وكأنها عندما سمعت هذه العبارة نقل لها خبر وفاة قريب لها، فتكدر خاطرها، وضاق صدرها، وتغير وجهها، وجلست وهي تحمل هما ثقيلاً بين قريناتها ، وسألتهن بقلق بالغ : أدركوني .. ما الحل? سمنت كيف أنحف؟
سؤال بليغ، أجابت عليه الحاضرات بحماس شديد واهتمام بالغ، وإليكم أبرز الحلول التي ذكرت للمسكينة المعذبة.
التسجيل بأحد مراكز العلاج الطبيعي لعمل الرياضة بمختلف أنواعها: سباحة، جري، تمارين رياضية.
اتباع نظام غذائي معين، بحيث لا يتم أكل كثير من أنواع المواد الغذائية كالسكريات والنشويات.
وأشارت عليها إحداهن بالاستفراغ – أكرمكم الله – إن هي لم تتحمل تجنب الكثير من المأكولات، فبإمكانها أن تأكل ما تريد، وبعد الانتهاء تستفرغ ما أكلته.
تناول بعض أنواع الأعشاب، وإن كان غالبا طعمها مرًّا، وبلعها صعبًا، فالمرارة الحقيقية في فقدان الرشاقة وصعوبة الحصول عليها.
شفط الدهون من الجسم لدى أحد مراكز العلاج الطبيعي أو المستشفيات الخاصة للتخلص منها.
وضع بالون في المعدة عن طريق أحد المستشفيات لتشعر دوما بالشبع فلا تأكل.
وهذه خطوة جديدة وهي "المضمونة" اربطي فمك، نعم، اذهبي لإحدى العيادات الخاصة، وادفعي ما يقارب الألف ريال حتى بربطوا فمك، ولا يصبح لك سوى فتحة صغيرة بالكاد تتمكنين خلالها من شرب السوائل فقط، بل وبالشفاط، عندها لا تأكلين رغما عن أنفك، وتخفين خلال فترة زمنية قصيرة، كما إن كلامك سيكون غير واضح، ولكن لابأس، فالصبر مفتاح الفرج، ستصبرين وتنالين.
وخطوة أخرى جديدة "خيطي نصف معدتك لتصبح بحجم معدة الطفل، فلا تأكلين إلا قليلا".
هذه هي جميع الحلول التي قدمت للمسكينة، وهذه تعليقاتهن القيمة، ولو دخلت المجلس ورأيت حماسهن وانفعالهن حين الحديث لحسبت أن الأمر أعظم من ذلك وأكبر، وإذا به من أجل الرشاقة.
أكل هذا بحثا عن "الجمال؟" فكيف حال من يبحث عن السلامة والعافية من مرض ألم به؟ كيف حال من يدفع كل ما يملك ليحصل على طعام يسد جوعه؟ كيف حال من يعمل ليل نهار ليشتري علبة حليب لابنه الرضيع؟ كيف حال من يسافر بعيدا عن بلده وأهله ليجمع المال، ويوفر العلاج؟ كيف؟ وكيف؟
الفراغ: هل هو الذي أوصل النساء لهذه الحال؟ أم حب المظاهر والتعلق بالدنيا؟ أم ماذا؟
– من المسئول .. التربية، أم الإعلام، أم من؟
أختي: إذا أردت الرشاقة فاتبعي ما يلي:
الحفاظ على الوصية النبوية: "ثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه".
القيام بأعمال المنزل، والاستغناء عن الخادمة – إن أمكن – وإلا فمعاونتها في أعمال البيت، وعدم إسناد كل المهام لها.
الإكثار من صيام النافلة ، مع ملاحظة أن يكون قصدك طاعة الله تعالى.
أما مراكز العلاج الطبيعي ففري منها فرارك من الأسد، فإنك ستخرجين منها كما دخلت، ولن تكون هناك "رشاقة" إلا في حقيبتك.
وأما وضع البالون في جوفك فإني أحذرك أن "يتفرقع" داخلك.
وأما ربط فمك، فأرجوك لا تفعلي، فنحن بحاجة إلى كلماتك الصادقة الداعية إلى الخير، فإنك إن آثرت رشاقتك على الدعوة إلى الحق، فقد تركت لأهل الباطل فرصتهم، وأخرست صوت الحق بنفسك.
من كتاب "كشكول الأسرة"