التصنيفات
الملتقى الحواري

أطفال العرب ليسوا أرخص من دجاج أوروبا للنقاش

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


شر البلية نقرأه هذه الأيام في صدرالصفحات الأولى لكبريات الصحف،
ونسمعه في مقدمات نشرات الأخبارالرئيسية..

وشر البلية ما أضحكنا وأبكانا مؤخرا ونحن نستمع إلى تصريحاتالرئيس الأمريكي بوش عن الممرضات البلغاريات الخمس اللاتي اتهمن بتعمد حقن اربعمائةطفل ليبي بفيروس الإيدز القاتل، وهي قصة انفطر لها قلوب الآباء والأمهات في العالمبأسره.
لقد انبرى الرئيس بوش باندفاعه المعهود وكراهيته الشديدة لكل ما هو عربي،مدافعا عن أولئك الممرضات البلغاريات مؤكدا أن المطلوب ليس فقط انقاذ حياتهن من حكمالإعدام الذي أصدرته محكمة أول درجة في ليبيا بل يجب إطلاق سراحهن.
وقبل مناقشةهذا التصريح العنتري المضحك المبكي طرأ في ذهني سؤال.. والسؤال حول الوباء الذييتحدث عنه العالم الآن ويثير فزعنا جميعا وهو انفلونزا الطيور الذي يجعل فكرة تناولوجبة من الدجاج في شرق آسيا أو في أفخم مطاعم أوروبا مغامرة غير محسوبةالعواقب.
ماذا لو ورد للرئيس الأمريكي خبر كاذب، وما أكثر الأخبار الكاذبة التيترد إليه، مفاده أن ليبيا أو عربيا حقن أربعمائة دجاجة بفيروس أنفلونزا الطيور وقامبتصديرها إلى دولة أوروبية أو إلى الولايات المتحدة؟

أتخيل أن الرئيس بوش لنيتردد لحظة في إعلان غضبه، وصب جام لعناته على العرب والمسلمين، واتهامهم بأنهمارهابيون وقتلة، يحقنون الدجاج الآمن ويقدمونه كوجبات مميتة لأبناء بلاده، وربماأمر قبل أن يتحرى مدى دقة الخبر أساطيله الجبارة وجيوشه الجرارة للتحرك نحو هذهالدولة العربية أو تلك تمهيداً لاحتلالها، ولسعى بعد ذلك إلى مجلس الأمن، لعبتهالجميلة، ليستصدر قراراً منه يمنحه شرعية العدوان على هذا البلد، واحتلال أرضهوشعبه.
سيفعل الرئيس بوش هذا بلاتردد، من دون أن نرى على وجهه حمرة الخجل وربماأكد مساعدوه من المحافظين الجدد أن هذه الخطوة مباركة من عند الرب، فبوش عند هؤلاءالمحافظين هو مبعوث العناية الإلهية، لحماية الدجاج، وحماية بني الإنسان أجمعين.. دون العرب والمسلمين..!!
لن نستغرب أن يصب الرئيس “المؤمن” جورج بوش لعناتهالحارة، على قتلة الدجاج، الجبابرة الذين لم يهتز لهم قلب ولا رمش، وأقدموا علىحقنه بفيروس انفلونزا الطيور، وسوف يصفق له أعضاء الكونجرس كثيراً، وسوف تهلل لهآلة الإعلام الأمريكية وسوف يحمل أطفال المدارس صوره على قلوبهم، لأنه الملاكالحارس لكل دجاجة أسيرة في أي مدينة أو قرية من قرى العالم.
لكن من المؤكد أنقلب هذا الرئيس المفعم بالإيمان لم يهتز لأن أربعمائة طفل ليبي، كانوا بالنسبةلأهلهم وذويهم قرة أعينهم، وغدهم الذي سيحققون أحلامهم فيه من خلال هؤلاء الأبناء،الذين لم يقترفوا إثما، سوى أنهم استقبلوا الدنيا بابتسامة امل.. وبينما هم سعداءبوجبة حليب دافئة جاءت خمس ممرضات بلغاريات ومعهن طبيب فلسطيني، وحقنوا هؤلاءالملائكة الصغار بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) عمداً ومع سبق الإصراروالترصد.
لو كان هؤلاء الأطفال أربعمائة دجاجة محبوسة في أقفاص ومعدة للتصديرإلى أوروبا أو الولايات المتحدة، لثار بوش وأرغى وأزبد وهدد بالويل والثبور وعظائمالأمور أما لأنهم أطفال عرب، فالموت أحق بهم، والعذاب وحرقة القلب هي أفضل هديةيقدمها لآبائهم ولأمهاتهم..!!
لقد صرخ أحد آباء هؤلاء الضحايا أمام الفندق الذيتقيم فيه الطبقة الدبلوماسية الأمريكية في طرابلس الغرب قائلاً: ألم يكن أجدربالرئيس بوش أن يأمر بعلاج هؤلاء الأطفال.
ونحن من داخلنا نصرخ أيضاً: ألم يكنالأجدر به كزعيم للعالم، في زمن الأحادية، أن يأمر بإرسال بعثة لتقصي الحقائق، وعددمن الأطباء الأمريكيين وعدد من رجال المباحث الفيدرالية أو ال”سي أي إيه” إلىالعاصمة الليبية لتحري الأمر، واتخاذ ما يلزم من إجراءات إنسانية.

إن دم الطفل العربيليس أرخص من دم دجاجة تقدم للسيد الأوروبي أو السيد الأمريكي على طبق ساخن ليملأبها معدته.. ويصب بعدها اللعنات على العرب ويعتبرهم محور الشر في هذا العالم الذيلا يرحم.

نقلا عنصحيفة الخليج الاماراتية (بتصرف)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.