بيان احوال المافقين
ومنهم من يقول ائذن لي ولاتفتني الا في الفتنه سقطو وان جهنم لمحيطة بالكافرين ان تصبك حسنة تسوهم وان تصبك مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا وعلي الله فليتوكل المومنون قل هل تربصون بنا الي احدي الحسيين ونحن نتربص بكم ان يصبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا ياتون الصلاة الا وهم كسالي ولا ينفقون الا وهم كارهون
صدق الله العظيم
سورة التوبة من الايه 49- الي 54
توضح الايات ان من المنافقين من يقول للرسول صلي الله علية وسلم ائذن لي في العقود ولا تفتني بسبب الامر بالخروج قال بن عباس نزلت في الجد بين قيس حين دعاه الرسول صلي الله علية وسلم الي جلاد بن الاصفر فقال يارسول الله ائذن لي في العقود عن الجهاد ولا تفتني بالنساء الا انهم سقطوا في الفتنه نفسلها فيما ارادو الفرار منه وان جهم محيطة بهم وفي هذا وعيد شديد لهم قال محمد بن اسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن ابي بكر وعاص بن قتادة وغيرهم قالوا قال رسول لله صلي الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازة للجد بن قيس اخي بن سلمة ( هل لك ياجد العام في جلاء بن الاصفر فقال يارسول الله او تاذن لي ولاتفتني فوالله لقد عرف قومي ما رجل اشد عجبا بالنساء مني وان اخشي ان رايت النساء بني الاصفر ان لا اصبر عنهن فاعرض عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال قد اذنت لك ففق الجد بن قيس نزلت هذه الاية ( ومنهم من يقول ائذن لي ولاتفتني ) الاية اي انه كان يخشي من نساء بني الاصفر
اي من المنافقين من يقول للرسول صلي الله علية وسلم ائذن لي في العقود ولاتفتني بالخروج معك بسبب الجواري من نساء الروم الا في التفتنه سقطوا وذلك يمثل قولهم هذا
وكان الجدين قيس من اشراف بني سلمة وفي الصحيح ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال لهم ( من سيدكم يابني سلمة قالوا الجد بن قيس علي انا نبخلة فقال رسول الله صلي الله علية وسلم " واي داء ادوا من البخل ولكن سيدكم الفتي الجعد الابيض بشر بن البراء بن معرور رواة الحاكم
وتوضح الاية الايات الكريمة اعلام الله سبحانة وتعالي نبيه صلي الله علية وسلم بعداوة هولاء له لانه مهما اصابة من حسنة اي من فتح ونصر علي الاعداء ساءهم ذلك وان تصبهم مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل اي احترزنا من متابعة من قبل هذا " ويتولوا وهم فرحون " فارشد رب العزة سبحانة وتعالي رسوله صلي الله علية وسلم الي جوابهم في عداوتهم هذه الاية "قل لن صيبنا الا ما كتب الله لنا " اي ما كتب الله لنا اي لاشيء الا بمشئته وعلي الله فليتوكل المؤمنون
وامر الله تعالي رسوله صلي الله علية وسلم ان يقول لهم " هل تربصون بنا الا احدي الحسنيين اي هل تنتظرون بنا الا احدي الحسنيين : الشهادة او الظفر بكم " ونحن نتبص بكم " اي ننتظر بك ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدنا اي نتتظر بكم هذه او هذا اما العذاب من عند الله تعالي او السبي او القتل منا فتربصوا انا معكم متربصون
وامره ايضا ان يقول لهم انفقوا طوعا او كرها فمهما انفقوا من نفقة طائعين او مكرهين لن يتقبل منكم انكم كنت قوما فاسقين ثم يبين الله السبب في ذلك هو انهم لاتقبل منهم وذلك في قوله تعالي ( وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا ياتون الصلاة الا وهم كسالي ولاينفقون الا وهم كارهون )
وقد اخبر الرسول صلي الله عليه وسلم ان الله لايمل حتي تملوا وان الله طيب لايقبل الا طيبا ولذلك لايقبل الله من هولاء نفقة ولا عملا لان الله سبحانة وتعالي لايتقبل الا من المتقين ( انما يتقبل الله من المتقين )
لقد بين رب العزة سبحانة وتعالي المانع من قبول نفقاتهم وهو الكفر وما يستلزمه من اتيان الصلاة وهم كسالي وايتاء الزكاة وهم كارهون
وخص عبادة الصلاة والزكاة دون غيرهما من سائر العبادات لاهميتهما لان الصلاة اهم الاعمال البدنية ولان الزكاة او الانفاق اهم الاعمال المالية
وهكذا كشفت الايات احوال المنافقين لرسول الله صلي الله علية وسلم ووضحت ما كان يتعلل به المنافقون لعدم خروجهم للجهاد في سبيل الله وهي علل يتعلل بها وبامثالها المنافقون في كل زمان ومكان
نفعنا الله واياكم لما يحب ويرضي
اخوكم في الله
هشام محمد كمال