التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ،،، وبعد

هِمَمٌ اعتلت فى سماءِ الدعوة فسمت ْ
وأنفس اشتغلت بطاعة الرحمن فارتقتْ
وعلى روضنا أشرقت
فغرست غرسا ً داني الثمرات
فحُقَّ لنا أن نجعلَ
اجتماعَنا اليوم عنوانه الشكر والثناء
فى حفل بهيج أنتم نجومه ، ومنبع ضيائه
::
هنا نبارك و نحتفى بكل من له عطاء فعال
وأغدق روضنا الحبيب بجهدٍ سيّال

منذ شهر كان عنواننا
( إشراقة روضة السعداء ) و تجارتك الرابحة .. شاركينا

انتظرناها

فأشرقت على روضتنا الحبيبة
فكانت كإشراقة الشمس حين الشروق
فملأتها نورا ً بجميل عباراتها ، وعذب كلماتها
وحرصها على أخواتها ، ودائم تواجدها ، وتميُّز جهودها ،
فلها منّا الشكر والثناء وجميل الاحتفاء ..
فاستحقت لقب
إشراقة الروضة لهذا الشهر

ألا وهى

أختنا الغالية الحبيبة
om_yosef22

جزاها الله ُ عنا خير الجزاء
وثقل بكل حرف كتبته موازينها يوم تُعرض الأعمال على رب العباد ،،
أتحفتينا بالكثير ياغالية وما زلنا طامعين فى أن نرى منك ِ المزيد ،
ولأنَّهن غرسن غِراسا ً لاتقتلعه الأيام
وبكل وقت ثماره تزاد وتزداد ،
فبالنصح فى الله فى ردودهم قد تميّزوا
وبالدعوةِ إلى الله فى مواضيعهم قد همّوا
فاستحققن بفضل الله ،
وسام شعلة العطاء

أختنا الحبيبة
*زهرة السلام *

وأختنا الحبيبة
SH_TDM
فجزاكن الله خير الجزاء
ودمتن أهلا ً للعطاء


ولأن من لم يشكرْ الناسَ لم يشكرْ اللهَ ،،
نتقدم بجزيل الشكر والعرفان ، لكل قلم معطاء
فمنهم من واصل العطاء منذ أول لقاء بروضة السعداء
قدموا من أوقاتهم ما يزدهر به روضنا ويزدان
فجزيل الشكر لهم والعرفان ..
ومنهم من حطَّ رحاله بروضنا الحبيب منذفترات قصيرة
ولكنّهم بردودهم قد تميزوا وبطرح القيّم من المواضيع ما بخلوا
وسنظل لكم داعين ، ولجهودكم شاكرين
وبالمزيد من العطاء راغبيبن
أخواتكم مشرفات روضة السعداء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

عرقك إلى أين سيأخذك ؟
بقلم : محمود القلعاوى – مصر .
__________________________________________________

بالطبع جميعنا يعرق ويتصبب عرقاً فى هذا الصيف .. قد نعرق ونحن نسير فى الشارع .. أو ونحن نمارس رياضة .. أو ونحن نركب أحد وسائل المواصلات .. أو ونحن فى طريقنا للمسجد .. أو ونحن فى طريقنا للعمل .. أو ونحن … أو نحن .. وللأسف وأقول للأسف نرى بعض الشباب يتصبب عرقاً وهو يرقص فى أحد صالحات الديسكو .. فهل سألنا أنفسنا هل سيكون شاهداً لنا أم علينا ؟ هل سيكون عرقنا فى ميزان حسناتنا أم فى ميزان سيئاتنا ؟ .. عرقك أخى الكريم إلى أين ؟! كيف سيكون عرقنا يوم تدنوا الشمس من الرؤس ؟! ..
يقول عبد المعطي عبد الغني :- إذا بلغ العرق منك مبلغة فى هذا الصيف ، فقل :- يا نفس أرشح قطرات من العرق يضايقك مع ما تجدين من وسائل تجفيفه ؟ .. فكيف بك إذا عرق الجبين في سكرات الموت ؟! كيف بك إذا غرق الناس في عرقهم يوم القيامة كل بحسب عمله ؟ إلي أين سيبلغ عرقك يوم القيامة ؟ إلي كعبيك، أم ركبتيك ، أم حقويك ، أم سيلجمك العرق؟!

ما أشرفه من عرق ..

يقول ابن القيم :- ( كل نفس وكل عرق يخرج فى الدنيا فى غير سبيل الله … سيخرج يوم القيامة حسره وندامه .. )
قطرات العرق أيها الحبيب .. ما أجمل أن تكون خارجة فى سبيل الله .. فى طريق نشر الدعوة الإسلامية .. ما أحلاه عرق يتصبب على الجبين وأنت تحمل ما يستر فقيراً .. ما أطهره من عرق يخرج وأنت تمشى فى حاجة أخيك .. ما أطهره عرق يخرج وأنت تسعى على اليتيم والمسكين والأرم .. ما أشرفه عرق يتصبب وأنت فى طريقك للمسجد .. ما أقدسه عرق وأنت تجاهد فى سبيل الله .. وما أروع ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم :- ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) رواه الترمذي .. وما أجمل ما قيل هنا :- ( اعلموا أن كل عرق لم يخرجه جهاد فى سبيل الله فسيخرجه الحياء والخوف من الله يوم القيامة )

عرق الشهداء ..

فوجئ جعفر شقيق الشهيدين القساميين محمد وعاصم ريحان من بلدة تل جنوب غرب نابلس لدى فتح قبر الشهيد محمد بعد مرور مائة يوم على استشهاده في يوم 18/2/2017 و أثناء محاولة العائلة والأهالي تجهيز القبر لبناء ضريحه وضريح الشهيد القسامي ياسر عصيدة من كتائب القسام فوجئوا برائحة المسك المعطرة تفوح بعبقها من الجثمان لدى فتح القبر، ولمس جعفر دم الشهيد فوجده لا زال ساخناً وكان نائماً نومة العروس المطمئنة وأنه فكّر بإيقاظه، ورأى عرقه على جبينه ومسحه بيده أمام ذهول الناس، والأكثر عجباً ودليلاً على كرامة الشهداء هو أن لحية الشهيد قد طالت أكثر فكبر الأهالي وحمدوا الله تعالى على كرامة الشهيد.

بحر من العرق ..

عن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- ( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل .. قال سليم بن عامر :- والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض أو الميل التي تكحل به العين قال فتكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه ).
وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- ( إن العرق ليذهب يوم القيامة في الأرض سبعين باعاً , وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم ) متفق عليه
أريدك أن تتخيل معي هذا المشهد أخي الحبيب :- ( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)

عرق أهل الجنة ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ، ولا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يمتخطون ) .. قالوا :- فما بال الطعام ؟ .. قال :- ( جشاء ورشح – أي عرق – كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النَّفَس ) رواه مسلم
وعن زيد بن أرقم قال :- جاء رجل من أهل الكتاب إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم, أتزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون , فقال :- نعم والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مئة رجل في الأكل والشرب والجماع" قال: فإذا الذي يأكل ويشرب يكون له حاجه, والجنة طيبة ليس فيها أذى ؟ قال :" حاجة أحدهم عرق وهو كريح المسك ".

لطيفة فى عرق الحبيب صلى الله عليه وسلم

عن أنس رضي الله عنه قال :- دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عندنا ( نام ) ، فعرق ، وجاءت أمي بقارورة ( زجاجة ) ، فجعلت تسلت ( تجمع ) العرق فيها ، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :- يا أم سليم ، ما هذا الذي تصنعين ؟ .. قالت :- هذا عرقك نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب .. رواه مسلم في كتاب الفضائل، وأحمد.
وقال أنس رضي الله عنه :- ( كأن عرقه اللؤلؤ ) ..
وقالت عائشة رضي الله عنها :- ( كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر ، وكان كفه كف عطار طيباً مسها بطيب أو لم يمسها يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه "، أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه و أخرجه أبو يعلى والبزار وذكره الحافظ في الفتح وقال اسناده صحيح .

__________________________________________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء





قال عز وجل
(( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ
فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ))
الرعد 25



من جملة ما حثنا المولى تبارك و تعالى و أمرنا به بل و حذرنا من تركه..
صلة الأرحام و البرو الإحسان لهم .و التمسك بحبل الوصال

و نهانا عن قطيعتهم و عدم تواصلهم
إلا ان جل المسلمين اليوم أضاعوا هذا الحق
بل و عكسوه
فإنقلب التواصل و التراحم و المحبة و الألفة إلى حقد و حسد و شحناء بين
الأهل
و الإخوة في الدين لتشمل حتى أقرب الأقربين



صلة الأرحام
المعروف أن الصلة و هي الوصل و التواصل و إبقاء الوطادة و عدم قطع الأهل
و الأقارب من المحارم و غيرهم
و الأرحام قسمين..:
رحم الدين و هي العامة وتشمل هذه الفئة جميع المسلمين و يجب مواصلتها
بملازمة الدين و نصرتهم و تناصحهم و العدل بينهم و النصفة في معاملتهم
ورحم القرابة من أهل و أقارب و صلتهم و العفو عن الزلات و العثرات و
مقابلة السيئات إلا بالحسانات …
هذا و لأن الصلة واجبة , بل و تركها و قطعها من الكبائر إستنادا لقول الرسول
الكريم صلى الله عليه و سلم

في الصحيحين عن جبير بن مُطعم أنّه قال: «لايدخل الجنة قاطع». قال سفيان:
يعني قاطع رحم وفيهما أيضاعن
أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «إن
الرحم قامت فقالت لله عز وجل: هذا مقام العائذ بك من
القطيعة
قال:نعم أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع مَنْ قطعك؟ قالت:
بلى، قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شئتم:

{
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الارض وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَـئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ
} محمد: 22،



ولكن المؤسف أنّ كثيرا منا اليوم غفلوا عن هذا الحق و قطعوا حبل الوصل،
وحجّة بعضهم أن أقاربه لا يصلونه. و صلة
الرحم تكون متبادلة فإن صالك
الطرف الآخر عليك بصلته و إن بادر و قطعك
فلا بأس بقطعه فهو من بادر
و لكنها حجة لا تنفع….

فقد بين ديننا الحنيف و نبينا الكريم أن هذا لا يسمى بالصلة و إنما تسمى
المكافأة
فالصلة المقصودة تكون بصلتك حتى و إن قطعك الآخر و إن كان يصل إلا من
وصله لم تكن صلته لله و إنما تسمى مكافئة
و المثل
ففي صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ النبي
صلى الله عليه وسلّم قال:

"
ليس الواصل بالمكافأ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها "
و لكن الكثير يتسائل هنا في حالة ما إذا الطرف الآخر لم يبدي رغبة في صلتك
و يسيئ إليك و يقطعك

فبين هنا حبيبنا المصطفى أن عاقبتها حميدة و عظمتها كبيرة
حين إشتكى رجلا من صلته بالذين يقطعونه و يجهلون عليه و يسيئون إليه

.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال " يا رسول الله إن لي قرابة أَصلهم ويَقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون
إلي، وأحلم
عليهم
ويجهلون علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كنت كما قلت فكأنما
تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت
على ذلك»، رواه مسلم




فالمبادرة بصلة الرحم أخواتي شأنها بالفعل عظيم يغفل عنه الكثير فإنها ثتمر المال
و تعمر الديار و تعتبر أفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة كما أنها زيادة
بالعمر
و بركة بالرزق ….
فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن
يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل"
رواه البخاري
و تعتبر سبب لذخول الجنة ففي
الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا سأل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم :
" تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم "
رواه البخاري
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«
أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس
نيام تدخلوا الجنة بسلام»
،
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح
أما قطيعتها أخواتي فعاقبتها وخيمة
أجلها لعنة المولى عليه في قوله
(( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم , أولائك
اللذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم ))
محمد 23
فقاطع الرحم لا يقبل عمله : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس وليلة الجمعة فلا يقبل
عمل قاطع رحم"
رواه أحمد
كما أن الرحمة لا تنزل على قوم بهم قاطع رحم
و عواقب أخر أشد فالرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله و من قطعني
قطعه الله



أخواتي و شهر رمضان على الأبواب . فإنه و الله نعمة إلاهية عظيمة فالنفوس
بها لتقوى على ماعليه من الأعمال بفيض من الإله , فلنستغل هذه الأيام و نبادر
و نصل حتى من قطعنا
و لم يبدى رغبة بوصالنا كي نجرد أنفسنا من بغض
المعاصي و المنكرات و نفوز بالخير و البركات
و نلبي بهذا أمر الرحمن و ندخل جنانه بسلام….
و أخيرا نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان هذا العام و اعوام مديدة و أن
يعيننا و يوفقنا لنتزود من معين بركاته و خيراته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

لحظة رائعة ..
بقلم : محمود القلعاوى – مصر .

__________________________________________________
لحظات قليلة هى فى حياتنا ولكنها رائعة .. نعم رائعة .. رائعة قارئى الحبيب .. لحظة تخلو بنفسك وتسكب الدموع لخالقك .. ما أروعه من إحساس أثناء وبعد هذه اللحظات .. أنها الراحة النفسية البعيدة المنال .. إنه إحساس القرب من الخالق .. إحساس من غسل نفسه من أدران ذنوبه بدموعه الطاهرة .. إنه أمر قد أعجز أن أصفه بكلماتى .. فلم لا تجرب أيها الحبيب ؟! ..
فإلى العلاج النفسى .. إلى الدموع رمز المشاعر النبيلة .. إلى غُسل من الذنوب .. إلى بكاء الخلوة نطلب بها ظل الرحمن ..

دموع أغلى من الذهب ..

إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم :- ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) سورة مريم : 58
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ) رواه الترمذى والنسائى .
وقال صلى الله عليه وسلم :- (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :- الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق ، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ، ففاضت عيناه .) رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم :- ( عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذى .
ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :- ( لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : لأن أدمع دمعة من خشيه الله عز وجل أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار .
وقال كعب الأحبار :- ( لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً ) ..
وعن أبى معشر قال : رأيت عون بن عبد الله في مجلس أبى حازم يبكى ويمسح وجهه بدموعه فقيل له لم تمسح وجهك بدموعك ؟ قال : بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان مكانا من جسده إلا حرم الله عز وجل ذلك المكان على النار .

من فوائد البكاء من خشية الله

ولقد قالوا إن للبكاء من خشية الله له فوائد وهى :-
– أنه يورث القلب رقة ولينا
– أنه سمة من سمات الصالحين
– أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة.
– أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته.

قلوب حية ..

عوتب يزيد الرقاشى على كثرة بكائه، وقيل له: لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟! قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس؟؟ ..
وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن قال: ويحك، الموت في عنقي، والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي ..
وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه؟ قالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد، وانتبه الحسن ليلة فبكى، فضج أهل الدار بالبكاء، فسألوه عن حاله فقال: ذكرت ذنبا لي فبكيت ..
وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية: " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات" فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي، وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً، فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال: لا أدري على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟ ..
وقال سعد بن الأخرم : كنت أمشي مع ابن مسعود فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديدا من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي.
وما هذا البكاء إلا لعلمهم بأن الأمر جد والحساب قادم ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

فوائد البكاء الصحية :

جلاء للهموم والتماس للراحة ورقة للقلب ونقاوة للنفس وهي بالنهاية ملجأ كل مصاب يسلو إليها ويرى عزاءه فيها .. فالبكاء المخرج الأفضل لكل التوترات النفسية والإنفعالات ..
يقول الدكتور سمير جمال (طبيب عيون) :- لا يشكل البكاء غسولاً للعين فقط وإنما للنفس أيضا ولفهم فوائد البكاء بتفصيل أكبر لابد من التحدث قليلاً عن ماهية الدمع ووظائفه حيث إنه يشكل المادة الأساسية للبكاء وهو سائل كالبلازما الدموية (المصورة) دون وجود كريات دم وهو غني بالبوتاسيوم ( أربعة أضعاف تركيزه في الدم ) ويحتوي على عناصر مناعية دفاعية وهي الجلوبولينات المناعية وخاصة Iga (200 ملغ/ل) وكذلك Igm وige ودورها معروف في الدفاع عن الجسم ضد الأخطار الخارجية كالجراثيم والفيروسات وكذلك على خميرة انزيم الليزوزيم (15 جرام/لتر) وهي خميرة ذات قدرة كبيرة مضادة للبكتيريا وذلك بحلها للغلاف الخلوي لبعض الجراثيم «موجبة الجرام» لاحتوائها على مورامينيدايز ..
وقد قام العلماء بتحليل الدموع وجدوا أنها تحتوي على 25% من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنيسيوم وهي مواد سامة يتخلص منها الإنسان عند البكاء كما تبين في أحد البحوث للدكتور وليم فراي بإنجلترا عن الدموع أن المرأة تبكي 65 مرة في العام بينما يبكي الرجل 15 مرة ولكنهما أي الرجل والمرأة يبكيان في وقت واحد عند الخروج من رحم الأم ويربت عليهما الطبيب ليدفعهما إلى البكاء سواء أرادا أم لا، فما سر البكاء والدموع؟

أيها الحبيب ..

قم واسكب الدموع بين يد خالقك .. قم وتخلص من ذنوبك .. قم واطرد همومك .. قم واسكب الدمعات فى أروع اللحظات .. تنل سعادة الدنيا والآخرة ..

www.elkal3ya.com
__________________________________________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب مقالتي هذه عن الدين الإسلامي دين الله تعالى القائل: (إن الدين عند الله الإسلام…) من جانب قلّ أن ينُظر منه.
حديثا ليس بالشامل الذي يتطرّق إلى أركانه وأوامره ونواهيه، ولا هو بالمختصر, أي أنني لا أُعرّفه ولا أتحدث عن كيفية الدخول فيه, ولا أجيب عن : لماذا حلل ذ ا وحرم ذاك؟ ولا أُعلّم الناس عن كيفية العيش بالانتماء إليه ؟ ولا…ولا……ولا…!
بل سأتحدث عنه كدين أوجد لكل مشكلة حلا، مهما كانت المشكلة، ومهما صعبت وتعسرت، سواء كانت المشكلة تخصّ إنسانا أو عشيرة أو قوما أو وطنا. فبإتباع دين الإسلام دين المحبة والسلام تجد المشاكل طريقها إلى الحل والفرج بسهولة ويسر.
يعيش غير المسلم حياته ما بين سرور وهموم، وفرح وحزن, متخبط بين حيرة وعجز وغموض، من أين أتى ؟ وأين يذهب ؟ وماذا بعد الموت؟ و… إلخ !!!
والإسلام هو الدين الوحيد الذي أجاب الإجابة الشافية لتلك الأسئلة وأوجد للإنسان الحلول البسيطة والصحيحة لمشاكله المتعبة والمحيرة .
فمثلاً:
إذا كان الإنسان يشكو هماً أو غماً فلديه الكثير من الأدعية التي تساعده وتسعده وتحل مشاكله وتفرّج همومه.
وإذا كان يشكو مرضاً أو ألماً ولم يجد له علاجا، فلديه أيضاً الكثير من الأدوية الناجعة، كالصّبر على البلاء وانتظار الجزاء.
فأي دين أوجد للعاطل عملا: دعوة وجهادا.
وللمريض دواء: صبرا واحتسابا.
وللحزين المكروب فرجا، وللحيران أملا وللخائف رجاء وللوحيد مؤنسا؟؟
هذا الدين العظيم أوجد للحيران حلا من خلال صلاة الاستخارة، وأوجد للمريض آيات يقرأها على موضع الألم, أوجد لمن يعيش وحيداً كتابا إن قرأه وأحس بمعانيه وتدبرها فلن يحتاج لصُحبه. أوجد للخائف كلمات إن ذكرها أو رددها ارتاح وابتسم .
أي دين إن ابتسمت لغيرك أُجرت؟ وإن أسعدت غيرك سُعدت؟وإن تواضعت رُفعت؟وإن صبرت فزت؟وإن شكرت ازددت؟
لماذا لا نحس بجمال ديننا؟؟
الدين الذي نعمل لنؤجر,ونشكر لنسعد, ونتعب لنأخذ الجزاء العظيم الذي أخبرنا به رسولنا الكريم بقوله عن ربه تعالى: ((أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))
لماذا لا نحفظ ديننا وندافع عنه؟ هذا الدين الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث.
وما حرّم الله علينا شيئا إلا لأن فيه شرّ يصيبنا,وما حلل شيئا إلا لأن فيه خير ومسرة؟؟
هذا الدين هو دين السعادة دين الخير والسلامة دين السماحة والابتسامة .
فكم من أناس متخبطون حائرون لا يعلمون ما يفعلون, مكروبون ضائعون عاطلون؟؟ وحلّهم الوحيد هو الهروب من أوجاعهم إلى الانتحار والعياذ بالله.
لصديقتي صديقة غير مسلمة، وهذه الغير مسلمة تشكو لصديقتي بشدة حزنها وبؤسها والضيق الذي تعاني منه ولا تعلم ما سببه ولا كيف الخلاص منه؟ فأخبرتها صديقتي بأنها لو أسلمت لوجدت حلولا لحزنها وبؤسها، وإن لم فالحل الوحيد لهذه الإنسانة المتخبطة هو الانتحار كما هو في بلدها.
أو ليس بالمحزن والمؤلم أن يصاب شخص بشيء لا يقدر على حله كالأحزان الدائمة والهموم والمشاكل المتتالية فيسأل فلا مجيب؟ويصرخ فلا نصير؟ويبكي فلا يجد قريبا ولا صديقا بجانبه يسانده.
لماذا لا نحس بنعمة ديننا؟؟
دين الأخوة والصلاح,دين الهداية والفلاح, أي دين إذا دعيت لغيرك استجاب لدعائك ولك بالمثل؟
دين إذا نصرت مظلوما أو وقفت بجانب فقير, حزين, محتاج, نُصرت وأُجرت و سُعدت، وإن تعبت, لقيت ما يسرك, بفضل دعائهم لك, ولقيت الخير في دنياك, فكيف الخير في الآخرة؟ كيف الجزاء والثواب؟ وما السعادة التي تنتظرك بفضل عمل بسيط أسعدت به غيرك في وقت حاجته لك؟؟
لماذا لا نتمسك بديننا ونحفظه بصدورنا ونعيش حياتنا تباعاً لأوامره وابتعاداً عن نواهيه؟
لماذا لا نتعرف على ديننا فنتعلّم ونعلّم؟
لماذا نلجأ لغير ربنا؟ أما البشر فقد يسمعنا ولا يجيبنا؟ ونستنجد به فيتركنا؟
لماذا نبحث والحلول أمامنا وبانتظارنا؟ لماذا نسأل من يغضب إن سألناه واستنجدناه؟ وهناك من يفرح إن سألناه ويغضب إن نسيناه وسألنا غيره وهو القادر وحده؟!
كيف نبحث والإسلام أمامنا,ورب العباد يُنادينا,إن ابتعدنا حزن لحالنا وان اقتربنا سعد بقربنا.
كيف ننسى أنه الغني عنا ونحن الفقراء إليه؟.
فالحل الوحيد لكل مشكلة يعسر حلها ويصعب الخلاص منها هو الدعاء الدعاء الدعاء، وإن لم يستجاب فلربما أحبّ رب العباد سماع صوت عبده لكثرة الغياب؟!
فسبحان الله ما أعظم هذا الدين وما أعظم وأكرم رب هذا الدين القائل:(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة ألداع إذا دعان), والقائل على لسان نبيه: (الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضتُ فهو يشفين والذي يُميتني ثم يُحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين)
وأخيرا أقول تذكروا : "كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد", وقوله عز وجل بحديثه القدسي:((عبدي أنا أشاء و أنت تشاء وأنا افعل ما أشاء فدع لي ما أشاء أعطيك ما تشاء))
فالحمد لله والشكر لله على نعمة الإسلام


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

قال الله تعالى في سورة التوبة:


تعريفها:


هذه الحرم الأربعة هي الثلاثة المتتابعة: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم،
ورجب الفرد؛ يسمونه الفرد لأنه منفرد عن هذه الثلاثة في تتابعها.

ونلاحظ من الآيات ما يلي :

أولا: هذه الأشهر حرم، ومعنى أنها أشهر (حرم) أي محرمة لا يقاتل فيها إلا من اعتدى.

ثانيا: الأمر بالعدل ودفع الظلم، والعدل مع النفس يعني عدم تركها في المعاصي، والعدل مع الغير يعني توصيل الحقوق لهم، ودفع ظلمهم.

ثالثا: الحث على التقوى، وهي تعني الخشية والخوف من الله تعالى والعمل بما أنزل، فكأن الإنسان في كل حركاته يتحرك بميزان الشرع فلا يحيد عنه ولا يخالفه.

ورد في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم،
ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان"
.




والمعنى أن الزمن عاد إلى أصل الحساب والوضع الذي اختاره الله ووضعه يوم خلق السماوات والأرض، وذلك أن العرب كانوا يؤخرون المحرم ليقاتلوا فيه،
وهكذا يؤخرونه كل سنة فينتقل من شهر إلى شهر حتى جعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة التي حج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
حجة الوداع كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به.

وقوله: ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً،
وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي بين جمادى وشعبان" تأكيداً وبياناً لصحة ما سارت عليه مُضر.




فيها أيامٌ مباركة:

وقد جعلت هذه الأشهر حرماًَ، وكل الأشهر يحرم فيها ما حرمه الله ويعظم فيها ما عظمه الله،
ولكن كانت هذه عند الجاهلية معظمة لا يمسون فيها أعداءهم، ويمسكون فيها عن الاعتداء أو عن الحرب فيها ونحو ذلك،
فجعلها الإسلام كذلك أشهراً معظمة محرمة في جملتها وخص بعض أيامها بمزيد من الكرامة والتعظيم:



عشر ذو الحجة أفضل أيام الدنيا يستحب فيها الصيام وفعل الطاعات وفيها:

يوم عرفة
يوم يباهي الله بعباده
الملائكة, ويوم النحر عيدٌ وأضحية.


وأيام التشريق أيام أكل وشربٌ وذكرٌ لله تعالى.

ويوم عاشوراء يوم أنجى الله موسى ومن معه من المؤمنين، وأهلك فرعون ومن معه من الكافرين المتمردين.





الطاعات في شهر المحرم

الأشهر الحرم يستحب فيها تزكية النفس ومراجعتها، والتقرب لله تعالى لتحقيق التقوى،
ومن هذه الطاعات ما ورد من الحث على صوم يوم عرفة واستحباب الصوم في شهر محرم.

المعاصي في الأشهر الحرم

وإذا كانت الطاعات مندوبة في كل العام فإن المعاصي في الأيام المباركة تدل على جفاء النفس وعدم تجاوبها مع مواسم الطاعة ودعوات الخير، وبالتالي فمضاعفة العذاب وارد.


قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف،
لقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج:25] .

وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حق من قَتل في الحرم أو قتل ذا محرم، ثم نقل عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. انتهى.


وقال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [الأحزاب:30] . انتهى كلام القرطبي.




أحكام تتعلق بالأشهر الحرم

ظن كثير من الناس أن القتال في الأشهر الحرم، وصيد البر فيها والزواج كذلك محظور،
والحقيقة أن الأمر مختلف، فقد أباحت الشريعة هذه الأمور.

القتال في الأشهر الحرم:

جاء في الموسوعة الفقهية الميسرة :" كان البدء بالقتال في هذه الأشهر في أول الإسلام محرمًا بقوله تعالى ‏:‏
{‏ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله ‏}
‏ ‏‏، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ‏}‏ ‏.‏ ‏

وأما بعد ذلك فذهب جمهور الفقهاء إلى أن بدء القتال في الأشهر الحرم منسوخ كما نص عليه أحمد ‏‏،
وناسخه قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ‏}‏ ، وبغزوه صلى الله عليه وسلم الطائف في ذي القعدة ‏.‏ ‏

‏والقول الآخر ‏:‏ أنه لا يزال محرمًا ‏‏، ودليله حديث جابر: ‏ "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى ‏‏، فإذا حضره أقام حتى ينسلخ"‏ ‏.‏ ‏

‏وأما القتال في الشهر الحرام دفاعًا فيجوز إجماعًا من غير خلاف ‏.‏انتهى

وهذا يدل على إباحة القتال في الأشهر الحرم، وانتفاء الحرمة خاصة عندما يكون القتال دفاعا عن النفس.


صيد البر في الأشهر الحرم:

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} المائدة 95، وبما أن الحج يكون في الأشهر الحرم، فيحرم الصيد ما دام الإنسان حاجا، وما كان من غير الحاج خارج الحرم فلا يحرم.
وفي قوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمً} يقول القرطبي: " التحريم ليس صفة للأعيان, إنما يتعلق بالأفعال
فمعنى قوله : { وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما} أي فعله, وهو المنع من الاصطياد حالة الإحرام" .
ومعنى هذا أن غير المحرم لا مانع من أن يصطاد الطير في الأشهر الحرم خارج الحرم.

الزواج في الأشهر الحرم:

ظن البعض أن الزواج بين العيدين (الفطر والأضحى) نذير شؤم، ومعلوم أن ذا القعدة، وبدايات ذي الحجة ‏‏يدخل في ذلك،
وهذا بعيد عن الصحة فقد تزوج النبي –صلى الله عليه وسلم – بعائشة في شوال وبنى بها في شوال، وقد نُهينا عن التطير والتشاؤم.

*****

هذا ما تيسر لي جمعه عن هذه الأشهر الحُرم

أسأل الله أن يعيننا فيها على طاعته ويوفقنا إلى حُسن عبادته




لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد
:
:

إننا مطالبون بإتباع شرع الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن ذلك جماع الصلاح والهداية، وضده الشقاوة والضلالة؛ وذلك لأن الأعمال لا تقبل إلا بشرطين: الإخلاص، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الأمر بلزوم سنته شديد التحذير من البدع والمحدثات
فخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع

وإن من البدع المحدثة في الإسلام ما يعتقده بعض الناس في شهر رجب من أن له خاصية على غيره من الشهور، فيفعلون فيه أموراً محدثة، ويعتقدون فيه اعتقاداتٍ جاهلية، ويخصونه بأنواعٍ من العبادات، كالعمرة والصوم والأذكار والصلوات

قال الإمام الحافظ ابن حجر "لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيءٌ منه معين، ولا في قيام ليلةٍ مخصوصة، حديثٌ صحيحٌ يصلح للحجة". وله رحمه الله رسالةٌ قيمةٌ في ذلك، ونحو قوله هذا قال علماء الإسلام، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم، والحافظ ابن رجب، والإمام النووي، وغيرهم رحمهم الله جميعا

وبأي دليلٍ بعد ذلك يحتج من يفعل هذه المحدثات، لم يبق إلا الاعتماد على الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والآثار الواهية التي لا تقوم بها حجة وفوق ذلك كله داءان خطيران منتشران بين صفوف المسلمين، هما داء الجهل بدين الله، وداء التعصب للهوى، وكم جر ذلك على المسلمين من شرورٍ وفتن، لا خلاص منها إلا بإتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بصحابة رسول الله

والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم، كما قال الله عز وجل : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:100]

وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

من حديث عائشة – رضي الله عنها، وفي رواية لمسلم: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } ومعنى { فهو رد { أي مردود على صاحبه

وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: { أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة

فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي بها والحذر من البدع كلها؛ عملاً بقول الله عز وجل -: ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ [المائدة:2]

وقوله سبحانه: ﴿ والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾،

وقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: { الدين النصيحة { قيل: لمن يا رسول الله قال: { لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم } أخرجه مسلم

فصلاة الرغائب هذه من البدع المحدثة في شهر رجب ، وتكون في ليلة أول جمعة من رجب ، بين صلاتي المغرب والعشاء ، يسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب .
وأول ما أُحدثت صلاة الرغائب ببيت المقدس ، بعد ثمانين وأربعمائة سنة للهجرة ، ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها ، ولا أحد من أصحابه ، ولا القرون المفضلة ، ولا الأئمة ، وهذا وحده كافٍ في إثبات أنها بدعة مذمومة ، وليست سنة محمودة .

وتعتبر صلاة الرغائب من أهم العبادات عند الصوفية ، فقد أوردها الغزالي رحمه الله في كتابه الإحياء وهو ممن أيدوها من اّراء العلماء فجاء ذكر حديث رسول الله عنها فقال

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحد يصوم أول خميس من رجب ، ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة ، اثنتي عشرة ركعة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ، مرة ، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، ثلاث مرات ، وقل هو الله أحد ، اثنتي عشرة مرة ، فإذا فرغ من صلاته صلى علي ، سبعين مرة ، يقول: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آله ، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم ، ثم يسجد سجدة أخرى ويقول فيها مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل حاجته في سجوده فإنها تقضى ، ولا يصلي أحد هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ، وعدد الرمل ، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن استوجب النار))
وقد انتشرت واستشرت ، هذه المحدثة بين صفوف العوام والصوفية خاصة ، وقد خالف الغزالي رحمه الله في هذا العلماء المحققيق الذين أثبتوا بطلان هذه الصلاة وكان من رأي كثير من العلماء على أن هذه الصلاة بدعة لاأصل لها

منهم :
الحافظ العراقي قال في تخريجه للإحياء (2ـ2ـ174): حديث صلاة الرغائب موضوع.
وقال الحافظ ابن حجر: لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه من غيره.
قال الحافظ ابن حجر: منها حديث صلاة الرغائب.
وقال الإمام النووي رحمه الله: ((صلاة الرغائب ، وهي ثنتا عشرة ركعة ، تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة ، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، قبيحتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ، …. وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله)).
وقال العجلوني رحمه الله: من الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا عند أئمة الحديث
وقد حذر منها العلماء ، وذكروا أنها بدعة ضلالة .
وقال النووي – أيضاً – في "شرح مسلم" :
" قاتل الله واضعها ومخترعها , فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة . وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر "
وقال ابن عابدين في "حاشيته"
" قال في "البحر" : ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب في أولى جمعة منه وأنها بدعة . . .
وللعلامة نور الدين المقدسي فيها تصنيف حسن سماه "ردع الراغب عن صلاة الرغائب" أحاط فيه بغالب كلام المتقدمين والمتأخرين من علماء المذاهب الأربعة "

وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله : هل تجوز صلاة الرغائب جماعة أم لا ؟
فأجاب : " أما صلاة الرغائب فإنها كالصلاة المعروفة ليلة النصف من شعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان وحديثهما موضوع فيكره فعلهما فرادى وجماعة "

وقال ابن الحاج المالكي " ومن البدع التي أحدثوها في هذا الشهر الكريم (يعني شهر رجب) : أن أول ليلة جمعة منه يصلون في تلك الليلة في الجوامع , والمساجد صلاة الرغائب , ويجتمعون في بعض جوامع الأمصار ومساجدها ويفعلون هذه البدعة ويظهرونها في مساجد الجماعات بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة . . . . وأما مذهب مالك رحمه الله تعالى : فإن صلاة الرغائب مكروه فعلها لأنه لم يكن من فعل من مضى , والخير كله في الاتباع لهم رضي الله عنهم "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فأما إنشاء صلاة بعدد مقدر وقراءة مقدرة في وقت معين تصلى جماعة راتبة كهذه الصلوات المسئول عنها : كصلاة الرغائب في أول جمعة من رجب وأمثال ذلك فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام , كما نص على ذلك العلماء المعتبرون ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع , وفتح مثل هذا الباب يوجب تغيير شرائع الإسلام , وأخذ نصيب من حال الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله
وسئل شيخ الإسلام أيضاً عنها فقال :
" هذه الصلاة لم يصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أئمة المسلمين ولا رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف ولا الأئمة ولا ذكروا لهذه الليلة فضيلة تخصها . والحديث المروي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك ; ولهذا قال المحققون : إنها مكروهة غير مستحبة " وجاء في "الموسوعة الفقهية"
" نص الحنفية والشافعية على أن صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب أو في ليلة النصف من شعبان بكيفية مخصوصة أو بعدد مخصوص من الركعات بدعة منكرة . . .
وقال أبو الفرج بن الجوزي : صلاة الرغائب موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه . قال : وقد ذكروا على بدعيتهما وكراهيتهما عدة وجوه منها : أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين لم ينقل عنهم هاتان الصلاتان فلو كانتا مشروعتين لما فاتتا السلف وإنما حدثتا بعد الأربعمائة

فاتقوا الله أيها المسلمون وتمسكوا بدينكم واتبعوا هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم واحذروا الوقوع في كل ما يخالف سنته وسنة خلفائه الراشدين مما أحدثه المتأخرون في دين الله بغير سلطان أتاهم
نسأل الله تعالى أن يهدي المسلمين إلى الصراط المستقيم، وأن يمنحهم الفقه في الدين، ويجنبهم طرق المبتدعين

المصادر

القران الكريم

الفتاوي الفقهية الكبرى

كتاب ردع الراغب عن صلاة الرغائب لنور الدين المقدسي

كتاب الأحياء للغزالي

كتاب الأحاديث الموضوعة عن الرسول الكريم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

كثرت الأخطاء والبدع والمواضيع والأحاديث والأدعية الباطلة في حياتنا ويومنا ومناسباتنا وكذلك في عالم الانترنت بشكل كبير ..
ولا بدّ للمسلم أن يتثبّت في كلّ ما ينقله حتى لا ينسب إلى دين الله ما هو برئ منه ..
فيضل الناس بغير علم ويقع فيما حرمه الله ورسوله .. فالدعوة إلى الله والكتابة أمانة من الله علينا فلنتق الله فيها ,ولا يكون كل همنا النقل دون الدراية أو التثبت من صحتها أو عدمه
والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعبده وندعو إليه بالعلم لا بالجهل والهوى والعاطفة أو بما هو بدعة أو ادعاء على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
قال تعالى
( قل هذه سبيلي أدعوإلى الله على بصير ة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)

قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة:3
قال ابن القيم : وصف الدين بالكمال ، والنعمة التي أسبغها الله عليهم بالتمام إيذاناً في الدين بأنه لا نقص فيه ولا عيب ولا خلل ،ولا شيء خارجاً عن الحكمة بوجه .

قال الله تعالى : أكملت لكم دينكم ولم يقل أتممت لكم ليشمل الإتمام مع الكمال وذلكفيه دلالة على أن الدين ليس بشرعة أمة دون أمة ولا لعصر دون عصر ولا لمصر دون مصر . انتهى

فمن يبتدع أي شيء في الدين كأنه بذلك يقول أن الدين غير كامل وأن هناك جوانب نقص لم يتمها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته .

عَنْ ‏عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ،‏ ‏عَنْ ‏‏أَبِيهِ ‏قَالَ : قُلْتُ ‏لِلزُّبَيْرِ :‏
" مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُأَ الصْحَابُهُ ؟
فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ :‏ " ‏مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ‏‏فَلْيَتَبَوَّأْ ‏‏مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " . رواهُ أبو داود

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" رواه البخاري

وفي لفظ لمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، وهذه الرواية عند مسلم أعمُّ من الرواية الأخرى ؛ لأنَّها تشمل مَن أحدث البدعة ومَن تابَعَ مَن أحدثها ، وهو دليل على أحد شرطي قبول العمل ، وهو إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ كلَّ عمل يُتقرَّب به إلى الله لا يكون مقبولاً عند الله إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان :

أحدهما : تجريد الإخلاص لله وحده، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله .

والثاني : تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله

قال الفضيل بن عياض : في قوله تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أخلصُه وأصوَبُه ،
قال : فإنَّ العملَ إذا كان خالصاًولم يكن صواباً لم يُقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنَّة
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : " فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا ً"

قال :" فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً " أي : ما كان موافقاً لشرع الله، " وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً " وهو الذي يُراد به وجه الله وحده لا شريك له .
وهذان ركنا العمل المتقبَّل ، لا بدَّ أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

سئل الشيخ بن عثيميين رحمه الله
ما معنى البدعة وما ضابطها ؟ وهل هناك بدعة حسنة ؟ وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من سن في الإسلام سنة حسنة …" ؟
البدعة شرعاً ضابطها : " التعبد لله بما لم يشرعه الله " ، وإن شئت فقل : " التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون "

فالتعريف الأول :مأخوذ من قوله تعالى : " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله "
والتعريف الثاني : مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله ، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع ، سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه .

أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدين وإن كانت تسمى بدعة في اللغة ، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل هناك بدعة حسنة ؟
وليس في الدين بدعة حسنة أبداً ، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع ، وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها ، أو يبعثها بعد تركها ، أو يفعل شيئاً يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء :

الأول : إطلاق السنة على من ابتدأ العمل ، ويدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم ، وهم في حاجة وفاقة ، فحث على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّةٍ من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها "
فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداءِ عملٍ لا ابتداء شرع .

الثاني : السنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه : سنها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده .

الثالث : أن يفعل شيئاً وسيلة لأمر مشروع ، مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يُتعبد بذاته ، ولكن لأنه وسيلة لغيره ، فكل هذا داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها " ، والله أعلم.

" وردت في السنة المطهرة أحاديث نبوية فيها إشارة إلى المعنى الشرعي للفظ " البدعة " فَمِن ذلك :

1- حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أبو داود

2- حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته : ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في سننه

3 – حديث عائشة رضي الله عنها ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري ومسلم

4- وفي رواية : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم .
هذه الأحاديث الأربعة إذا تؤملت وجدناها تدل على حد البدعة وحقيقتها في نظر الشارع

أقسام البدعة
قسم بعض العلماء البدعة الى قسمين :

البدعة قسمان : بدعة حسنة وبدعة ضلالة ، كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه .

والبدعة الحسنة : هي الموافقة لشرع الله من عمل بها فله ثوابها وثواب من عمل بها .

وبدعة الضلالة : هي المخالفة لشرع الله من ابتدعها فعليه وِزرها وَوِزر من عَمِلَ بها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من سنّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عَمِلَ بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء.

ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وِزرها وَوِزر من عَمِلَ بها من بعده من غيرِ أن ينقص من أوزارهم شيء ". رواه مسلم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

(( نزول عيسى ))

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .

من يهده اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله …

( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللـه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللـه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) . النساء

أحبتى فى اللـه

ذكرنا في الموضوع السابق حديث حذيفة بن أسيد الغفارى :

اطلع علينا النبى ونحن نتذاكر فقال النبى : (( ما تذاكرون ؟ )) فقالوا : نذكر الساعة فقال: (( إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر ، الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم )) .

و نحن الآن على موعد مع إحدى هذه العلامات الكبرى

وهى نزول عيسى عليه السلام .

وسوف نركز فى موضوعنا على العناصر التالية :

أولاً : عيسى بن مريم والميلاد المعجز .


ثانياً : بل رفعه اللـه إليه .


ثالثاً : نزول عيسى من السماء إلى الأرض .

أولاً : عيسى بن مريم والميلاد المعجز

قال تعالى : (ِإذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(35)فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36)فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) آل عمران

مريم هى الأنثى الوحيدة فى الوجود كله التى اختصها اللـه من بين النساء قاطبةً ليودعها سره الأكبر فى أصفى حمل وأعجز ميلاد


فمريم هى الفتاة العذراء النقية التقية التى اصطفاها اللـه جل فى علاه من بين نساء العالمين فنفخ فيها من روحه


فأمها حنة بنت فاقود وصلت إلى سن اليأس ، فتمنت على اللـه أن يرزقها الولد ، واللـه على كل شىء قدير فاستجاب اللـه دعاءها وابتهالها إليه، فأحبت أن تشكر اللـه على هذه النعمة فقالت :

( رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ) .

نَذَرَتْ ما فى بطنها لله جل وعلا " أى لخدمة بيت المقدس "

وبعد مرور أشهر الحمل وضعت بنتا جميلة فنظرت إليها بحزن وقالت (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم )

فقالت حنة : رباه إنى وضعتها أنثى وأنت أعلم منى بما وضعت أى أنت الذى رزقتنى وقدرت لى ذلك ، فليس الذكر كالأنثى فى القوة والجلد وخدمة الأقصى وإنى يا رب أعيذها بك من شر الشيطان وذريتها – وهو ولدها عيسى بن مريم فاستجاب اللـه لها .

اصطفى اللـه مريم فى بستان الورع بين أزهار التقى والنقاء والعفاف والصلاح ، هذه هى الزهرة والنبتة الطيبة

يقول الملك : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ(42)يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) آل عمران

يا لها من مكانة آثرك بها اللـه دون نساء الدنيا يا مريم !

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا(18)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا(19)قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا(20)قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ) مريم

يقول المولى ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا ءَايَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء .

فهنا حدث أمر غير مألوف ما اعتادت عليه الخليقة فَنَفَخنَا فِيهَا مّن رُوحِنَا  لتنجب عيسى عليه السلام ، أى نفخ الملك جبريل فى أعلى القميص بأمر من اللـه عز وجل وهذا ليبين للخلق طلاقة قدرة الخالق ، إنها قدرة لا تحدها حدود

(( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) آل عمران

ولقد ظهر الحمل .. والراجح من أقوال المفسرين أن الحمل بعيسى كان حملا عاديا تسعة أشهر وأنه لا ريب أن اللـه جلا وعلا كان قادراً ولا زال سبحانه على أن تحمل مريم بعيسى وتضعه فى لحظة واحدة ، ولكن أراد اللـه بها أن يختبر مدى صبرها ومدى تحملها على هذا الابتلاء العظيم التى لا تستطيع أن تقدر عليه إلا مريم ابنة عمران العذراء البتول ، فهذا من تمام الابتلاء .

ويكمل لنا القرآن قصة عيسى عليه السلام ويقول:

(( ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ(34)مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(35)وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ )) مريم

ثانياً : بل رفعه اللـه إليه

زعـم اليهـود عليهم لعائن اللـه المتتابعة أنهم قتلوا عيسى بن مريم وصلبوه ، وزعم النصارى بجهل وغباء أن عيسى صلب وقتل ودفن وخرج من قبره بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب أبيه ، وهو ينتظر إلى يوم الخلاص ليقضى بين الأحياء والأموات !!

قال تعالى( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا )

فبين اللـه الحق وكذب اليهود والنصارى فقال سبحانه

(( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157)بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا )) النساء

قال أهل التفسير : أن اللـه عز وجل لما أراد أن يرفع نبيه عيسى إلى السماء بعد ما انطلق اليهود لقتله ألقى اللـه شبه عيسى على يهوذا الأسخريوطى الخائن الذى أخذ اليهود ليدلهم على مكان عيسى فابتلاه اللـه فألقى عليه شبه عيسى فأخذه اليهود فقتلوه وصلبوه وهذا قول .

والقول الآخر : ثبت عن ابن عباس بسند صحيح كما روى ابن أبى حاتم والنسائى بسند صححه الحافظ ابن كثير فى تفسيره لسورة النساء .

قال ابن عباس رضى اللـه عنهما :" لما أراد اللـه أن يرفع عيسى خرج إلى بيت فيه إثنى عشر رجلا من الحوارين فقال : نبى اللـه عيسى : إن منكم من سيكفر بى بعد أن آمن بى ، ثم قال لهم : أيكم يقبل أن يلقى عليه شبهى ليقتل مكانى ليكون معى فى درجتى فى الجنة فقام شاب أحدثهم سناً ( أصغر الجالسين ) فقال له : أنا ، فقال : اجلس ، فجلس ، ثم أعاد عيسى القول مرة ثانية فقام نفس الشاب فقال له : اجلس فجلس ، ثم أعاد عيسى قوله للمرة الثالثة فقام نفس الشاب فقال عيسى هو أنت فألقى اللـه على هذا الشاب شبه عيسى ورفع اللـه عيسى إلى السماء " .

وجاء الطلب من اليهود أى الذين يطلبون عيسى لقتله فأخذوا هذا الشاب فقتلوه فصلبوه فكفر بعض أتباع عيسى ممن آمنوا به كما ذكر لهم قبل قليل .

ثم ينزل اللـه عز وجل عيسى بعد ذلك لحكم عديدة منها

أن اللـه تبارك وتعالى سينزل عيسى عليه السلام ليكذب اليهود الذين زعموا أنهم قتلوه ، وليكذب النصارى الذين جهلوا هذه الحقيقة ، وليبين للناس جميعا أن محمدا وأن الموحدين معه من أمته أولى الناس بعيسى عليه السلام

سينزل عيسى ليموت فى الأرض فما قولك إذاً فى قول اللـه تعالى :

((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )) آل عمران

أن الوفاة فى الآية معناها الوفاة الصغرى وهى النوم كما فى قوله تعالى (( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ)) الأنعام

ثالثاً : نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض من السماء

بين اللـه جل وعلا أنه رفع عيسى إليه إلى يوم الوقت المعلوم الذى سينزل فيه إلى الأرض مرة أخرى


ليكون علامة كبرى من العلامات الدالة على قيام الساعة

ففى قراءة ابن عباس ومجاهد وإنه لعلم للساعة أى نزول عيسى أمارة وعلامة على قيام الساعة .

بل وروى ابن جرير بسند صحيح أن ابن عباس رضى اللـه عنهما قال: (( وَإِنَّهُ لَعلمُ لِلسَاعَةِ )) أى خروج عيسى عليه السلام ، فإن نزل فهذه علامة كبرى تدل على قرب قيام الساعة

وقال اللـه تعالى ((وَإِنَّ مِّن أَهلِ الكِتَابِ إِلا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ )) أى قبل موت عيسى عليه السلام .

وقد بينت السنة الصحيحة المتواترة نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض من السماء .

ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى قال : (( والـذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكمـاً مقسـطاً فيكسـر الصليـب ويقتل الـخنزيـر ويضع الـجزيـة ويفيـض المال حتى لا يقبله أحد ))

فى الحديث الذى رواه أبو داود فى سننه بسند صحيح من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه قال رسول الله : (( ليس نبى بينى وبين عيسى بن مريم وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، إنه رجل مربوع ليس بالطويل ولا بالقصير
ولا بالسمين ولا بالنحيف مائل إلى الحمرة والبياض كأن رأسه يقطر ماء من غير بلل ))

قال المصطفى قولاً عجيباً كما فى مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان وصحح السند الحافظ ابن حجر من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه وفيه أن رسول اللـه قال : (( فيهلك فى زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك اللـه المسيح الدجال ، وتنزل الأمنة فى الأرض حتى ترعى الأسود مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم )) .

استحلفكم باللـه أن تعودوا لـ الحديث يقول الرسول تهلك كل الملل إلا الإسلام ….


سبحان اللـه ..!! واللـه أكبر !!


أبشر أيها الموحد .. أبشر يا من تحب " لا إله إلا اللـه " .

نعم واللـه ستهلـك كـل الأديـان إلا الإسـلام قال تعالى (( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الإسْلام )) آل عمران

تعيش الأرض حالة لا نسيج لها فى التاريخ كله ، حتى قال المصطفى فى الحديث الذى رواه الديلمى والضياء المقدسى وصححه فى الصحيحة الألبانى من حديث أبى هريرة أن الحبيب النبى قال : (( طوبى لعيش بعد المسيح ، طوبى لعيش بعد المسيح ، يؤذن للسماء فى القطر ويؤذن للأرض فى النبات حتى إذا بذرت حبك على الصفا لنبت ولا تشاحن ولا تحاسد ، ولا تباغض ، حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ))
وفى رواية أبى أمامة وسندها صحيح قال المصطفى : (( فيكون الذئب مع الغنم كأنه كلبها ويمر الوليد على الأسد فلا يضره وتمر الوليدة على الحية فلا تضرها ، رفع الظلم واستقر الأمن والأمان والرخاء وزادت البركة حتى تنزل الأمنة فى الأرض )) .
بل فى رواية النواس بن سمعان قال : (( فيقال للأرض أنبتى ثمرتك وردى بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك فى الرسل " اللبن " حتى أن اللقحة ( الوليدة التى وضعت ولدها) من الإبل لتكفى الفئام من الناس " الجماعة " واللقحة من البقر لتكفى القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفى الفَخِذَ من الناس …. ))

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الساعيات نحو العلا

"εїз" غفلة القلب "εїз"(الساعيات نحو العُلا) "εїз"
εїзالقرآن العظيم هدية الرحمن للعباد, به نسعد في الدارين" الساعيات نحو العُلا"εїз

"εїз"( هنا وجدت حياتي….) "εїз"(الساعيات نحو العُلا)" εїз"
εїзأحصــــــــــــاه الله ونســـــــــــوهـ" الساعيات نحو العُلا"εїз

"εїз"بلسم القلب و طهارة الّلسان"εїз"(الساعيات نحو العُلا) "εїз"

"εїз" رسالتي إلى طالبة علم"εїз"(الساعيات نحو العُلا)" εїз"

"εїз"يوم سيأتى فهل أعددتِ العدة "εїз"(الساعيات نحو العُلا)" εїз"
"εїз" الرضا راحة المؤمن من عناء الهموم "εїз"(الساعيات نحو العُلا)" εїз"

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده