{10}
———————————–
اخوتى قبل ان نقرأ فقرة اليوم من كتاب [ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين]
أقول هذا تاريخ ايران وهذه اخلاقهم قبل الاسلام بزمن،، تلك التى يلصقونها بالاسلام تحت مُسمى الشيعة والاسلام منهم ومن امثالهم براء.
هؤلاء الذين مثلوا انهم أسلموا حتى يفلتوا من حد الكافرّّ فى الاسلام حتى يعيدوا كفرهم بشكل جديد ألا لعنة الله على الكافرين!!–
إيران والحركات الهدامة فيها
0أما فارس التي شاطرت الروم في حكم العالم المتمدن فكانت الحقل القديم لنشاط كبار الهدامين الذين عرفهم العالم، كان أساس الأخلاق متزعزعاً مضطرباً منذ عهد عريق في القدم ولم تزل المحرمات
النسبية التي تواضعت على حرمتها ومقتها طبائع أهل الأقاليم المعتدلة موضع خلاف ونقاش
0حتى إن يزدجرد الثاني
الذى حكم في أواخر القرن الخامس الميلادي تزوج بنته ثم قتلها (1)
0وأن بهرام جوبين الذي تملك في القرن السادس كان متزوجاً بأخته (2)
0يقول البروفسور ((أرتهر كرستن سين)) أستاذ الألسنة الشرقية في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك المتخصص في تاريخ إيران في كتابه (إيران في عهد الساسانيين) :
((إن المؤرخين المعاصرين للعهد الساساني مثل (جاتهياس) وغيره، يصدقون بوجود عادة زواج الإيرانيين بالمحرمات، ويوجد في تاريخ العهد الساساني أمثلة لهذا الزواج
– فقد تزوج بهرام جوبين وتزوج جشتسب قبل أن يتنصر بالمحرمات (3)
0ولم يكن يعد هذا الزواج معصية عند الإيرانيين، بل كان عملاً صالحاً يتقربون به إلى الله
0ولعل الرحالة الصيني (هوئن سوئنج) أشار إلى هذا الزواج بقوله: إن الإيرانيين يتزوجون من غير استثناء (4)) .
0ظهر "ماني" في القرن الثالث المسيحي، وكان ظهوره رد فعل عنيف غير طبعي ضد النزعة الشهوية السائدة في البلاد، ونتيجة منافسة النور والظلمة الوهمية فدعا إلى حياة العزوبة
لحسم مادة الفساد الشر من العالم
0 وأعلن أن امتزاج النور بالظلمة شر يجب الخلاص منه فحرَّم النكاح استعجالاً للفناء وانتصاراً للنور على الظلمة بقطع النسل.
0وقتله بهرام سنة 276م قائلاً إن هذا خرج داعياً إلى تخريب العالم فالواجب أن يبدأ بتخريب نفسه قبل أن يتهيأ له شيء من مراده. ولكن تعاليمه لم تمت بموته بل عاشت إلى ما بعد الفتح الإسلامي.
0ثم ثارت روح الطبيعة الفارسية على تعاليم ماني المجحفة، وتقمصت دعوة مزدك الذي ولد 487 م فأعلن أن الناس ولدوا سواء لا فرق بينهم، فينبغي أن يعيشوا سواء لا فرق بينهم، ولما كان المال والنساء مما حرصت النفوس على حفظه(1)
وحراسته كان ذلك عند مزدك أهم ما تجب فيه المساواة والاشتراك.
قال الشهرستاني (1) :
-((أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيها كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ)) .
0 وحظيت هذه الدعوة بموافقة الشبان والأغنياء والمترفين وصادفت من قلوبهم هوى،
0وسعدت كذلك بحماية البلاط فأخذ قباذ يناصرها ونشط في نشرها وتأييدها حتى انغمست إيران بتأثيرها في الفوضى الخلقية وطغيان الشهوات،
0قال الطبري: ((افترض السّفلة ذلك واغتنموا وكاتفوا مزدك وأصحابه وشايعوهم فابتلى الناس بهم وقوي أمرهم حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله لا يستطيع الامتناع منهم،
0 وحملوا قباذ على تزيين ذلك وتوعدوه بخلعه فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده ولا المولود أباه ولا يملك شيئاً مما يتسع به (2)) إلى أن قال: ((ولم يزل قباذ من خيار ملوكهم حتى حملة مزدك على ما حمله عليه فانتشرت الأطراف وفسدت الثغور (3)) .
(1) الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 86.
(2) تاريخ الطبري ج3 ص 138.
(3) إيران في عهد الساسانيين، ترجمة الدكتور محمد إقبال من الفرنسية إلى الأردية ص 439.
(4) ((إيران في عهد الساسانيين)) ص 430