ماذا يحدث ؟؟؟ ماذا يجري؟؟؟ لماذا يتردد اسمها في الأصداء؟؟؟ لماذا كثر الحديث عنها اليوم ؟؟؟ و لم أرها اليوم ؟؟؟ أين هي ؟؟؟ أتراها رحلت ؟؟؟ و إن رحلت ؟؟؟ هل ستعود ؟؟؟ و متى ستعود ؟؟؟
بقيت أتنقل بعيني الحائرتين ابحث عنها في عيون الجالسين ,ارقبها عند النافذة تارة و تارة أخرى عند الباب , ثم ادخل في غرفتي ابكيها , فاسمع صوت الباب و اهرع إليه …… ليست هي !! فأعود للنافدة أراقب الشارع , لعلها من هنا مرت حين هرعت للباب , فابكي و ابكي
أمضيت يومي مترقبا كمعشوق يتلهف لرؤية معشوقته, حتى أسدل الليل ستاره , ما استطعت النوم , و السؤال نفسه اطرحه منذ الصباح أين هي؟؟ حائر أتجول في أركان المنزل , أين تلك اليدين الحانيتين ؟؟ و ذلك الحضن الدفيء؟؟اشتقت لحنانها , اشتقت للمستها الرقيقة و صوتها العذب حين تناديني باسمي, اشتقت لمداعبتها لي , لقصصها المشوقة,التي تداعب خيال طفولتي, اشتقت لابتسامتها الجميلة و وجهها الوضاء , اشتقت لخطواتها التي تخطوها نحوي لتحملني ……….. أحبها أحبها
أتراها تعود , أم تراني أراها قبل أن يعبث القدر بعمري أو عمرها, أتراه يكون في الغد خبرا عنها أو اسمع شيئا عنها ؟؟؟؟ إن كانت قد رحلت فلماذا لم تأخذني معها ؟؟لماذا تركتني وحيدا ؟؟ فانا اشعر و كأني وحيد في هذا الكون كله , لا احد سواي فيه ,سوف أخبئ اللعبة التي أعطتني إياها و أحافظ عليها,حتى إذا رأتني و سألتني عنها اخبرها أني قد حافظت عليها كما تطلب مني دوما أن أحافظ على أغراضي, و كما واني سأحفظ منديلها الذي نسته يوما في بيتنا. و يعود السؤال من جديد … متى ستعود ؟؟؟ هل سأراها من جديد ؟؟؟؟ و إن طال غيابها و كبرت , أتراها تتذكرني ؟؟؟ماذا ستقول حينها ؟؟؟ ……………
انتهت المذكرة , فقد تعب الطفل و نام عند هذا السؤال الكبير على عقله , نام وهو يحتضن لعبتها له و خبئ منديلها تحت وسادته.
كانت هذه ابنة الجيران التي تفد إلى بيتهم كل يوم , لماذا ضحكتم ؟؟؟ هل من المفاجأة ؟؟؟ أم من وفاء الطفل لها ؟ و مشاعره الجياشة ؟؟؟
كانت تفد إلى بيتهم كل يوم , فأخته صديقتها , و كانت تداعبه و تلعب معه و تحضر له معها حلوى,كانت قد أنهت ثانويتها و ذهبت للجامعة, حيث سكنت في سكن الجامعة, لأجل ذلك كانوا يتحدثون عنها وعن أخته اللتان أنهتا الثانوية العامة .
قليلون هم الذين يسكن الحنان قلوبهم و يعطوه للجميع , دون النظر لمن يكونوا, سواء أبناء جيران أو أصدقائهم أو غيرهم , أيا يكن من الناس . تشعر بالحنان في قلوبهم يتدفق في لمسة يديهم و نظرتهم و كلمتهم, فقد أسرت الطفل بحنانها و فاق حنان أمه, لأجل ذلك كانت معاناة هذا الطفل الصغير ذلك اليوم, هؤلاء يسكنون قلوبنا و ليس في ذاكرتنا أو عقلنا, فكلما ذكروا تجد القلب ينبض و كأنه يطرق على سطح الصدر معلنا ان هذا الشخص هنا يسكن بداخلي …
فليس شرطا أن يكونوا أمهات أو آباء , فهم يفيضون بالإحساس.
لماذا لا نكون منهم , و يعطي كل منا الحنان و الإحساس لأخيه الإنسان , فلا يرض له ما لا يرضاه لنفسه , و يواسيه في ألمه و يهنئه لفرحه , فنكون عالما بشريا متكاتفا , فيتوقف قانون الغاب , و يكون لنا عالمنا البشري المتآخي , و يظهر الصنف البشري بأحاسيسه الرقيقة و نفسه المحبة للخير .
من مكتبة خواطري …
تقبلوا مني فائق الاحترام
اختكم ريحانة غزة