التصنيفات
نافذة اجتماعية

الحلقه التالته من حكايات عمر وسلمى -اجتماعي


الحلقـة الثـالثـة

قــالت ســارة
:
وقفتُ ارتجف من الغضب والدهشة والحيرة

من هذه التي جاءت لتهدم أحلامي في السعادة وتحادث حبيبي بكل هذا الدلال والذى يحمل فى طيّاته الكثير من الذكريات المشتركة بينهما.. من اولها كده ياربي ؟
لا اقدر حتى على المواجهة.. اشعر ان كلامي سيكون صراخا.. وانا لا أحب ان تسمع الانسة المبجّلة الملاصقة لنا اني اتشاجر معه بسببها فهي هكذا ستشعر بانتصار
نظرتُ لعمر نظرة ناريّة تحمل غضب العمر كله وتركته ودخلت لحجرة النوم ووجهي مشتعل من الغضب

وأخذت اغرز اظافري فى الوسادة حتى كادت ان تتمزق من ضغط يدي وانا أغالب الدموع بشدة.. فتبعني عمر ووضع يده برقة على كتفى وقال لي بكل براءة: مالك يا سارة فيه حاجة؟
فنظرتُ اليه نظرة نارية أخرى وأزحت يده من على كتفي وصرخت فيه: وكمان بتسأل مالِك؟..

انا اللي عاوزة اعرف مين الهانم دي وازاي تكلمك بالدلع ده كله؟.. وايه اللى كان بينك وبينها او يمكن لحد دلوقتي كمان؟
رد باستنكار: لحد دلوقتي؟ حاسبي يا سارة انتي كده بتغلطي
قلت بعصبية: طب يا سيدى ما تزعلش.. ايه اللى كان بينك وبينها.. يالا احكيلي انا نفسي اشوف فيلم رومانسي من زمان.. واوعى تقولي مفيش حاجة.. من فضلك انا مش طفلة قدامك
رد برفق كأنه خائف على ان اموت من فرط ثورتي: طيب ممكن تهدّي نفسك علشان نعرف نتفاهم؟
رددت وانا ارتجف: مش ح اهدى الا لما تقول لي كان فيه حاجة ولاّ لأ ؟
صمتَ طويلا قبل ان يجيب بصوت لا يُسمع: ايوة كان فيه
!!!!!!
***********
انهرتُ عندما سمعت هذه الكلمة الكريهة وتمنيت ساعتها لو كان كذب عليّ او انكر او فبرك لي اي حكاية.. وانا كي أُرضي غروري الانثوي سأبتلعها.. لكن ان يعترف امامي هكذا.. ولم استطع ان اواصل التفكير أكثر فانهارت دموعى بلا توقف

أخذني عمر بين أحضانه وهو يهدهدني كطفل صغير يرفض النوم..

وقال لي: الحمد لله.. انا عرفت دلوقتي حاجتين.. انك مجنونة وعرفت انك بتحبيني جدا.. والا ايه لازمة الجنان اللي انتي عاملاه ده؟
وهممت ان أرد ولكن أغلق فمي بيده وهو يقول: بصّي ياسارة لغة الصراخ دي مش ح توصّل لحاجة ابدا انا ح أقول لك على كل حاجة بس لما تهدي الاول خلاص؟
مسحتُ دموعي كالاطفال وانا اقول اتفضل احكي بس اياك تكدب
مسح دموعى هو أيضاً برفق وقال لي: يا حبيبتي ما كنت كذبت من الاول وخلصت من الفيلم ده وضحكت عليكي وخلاص.. بصي يا ستى.. انتي عارفة ان دي شقة خالي من زمان جداً.. ومن واحنا اطفال واحنا بنيجى نصيف هنا وساعات نقضي بالشهرين هنا.. وانتي شايفة ان الشقق لازقة فى بعض وطبيعي جدا ح يكون لينا علاقة بالجيران.. وشيرين يا ستي بنت الدكتور محمود جارنا خريجة ألسن وخريجة مدارس لغات وبنت مثقفة وجميلة زى ما انتي شفتي
قلتً بعصبية: من فضلك بلاش الغزل ده قدامي.. انتوا متفقين عليّ ولا ايه؟
فقال لي: لا ياحبيبتي ده انتي حبي وعمري كله والله.. المهم انا ياستي حسيت في فترة من الفترات اني ميّال لها وهي كمان بادلتني نفس الشعور بس عمري ما حسيت انه حب مكتمل.. كل ما كنت آجي اخد خطوة ارجع خطوتين.. حتى انى لم اصارحها ابدا بحبي لأني ما تأكدتش ابدا من مشاعري تجاهها ولم تُشعرني هي ابدا بالاستقرار
***********
لا أدري لماذا وقتها بعدت الغيرة الحارقة قليلا.. وشعرتُ اني أُحادث صديقا يقص على مشكلة وليس زوجي.. وسألته : ليه.. كانت ايه المشكلة بينكم ؟
قال: المشكلة كانت جرأتها الشديدة وانها دائما مقتحمة وتكلم اي شاب او رجل بمنتهى البساطة والود ولو ما كنتش عارف اخلاقها وتربيتها واسرتها كنت شكّيت في اخلاقها.. ولكن تكويني كرجل شرقي متديّن ماقدرتش اني اقبل وضع زي ده وكلمتها عدة مرات ولكن بلا فائدة فثقافتها وطريقة دراستها وتربيتها المميزة تجعلها شديدة الثقة بنفسها حتى لا ترى ان حاجز الحياء فى الفتاة له مبرر.. وهكذا أخذت قرار نهائي بالابتعاد وخاصة انني لم اكلمها في شيء صريح عن مشاعري وابتعدت عن هذه الشقة لمدة عامين حتى لا اراها.. ودخلتها فقط فى شهر العسل اللى حبيبتي عاوزة تقلبه غم

هدئتْ دموعى وانا أشعر بحرارة صدق كلامه لأنه لم يكن مضطر ان يخبرني كل هذه التفاصيل لو لم يكن صادقا وسألته: طيب يعني حبيتها بجد ؟
أجاب بسرعة: لا والله.. بجد كان مجرد انجذاب مش حب.. والا كنت اتغاضيت عن عيوبها وخطبتها.. انا ما حبتش في حياتي الا مجنونة واحدة عمّالة تعيّط زي الاطفال
سألته: أمال بتكلّمك كده ليه زي ماتكون مراتك وقفشتك مع واحدة تانية ؟
رد عليّ قائلاً: يا حبيبتي ماهي اسلوبها كده.. أعملّها ايه يعني؟.. خلاص بقى يا سارة هو احنا نخلص من الضيوف تطلع لنا الست هانم دي؟.. سبحان الله ده انا سمعت عن شهر العسل ده حواديت الف ليلة وليلة.. واضح انك اخدت مقلب ياواد يا عمر.. يا ريتك كنت اتجوزت شيري
اغتظت من الكلمة فقلت: شيري ؟! طيب روح لها بقى يا أخويا خليها تنفعك

وأخذتُ أدفعه خارج الحجرة وأغلقتُ الباب على نفسى من الداخل وانا أشعر ان جبل قد أزيح من على صدري واني ضخمت الموضوع بغباء قبل ان اعرف الحقيقة.. كم هي قاسية الغيرة وكم أعشق هذا الرجل الاسمر بجنون

وفي الخارج كان عمر يدق على الباب وينادي: افتحى يا سارة الله يهديكي.. يا بنتي افتحي انا تعبت.. طيب علشان خاطري.. ده الضيوف أهون ياشيخة.. يا مجنونة افتحي.. طيب يا سارة خلاص براحتك انا ح انزل شوية بس خلّي بالك الاوضة اللي انتى فيها دي كان دايماً فيها فار !!!.. باي يا حبيبتي بقى
وطبعا فتحت الباب كالملسوعة وانا اصرخ: فاااااااااار؟..

وأجرى كي ألحق عمر قبل ان يتركنى مع الفار وحدي نقضي شهر العسل سويا !! وخطوت خطوة واحدة.. وجدت نفسى بين ذراعيه وهو يضحك ولم أستطع الهرب ولا الكلام………… وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
****
*******
تابعوا الحلقات

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.