تغتال أطفال المدارس !
شهدت مملكة البحرين مؤخرا وخلال ثلاثة أيام فقط حادثين مروعين لحافلتين مكلفتين بنقل طلاب المدارس، وقد راح ضحية احدهما طالب لم يتعد السابعة من عمره، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن السائق انزل الطالب أمام بيته وقام بإطلاق بوق السيارة لتنبيه ذويه إلى وصوله وعندما لم تبد أسرة الطفل استجابة سريعة لصوت البوق، تعجل معاودة السير من دون أن ينتبه إلى أن الطالب كان يمر أمام الحافلة في اللحظة نفسها كي يصل إلى بيته فقام بدهسه متسببا في وفاته، وقد أثبتت التحقيقات الأولية أن السائق يعمل فني إصلاح مكيفات، وغير مصرح له بسياقة حافلة نقل طلاب. وعقب هذا الحادث بثلاثة أيام خرجت علينا
الصحف بالقصة الاخرى وكان بطلها طالبا في الحادية عشرة من عمره، كان يهم بركوب باص المدرسة عندما تعجل السائق بالسير بعد أن أغلق الباب الأمامي على قدمه من دون أن ينتبه إلى انه لم يستقر داخله بعد، مما أدى إلى إصابة الطالب بإصابات قوية في مؤخرته وقدمه بعد أن سحله الباص مسافة 180 مترا قبل أن يتوقف على صياح الطلاب وبعض المارة في الشارع، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن إصابته لم تكن قاتلة. وعلى الرغم من المجهود الجبار الذي يبذله القائمون على الإدارة العامة للتدريب فقد تعرض 612 طالبا لحوادث بسيطة خلال عام 2022، مقابل 682 طالبا خلال عام 2022، وتعرض 144 طالبا لحوادث بليغة خلال عام 2022، مقابل 157 طالبا لعام 2022، وقد توفي 14 طالبا خلال عام 2022، مقابل 18 طالبا لعام 2022، وهذه الإحصائيات توضح المرحلة العمرية لمن هم في سن الدراسة. «أخبار الخليج« ارتأت تسليط الضوء على هذين الحادثين اللذين وان لم يشكلا ظاهرة فإنهما يعدان بمثابة المؤشر السلبي لأسلوب اختيار شركات النقل لسائقيها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الدور المنوط بالمشرفات على الأطفال اللاتي يعين من خلال ادارات المدارس، مما يجعلنا نتساءل هل مسئولية السائق تنحصر في توصيل كل طالب إلى بيته فقط، أم يجب أن يتأكد من أنه قد وصل إلى أهله سالما؟ وهل وجود مشرفة الباص لحفظ الأمن داخله أم تتسع مسئوليتها لتشمل تسليم الأطفال إلى ذويهم؟ وما هو دور إدارة المرور في تلافي حوادث الباصات في المناطق المكتظة بالمدارس؟ وما هو دور إدارة التعليم الخاص في الإشراف على مثل هذه الأخطاء القاتلة؟ هذه الأسئلة وغيرها سوف نحاول الإجابة عنها خلال السطور التالية وخاصة ان تكرار هذه الحوادث في وقت متقارب أصبح يشكل هاجسا يؤرق أولياء أمور الطلبة. أولياء الأمور أبوحسن لديه طفلان احدهما في الصف الأول الابتدائي والأخر مازال في الروضة بإحدى المدارس الخاصة، ونظرا لعدم امتلاك المدرسة وسيلة مواصلات خاصة بها، فقد رشحت له أسماء بعض السيدات اللاتي يعملن على نقل الطلاب من وإلى المدرسة بسياراتهن الخاصة، وقد قام بالاتفاق مع احداهن لنقل ولديه، ويروي ما حدث لابنه الصغير الذي لم يتعد الرابعة من عمره قائلا: أثناء انتقال ابني إلى المدرسة غلبه النوم في السيارة ولم تنتبه السائقة إلى انه لم يغادرها مع باقي زملائه، وذهبت إلى بيتها كي تستريح إلى أن يحين موعد خروجهم من المدرسة، وكانت النتيجة أن استيقظ الطفل بعد أكثر من أربع ساعات أمضاها نائما من دون تكييف في هذا الجو الخانق، واخذ يصرخ بشكل متواصل بعد أن وجد نفسه بمفرده، والغريب أنها لم تعد بابني إلى البيت فور اكتشافها وجوده بالسيارة، بل أكملت عملها وكأن شيئا لم يكن، وعندما أحضرته إلى البيت كان في حالة سيئة مما استدعى ذهابي به إلى الطبيب الذي اقر بأن وجوده في الشمس فترة طويلة أدى إلى مرضه، وكانت النتيجة أن أصبحت أتولى بنفسي إيصال أبنائي من وإلى المدرسة ولم اعد استأمن عليهم احدا، وقد تقدمت بشكوى إلى إدارة المدرسة ضد السائقة لإهمالها في رعاية الأطفال حيث ان ترشيحها للعمل كان من قبلهم، ولكنهم لم يتخذوا ضدها أي إجراء ومازالت تقوم بإيصال الأطفال إلى الآن. أما سليمة احمدي فلديها تحفظ تجاه المدرسة التي يدرس فيها أبناؤها حيث تقول: لدي ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والعاشرة يدرسون في احدى المدارس الخاصة، ونظرا لأننا نعمل أنا ووالدهم ولا يوجد لدينا وقت لتوصيلهم إلى المدرسة فقد اشتركنا لهم في الباص التابع لها على اعتبار انه أكثر أمانا من أي وسيلة انتقال أخرى، ولكن للأسف اغلب الوقت لا توجد مشرفة في الباص وفى حال وجودها لا تهتم بالتأكد من أن الأطفال قد وصلوا إلى داخل بيوتهم سالمين حيث ترى أن هذا ليس من اختصاصها لكثرة عدد الأطفال واستحالة أن تنتظر خروج كل ولي أمر من بيته لتسلم طفله، وهذا التصرف من قبل المشرفة يشكل هاجسا كبيرا لنا وإحساسا بعدم الأمان حيث يوجد احتمال دائم لتعرض أطفالنا للمخاطر في هذه الثواني المعدودة التي قد نتأخر فيها عن تسلمهم خاصة بعد اختفاء الطفل بدر مما جعلنا نتخوف من تكرار المأساة، ولذلك نناشد المدارس أن توجه مشرفات الباصات إلى أهمية الاطمئنان إلى أن كل طفل قد وصل إلى داخل بيته سالما وكفى حادثان بهذه البشاعة في أسبوع واحد. وتنهي حديثها بتوجيه نداء إلى إدارة المرور متمنية عليهم تنظيم دورات لسائقي الباصات الخاصة بنقل أطفال المدارس في كيفية التعامل معهم لأنهم يحتاجون إلى رعاية خاصة أثناء صعودهم ونزولهم من الحافلة. وترى أم حبيبة أن إلقاء الضوء على هذين الحادثين ليس معناه انهما سيكونان آخر الحوادث، وتؤكد أن المشكلة تكمن في عدم اهتمام المدرسة باختيار المشرفات على الأطفال، فأغلبهن آسيويات ويعملن من دون عقد مع المدرسة وبمرتبات ضئيلة جدا علما بأن عليهن دورا هاما وحيويا ويجب أن يكن تربويات، أو على الأقل حاملات شهادات جامعية، حيث ان متابعة الأطفال الصغار في الطريق ليس بالشيء السهل واكبر دليل على ذلك تلك الحوادث التي يروح ضحيتها أبناؤنا نتيجة غلطات صغيرة كلها تنصب في عدم صبر السائق وتسرعه في السير، وعدم اهتمام المشرفة على الحافلة بالطلبة إما عن إهمال وإما عن جهل بطبيعة عملها. ويتطرق سالم عبدالله سعد إلى مشكلة أخرى تخص الحافلات التي تقوم على نقل طلاب إحدى المدارس فيقول: سائق الحافلة التي تنقل الطلاب من والى مدينة حمد وخاصة القاطنين عند الدوار الأول يصر على إنزالهم عند أكشاك باعة الفخار بالشارع العام، عند شارع ولي العهد وهذه المنطقة بها مساران في منتهى الخطورة، وقد طلبنا إلى السائق الدخول إلى يسار الدوار الأول كي ينزل أبناؤنا في مكان آمن على الشارع الرئيسي الداخلي القريب من أحيائهم كما تفعل باقي باصات الطلبة التي تخصصها الوزارة مشكورة، ولكن السائق يأبى ذلك، ولا نعلم هل سيتحرك المسئولون بعد أن يحدث ما لا تحمد عقباه لأبنائنا؟ مشاكل السائقين سائق نقليات بحريني الجنسية فضل عدم ذكر اسمه يعمل في احدى الشركات التي تنقل طلبة مدارس المرحلة الثانوية، تطرق إلى بعض المشاكل التي تواجههم، مثل ندرة المواقف المخصصة لسياراتهم التي تمكنهم من الوقوف من دون عجلة، حيث يؤكد أن المواقف المتاحة فعليا دائما ما تكون مشغولة بسيارات غير تابعة للنقليات، وفى حال توقفهم لثوان معدودة كي يطمئنوا على أن الطالب وصل إلى منزله يجدون هجوما كبيرا من السيارات التي تقف خلفهم، هذا بالإضافة إلى أن المؤسسات تحدد للسائقين وقتا محددا لدورة المدارس، ونظرا للزحام الكبير في الشوارع لم يعد السائق يستطيع الحفاظ على موعده مما يجعله يتعجل في السير بمجرد إنزال الطالب من الحافلة من دون أن يفكر في الاطمئنان علية خوفا من تعرضه للمساءلة من قبل صاحب المؤسسة. ويوضح محمد مهدي احد المسئولين المنظمين في المؤسسة الوطنية للنقليات طرق تعاقدهم مع السائقين الذين يعملون على الباصات التي تقوم بنقل الطلبة قائلا: المؤسسة متعاقدة مع وزارة التربية والتعليم لنقل طلبة المدارس الحكومية، والأولوية عندنا لنقل طلبة المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية فالثانوية البنات ثم البنين، ويتم الاتفاق مع الوزارة على نقاط معينه نأخذ منها الطلبة، ونراعي أن تكون آمنة ويوجد بها مواقف للحافلة، والمؤسسة لديها حوالي 700 باص، يعمل عليها عدد كبير من السائقين منهم ما يقارب 170 سائقا بحرينيا بخلاف السائقين الأجانب، ونحن في الشركة نخضع السائق لاشتراطات معينة قبل تعيينه، كعدم تركيب الأدوات الالكترونية مثل المسجل حتى لا يشغله شيء عن الاهتمام بالسياقه، وعدم استخدام الباص للمنفعة الشخصية كتوصيل الاقرباء أو شراء الأغراض الخاصة وما إلى ذلك، والمحافظة على نظافة الباص والكراسي، ومنع تعليق أي ملصقات داخله سواء كانت فنية أو دينية أو سياسية، وعدم التدخين داخل الباص، والتقيد بالسرعة وقوانين المرور، وعدم استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة، والتحلي بالأخلاق الحسنة مع الطلاب وفي حال أي شكوى يجب العودة إلينا ونحن نقوم بإيصالها إلى مديرة المدرسة، وهذه الشروط أساسية إذا وافق عليها السائق نوقع معه العقد، وأقوم بتسليمه السيارة بعد أن يتأكد من سلامتها ونظافتها من الخارج والداخل، وفي حال ارتكابه أي مخالفة لشروط العقد تكون نتيجتها إنذارا رسميا وبعد الإنذار الثالث يتم فصله. وعن بعض المشاكل التي تقابل السائقين وتسبب ضررا للطلبة يقول: من المفترض أن كل مدرسة تقوم بتحديد مكان لوقوف الباص كي يتوجه إليه الطلبة بشكل تلقائي، ولكن للأسف أولياء الأمور يقفون بسيارتهم في المكان المخصص للحافلة مما يتعذر معه وقوف السائق ويضطر للبحث عن موقف آخر وعادة ما يكون بعيدا عن المدرسة، مما يعرض الطلبة الصغار إلى الخطر أثناء بحثهم لفترة طويلة عن مكان الحافلة، بالإضافة إلى ما يسببه ذلك من ازدحام وعدم نظام، وإذا حاول السائق إفهام أولياء الأمور أن هذا المكان مخصص لحافلة المدرسة لا يجد استجابة منهم والبعض يتطاول عليه. المدرسة رئيس مجلس إدارة مدرسة الآفاق الحديثة عبدالرحمن يوسف بوجيري بدأ حديثه بتقديم واجب العزاء إلى أسرة وزملاء الطالب الذي لقي مصرعه مبديا أسفه لهذا الحادث الأليم، وقد حرص على توضيح موقف المدرسة من شركة النقليات والمشرفة على الباص قائلا: تعودنا في إدارة المدرسة التعاقد مع شركات النقليات المعروفة لنقل الطلاب، ولكن هذا العام حدث عجز في باصين فاضطررنا للاتفاق مع مندوب احدى الشركات الذي قدم إلينا عرضا وافقت عليه إدارة المدرسة، وقد اتبعنا معهم الخطوات المعروفة قبل التعاقد، كاطلاعنا على الأوراق الخاصة بتسجيل السيارة والتأمين عليها وكذلك رخصة السائق، ثم قمنا بكتابة العقد الذي ينص على تأجير السيارتين، ولكن المندوب اخذ يماطل في التوقيع على العقد من قبل المدير المسئول عن شركة النقليات لسفره خارج البحرين، ونظرا لان العام الدراسي كان قد بدأ قبل أكثر من ثلاثة أسابيع فقد وافقنا على عمل تلك الشركة في نقل الطلاب قبل أن يتم توقيع العقد. وقد بدأ السائق عمله معنا وكان يؤديه على أكمل وجه، ولم تحدث قبله أي شكوى، وقبل الحادث بيومين ابلغ إدارة المدرسة بأنه مضطر إلى السفر وسوف يتعامل معنا سائق آخر من قبل الشركة، وقام بتسليمنا نسخة من رخصة القيادة الخاصة به، وبالفعل تسلم العمل، وبعد وقوع الحادث علمنا من إدارة المرور ان الباص تابع لمؤسسة مواد غذائية، مما سبب لنا مفاجأة كبرى أوضحت سبب مماطلة المندوب في التوقيع على العقد المبرم بيننا، والى الان لا نعلم هل المندوب والسائقان يقومون بتأجير الباص من دون علم المؤسسة المالكة له، أم أن صاحب المؤسسة يؤجره بشكل غير قانوني إلى المدارس؟ ونحن في انتظار نتيجة التحقيق بفارغ الصبر كي توضح ما خفي من أمور. وبعد وقوع هذا الحادث الأليم اجتمعت إدارة المدرسة وقررت الاستغناء عن التعامل مع جميع مؤسسات النقليات الصغيرة الخاصة والتعامل فقط مع الشركات الكبيرة، كما تم فصل مشرفة الباص نظرا لتهاونها في رعاية الأطفال، وقد بدأت المدرسة تنظيم دورات توعوية للمشرفات على الباصات لتدريبهن على كيفية رعاية الأطفال وتحميلهن مسئوليتهم إلى أن يتم تسليمهم إلى ذويهم. ويكمل بوجيري قائلا: لقد حرصت بعد الانتهاء من دفن الطفل والقيام بواجب العزاء أن اذهب إلى موقع الحادث أثناء المعاينة وسماع شهادة الشهود، ثم التقيت المسئولين عن التعليم الخاص لتوضيح ملابسات الحادث نظرا للتناقض الذي جاء في الصحف، وقد تابعت الوزارة الموضوع منذ البداية. وفي نهاية حديثه ناشد جميع الصحف من خلال جريدة أخبار الخليج أن تتحرى الدقة من المسئولين قبل كتابة أي خبر ينشدون من خلاله إثارة الرأي العام حيث ان كل صحيفة كتبت الخبر بشكل مختلف، مؤكدا أن النيابة لم تصرح إلى الآن بنتيجة التحقيق. وزارة التربية وقد أفادت وزارة التربية والتعليم أن إدارة التعليم الخاص هي الجهة المعنية لديها بمتابعة المدارس الخاصة، ومن خلال التنظيم الإداري فان الترخيص الذي يمنح للمدرسة ينص على ضرورة الالتزام بتوفير شروط الأمن والسلامة للطلبة في جميع الأماكن التي يستخدمونها داخل المدرسة وخارجها بما فيها الحافلات، مع إلزام المدارس بوجه عام بتوفير معلمة أو مشرفة داخل الحافلة لتأمين سلامة الطلبة خاصة في مرحلتي الروضة والابتدائية، وبإلزامهم بتوصيلهم إلى بيوتهم ويدخل ذلك ضمن شروط السلامة التي تؤمنها المدارس للطلبة. وتشير الوزارة إلى أن أغلب الحوادث تحدث نتيجة خطأ إنساني أكثر من كونه تقصيراً من المدارس، وعطفاً على الحادث الأليم الذي أودى بحياة أحد الطلبة خلال الأيام الماضية تبين أن هذا الحادث لا يعود إلى تقصير من إدارة المدرسة، حيث إن المدرسة وفرت المشرفة بالحافلة، وأمنت نزول الطالب إلى المكان المعتاد الذي توصله إليه يومياً، إلا أنّ الحادث وقع نتيجة عدم انتباه السائق أثناء عبوره الشارع. وقد بدأت الأستاذة عائشة عبدالغني الوكيل المساعد للتعليم الخاص والمستمر، وتنفيذاً لتوجيهات الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم في عقد اجتماعات مع المسئولين عن بعض المدارس الخاصة بهدف التأكيد مجدداً على تطبيق إجراءات السلامة المدرسية وضمانها عند تنقل الطلبة عن طريق الحافلات المدرسية، حيث شددت على أهمية الالتزام باحتياطات وإجراءات السلامة المنصوص عليها في التعميمات الصادرة عن إدارة التعليم الخاص، بما يضمن سلامة الطلبة، خاصة صغار السن منهم. وعلى صعيد متصل أفادت الأستاذة عائشة عبدالغني أن قطاع التعليم الخاص والمستمر قد قام بتجديد التوجيهات الصادرة إلى المدارس الخاصة، للتذكير بمحتوى التعميمات السابقة والتي تنص على ضرورة اعتماد إجراءات السلامة داخل المدرسة وخارجها، وبذل كل جهد ممكن لتأمين وصول الطلبة إلى بيوتهم بأمن وأمان. المرور وعن الإجراءات التي تتخذ ضد عمل بعض أصحاب السيارات في نقل الطلاب من دون ترخيص رسمي، ودور إدارة التدريب في توعية طلاب المدارس والسائقين يقول النقيب يوسف احمد جمال رئيس التدريب التخصصي بالإدارة العامة للتدريب، طبقا للقانون يستطيع أي شخص حاصل على رخصة، قيادة سيارة اقل من 16 راكبا لاستخدامه الشخصي هو وعائلته، وغير مصرح له بنقل طلبة مدارس، أما بالنسبة لأصحاب السيارات الذين يعملون بشكل غير قانوني في نقل الطلاب مقابل عائد مادي، فيتعرضون للمساءلة القانونية حال ضبطهم، حيث يشترط لمن يعمل بهذه المهنة أن يكون بحريني الجنسية ولا يعمل في وظيفة أخرى ولا تقل خبرته في السياقة عن خمس سنوات، وإذا انطبقت عليه تلك الشروط يحضر محاضرة مرورية حول سلامة الأطفال أثناء النقل من والى المدرسة، ثم يتم الكشف على السيارة وبعد التأكد من صلاحيتها، يحصل السائق على ترخيص من إدارة المرور للعمل في نقل الطلاب مقابل اجر، ويتم إعطاؤه ترخيصا للسيارة أيضا يسمح لها بالعمل في نقل الطلاب. وإدارة المرور تقوم بتنظيم دورات تدريبية تنقسم إلى شقين، الأول يخص توعية طلبة المدارس الابتدائية داخل مدارسهم حيث يذهب رجال المرور إليهم لإلقاء محاضرات توعوية ذات علاقة بالعبور السليم، وقد تم تغطية 93 مدرسة منذ بدأ العام الدراسي، استفاد منها 7986 طالبا خلال 122 زيارة مدرسية، وهذا لا يعني إعفاء أولياء الأمور من مسئوليتهم تجاه توعية أبنائهم. والشق الثاني خاص بتهيئة سائقي حافلات نقل طلاب المدارس، وذلك عن طريق تنظيم محاضرات توعوية للسائقين، وقد خضع للتدريب 205 سواق بين سيدات ورجال، وتم إعطاؤهم تراخيص من الإدارة العامة للمرور تخول لهم نقل الطلبة مقابل اجر. ويكمل حديثه قائلا: خلال الأعوام الماضية خضع معظم السواق العاملين في المؤسسات الخاصة بنقل الطلاب إلى محاضرات توعوية باللغة العربية للعرب وبالانجليزية للأجانب، والإدارة تشترط على جميع السائقين العاملين في شركات نقل الطلبة بتحديد ميعاد مسبق لتلقي المحاضرة قبل بدء العام الدراسي، التي تشتمل على احتياطات السلامة الواجب اتباعها لنقل الطلبة. أما بالنسبة إلى المشاكل التي تواجه السائقين نظرا لعدم وجود مكان آمن لوقوفهم فقد تم خلال السنوات الماضية تهيئة حوالي 600 حارس مدرسة لتنظيم وتأمين وقوف السيارات أمام المدارس، هذا بالإضافة إلى تهيئة أكثر من 90 فردا من أفراد شرطة المجتمع لتنظيم حركة السير أمام مختلف المدارس وإعطائهم الصلاحيات الكاملة لتحرير المخالفات المرورية للمخالفين.