و في الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي قال: (( ليس من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل )) ..
أخي .. أخيتي ..
احذروا من اقتراف السيئات الجارية عليك في حياتك ، و بعضاً من تلك السيئات جارية حتى بعد الممات فبادر بالفكاك منها قبل أن تأسرك عقوبتها ..
فمن السيئات الجارية على سبيل المثال ..
• الدعوة إلى المعتقدات و الطوائف الباطلة ..
و نشر ضلالهم و بدعهم و نقل أفكار و مزاعم العلمانية المحاربة لدين الله و المخالفة لمنهج الله القويم ، و نقل أفكار الذين تأثروا بمنهجهم الخبيث .
• ذم علماء الحق و الهدى و ولاة أمور المسلمين ..و الدعاة إلى الله و أهل الاستقامة و الطعن فيهم و محبة إظهار عيوبهم و انتقاص قدرهم و تشكيك الناس بهم .
• نقل الأحاديث و نسبتها إلى النبي صلى الله عليه و سلم بدون تحري والتأكد من صحتها
• تنزيل صور النساء ..في موضوع معين أو كخلفية لقصيدة أو لغير ذلك .
• شعر يدعو إلى التلاقي المحرم أو يصوره أو يأجج الفتنة بين الجنسين ..و هذا طبعاًيؤدي إلى شر و فحش .. و هذا لاشك في تحريمه لأن الوسيلة لها حكم المقصد و بعض الكلمات تحرك إلى سلك المقصد المحرم فتكون بذلك محرمة .
• وضع ملف غنائي ..و الغناء محرم بالكتاب و السنة ، و يُعصى الله و يجاهر بالمعصية و يدعى إليها ثم نجد من يشكره على ما قدم و لو يعلم ماذا قدم له ما شكره !
* كتابة موضوع عن أهل الفن و الطرب ..و التعرض لشيء من أخبارهم و الاحتفاء بالفسقة مروجي الضلال و المعاصي .
• الكتابة عن الممثلين و الممثلات ..أصحاب الاختلاط و الكذب و التكشف و هدم القيم و إضلال الناس .
• الدلالة على موقع فيه منكرات ..أو صور خليعة وأشياء محرمة .
• إيراد النكت ..
و هذا مما يشاع و ينتشر و تعمر به مجالس و يسميه البعض (بالمزاح) و حقيقته كذب يقال لقصد إضحاك الناس و قد قال صلى الله عليه و سلم (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له )) و من أراد المزاح فليفعل بلا كذب و بدون محاذير شرعية و أن يقلل منه و لا يستكثر ، بل يفعله على الصفة المشروعة و قد قال صلى الله عليه وسلم .. (( إني لأمزح ، و لا أقول إلا حقا )) صحيح الجامع 2494
أثر تلك المشاركات على صاحبها
إن كل من يسمع أو يرى المنكر أو يوزعه و ينشره في المنتديات و غيرها فإنه يكتب على صاحب ذلك الموضوع آثامهم كاملة ..فكم من عضو و زائر ستضل ؟؟
و قد يُنشر إلى مواقع آخرى و تزداد عليك السيئات و قد يفتتن البعض بصورة أو كلمة أو معنى … و يذهب لمقارعة الفواحش فهل تتحمل كل ذلك ..
و ينتشر موضوعك بين الأعضاء و كم من عضو مشارك في أكثر من منتدى ، و قد تأخذ هذه المشاركة زمناً طويلاً و هي تتنقل من بين منتدى إلى آخر ، و من بريد إلى آخر و هكذا ، و يجري إثمها عليك و أنت في بيتك و في عملك و كذلك و أنت نائم ..
و قد يرسل موضوعك عبر مجموعات بريدية ذات الأعداد الهائلة .. و متى يكتب لهذه المشاركة التوقف عبر هذه الشبكة العنكبوتية .. الله أعلم ..
فهل تستطيع عد أعداد المطلعين على مشاركتك ؟
و هل تستطيع أن تحمل آثامهم جميعاً .. و هل تعلم أن الذنوب تورث التثاقل عن العبادة و كراهيتها و حب المعصية و إدمانها و نسيان الآخرة ، لأن المعاصي تجر إلى معاصي بعكس الطاعات ..
و هل تعلم أن سيئة واحدة يوم القيامة قد ترجح بالميزان و يدخل صاحبها النار و العياذ بالله ..
فما بالي أراك من الذنوب تستكثر !!
ثم كم من الساعات و الأوقات صرفوها أولئك في موضوعك الداعي للمحرم ، و هل تعلم أن المرء يوم القيامة سيحاسب على عمره فيما أفناه ، فما بالي أراك تفني عمرك و أعمار فوق عمرك من الذين تشاركهم آثامهم .
و كم من الأموال ستصرف وقت التصفح و المشاهدة و الاستماع ، أم أن كهرباء الجهاز و الاتصال الهاتفي لا تستهلك مالاً ؟!
أما علمت أن المرء يوم القيامة سيحاسب عن ماله من أين اكتسبه .. و فيم أنفقه .. و لقد كنت سبباً في إضاعة أموالك و أموال هؤلاء فيما حرم الله أيسرك أن تلقى الله بهذه السيئات العظام ؟!
إذا لم تستطع على فعل الخيرات و إرشاد الناس إليه فلا تظلم نفسك و تتمادى على غيرك ..
ثم كيف تتجرأ على إعلانها و حث الناس عليها و لا ترى بذلك بأساً ؟!
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي 1/37 ((حتى يفتخر أحدهم بالمعصية و يحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا و كذا و هذا الضرب من الناس لا يعافون و تسد عليهم طريق التوبة و تغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي كل أمتي معافى إلا المجاهرين )) .
وقفة للمتأمل ..
قال تعالى في الحديث القدسي (( يا عبادي إنما هى أعمالكم أحصيها ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) رواه مسلم 2577
وقفة قبل الندم ..
هل تحدثك نفسك بعد ذلك بسلوك نفس الطريق و أنت تعلم ما منتهاه و ماذا سيجر عليك من وبال لا يعلم مدى ذلك إلا الله ..
أم أنك ستستغفر الله و تقلع و تعلنها توبة إلى الله ؟!
يا عبد الله..احذر النار..وسطوة الواحد القهار… ونقمة العزيز الجبار .. وأن تطرد من رحمة الرحيم الغفار..يوم تعود إليه .. وتقبل عليه .. وتقف بين يديه … وحيد فريد … طريد شريد .
مسلوب من كل قوة .. محروم من كل نصرة .. فمالك من الله من عاصم .. وليس لك من دونه راحم
يوم تعرض عليها .. وترد على متنها
فترى لهيبها .. وتبصر كلاليبها .. وتلمح أغلالها وأنكالها فلا تدري : أتنجو من الوقوع فيها وتنقذ منها ؟! فتسعد للأبد !!
أم تقذف إليها .. وتعذب بها ؟! فيا تعاسة الجسد .. ويا حرقة الكبد.. ويا شقاءً ليس له أمد !!
فإن سألت عن النار ؟
فقد سألت عن دار مهولة، وعذاب شديد.
فما ظنك بحر نار أوقد عليها آلف عام حتى احمرت. ثم أوقد عليها آلف عام حتى ابيضت، ثم أوقد عليها آلف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة.
أما بُعد قعرها:
فما ظننا بقعر نار يلقى الحجر العظيم من شفيرها فيهوي فيها سبعين سنة لا يدرك قعرها، والله لتملأن والله لتملأن والله لتملأن.
أما طعامها وشرابها ؟ فأستمع إلى قول خالقها والمتوعد بعذابها:
( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم). وقوله:
(أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ، إنا جعلنها فتنة للظالمين، إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين، فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ، ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ، ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم).
أما شرابها، فأستمع إلى ما يقول ربنا وخالقنا:
(وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا).
فهذا الطعام: (ذا غصة وعذابا أليما).
وهذا الشراب : (من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد، يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ).
أما سلاسلها وأغلالها فأستمع إلى وصفها:
(ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه).
(قيأخذ بالنواصي والأقدام).
أما عذاب أهل النار وكل ما مضى من عذابها ؟
فما ظنك بعذاب دار أهون أهلها عذابا من كـان له نعلان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحداً أشد منه عذابا، وإنه لأهونهم.
أما حال أهلها فشر حال وهوانهم أعظم هوان وعذابهم أشد عذاب ؟
ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين آلف سنة، لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى انقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت أكبادهم جوعا.
ثم أنصرف بهم بعد ذلك إلى النار، فيسقون من عين آنية قد أذى حرها وأشتد نضجها.
فلو رأيتهم وقد أسكنوا دارا ضيقت الأرجاء، مظلمة المسالك، مبهمة المهالك.
قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي.
يسحبون فيها على وجوههم مغلولين.
فغطائهم من نار وطعامهم من نار، وشرابهم من نار ولباسهم من نار، ومهادهم من نار.
فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع، وجر السلاسل يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها، ويضطربون بين غواشيها.
يتفجر الصديد من أفواههم، وتتقطع من العطش أكبادهم، وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم.
يبكون على تضييع أوقات الشباب.
ويتأسفون أسفا أعظم من المصاب.
ولكن هيهات هيهات، ذهب العمل وجاء العقاب.
ويزيدهم عذابهم شدة، وحسرتهم حسرة تذكرهم ماذا فاتهم بدخول النار.
لقد فاتهم دخول الجنان، ورؤية وجه الرحمن، ورضوان رب الأرض والسماء جل جلاله. ويزيد حسرتهم حسرة، وألمهم ألما أن هذا العذاب الأليم والهوان المقيم ثمن اشتروه للذة فانية، وشهوة ذاهبة، لقد باعوا جنة عرضها السماوات والأرض بثمن بخس دراهم معدودة. بشهوات تمتعوا بها في الدنيا ثم ذهبت وذهبوا فكأنها وكأنهم ما كانوا وما كانت.
ثم لقوا عذابا طويلا، وهوان مقيما.
فعياذا بالله من نار هذه حالها.
وعياذا بالله من عمل هذه عاقبته.
اللهم إنه لا طاقة لنا بعقابك، ولا صبر لنا على عذابك.
اللهم فأجرنا وأعتقنا من نارك.
(ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، إنها ساءت مستقرا ومقاما).
جمع ونقل للفائدة
أخوكم….أبو فيصل