وفي أزمة الرسومات اتجه الناس إلى اللجنة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم يترقبون رأيها ويتابعون أخبارها وبياناتها حتى ولو اختلف البعض معها ، فكانت وسيلة الاختلاف داخلية لا تظهر للعلن ، لأن الأزمة لا تتقبل خلافات علنية تفت في عضد الناس المتفاعلين .
ومما أيضا اكسب تلك اللجنة القبول وجود هيئة شرعية ضمن مجلس إدارتها ، وتنسيقها مع اللجنة الأوربية لنصرة خاتم الأنبياء وتوحيد الجهود في سبيل التعامل مع هذه الأزمة .
بعد مؤتمر البحرين والذي جمع عددا من الشخصيات واللجان ظهرت المؤسسة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي تنظيم وترتيب الجهود بين جميع الفئات المجتمعة خير للأمة أجمع ، ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي قرار استثناء شركة آرلا من المقاطعة .
هذا القرار بغض النظر عن جدواه أو عدم جدواه ، يجب أن نضع في حسباننا حين النظر إليه ، أن أمد المقاطعة قصير مهما تفاعل الناس معها ، وفي تجربة مقاطعة المنتجات الأمريكية والتي فعلت أنكى مما فعله الدانمركيون أوضح مثال على ذلك ، علماً بأن بعض الشركات والمراكز التجارية خرقت المقاطعة مع الدانمارك منذ بدايتها .
لست في هذا المقال أبرر قرار إيقاف المقاطعة أو أدعمه فوجهة نظر القائلين بعدم إيقاف المقاطعة وجيهة لأن البلد يقوم على شركات فإذا استثنيناها واحدة تلو الأخرى فمن يبقى لنقاطعه ؟
المؤلم في نظري في بيان العلماء على قرار المؤتمر استثناء شركة آرلا ، هو أن البيان هز ثقة الناس في قرارات المؤتمر اللاحقة ، واضعف الثقة في اللجان المنظوية تحت ذلك المؤتمر فخرجنا بخفي حنين لم يعد هناك جهة تتولى إدارة الأزمة ، وأصحاب الفضيلة العلماء لديهم من الأعمال ما يمنعهم عن إدارة الأزمة بجميع فروعها القانونية والإعلامية ونحوها .
غدونا الآن بين أمرين أحلاهما مر ، خاصة لمن يتحدث للعامة هل ينقل لهم أراء اللجنة العالمية بعد اهتزاز موقفها أو ينقل لهم فتوى العلماء في جزيئة واحدة فقط ، لا ندري هل سيتلوها تفاعل مع الحدث من قبل علمائنا الأفاضل أم لا ؟
هذه وجهة نظر آمل ان تتسع لها صدور القراء الكرام .