وَقـَعَ حبُـــه في قلبي !
كثيراً ما تساءلت عن سر هذه العلاقة العظيمة وهذا الحب الجمّ الذي يدفع بالمؤمن أن يترك هواه ويضحي بكل ما يحب.. وكل ما تهفو إليه النفس البشرية.. يتركه لأجل من شأنه أجل وأعلى، لأجل الله سبحانه وتعالى.
لطالما تمنيت .. بل رجوت أن يصل هذا الشعور وهذا الإحساس الجميل ليلامس قلبي الصغير، وتفكرتُ مـَليّاً.. وبحثتُ عن الأسباب الجالبة له.
تأملتُ ذات مرة قول الله تعالى" وَمِنَ النَّاسٍ مَن يَتَّخِذ من دُونِ اللهِ أندَادَاً يُحبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وِالَّذيِنَ آمنوا أشَدُّ حُباً لله وِلَوْ يرى الَّذيِن ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أنَّ الْقوَّةَ لله جَميِعاً وَأنَ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " 165 البقرة
فوجدتُ الجواب الشافي لطلبي ومرادي… لابد أن يكون لله عز وجل النصيب الأكبر في حياتي، وأن يشغل حبه الشوق الذي سكن وجداني.. لا بد أن يكون أكبر من كل شيء وأن يملأ الفراغ الذي لم ولن يشغله أي حب سوى حب الله عز وجل…
عندها طرقتُ قلبي فأجابني مُلبياً بأعلى صوته .. طوبى بكل محُب انضم إلى قافلة المُحبين الطائعين… طوبى ومرحى بكل قلب اختار حب مولاه عن دونه.
أخيراً .. لقد لامس حبه شغاف قلبي وبدأ النبض فيه من جديد ولكن بدا مختلفاً هذه المرة، فقد جرى في دمي شعورّ عظيمّ عانق بصفائه روحاً مشتاقة لبارئها عسى أن يُسكنها ويرويها ما مضى من مرارة الفُراق والوحدة..
حينها أسرعتُ للتضرع والانكسار بل التذلل بين يدي خالقي ومولاي، وتمنيت أن لا يزول هذا الحب ورجوت أن ألقاه وأنا على هذا الحال فكما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.." *
بدأت حياتي عند هذه اللحظة والتي تُذكرني بأعظم وأجمل حب عشته.. أعظم حب سكنَ فؤادي و أرجو من الله جل في علاه أن يرزقني وإياكم حبه وحب من أحبه وحب عمل يقربنا إلى حبه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
* رواه البخاري (6142)، ومسلم (2684) عن عائشة رضي الله عنها.
بقلم أختكم : حوراء الجنان
[/CENTER]