التصنيفات
نافذة اجتماعية

~^^~ ورقـَــةً في مــ هـَـــ ـب الريــح ~^^~ من المجتمع

ورقــةً في مـــهـــب الريــح

:
:


تأملوا معي حال تلك الورقــة الخضــراء ،التي سقطــت عن شجرتهــا ،

وقد تلقفتها الرياح لتُلقي بها بعيــداً ، وانظروا كيف اختلطت مع بقية الورق الذابل،

وقد فقــدت أصولها ووسيلتهـا للبقــاء،ثم هاهي تــموت ذبُولاً ،

إن حال تلك الورقة كحال بعض أبناءنا ، عندما يتركون منازلهم بطريقةً أو بأخرى

وهم في سن المراهقــة،هذه السن الخطــرة ،

والتي تُعتبر من أصعب المراحل في حياة الإنسان ، لتتلقفهم أيدٍ خبيثــة ،

فتُحرف عقولهم الصغيرة ، وتُشغل قلوبهم الغضــة ، وتجذبُهم إلى طريق الضياع ،

هذه هي النهاية الحتمية ، أن لم يُمسك الأب بزمام الأمور،

ويتلافى الوقوع في المحذور منذ البداية ،فهناك من الآباء هداهم الله ،

من لا يستطيع الصمود أمام فترة مراهقة ابنه ، بل لا يعترف بها !

فتبدأ المصادمات بينهما ،

حتى ينتهي الأمــر بترك الابن للمنزل، إما بطرده أو تنفيره ،
لذلك ينبغي أن يحرص الأب على بعض الأمور حتى لايصبح ابنه كتلك الورقة
أهتم بتعديل سلوك أبنك دون أن تتعرض لشخصيته بالنقــد أو الإهانة ،

ولا تتعامل معه كآلة صماء تٌنفذ أوامرك فقط ، دون أن يكون لها رأياً خاصاً ،

أو عقلاً متدبراً ، وليكن حاضراً لديك أن أبنك كياناً مستقلاً بذاته ،

له رغباته وأفكاره الخاصة ، ولاتشعره أنه دائماً تحت المجهر .

عزز ثقته بنفسه ، وأرفع روحه المعنوية بالكلمات المشجعة ،

والمكافأت المعنــوية والعينيــة ،

وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنة ،

فقد أرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه داعياً للمدينة،

وهو لم يبلغ الثامنة عشر من عمره .
أفتح باب الحوار الودي بينك وبين أبنك ، لتكسب ثقته ،

ولتشعره بالأمان ، والاستقرار العاطفي ، وليزيد التقارب بينكـما ،

قال تعالى:
(.. وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)159 آل عمران

مارس معه بعض الهوايات المحببة إلى نفسه ،وأن كنت لاتميل لهــا ،

حتى تكسر حاجز الخوف والرهبة فيما بينكما،وتكون صديقه المقرب.

وهذا سيسهل عليك مهمة توجيهــه والتعرف على أفكاره وميوله .
أضبط نفسك عندما تحدث مواجهة فيما بينكما ،

وأحذر أن تتلفظ أمامه بكلمات مثل :أخرج من بيتي أو لم أعٌد أرغب بوجودك معي!

فأنت بذلك تقتله دون أن تشعر، بل وتقتل فيه كل شعوراً بالانتماء،

وتنزع من قلبه الإحسـاس بالأمان.
كن قدوةً له ، بقولك وعملك ، وهيئ له القدوة الصالحة

ممن تثق بعلمهم وأدبهم،

فإن كنت لاتملك اسلوباً مقنعاً عند التحاور معه،

كانوا هم قادرين على أداء تلك المهمة بالنيابة عنك ،

وخاصةً إن كان لهم مكانةً وقبولاً لديه .

وفي الختام

تذكر أن أبنك هو امتداداً لشخصـك وأسمك ، وعونك عنـد هرمك ،

وهو ذكرُك الحسن في الدنيا ،

ومن سيرفع الله به درجتك في الآخرة ،

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
رواه مسلم

فلا تفرط به حتى لايفرط بك
:

أسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلح ابناءنا ويجعلهم قرة أعينً لنا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.