التصنيفات
السياحة والسفر

~~~~بيسان عبر الزمان~~~~~ -للسياحة


مرج للزهور الربيعية .. مناظر خلابة في بيسان

بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ جولة تاريخية في ارض فلسطينية منسية ..وقبل الجولة نستمع لهذه الكلمات المعبرة عن بيسان
كانت لنا من زمان
بيارةُ جميلة و ضيعة ظليلة
ينام في أفيائها نيسان
ضيعتنا كان أسمها بيسان
خذوني إلى بيسان
إلى ضيعتي الشتائية
هناك يشيع الحنان على الحفافي الرمادية
خذوني إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابي
هناك مدت علات أعانق صمت التراب
أذكر يا بيسان يا ملعب الطفولة أفيائك الخجولة
و كل شئ كان بابٌ و شباكان
بيتنا في بيسان
خذوني مع الحساسين إلى الظلال التي تبكي
رفوف من العائدين على حنين لها تحكي
خذوني إلى بيسان

الموقع والموضع والمناخ
بيسان من المدن القليلة التي كان لموقعها اثر بارز في تاريخها، فسهلها يعد حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل ابن عامر غرباً، وتشرف المدينة على ممر وادي جلود، إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج ابن عامر، وتشرف أيضاً على الأجزاء الشمالية من وادي الأردن. ولا غرابة إذا ارتبطت بيسان بشبكة مهمة من طرق المواصلات، وقد جذب موقعها الأنظار إليها، فكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر، وكانت معبراً للغزوات الحربية بينهما أيضا، واستطاعت بمرور الزمن أن تغري كثيراً من التجار والغزاة بالاستقرار فيها. وإذا كانت الطرق قد أسهمت في نشأة بيسان الأولى، فإن المدينة أصبحت فيما بعد عاملاً رئيساً في جذب الطرق إليها، وغدت متصلة بالأقاليم المجاورة بشبكة حيوية من الطرق المهمة.
ويجمع الموضع الحالي لبيسان بين مواضع قديمة وأخرى حديثة، أما المواضع القديمة فتتمثل في الخرائب القديمة التي تشتمل عليها بعض التلال المحيطة بيسان. ففي الجهة الشمالية من بيسان يوجد تل الحصن وتل المصطبة، وفي الجهة الشمالية الغربية يحيط بالمدينة تل الجسر وتل بصول وتل توميس وتل الزهرة، وتشتمل هذه الخرائب على بقايا الأبنية السكنية والمقابر وأماكن العبادة والمسارح والميادين والأسوار. أم الموضع الحديث للمدينة فيقوم على هضبة صغيرة (150م) تمتد في الغور جنوبي نهر جالود.
وتجدر الإشارة إلى أن الموضعين القديم والحديث لبيسان يقومان على تلال من الأرض ترتفع عما حولها من الأراضي المنبسطة داخل غور بيسان، ويعود السبب في ذلك إلى الرغبة في تحاشي أخطار فيضان نهر جالود والابتعاد عن المستنقعات من جهة، وإلى استغلال الأراضي المنبسطة في الزراعة من جهة أخرى. ولعل انتقال الموضع من الشمال إلى الجنوب استهدف في الأصل درء أخطار الفيضانات والأوبئة عن المدينة، والاستفادة من الأراضي الغورية المجاورة لنهر جالود وقنواته في الزراعة.
نشأت بيسان فوق موضعها الحديث نسيباً في أوائل في أوائل القرن التاسع عشر، واقتصرت أماكن مبانيها في بداية الأمر على سطح هضبة بيسان، ثم امتد موضع بيسان نتيجة تطور نموها العمراني بعدئذ، فضم أجزاء من أقدام الحافة الغربية للغور وأجزاء من أراضي الغور المنبسطة. وتنحدر ارض بيسان بصفة عامة من الغرب إلى الشرق. ويجري نهر جالود- أحد روافد نهر الأردن- شمالي بيسان، ويمر بين تلي الحصن والمصطبة، كما انه يغذي بعض برك الأسماك بالمياه بفرع له يمر من جنوب بيسان. وتكثر العيون المائية حول المدينة، وهي تسهم مع مياه نهر جالود وفرعه في ري الأراضي الزراعية المجاورة.

يتأثر مناخ بيسان بموقع المدينة في الغور، حيث تنخفض أكثر من (150م) عن سطح البحر، ويتأثر أيضا بمواجهة بيسان لفتحه سهل مرج ابن عامر الطبيعي فتصلها مؤثرات البحر المتوسط، وتتأثر بيسان باندفاع الرياح القادمة من الغرب نحوها، ويسبب هذا الاندفاع من المرتفعات نحو المدينة انضغاط الهواء، وارتفاع درجة حرارة الجو، وإثارة الزوابع والأتربة. وتتأثر المدينة أيضاً ببعض الموجات الحارة في فصل الربيع، عندما تهب عليها رياح جنوبية شرقية محملة بالأتربة. أما الموجات البارة فإنها تحدث أحياناً نتيجة هبوب رياح شمالية برادة.

الحفريات والتنقيبات في بيسان
إن حفريات جامعة بنسلفانيا في بيسان تمثل إحدى حملات التنقيب الرئيسة في فلسطين، التي تقوم بها جامعة أمريكية، وقد أشرف على إدارتها (فيشر) في السنين الأولى عام 1921- 1923، وتعاقب عليها (رو) يساعده (فيتسجررالد) في الفترة ما بين 1925-1928، وواصل فيتسجرالد الإشراف عليها على نطاق أضيق في السنوات 1930-1933، وكشفت الحفريات عن ثماني عشرة طبقة في التل الرئيس، فضلاً عن عدد من المدافن، تمثل هذه مراحل سكنية تمتد من العصر الحجري وحتى الحروب الصليبية.
وتشير المصادر التاريخية والشواهد الأثرية إلى أن منطقة بيسان كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث وحتى العصر الحالي، فموقع (المنحطة) إلى الجنوب من بيسان قد عثر فيه على آثار تدل على سكني الإنسان لهذا الموقع في العصر الذي أطلق عليه بعض العلماء ( العصر الحجري الحديث المبكر ما قبل الفخار) الذي يعود إلى الفترة الواقعة ما بين حوالي7000- 6000 سنة ق.م، من هذه الآثار بقايا حيوانية تمثل الماشية والماعز والأغنام والخنازير، مما يدل على أن سكان هذا الموقع قد نجحوا في تدجيل الحيوان في ذلك العصر المبكر، وعثر في هذا الموقع على نوع جديد من الأدوات يسمى الأواني المصنوعة من العجينة البيضاء، وقد تميزت هذه الأواني بأن جاءت في الغالب كبيرة الحجم، وجدرانها سميكة جداً وسطوحها غالباً ما تكون مصقولة، وقد اعتمد سكان هذا الموقع على زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات المستأنسة.

لا تذهبوا بعيدا ما زال هناك بقية…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.