التصنيفات
المجلس العام

ঔღঔ أكسير القلوب و دواء الأرواح ೋ الصـــدق ೋ ঔღঔ

 

يُشبه البياض مَعنى ًو النقاءَ مِيزةً و طُهـراً
يَرفعُ الأعمالَ لمنزلةِ القَبول
وَيُلبسُ صاحِبهُ لباسَ الأكرمية علواً وفَضَلاً
فهو مفتاحُ الجنةِ ودَعامةُ الدين
المُنجي في كلِّ حَال ٍ و حَالَ سوءِ المَصير
,
وَ
|| هَو مَنزلة القوم الأعظم ، الذي فيهِ تنشأُ جميع منازلَ السالكين
والطريقُ الأقومُ الذي من لَمْ يَسر عليهِ فهو منْ المنقَطِعين الهَالِكين

وبهِ تَميزَ أهلُ النفاقِ من أهلِ الأيمانِ، وسُكَّان الجنان من أهلِ النيران،
وهو سيفُ الله في أرضهِ الذي ما وُضع على شيءٍ إلاَّ قَطعه ،
ولاَ وَاجهَ باطلاً إلا أرداهُ وصَرعه، من صَالَ بهِ لم تُردُّ صَولته،
ومن نَطق بهِ عَلَت على الخصومِ كَلمته، فهو رُوح الأعمال ومَحك
الأحوال و الحاملُ على اقتحامِ الأهوال والباب الذي دَخل منهُ الوَاصِلون
إلى حضرةِ ذي الجَلال، وهو أساسُ بناء الدين وعمود فسطَّاط اليقين
. ودرجة تالية لدرجة النّبوة التي هي أرفعُ درجات العالَمين ||~

هكذا عرَّف ابن القيم الصدق في مدارج السالكين.
،

فالصدقُ خلقٌ عظيم وقيمةٌ عالية
فهو النور للتائهين في الظلماتِ والغارقين في لججِ المتاهات
وجب على المسلم الحق التحلي به وأن يجعل الصدق منهجه قولاً وعملاً

ويعامل الناس به ويربِّي نفسه وأبنائه عليه
فأنتَ يا منْ تبحث عن الراحة والطمأنينةَ في حياتك .. ويا منْ أَعْشَت عيناهُ غِشاوةُ الرَّيب ؟
أمَا علمتَ أنَّ دَواءكَ الصدق !
أنتَ يا من أعياهُ البعد عن الله .. ويا من أمَلهُ القرب منهُ و غايةَ مُناهُ ؟
هَلاَّ سَلكتَ طريقَ الصدق !
أَمَا و قد بَشرت آياتُ الكتاب الحكيم الصادقين والصادقات بالمغفرة والثواب الجزيل
فلا فضيلة أعلى وأرفع وأزكى من الصدق الذي ترجمهُ صاحبهُ عَملياً
فارتقى بهِ لأشرف المنازل وأعلى الرُتب عند ربّ العالمين

وقد ورد في الحديث النبوي المعروف : « لا يَستَقِيمُ إِيمـانُ عَبد حَتّى يَستَقِيمَ قَلبُهُ
وَلا يَستَقِيمُ قَلبُهُ حَتّى يَستَقِيمَ لِسانُهُ«.
المحجة البيضاء .

من هنا يتجلَّى أنَّ الصدق َعلامة الإيمان

يقول الله تعالى ( يَا أَيَّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِين ) التوبة 119

فيا مُقتفي أثرَ الأنبياء .. وسائرٌ على طَريقِ الصَّالحينَ الأتقياء
إسْقي منابتَ الصدق المغروس فيكَ فطرةً .. وأَيقظْ
رُوحَ الحياةَ في قلبك وروحك بالتزام الصدق ورفع رايةِ الإخلاص

في القولِ والعمل ..حقيقةً لا مَظاهرَ أو تَجَمُّل !
نَقِّي لسانك وجَنَانكَ من شَوائِب الرياء وَتَرَفَّع حيثُ الشموخ
والعِزَّة والهيبة عن دَنسِ الكَذب وقُبح النِّفاق .
وَتَزيَّن بالكَرامة والشجاعة لتذوقَ حلاوة الأيمان
قفْ معَ ذاتكَ وقفة حَقيقة ..وَحازمة
وَاجهها دون مُواربة .. واسألها ..

ما حقيقة إيمانك ..؟!
لا تُجَمِّل ذاتكَ أمام نفسك وتَنسج لها من سرابيل المُبررات ما يُعَطِّلُ عِلاجك .. ويُبقيكَ تُكابد
آلآم وبَشاعةَ الأمراض التي تَفتُك بِقلبك !

هل أنتَ فعلاً صادق مع نفسك .. مع الناس .. والأهم وهو مِحور حديثنا .. هل أنتَ صادق مع الله ؟
صادق في إيمانك ؟!

إن النيةَ الصادقة والإخلاص هي رُوح العمل والعبادة .. فمتى ما خلا عمل منها فهو مُحبط ولا ثواب عليه
.. عن أبي كبشة عمرو بن سعدٍ الأنماريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إنما الدّنيا لأربعة نفَر: عبدٍ رزقه الله مالاً وعلمًا، فهو يتّقي اللهَ ويصِل فيه رَحِمه ويَعلَم لله فيه حقًّا،
فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رَزَقه الله علمًا ولم يرزُقه مالاً، فهو صادِق النية يقول:
لو أنَّ لي مالاً لعمِلتُ بعمَل فلان، فهو نيّته فأجرهما سواء، وعبدٍ رزَقَه الله مالا ولم يرزقه عِلمًا، فهو يخبِط في ماله بغيرِ عِلم، لا يتّقي فيه ربَّه ولا يصِل فيه رحِمه ولا يعلَم لله فيه حقًّا،
فهذا بأخبَثِ المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا،
فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً لعمِلت فيه بعمل فلان، فهو نيّتُه فوِزرُهما سواء))
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"

فمن عَامَلَ الله صَدقَ في قولهِ وفِعله .. ومن عَامَلَ الناس كَذب في قوله وفعله !
فتأمل أحوال الصادقين واستعرض سيرهم وقارن نفسك بهم .. لتعرف أين أنتَ منهم !

إن قضية الصدق قضية خطيرة ومهمة .. تحتاج منك كمؤمن الكثير من الوقفات مع أعمالك وأقوالك
والعزم على الخطو قُدُماً ناحية تطبيق خطوات علاج قلبك من أمراضه ..متى ما وضعت يدكَ على الداء .

فالكثير منَّا اليوم .. يَشتكي مَظاهرَ تفريطهُ وغفلتهُ ..رغم قيامه بالعبادات وتَقَربُه إلى ربه
بأعمال الخير ..فلا يَجدْ أثر صلاته وذكره وتعبده على سلوكه وأفعاله
ولا يَجد لذة الإيمان في قلبه أو يستشعر حياة قلبه بمَزِيدِ إيمان يردَعهُ عن هوى
أو يَصُدهُ عن معصية !

وما هذا إلا لأنه لم يُزكِّي نفسه ويُطَهر جَنَانه وَ يُحقق معنى العبودية لله والتي أساسها صِدقٌ ظاهر وإخلاصٌ مُعلن .

وأعني بــِ " ظاهر " أي صِدقٌ عالج النفس والقلب حتى ظهر جلياً واضحاً على كل أعمال وسلوك المؤمن .
وليس ما يَغلب على الظن من إنه يتدثر بالشكلية والمَظهر !

فربما ترى رجلان يصليان في صفٍ واحد ولكن بينهما فارقٌ كما بين السمآء والأرضفهذا صَادق .. وهذا مُنافق !!

يقول ابن القيِّم ( إن الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب ) .
يقال يا سائراً إلى مولاه .. إن الطريق إليه يُقطَعُ بالقلوب لا بالأقدام
وأن خطايا القلوب ماهي إلا قُطاع ٌ على هذا الطريق !
يقول ابن القيِّم ( وقد تستولي النفسُ على العمل الصالح ..فتُصَيرهُ جُنداً لها ..فتصولُ بهِ وتطغى
فترى العبد أطّوَع ما يكون .. أَزهَد ما يكون .. وهو عن الله أبعدَ ما يكون ) !!

فإن فقدت الأعمال رمزَ طُهرها _الصدق _ وعلامةَ قبولها _ الإخلاص ..،
فلن تُثمر لصاحبها ..جَداولَ اللذَّة و روضاتَ الحلاوة والإنشراح وسَيَحرقُ بيديه ِ

بساتينُ الزيادةَ في الإيمان ..فكأنهُ يَسقي مَوات .. ويَقطِفُ سَراب !
فلينظر الواحد منَّا إلى قلبه وما فيهِ من الصدق ..ويُعالج تَقَلُّب أحواله ,
وُيَنفِضُ عنهُ تُرابَ العُجب والرياء والسمعة والنفاق
ولُيقدِّم البراهين على حقيقة إيمانه ..إن كان من الصادقين !

رزقنا الله وإياكم الصدق في القول والعمل
والحمد لله رب العالمين .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.