التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

☆*☆ آيَـاتــ قرآنيــة.. وقِـرَاءاتــ عِلميـة..☆*☆

وصلي اللهم وسلم على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مِن وراء تجليات الحقائق في الآيات القرآنية، تتجلى لنا حكمةُ الله وقدرته..
وأول أوجُهِ هذه القدرة في القرآن الكريم،
هو بقاء هذا الكلام المُوحَى بهِ إلى خاتَمِ الأنبياء والرسل،
محفوظا من التحريفِ والضياع، على عكس جميعِ الكُتُبِ السماوية الأُخرى..
ملايين النسخ من المصاحف المحفوظة في الصدور، الملايين من الصدور…
فتَحَقَّقَ بذلك وعد الله سبحانه وتعالى بحفظِ القرآن..

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر/آية 9

وهكذا سَلِمَ من التحريف برغم المحاولات العديدة من طرفِ الكائدين بالإسلام..

فوصلتنا الآياتُ البينات كما أُنزِلَت على الحبيب المصطفى..
وستبقى كذلك إلى أن يَرِثَ الله الأرضَ ومن عليها..

والكلامُ المُنَزَّلُ غيرُ قابلٍ للتصنيف تحت أي نوعٍ من أنواعِ المُسَمَّيَات..
ولما وجد الأَوَّلُون في القرآن جرسًا جميلاً ونَظْمًا فريدًا يفوق ُكل قُدُراتِهِم،
وهم المُلِمينَ باللغة إلماماً كاملاً،
عند ذاك قالوا أن الشيء الفريدَ في القرآن يكمُنُ في نَظْمِهِ..


ثم بِتطورِ العقول، أدركَ الناسُ أنَّ النَّظْمَ ليس وحدَهُ هو الفريد،
فما من زاوية من الزوايا ينظرُ إليها الإنسان لهذا القرآن الكريم إلا ويرى فيها أشياء خارقة للعادة،

سواء كان ذلك في جانبِ التشريع أو في الأخلاق أو في المعاملات أو في العقيدة أو في العبادات،
أو في الاستعراض التاريخي لسيرة الإنسانية من لَدُنِ أبينا آدم عليه السلام إلى بِعْثَةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم..
من يستطيعُ أن يروي قِصَصَ هذه الأُمَمْ، أمة بعد أمة، ورسولا بعد رسول، ورسالة بعد رسالة،

فالاستعراضُ التاريخي للأحداث مُتَسَلْسِلٌ بطريقةٍ لا يُمكنُ للبشرِ مُحاكاتُهَا..
بالرغم من أن هذه الأحداث ذُكِرَت في سُوَر وآيات مُتباعدة..
ولكن كل حدث يُكَملُ الآخرَ بدقةٍ عجيبةٍ ونمطٍ متوافقٍ..
وكذلك الأمر بالنسبة للتشريع..

فهل يُمكن أن نجدَ في أي قانونٍ وضعي ولو نصا واحدا يُحيط إحاطة كاملة بكل علاقات القُرْبَى،
ويُوزع الميراث دون أن ينسى أحدا وبعدلٍ لا يُظلمُ فيه أحدا،
مثل ما جاء في آيات الميراث وحدها: ؟؟

( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ . لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ . فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ . وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ . وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ . فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ . فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ . مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ . آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا . فَرِيضَةً مِنَاللَّهِ . إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)

النساء/ آية 11

( وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ . فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ. مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ . وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ . فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ . مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ .وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ . فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ . مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ .وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ . وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ )

النساء/ آية 12

وهل يمكن أن يُوجَدَ في دساتيرِ العالَمِ كلها على تعدد صفحاتها،
توضيحا لتشريعٍ معقدٍ، مثل ما هو موجودٌ هنا في آيات الميراث القليلة.. ؟؟

وهذه القضايا الغريبة عن عقل الانسان في وقت نزول الوحي،
أَلَمَّ بها القرآن إلمامًا وأحاط بها إحاطة وبإيجازٍ شديد:
مفهوم الألوهية،الرسالة، النبوة، العلاقات الإنسانية، تربية النفس الإنسانية،
والحديث عن الآخرة، وعن الغيب…

قال الله سبحانه وتعالى:
(بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ..)
العنكبوت/جزء من آية 49


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.