التصنيفات
المجلس العام

الرسالة الثـ3ــالثة من كتيب ( لأنكِ غالية ) لعبدالمحسن الأحمد – للسعادة


بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة الثالثة من كتيب ( لأنكِ غالية ) لعبدالمحسن الأحمد

(( النوافل ))

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" رواه مسلم

هل تعرفين ما معنى ( سلامى ) أي كل مفصل حركه لكِ الله عليه صدقة في كل يوم فيا ترى هل قابلنا هذا الفضل الكبير بهذا العمل اليسير ؟

في أحد ممرات المستشفى رأيت شاباً في السابعة والعشرين من عمره على ذاك الكرسي المتحرك

لحظة رآني استبشر وفرح لأنه لا يستطيع أن يذهب هنا وهناك مثلي ومثلك فتراه يفرح إذا رأى إنساناً يمر بجانبه وأفضل نزهة له أن يبقى في ممرات المستشفى

حين رآني قال لي ممكن دقيقة ؟ فحينما أتيت بجانبه قال لي : الله يعافيك أبطلب منك خدمة ممكن تذهب بي إلى دورة المياه

وعندما وصلنا إلى دورة المياه رفع رأسه وإذا بالعيون تلمع قال لي : ممكن تدخلني الحمام

وعندما أدخلته فإذا بالرأس يطأطئ والدموع تذرف لعلة كان يتذكر عندما كان يمشي ولا يحتاج لأحد أن يدفعه

ثم قال لي ممكن أن تضعني على الكرسي وتنزع ملابسي بدون أن تنظر الله يجزاك خير

انظر إلى هذا المشوار كم أقضيه أنا وأنت في اليوم من مرة من فتح لك الباب ؟ من نزع ملابسك ؟

هل في يوم من الأيام عندما خرجت من دورة المياه استشعرت هذه النعمة الذي حُرم منها الكثير ؟ ثم ارتفعت بقلبك إلى المنان وقلت اللهم لك الحمد أن فضلتني على كثير من العالمين

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ }

فلله درها تلك الكريمة التي استشعرت عظيم نعمه سبحانه عليها فقابلت هذه النعم بالشكر والعرفان وتقربت بالنوافل إلى الكريم المنان

فتجدها تارة في ظلمة الأسحار تناجي الحليم الغفار وتارة يراها ربها ساجدة بالضحى صائمة بالنهار

قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته " رواه البخاري

وفي إحدى الغرف وجدت شاباً عمره 28 سنة أصيب بجلطة في المخ فأصبح لا يعي بما يقول لا يذكر إلا آية أو حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم

أتيت عنده فنظرت في وجهه فإذا فيه نور فأحببت أن أذكره بالله عز وجل

فقلت له { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }

فنظر إلي ثم أخذ ينظر يمنة ويسرة ويشير إلى الأجهزة والطاقم الطبي ويقول : والله ما أنتم إلا أسباب

ثم نظر إلى السماء واستشعر عظمة الجبار والدموع تذرف ثم روى حديثاً عن أحمد

ثم رفع يده وهو يبتسم ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ثم مات

قال تعالى { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } ولكن بمَ ختمت الصحيفة ؟ ختمت بلا إلـــــــــه إلا الله

فبماذا ستختم صحائفنا ؟ من عاش على شيء مات عليه

يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام : " يبعث كل عبد على ما مات عليه" رواه مسلم .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.