أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال شبكة CNN الصهيونية عن قيام الحرب الذكية على من يُعتقد أنهم قد قاموا بتفجيرات واشنطن ونيويورك ، وقد طلع علينا بوش بوجهه الطفولي الضاحك وهو يعلن ( الحرب على الشيطان ) !!
وهو يقصد طبعا الإرهاب ، ولكن المعنى المفهوم ضمنيا هو الإسلام ، فعرضت الـ CNN صوراً لمجاهدي باكستان وهم يهتفون ( لبيك اللهم لبيك ) .
وقال كولن باول ( العسكري الأصل ) أن الحرب ستكون على عدة مستويات هذه المرة ولن تشبه حرب الخليج أو حرب البوسنة ، لكنها ستكون حرباً ذكية على مستوى العمليات العسكرية ، والاقتصادية ، والسياسية . وأنه سيستخدم كل المصادر المتاحة لدى أميركا .
والحقيقة أن الموقف معقد لأن الزعماء العرب ، وزعماء العالم طالبوا أميركا بعدم التمادي في خلط الأوراق بين الإسلام والإرهاب ، حتى بابا الفاتيكان طالب الأمريكان بعدم التعرض للأديان .
وكان أحد العسكريين الروس قد حذر أميركا من مغبة الدخول في حرب في أفغانستان لأنها أرض وعرة ، وأن حرب فيتنام بالنسبة للحرب المحتملة في أفغانستان كانت مثل نزهة ، والتحذير صادر عن قيادة عسكرية روسية لها خبرة في أفغانستان التي تعد بدون بنية تحتية أصلا ( مرافق وخدمات ) ، ومن ثم لا يوجد ما تخسره ، وقد يتورط الأمريكان في هذه الحرب ، ويصبح من الصعب على الغرور الأمريكي التراجع .
وفي اعتقادي ( وأنا العبد الفقير إلى الله ) أن الدول التي ستدعم أمريكا سيخبو حماسها بعد فترة من الزمن ، وسيبقى على أميركا أن تدافع وتدفع ثمن كبرياءها وحدها ، لأن اقتصاد الدول الداعمة ( باكستان ، الهند ) اقتصاد ضعيف أصلا ولا يتحمل مثل هذه العمليات العسكرية ذات التكلفة ، بالإضافة إلى أن الوازع الديني الإسلامي سيتغلب على المقاتل الباكستاني وسوف يتوقف ليتساءل عن جدوى حربه مع مسلمين مثله ، ويبقى الهنود المسيحيون أو السيخ وهم سند ضعيف لأنهم يحاربون من أجل المال فقط وهو دافع غير قوي لخوض الحروب .
أضف إلى ذلك قنابل اليورانيوم التي حاربت بها قوات الناتو في البوسنة قد أثرت في مقاتلي الحلف وخلفت العاهات والأمراض ، بالإضافة لعدم وجود خبرات لدى العسكريين الأوروبيين في حروب الصحراء ، أو ما يسمى بحرب العصابات ، وقد لا توافق أوروبا على إرسال مقاتلين من أبنائها إلا في حدود ضيقة ، وسيتعين على أميركا أن تتخذ من أبنائها المحترفين ذخيرة في هذه الحرب الذين صرفت عليهم الأموال الطائلة في تدريبهم وأي خسارة منهم تعد خسارة فادحة .
الموقف إذن يحدد أطراف الصراع إلى حد ما ، غير أن هناك أطرافاً أخرى تلوح في خلفية الحدث بفعل الحتمية ، مثل ( الصين ، روسيا ، إيران ) ، فهذه التوليفة المتناقضة قد تتحد من أجل مصالحها التي يهددها وجود الأمريكان في القرب ، وهذا لا يعني أن هذه القوى ستدخل الحرب لكنها ستقف مثل الأسد اليقظ لأي خطأ كي تنقض على أميركا ( سياسياً ) من أجل الحصول على مكاسب دولية بشكل أو بآخر ، بعبارة أخرى كي تستثمر أي خطأ أمريكي ، وستخطئ الولايات المتحدة لأنها تتصرف بدافع العظمة والقوية والبارانويا ( الإحساس بعقدة الاضطهاد ) إذا جاز التعبير ، ولأن الغرور صناعة الكاوبوي فقد تطغى الدعاية والطبول على الحرب وتصبح حرباً إعلامية ، وتأخذ أكثر من حقها .
ومع المسلم به أن اليابان ستدفع بالعتاد في هذه الحرب ، مثلها في ذلك مثل الحلفاء ( إسرائيل ، بريطانيا ، فرنسا ، ألمانيا ، هولندا ، تركيا ، أسبانيا ، اليونان ، إيطاليا ، وبعض الدول العربية !! )
لأن الإدارة الأمريكية اعتبرت أن من ليس معها فهو عدوها ، وأي عدو لأميركا هو من المساندين للإرهاب ، ولذلك فإن دول العالم سارعت للتعبير عن تضامنها مع أكبر قوة في العالم ، فمن بوسعه الوقوف في وجه أميركا ؟؟
ولن نناقش مواقف الدول العربية ، حتى لا نتعرض لأي حرج ، والجميع يعرف عن يقين كل شئ .
وبعد ،
أيها الأخوة ، إن الفترة القادمة عصيبة ، وما تفعله الصهيونية العالمية الآن في أميركا ما هو إلا مزيد من التحكم في صناعة القرار ، وبالضغط على أكبر قوى العالم يسيرون العالم وفق مخططهم ، نحو الهاوية .
لقد نبه محلل لبناني ذكي ( لا أذكر اسمه ) رأيته في تليفزيون LBC إلى أن إسرائيل قد تكون وراء هذه الانفجارات لتدير انتباه العالم بعيداً عن هدم الأقصى ، ولم يكن مخططاً أن تكون بهذه القوة لكن ( الأولاد ) أثقلوا العيار ، وبالغوا بعض الشيء ، وكان تجنيد العرب في مخطط صهيوني من الذكاء بحيث لم يتعرف هؤلاء السذج على المنظمة التي جندتهم ، أي أنها عمليات اختراق محكمة للعقل العربي المسلم ، ومن ثم يتأكد للعالم أن المسلمين إرهابيين ، وأذكر أن المخابرات الأمريكية كانت تمارس هذا الدور في مصر أثناء فترة السادات وتجنيد أو صناعة بعض الخلايا والتنظيمات السرية من الناصريين والشيوعيين وهم يعتقدون أنهم يعملون لحساب موسكو ، بينما هم يعلمون دون قصد لحساب CIA وذلك لعدة أهداف :
* ضرب الإسلام نفسه ( أستغفر الله ، واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
* ضرب المسلمين وتشويه صورتهم
* خلق رأي عام عالمي ضد كل ما هو إسلامي
* تهيئة الأجواء العالمية لشن حرب إبادة ضد المسلمين
* يصبح أي رد فعل عنيف ضد المسلمين مشروعاً بل ( حلال )
لقد استطاعوا أن يلصقوا كلمة إرهاب بدين الله ، وهو بعيد عن الإرهاب ، واستطاعوا أن يجعلوا من أنفسهم الضحايا بينما هم الجلادون . فهل سيستمر هذا إلى الأبد ؟؟
من هو المغفل الذي يصدق أن شبابا عربيا يمكن أن ينظموا عملا بهذه الدقة ، فهم يديرون شئون حياتهم بالكاد ، ومن المغفل الذي يصدق أن مجموعة من هواة الطيران سوف يقودون طائرات بهذه الدقة ويحفظون نيويورك مثلما يحفظون شوارع بيوتهم ، أستطيع أن أسأل أي مواطن في العالم من كثيري السفر بالطائرة إن كان يمكنه أن يتعرف على معالم وطنه من زاوية رأسية ( من الطائرة ) ؟
أؤكد أن الإجابة بالنفي ، لأن الصورة من الشوارع ( كخط أفقي ) تختلف كلية عن الصورة من أعلى ( كخط رأسي ) ولا يجيد ذلك سوى رجل طار وتمرس في الطيران فوق هذه المدينة ، فكيف الحال بولد تدرب في فلوريدا ، وهناك فرق بين نيويورك وفلوريدا . من الذي جنده ، وبأي وسيله أغراه ، وكيف غسل له مخه ؟
ها هي شبكة CNN تدق طبول الحرب ، وتعلن ـ قبل الحكومة الأمريكية ـ عن قيام الحرب ، وكأنها تقود الحكومة . مع العلم أن الإعلام الأمريكي ليس حكومياً أو موجهاً ، لكن CNN مختلفة ، لأنها تتلقى الأوامر من تل أبيب ، وما أدراك ما تل أبيب ، فهي مركز الصهيونية العالمية ، وهي مركز الموساد ، ومركز صناعة المؤامرات ، رغم أنها في الأصل أرض عربية طاهرة .
انكشفت الحقيقة قبل أقل من أسبوع من الحادث ، وذلك لأن في العالم العربي من يفكر ولم يتغير بعد ، ولم يتحول إلى آلة تصدق كل ما تسمع ، وما زال هناك الكثير الذي لم نبح به في هذا المقال ، وهناك العديد من النقاط التي لم تثر ، لأننا حاولنا أن نركز جهودنا على معلومات CNN فقط ، ولم نتعامل مع ما تبثه على أنه قدس مقدس ، ويبقى بعض النقاط أود أن ألمسها فقط ولذلك سأضعها في شكل تساؤلات لعلها تثير فضولكم وتبحثون عن إجابات لها :
* لماذا لم تذع CNN فرحة الناجين من الموت ، وتركز على المأساة فقط ؟؟؟؟
* لماذا تبالغ في تغطية مظاهر الحزن في كافة دول العالم ؟؟؟؟
* بماذا تفسر حادث مركز التجارة الأول ؟؟؟
* لماذا لا تعرض له وتتناساه تماماً ؟
* أين قوات الإطفاء الطائرة لأكبر دولة في العالم ؟؟؟؟
* أين التكنولوجيا الأمنية المتطورة في المطارات ؟؟؟
* كيف لأجنبي يحمل أوراقاً مزورة أن يمر من المطارات بهذه السهولة ؟؟؟؟
* أليس لأميركا أعداء غير المسلمين ؟؟؟
* ولماذا هذا التوقيت للقيام بعملية إرهابية ، مع الملاحظ أن الانتفاضة تكاد تسقط
شارون وحكومته لتعاطف شعوب العالم معها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
* رأينا وزراء ينتحرون في اليابان لمجرد فضيحة أقل ، فلماذا لم يستقل بوش
وحكومته عقب هذه الفضيحة ؟؟؟
* هل اللعبة هي التعمية على الشعب الأمريكي حتى لا ينتبه ويسحب الثقة من الحاكم
أم هي لعبة أمريكية ( كاوبوي ) مبالغ فيها ؟؟؟؟؟؟
* ما موقف الحزب المنافس ( الديموقراطيين ) هل سيذكر هذه السقطة في
الانتخابات القادمة أم سيرضى بتسوية ما مع الحزب الحاكم ؟؟؟؟؟؟؟
أيها الأخوة ، هل من مزيد ؟؟