدهلوي في " حجة الله البالغة " " وهو نص على أن التسمية ركن أو شرط ويحتمل أن يكون المعنى : لا يكمل الوضوء لكن لا أرتضي مثل هذا التأويل فإنه من التأويل البعيد الذي يعود بالمخالفة على اللفظ "
واختلف العلماء في حكم التسمية في الوضوء .
فذهب الإمام أحمد إلى وجوبها ، واستدل بما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ )
رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
انظر : المغني
وذهب جمهور العلماء منهم الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي ورواية عن الإمام أحمد إلى أن التسمية سنة من سنن الوضوء وليست واجبة .
واستدلوا على عدم وجوبها بأدلة :
1- منها : أن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ رجلاً الوضوءَ فقال له : ( تَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ )
رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وهذا إشارة إلى قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )
المائدة/6 .
وليس فيما أمر الله التسمية .
انظر : المجموع للنووي .
وقد روى أبو داود هذا الحديث بلفظ أكمل من هذا ، وأوضح في الدلالة على عدم وجوب التسمية في الوضوء .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّهَا لا تَتِمُّ صَلاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ . . . الحديث .
فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم التسمية ، مما يدل على عدم وجوبها . انظر : السنن الكبرى للبيهقي .

2- ومنها : أن كثيراً من الذين وصفوا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا فيه التسمية ، ولو كانت واجبة لذُكرت .

وعلى هذا لو توضأ المسلم ولم يسمِ فوضوءه صحيح
غير أنه فَوَّت على نفسه ثواب الإتيان بهذه السنة
والأحوط للمسلم ألا يترك التسمية على الوضوء .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده