بينت الأبحاث التي أجرتها كلية الطب في هارفارد أن لحليب الأم منافع أخرى غير تلك المعروفة والتي ينصح بها الأطباء عادة ، فبالاضافة إلى أن حليب الأم يعتبر الحليب المثالي للأطفال الرضع حيث يساعد على نموهم بصورة طبيعية ، فإن له منافع نفسية أخرى على الطفل الرضيع ، بين الباحثون أن دراستهم قد سلطت
الضوء على الكثير من الأسئلة التي كانت تدور في مخيلتهم حول الأسباب الكامنة وراء فوائد حليب الأم للرضيع وبصورة خاصة الخدج منهم الذين يولدون قبل آوانهم . يقول ألان ووكر من كلية الطب انه يتبين ان أمعاء الأطفال الخدج غير مهيأة تماما لأي غذاء من مصدر خارجي ، وبهذا فإن تعريضها لأي مادة خارجية قد يكون لها نتائج سيئة وقد تؤدي بحياة الطفل ، وفي الوقت نفسه فإن الباحثين لم يفهموا بصورة قطعية سبب الحالة المرضية التي تؤدي بحياة الطفل في مثل هذه الحالات ، حيث بين الدكتور ووكر وجماعته ان ذلك قد يعود إلى العديد من الأسباب ومن بينها بعض البكتيريا التي تعيش في الأمعاء الدقيقة ، أو قد يكون بسبب طبيعة حلمة الرضاعة الاصطناعية ، وفي الوقت نفسه فإن سبب المضاعفات التي قد تحصل للرضيع جراء الرضاعة الاصطناعية قد تكمن في أن الجهاز المناعي للطفل قد يتحفز بصورة أكثر مما هو مطلوب للحالة مما يسبب مضاعفات أخرى تؤثر سلبا في صحة الطفل .
ومما يذكر أن البحث قد أسفر عن اكتشاف جديد حول طبيعة الخلايا المكونة للقناة الهضمية ، حيث تبين ان خلايا القناة الهضمية للأطفال الخدج تختلف عن تلك التي في الأطفال الذين يولدون في آوانهم ، وبهذا فإن هذا الاختلاف يلعب دورا رئيسيا في طبيعة البكتيريا التي تنمو في القناة الهضمية ، وكيف ان ذلك قد يؤثر سلبا في البكتيريا ، حيث انه قد يساعد البكتيريا المضرة على النمو على حساب البكتيريا النافعة .
وبين البحث كذلك ان حليب الأم يساعد على نمو الجهاز الهضمي في الطفل الخديج بشكل أسرع ليتطور إلى الحالة الطبيعية ، كما ان حليب الأم يقلل من الالتهابات ويساعد الجسم على الاستجابة بشكل اعتيادي للأجسام الغريبة التي تدخل الجهاز الهضمي . اضافة إلى ذلك فإن حليب الأم يساعد على القضاء على البكتيريا الضارة ، حيث يقلص من قابليتها على الالتصاق بجدران الأمعاء ، وعلى هذا الأساس فإن كبير الباحثين الدكتور ووكر يشجع أمهات الأطفال الخدج بأن يرضعن أطفالهن بشكل طبيعي ، كما توجه إلى المستشفيات أن تكون أكثر حزما مع الأمهات في تطبيق هذا الأمر وبصورة خاصة في وحدات الإنعاش فيها .
