هو نبي الله " حزقيل أو حزقيال " ويعتقد العديد من الباحثين والمؤرخين أن ذو الكفل هو نفسه " حزقيل علية السلام "
وهو نبي من أنبياء بني أسرائيل قصتة فيها الكثير من العبر وهي بمثابة معجزة من معجزات الله عز وجل في خلقة
قال إبن جرير فى تاريخه..
" لاخلاف بين أهل العلم بأخبار الماضيين وأمور السالفين من أمتنا وغيرهم أن القائم بأمور بنى إسرائيل بعد يوشع : كالب بن يوفنا،
ثم من بعده كان القائم بأمور بنى إسرائيل حزقيل من بوذى ، وهو الذى دعا الله فأحيا الذين أُخرجوا من ديارهم وهو ألوف حذر الموت "
وقيل هو الذي قال الله عنه الله عز وجل ..
{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
{البقرة:259}.
* * *
* موقع القصة في القرآن الكريم *
قال الله تعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ))
سورة البقرة الآية 243
* أحداث القصة *
وقعت هذة القصة في قرية يقال عنها ( داور دان ) وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها وهم بضعة وثلاثون ألفاً حتى نولوا بوادِ
فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه .. " أن موتوا " فماتوا
حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له " حزقيل "
فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه
فأوحى الله إليه .. تريد أن أريك كيف أحييهم ؟ قال .. نعم.
وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له .. ناد.
فنادى .. يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي. فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام
ثم أوحى الله إليه ؛ أن ناد .. يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما.
فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له .. ناد.
فنادى .. أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومى. فقاموا.
وروي أنهم قالوا حين أحيوا " سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت "
فرجعوا إلى قومهم أحياء حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.
* القصة بتفسير بعض العلماء والمفسرين *
جاء في تفسر الطبري وغيره عند قول الله تعالى
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }
أماتهم الله قبل آجالهم عقوبة لهم ، ثم بعثهم إلى بقية آجالهم ، وقيل : إنما فعل ذلك بهم معجزة لنبي من أنبيائهم …
لأنهم فروا من الجهاد لما أمرهم الله به على لسان حزقيل النبي عليه السلام ، فخافوا الموت بالقتل في الجهاد فخرجوا من ديارهم فراراً من ذلك ،
فأماتهم الله ليعرفهم أنه لا ينجيهم من الموت شيء ، ثم أحياهم وأمرهم بالجهاد .
وقد عقب على ذلك بقوله: قال ابن عطية : وهذا القصص كله لين الأسانيد ، وإنما اللازم من الآية أن الله تعالى أخبر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
إخباراً في عبارة التنبيه والتوقيف عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فراراً من الموت فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم ،
ليروا هم وكل من خلف من بعدهم أن الإماتة إنما هي بيد الله تعالى لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف ولا لاغترار مغتر..
وجعل الله هذه الآية مقدمة بين يدي أمره المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد.
وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع
خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في الأية السابقة
قال ابن إسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله .. موتوا. فماتوا جميعا
فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة ،
فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا فقيل له .. أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال .. نعم.
فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأن يتصل العصب بعضه ببعض.
فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.
وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود
وعن أناس من الصحابة في قوله .. أنهم قالوا حين أحيوا " سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت "
فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم
لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.
وعن ابن عباس؛ أنهم كانوا أربعة آلاف. وعنه .. ثمانية آلاف. وعنة أيضا قال .. كانوا أربعين ألفا
وعن أبي صالح .. تسعه آلاف..
وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل " أذرعات ".
وقال ابن جريج عن عطاء .. هذا مثل. يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر.
وقول الجمهور أقوى؛ أن هذا وقع.
وقد روى الإمام أحمد وصاحبا " الصحيح " من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام
حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام فذكر الحديث.
يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته
فقال .. إن عندي من هذا علما؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ..
" إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف "
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المعني قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه
قال: فرجع عمر من الشام . وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.
قال محمد بن إسحاق: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل ثم إن الله قبضه إليه فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم،
وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له: بعل.
فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران.
قال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال .. ثم تنبأ فيهم بعد إلياس وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام
وقد ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قولة ..
( إذا كان بأرضٍِ – أي الوباء – وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه وإذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا علية )
* * *
أتمنى أن ينال طرحي استحسانكم
دمتم بخير وهناء … والله ولي التوفيق
أختكم في الله الفالحة