التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

آية وأسباب النزول (12) للحفظ


أخواتى فى الله

لا يستغني الحافظ والمُفسر للقرآن الكريم و المتدبر له عن معرفة أسباب نزول آياته
لذلك سوف أعرض عليكم موضوع عن أسباب نزول بعض الايات فى القرآن الكريم
وسيكون ذلك فى حلقات متجددة
فتابعونى


إن معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم مهمة جدا لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:

1
بيان أن القرآن نزل من الله سبحانه و تعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء
فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي أو يخفى عليه الأمر الواقع فينزل الوحي مبيناً له

2
بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه

3
بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم
4

فهم معاني آيات القرآن الكريم على الوجه الصحيح ودفع الإشكال عنها
5
بيان الحِكمة مِن تشريع بعض الأحكام
6
تيسير الحفظ وتسهيل الفهم



الحلقة الثانية عشر

قال الله تعالى :
(( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))
البقرة : 207


من المعروف أن هذه الآية نزلت في صهيب بن سنان الرومي حين أراد المشركون حثه على ترك الإسلام
كما رواه ابن عباس وأنس, وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعكرمة وجماعة غيرهم.
وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة منعه الناس أن يهاجر بماله وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر: فعل.
فتخلص منهم وأعطاهم ماله فأنزل الله فيه هذه الآية الكريمة

(( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))

فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف الحرة, فقالوا له:
ربح البيع ربح البيع.
فقال: وأنتم, فلا أخسر الله تجارتكم, وما ذاك؟ فأخبروه أن الله أنزل فيه هذه الآية.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :
" ربح البيع صهيب "
وحدث أبو عثمان النهدي عن صهيب قال: لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش:
يا صهيب قدمت إلينا ولا مال لك وتخرج أنت ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبدا.
فقلت لهم: أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني؟ قالوا: نعم.
فدفعت إليهم مالي, فخلوا عني, فحرجت حتى قدمت المدينة.
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" ربح صهيب ربح صهيب " مرتين.

ولكن بعض المفسرون حملوا نزول تلك الاية الكريمة على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله كما قال تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
التوبة: 111

معنى الآية الكريمة :
أن رضا الله ورسوله والتمسك بدين الإسلام والجهاد فى سبيله
أهم و أعظم من المال لأن ضياع المال يعوض ولكن ضياع الدين لا يعوضه شئ




النتيجة

هذا مافعله صهيب رضى الله عنه أشترى نفسه بماله طلباً ل رضوان الله – تعالى –
هكذا تكون التضحية إن ما فعله قد غدا قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة
فماذا قدّمنا نحن طلباً لمرضات الله سبحانه ؟
وماذا بذلنا من أموالنا وأنفسنا وأوقاتنا لنصرة دين الله – تعالى –
في زمن الفتن التي أفقدت كثيراً من المسلمين توازنهم وزلزلت كِيانهم وشوهت أفكارهم

(اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ , ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك ،
ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا , ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا , واجعلْه الوارثَ منا ,
واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا , وانصرْنا على منْ عادانا , ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا ,
ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا , ولا مبلغَ علمِنا , ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا)
الراوي: عبدالله بن عمر – المحدث:السيوطى – المصدر: الجامع الصغير
خلاصة حكم المحدث: حسن



ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
فتابعونا


تمت الاستعانة ببعض المواقع الاسلامية


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.