لم يطلب الشرع ممن صلى الاستخارة شيئا كى يفعل ما عزم عليه او يتركه سوى الصلاة وادعاء الماثوروالشان فى اى دعاء يدعو به المسلم ـ ومن هنا قرر العلماء انه يفعل ما ينشرح له صدره بدون توقف على رؤيامنام ولا ان يلجالاحديدعو له بها وانما هى دعاء بان يختار الله له من الامر الخيرفيمضى فيه ان شرح الله له صدره فان تيسر كان الخير فى ذلك ورضى وفرح وان لم يقض علم ان الخير فى ذلك ايضا ورضى به وسيحمدعاقبته ومن الخطا الشائع عند بعض الناس ان الاستخارة لا تكون معترةالا دعا بها بعض الناس وانه لا بدفيها من الرؤياالمنامية فهذاغلووجمودلم يامر به الله ولا هدت اليه سنه رسول الله صلى عليه وسلم وانما نشا عن التكلف الذى لا ينبغى للمسلمين فعله حتى جرهم ذلك الى ان عطلوا سنةعظيمةمن سنن النبى صلى الله عليه وسلم وحرموا انفسهم مثوبة هذه السنه وبركاتها والتعرض لنفحاتها ـ فهيا اختى استخيرى ربكى فى اموركى يهدكى وافزعى اليه واسترشديه يرشدكى وقديسر لكى استخارته وسهلهافادعى بهاعقب السنن والنوافل او اركعى ركعتين لاجلهاتزددى مثوبة ولاتلتفتى الى ماعتاده الناس من التشدداو الاتكال على غيرهم فيها واعتصمى بسنة النبى صلى الله عليه وسلم يصلح امركى وتفلحى فى دنياكى واخرتكى ـ فطوبى لمن عمل بها واحياها فى الناس ـ واياكى ان تعتمدى على انشراح كان لكى فيه هوى قبلها بل ينبغى لكى ترك اختياركى هذا راسا ـ والا فلا تكونى مستخيره الله بل تكونى ـ والعياذبالله ـ مستخيره هواك ـ وعليكى ان تكونى صادقه فى طلبالخيرة وفى التبرى من العلم والقدرةواثباتهما لله تعالى فاذا صدقتى فى ذلك تبراتى ن الحول والقوة ومن اختياركى لنفسكى وقد جهل كثير من الناس الاستخارة الشرعية المرغب فيها وهجروهاوابتدعوا لها انواعاكثيرة لم يرد شى منها فى الكتاب ولافى السنة ولم تنقل عن احد من السلف الصالح وعكفوا على هذه المحدثات التى الصقت بالدين ولو قدر لعاقل ان ينكرعليهم ـ سالكا طريق الرسول صلى الله عليه وسلم سلقوه بالسنة حدادـ واعتبروه خارجا على الدين بل عدوه متنطعا مشددا جامدا ـ زعموا ـ فلا حول ولا قوة الا بالله ـ ومن الاستخارات المبتدعةـ والعياذ بالله ـ استخارة الفنجان يعملها عادة غير صاحب الحاجة القهوة المقدمة اليه ثم يكفى الفنجان وبعد قليل يقدمه لقارئه فينظر فيه بعد ان احدثت فضلات القهوة به رسوما واشكالا مختلفة شانها فى ذلك شان كل راسب فى اى اناء اذا انكفا فيتخيل ما يريدثم ياخذ فى سرد حكايات كثيرة لصاحب الحاجة فلا يقوم من عنده الا وقد امتلات راسه بهذه الاسطورةـ وقدنهى الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم ـ من اتى ـ ـ عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول ـ فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم ـ من اتى عرافا فساله عن شىء لم تقبل له صلاة اربعين يوما ـ الامر جد خطير يا اخواتى ولا ادرى بعد ذلك كيف يعكف بعض الناس على امثال تلك الترهات والخزعبلات والاباطيل معرضين عن هدى المعصوم صى الله عليه وسلم وما جاء به
والحمدلله على نعمت الاسلام
