التصنيفات
أمومة وطفولة

مأساة اليوم الاول فى المدرسة الأمومة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الانسان جبل على حب ما حوله و التعود عليه
فعادةً ,الانتقال من مكان الى اخر او من مرحلة الى اخرى يعتبر امرا صعبا للغاية و لأغلبية الناس . فالاعتياد على جو معين و وسط معين يضفى نوعا من الشعوربالراحة و الاستقرار النفسى
الا انه فى حياتنا الكثيرمن المحطات التى علينا ان نقف فيها لكى نستقل قطارا او نركب اخر .. و كل هذه المحطات تحتاج الى الدعم المعنوى و .. و التعبئه النفسية قبلها و خلالها و من تم بعدها .
ساتحدث هنا عن احدى اهم المحطات فى حياتنا كأمهات : الا و هى
دخول الطفل الى المدرسة
او ما يسمى باليوم الاول فى المدرسة

كلنا كأمهات نتذكر اليوم الذي تركنا فيه اطفالنا لأول مرة في المدرسة
الموقف صعب جدا و محزن للغاية ، فتصورى فقط الطفل يبكي وهو يترك أمه لانه وُضع في مكان يجهله وفي عالم أكبر منه،
والام من جهتها تجهش بالبكاء لانها تشعر وكأنها مذنبة وتحس وكأن أحدهم يأخذ قطعة منها.
صورة فى غاية الحزن و الكآبة.فغالبا ما يترك اليوم الاول فى المدرسة شعورا اشبه بالانسلاخ
ولا تمر الايام الاولى من التحاق الطفل بمدرسته من دون دموع غزيرة، سواء في عيون الاهل او عيون الاطفال.
هذا اليوم البعض يسميه
الفطام الثانى

ففيه يبداء انفصال الطفل عن امه للمرة الثانية, وهو خطوة مهمة وأساسية في حياة الطفل وحياة أهله على حد السواء.
فان معاناة الفراق التي يشعر بها الطفل والخوف أو الرهبة التي تنتابه من هذا العالم الجديد الذي سيدخله، ستظهر بلا شك في أساليب متعددة في الأيام الأولى لبدء العام الدراسي،
بالبكاء ورفض المدرسة التي يعتقد الطفل بأن هذا المكان سيبعده عن أمه وعائلته،
وقد يدفعه هذا الاعتقاد الى البكاء والصراخ وربما يلجأ الى سلوك عدواني وعنيف.
يرُجع العلماء النفسيون الى ان سبب المشكلات التي يعانيها الطفل في عامه المدرسي الأول وخصوصا في الأيام الأولى الى أمور عدة وأهمها، الاحساس بـالهجر الذي يشعر به الطفل عندما يبتعد عن أهله ويعتقد أن أمه تخلت عنه،

اضافة الى خروجه من الاطار العائلي حيث الطمأنينة والأمان الى عالم جديد لا يعرف عنه شيئا، ما يشعره بـفقدان خصوصيته ومكانته التي تمنحه اياها عائلته،
أي أنه يضيع في وسط مجموعة من الاطفال فيصبح بينهم كـأي رقم من الأرقام، بعدما كان ملكا بين افراد اسرته.
أمام هذا الواقع وتداركاً لهذه المشكلات، تشهد العائلات التي تحضر أحد أبنائها لدخول المدرسة للمرة الأولى استنفارا لتهيئة الطفل نفسيا ومعنويا لتقبل هذا العالم الجديد

كيف نهيئ انفسنا و اطفالنا لهذا اليوم ؟
هذه افكار ابثها لكم خلاصة تجربتى و تجارب من هم حولى ..و يمكن التعديل فيها و الاضافة لها . فمن رائى يمكنك تهيئة الجو فى البيت بالحديث الدافئ مع طفلك عن ايام مدرستك و ذكرياتك الجميلة فيها .. و كيف هو حبك لمدرساتك .. ويمكن مشاركة الاب فى ذلك ايضا .. ليعطى الطفل حافزا قويا و شوق لذلك اليوم . لان الاطفال فى هذه المرحلة يقلدون من هم اكبر منهم و خصوصا الوالدان.
يوصى الكثيرون ان من مدعادة سرور الطفل و تحببه الى المدرسة هو اقتناء المستلزمات المدرسية .. كحقيبة جميلة و دفاتر ملونة و اقلام و غيرها .. فتملك هذه الاشياء تشعره بتقليد غيره و بالتالى حبه للسبب الاساسى لها و هو المدرسة .
و يجب الحرص على عدم ذكر كل ما يرهبه منها امامه : كلامتحانات و الواجبات و غيرها من الامور المنفرة.
بل يجب ان يتشبع الطفل بالوعود الجميلة بانتظار ذلك اليوم الغير عادى كانتظار المكافات و الهدايا من العائلة و الاصدقاء بالمناسبة و الكلمات التشجيعية و غيرها .
الحضانه او الروضه

للروضة او حضانة ما قبل المدرسة دور مهم فى تخفيف حدة مشاعر الايام الاولى فى المدرسة
فهى خطوة تمهيدية للمدرسة وانفصال تدريجى عن البيت كما انها تسهل على الطفل تلقى المواد التعليمية التى سيتلقاها فى المدرسة فى السنوات الاولى .
و لعل اهم نقطة هنا (من وجهة نظرى ) هى تعود الطفل على الاستماع للتعليمات و تنفيدها .. و كذلك الاعتماد على النفس فى بعض شئونه ,
و المشاركة و احترام الاخرين و الكثير من السلوكيات الاجتماعية اللطيفة , كطرق الباب قبل الدخول , و الشكر بعد تلقى الخدمة او الطعام مرورا بالتحيات و العبارت المهذبة التى يتم تعليمهم اياها
بعد التسجيل فى المدرسة :
المعروف انه في اوروبا تقوم المدارس بدعوة الاهل والاطفال قبل بدء العام الدراسي لرؤية المدرسة بجميع أركانها بما فيها الغرفة والمقعد الذي سيشغره الطفل منذ يومه الاول، وتمهد هذه الخطوة عملية تعريف الطفل بالعالم الجديد الذي ينتظره، ويتم التركيز على الزوايا الخاصة باللعب في الغرفة لتشجيعه على المجيء الى المدرسة، وخلال الزيارة الاولى يختلط الاطفال مع أصدقائهم الجدد. فهذه الخطوة تمهد على الاطفال الطريق لبدء مشوارهم الدراسي الطويل.
فهذه الخطوة مهمة جدا لكسر حاجز الغموض بين الطفل و ذلك المكان المجهول (بالنسبة له ) ما يسمى بالمدرسة .
اليوم الاول و ما بعده
كل الامهات او اغلبهن على الاقل يصررن على مرافقة ابنائهن فى اليوم الاول .. و هذا امرا طبيعيا جدا . فالعلاقة بين الطفل و الام اشد وثاقا و الوقت الذى يمضيه معها هو اطول الامر الذى يجعلها و بالتالى يجعله يحتاجها فى هذه اللحظات كما انها لا تستطيع التخلى عنه فيها.
اغلب المدارس تتيح للامهات او الاباء ان يبقوا مع اولادهم فى الايام الاولى لبعض الوقت , كما انهم يسمحون للطفل بالعودة المبكرة للبيت .. و كل هذا لكسر ذلك الخوف و الوحشة التى تمثلها المدرسة . البقاء مع الطفل يشعره بالراحة و الامان .. و كذلك الاطمئنان بان المكان آمن و مريح .. فبعد قليلا من الوقت ينسى الامر ة يندمج مع الاخرين و يصبح الامر عاديا .
همسة اخيرة
اختى الام … تشجعى و تجلدى بالصبر امام ابنك .. فدموعك امامه تشعره بضعفك و بالتالى بالخوف اكثر
و فى الختام لا اقول لك الا : كان الله فى عونك
للاستزادة يمكنك مطالعة هذا الرابط .. للغالية وسام
نصائــــــــــــــح

اختكم فى الله
ام مريم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.