التصنيفات
الملتقى الحواري

°¨¨¤¦ أُم يـوســـــــــف ¦¤¨¨° مجابة

:

:

:
لم يكن مجلسنا في ذلك اليوم مجلساً عادياً ككل المجالس رغم إنه ضم بين جنباته
ما تحويه بقية المجالس .. كنب .. ستائر .. تُحف .. مقاعد إضافية ….
نساء وفتيات صغيرات وكبيرات يتبادلن الأحاديث الجانبية
ولكن مجلسنا ذاك قد تميزعن بقية المجالس بوجود أم يوسف !

أم يوسف
امرأة أبت إلا أن تكون متميزة في زمن يلهث فيه الجميع خلف الشهرة والمجد ،
صحيح أن هناك من الحاضرات من يفقنها جمالاً وأناقة ولكنها فاقتهن أخلاقا وصبراً،
وحقيقي أن هناك من سبقنها في الشهادات العلمية ، ولكنها سبقتهن إلى نيل الأجر،
ونجحت فيما فشلن فيه ،
لأن طموحها أرقى وأعلى من مجرد أهواء دنيويه ،

أم يوسف
استطاعت ببساطتها وصدقها أن تلفت الأنظار ، وتسحر العقول ، وتجذب القلوب ،
فقد عقدت العزم على أن تسلك طريق التميز وأن لا يكون أثرها وقتي
لا يتجاوز لحظات اللقاء في ذلك المجلس،
بل أثراً دائماً يبقى في النفوس ، وتستشعره القلوب ،
ويؤثر فيمن خالطنها تأثيرا إيجابياً،
أم يوسف
أحالت مجلسنا المعتاد إلى مجلس لا ينسى ،
كان ذلك عندما قدمتها لنا إحدى القريبات وأعلنت أنها ستتحدث إلينا حديثاً مختلفاً!
حينها اتجهت أنظارنا لتلك المرأة الهادئة والتي لم تفارق الابتسامة محياها
منذ أن دخلت ذلك المجلس،
كنا نظن أنها لاتملك الجرأة لسؤالنا عن حالنا وأخبارنا !!
فإذا بها تحيي في قلوبنا مشاعراً قد غفلنا عنها حتى ذبلت ، وأوشكت على الموت،
أنصتنا بذهول وكلنا شوق لسماع ما يمكن لتلك المرأة المبتسمة أن تقدمه لنا،

أم يوسف
تبسمت من جديد ،وبعد أن حمدت الله وأثنت عليه نظرت إلينا بكل ثقة ومحبة،
وأخذت تتحدث باطمئنان عن عظيم الأجر لمجالس الذكر ،وما تتركه في النفوس
من جميل الأثر،
قصص وعظات ، أحاديث و آيات, دموع وزفرات ، تسبيح ودعوات ،
ومن الشعر أجمل الأبيات ، هكذا كان حديثها الرائع،
تجولت بنا خلاله بين واحاتٍ غناء ، تدخل على النفس الراحة والهناء،
حتى وصلنا معها إلى ختام تلك الرحلة المثمرة،
والتي أنهتها بالصلاة والسلام على رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم،
بعد أن غمرتنا بدعواتها الطيبة والتي انهمرت منها الدموع وتفطرت لها القلوب،

أم يوسف
كم تمنينا أن لا ينتهي حديثك الماتع فقد كنا نستمع لما استشهدت به
من آيات وأحاديث وكأننا لم نسمعها من قبل رغم أننا نحفظها عن ظهر قلب!
عباراتك الجميلة خرجت من قلب صادق ومُحب ،فوجدت طريقها إلى قلوب
قد أضناها الشوق للقرب من ربها والفوز بجنته ،
فضمدتِ الجراح بلمساتك الحانية ، وجددتِ الإيمان في القلوب الغافلة،
و ربما كنتِ سبباً في أن يشملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم،
إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)
صحيح

أم يوسف
ليست فقط أخت أحببناها في الله ،
بل هي تجربة ثرية عشناها بكل أحاسيسنا وكان لها الأثر الكبير في نفوسنا ،
جزاها الله عنا خير الجزاء،
ونسأل الله أن يثبتها على الحق وأن يظلنا وإياها بظله يوم لا ظل إلا ظله،
أم يوسف
نموذج مُشرف للمرأة المسلمة ،
المرأة التي سعت للتميز وبحثت عنه ونالته بإذن الله ،
فقد التمست طريقاً من نور،
طريقاً عامراً بالخير والطاعات ،
حتى أنارت لنا مجلسنا بذكر الله وشكره ،
في حين بقيت بعض المجالس في ظلمات بعضها فوق بعض،
وبعدما ظهر لنا جمال ذلك النور الإيماني
هل نقبل أن يعود مجلسنا ليظلم من جديد؟!
وكيف نرضى بالعتمة بعد الضياء ؟!
وهل يمكن أن نكون جميعنا كأم يوسف ؟!

" وقفـــة "
مجالسنا قد أقفرت وأظلمت ،
ونحنُ نملك لها ولقلوبنا الضياء فلما نبخل به !!

*****

*ملاحظة *


قال تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )

أرجو ممن ينقل أحد مواضيعي أن لاينسبه لنفسه

واسأل الله أن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصةً لوجهه الكريم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.