في بداية حديثي هذا أود أن أطرح عليك سؤالاً.
عندما تكون وحيداً في الغرفة، صائماً في شهر رمضان، وتحس بالعطش الشديد، وأمامك
كوباً من الماء ولا يراك أحد، لماذا لا تشربه؟ سيكون جوابك لي: لأني صائم لوجه الله
وأعلم بأن الله يراني. هذا الجواب ممتاز وبارك الله فيك، ولكن لماذا تقوم بفعل
المعاصي الأخرى كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام الهابطة والمجلات الساقطة والتلفظ
بألفاظ بذيئة، والتحدث عن الناس بما لا يليق ؟ لقد قلت لي بأن الله سيراك إذا شربت
الماء وأنت صائم، فهل الله سبحانه وتعالى يراك فقط وأنت صائم، وعندما تفطر لا يراك؟
أخي، إن معك ملكان يسجلان أعمالك الحسنة والسيئة، أفلا تستحي منهما وأنت تفعل
المعاصي؟
ما عنيته من وراء هذا الحديث، أن الله سبحانه وتعالى يراك ويراقبك، فاحذر يا من
تنظر إلى كل حرام ولا ترفع عينك عنه، ويا من تسمع كل ملهي ولا تصد عنه، ويا من تمشي
وراء كل شهوة ولا تكبح نفسك عنها فالحياة فانية، ويبقى وجهك ربك ذو الجلال
والإكرام.
——————
(اللهم آتنا في الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار)
