التصنيفات
المجلس العام

السحت ودوره فى خراب البيوت المسلمة ؟؟ السحت الذى لا يعلم عنه احد !!!!!! متميز


الإسم:  130909101538410079.gif  المشاهدات: 2515  الحجم:  47.1 كيلوبايت

أخواتى الكريمات سأتكلم معكم اليوم عن حكمٍ فيه الكثير من الشبهات وكثيراً ما نقع فيه
دون علمٍ او لجهلٍ منا ، والمصيبه الكبرى أن هناك من يحلله رغم أن الشرع حرمه .

لقد أنزل الله سبحانه وتعالى لنا الكثير من الأيات التى تنهى عن السحت ،كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالإبتعاد عنه والبعد عن كل ما يجعلنا نقع فيه ، بأذن الله سأضع بين أيديكم كل ما يخص السحت من تعريف وآيات وأحاديث وتفسيرات
لنتعرف على هذه المعصيه الكبرى ودورها فى إفساد البيوت وطرق الوقاية منه ،وسنلقى الضوء على كل أنواع السحت التى يمكن أن نقع فيها دون أن نعلم ومدى حرمته ،
أتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم وأن نستفيد منه جميعا بأذن الله ……..

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

الإسم:  13333856471.gif  المشاهدات: 2614  الحجم:  10.9 كيلوبايت

يطلق على المال الحرام، وقد سمي بذلك لأنه يسحت الحسنات، أي يذهبها ويستأصلها،
قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى تفسيره لقول الله تعالى
{… سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } 42 المائدة "
قال: ( وسمي المال الحرام سحتا لأنه يسحت الطاعات أي يذهبها ويستأصلها)،
وعلى هذا فيكون السحت مرادفا للحرام، فيكون الفرق بين السحت وبين الحلال والمتشابه
هو نفس الفرق بين الحلال البين والحرام البين، والمتشابهات،

اذا هل يوجد سحت يمكن أن نفعله بدون أن نعلم انه حرام ؟؟
وهل تتشابه علينا بعض الامور المتعلقه بالسحت ولا نعرف هل هى حرام ام حلال ؟؟

هنا سأضع بين أيديكم بعض الامور المتعلقه بالسحت وانواعه لكى نلقى عليها الضوء لانها من الامور الخطيره التى يجب الا نغفلها

انواع السحت او المال الحرام الذى يمكن ان يدخل بيوتنا دون ان ندرى

اولا : اخذ الشيئ بدون طيب نفس

عَنْ حَنِيفَةَ الرَّقَاشِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ "أخرجه البيهقي وصححه الألباني

ومعنى الحديث هنا
أننا لو أخذنا اى شيى مهما كان بسيطا على سبيل الإحراج لمن نأخذه منه ، فلا يجوز لنا هذا الشيئ ، وإن كان في الظاهر أنه راض، مثل أن تحرجه أمام الناس بأن يعطيك شيئا من المال مثلا، أو شيئا من المتاع، ويرضى نتيجة الحرج أو الخجل، فهذا لا يحل لنا في الباطن فيما بيننا وبين الله، ويجب علينا أن نرده لانه لم يعطى لنا عن طيب نفس

ويوجد الكثير من المواقف فى حياتنا ينطبق عليها هذا الحديث الشريف ومنها :
* فى بعض الاحيان يأتى احد الاقارب او الاصدقاء ويجد عندك شيئ ما يعجبه او يرغب فيه فيأخذه منك دون ان تهديه له بنفسك ويستغل حيائك وطيبتك وهو يعلم انك ستستحى من ان تطلب منه الا يأخذ هذا الشيى او تقول له انك تحتاجه فيأخذ ما يريد مستغلا فيك طيبة قلبك وحيائك

* مثلا يأتى اليك البعض ويطلب منك ان تعيره شيئا ما ثم يماطل فى رده إليك وفى كثير من الاحيان لا يرده اليك ابدا
طبعا لو تكلمنا عن مثل هذه المواقف لن ننتهى لانها كثيره ونتيجتها واحده بأنها تترك فى النفس شيئ من الضيق وعدم الحيله
لانك لا تستطيع ان تسترد ما اخذ منك لخجلك الشديد من هذا الشخص الذى اخذ منك ما لا يستحقه
فيجب ان نعلم جيدا ان ما اخذناه لا يحل لنا ويعتبر حرام لانه لم يؤخذ عن طيب نفس فيجب الابتعاد عن هذا الفعل نهائيا

ثانيا أكل الربا
الربا من الكبائر وهو من أكل السحت، وهو على نوعين:

الأول: القرض الربوي: وهو أن يعطي شخص ماله لآخر على أن يرجعه إليه بعد مدة بزيادة.
الثاني: المعاملة الربوية: فكل معاملة اشتملت على الأمرين التاليين تكون رباً وفاسدة ومحرمة

لقد صور القرآن الكريم من يأكل الربا تصويراً تهتز منه أوتار من كان له قلب هزا عنيفاً ، صوره القرآن قبيحاً مقيتاً يثير الكراهية من قبل المؤمنين الطاهرين ليبتعدوا عنه ،

صوره الله بأنه مجنون مسعور قلق موسوس
فقال :﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. ( البقرة : 275 )
تشبه الآية الكريمة آكل الربا فى حركاته وسلوكه كالمجنون الذى مسه طائف من الشيطان يسيطر عليه حب المال والحرص على جمعه بأرذل الطرق ، إنه دائماً فى قلق خوفاً على نقصان المال أو ضياع فرصة ربا ، وهذا ما نشاهده فى عصرنا هذا ، كما ورد فى تفسير هذه الآية أن الذى يتعامل بالربا يقوم من قبرة يوم القيامة مثل الذى مسه طائف من الشيطان يترنح جهة اليمن وجهة اليسار .

وصوره الله تبارك وتعالى بأنه مغالط ومحاور وليس موضع ثقة ولا تطمئن إليه أفئدة الذين آمنوا

فقال : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) ( البقرة : 275 )
يقول الله للمرابين لا تحاوروا ولا تغالطوا ، فليس الكسب الحلال من المعاملات وتقليب المال وتعرضه للمخاطر مثل الربا الذى يأتى بسبب الانتظار أو تأجيل السداد ، كَلاّ إنهما متضادان ، فلا يستوى الذين يضربون فى الأرض ويكدون ويتعرضون للمخاطر ابتغاء الرزق الحلال الطيب مع الكسالى الذين يجلسون بلا عمل وينتظرون ما يأتى به مالهم نظير زيادة الأجل أو الانتظار ، لا يستويان ،

وصوره الله تبارك وتعالى ايضا بأنه كافر ومرتد بأنعم الله وآثم قلبه ، مثله كمثل الذى ينكر أى ركن من أركان الإسلام
ودليل ذلك من القرآن الكريم قول الله تبارك وتعالى :


(يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )( البقرة (276))
لقد كفر من يتعامل بالربا بأنعم الله عليه وجحد بها ولم يرع فى حقوق الغير فيما آتاه الله من مال

وصوره الله تبارك وتعالى ايضا من يتعامل بالربا ظالم ومنذر بحرب من الله ورسوله .
يقول الله جل شأنه : ] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [ ( البقرة : 279 ) ،
يهدد الله الذى له جنود السموات والأرض من يتعاملون بالربا بالحرب إذا لم يتوبوا ، فإن تابوا فلا يستردون إلاّ أصل رءوس أموالهم ، ومن لم يفعل ذلك فإنه ظالم ،

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ست وثلاثين زنية )) ( رواه أحمد )

فى حديث شريف آخر : (( الربا ثلاثة وسبعون باباً ، أيسرها أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ))،رواه الحاكم وصححه الألباني


يتضح من الآيات والأحاديث السابقة أنه لم يرد فى كبيرة من كبائر الذنوب ولا جريمة من الجرائم أشد وأعنف وأغلظ مما ورد بشأن الربا ، فهل يتصور بعد ذلك أن يتعامل مسلم بالربا

لقد صدقت نبوءة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْكُلُونَ فِيهِ الرِّبَا " ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلُّهُمْ ؟ قَالَ : " مَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ نَالَهُ مِنْ غُبَارِهِ " .اخرجه عبد الرحمن بن صخر فى سنن أبي داود

ففى العصر الذى نعيش فيه وفى بلاد المسلمين صار التعامل بالربا هو الأساس والعادة وأصبح الأمر الشاذ والغريب هو التطهر من الربا ، فلم تتوقف موبقات الربا عند المصارف الربوية بل امتدت إلى كل المعاملات سواء بين الأفراد بعضهم البعض أو بين الأفراد والوحدات الاقتصادية وغير الاقتصادية أو بين الأفراد والحكومات أو بين الحكومات بعضها البعض ، بل انتشر البلاء وأصبح عاماً

بل إن بعض الناس لطمعه وشجعه يفتأت على ربه فيجعل الحرام حلالا والحلال حراما ,
قال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} (59) سورة يونس.

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم كمارواه البخاري في صحيحه
( ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يُبالي المرءُ بما أخَذَ المالَ أمِن الحلال أم مِنَ الحرام )) .

والمكاسبُ المحرَّمة ذاتُ عواقبَ وخيمةٍ وآثارٍ سيّئة، أخطرُها وأشدّها أنها سببٌ من أسبابِ دخول النار ومن أسبابِ غضَب الله الجبّار،

فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنّه لن يربوَ لحمٌ نبت من سُحتٍ إلا كانتِ النّار أولى به)) أخرجه البخاري في البيوع

والسّحتُ في مصطلح شرعيّ يشمل كلَّ مال اكتُسِب بالحرام، فالحذَر الحذَر من كَسبِ الأموال من غير سُبُلها المباحَة ونيلِها من غيرِ طُرُقها المشروعة، فلقد أتتِ المكاسِبُ المحرَّمة على بيوت آكليها فخرَّبتها، ودكَّت صروحَ عزِّهم ومجدِهم فهَدَمتها

ولقد نهى الإسلام عن الكسب الحرام لأنه شؤم وبلاء على صاحبه، فبسببه يقسو القلب، وينطفئ نور الإيمان، ويحل غضب الجبار، ويمنع إجابة الدعاء ,بله إن وبال الكسب الحرام يكون على الأمة كلها فبسببه تفشو مساوئ الأخلاق من سرقة وغصب ورشوة وربا وغش واحتكار وتطفيف للكيل والميزان وأكل مال اليتيم وأكل أموال الناس بالباطل , وشيوع الفواحش ما ظهر منها وما بطن .

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) رواه مسلم.



فالكسب الحرام سبب في منع قبول الدعاء واستجابة الرجال ورفع العمل الصالح لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .
وكثير من الناس يجهل خطورة الكسب الحرام وحكمه وأثره السيئ عليه , ويتهاون في معرفة ما يحصله من أموال , وما يتناوله من طعام .

وهذه صوره من صور حرص الصحابه رضى الله عنهم فى مدى حرصهم على اكل الحلال

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام فجاء له يومًا بشيء فأكل منه، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟! فقال أبو بكر: وما هو؟ فقال:
تكهَّنتُ لإنسان في الجاهلية وما أُحسنُ الكِهانة إلا أني خدعته، فَلقينِي فأعطاني بذلك هذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه
[ وفي رواية أنه قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها اللهم إني أبرأ إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء ) اخرجه البخاري في كتاب المناقب

ورُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب لبنًا فأعجبه، فقال للذي سقاه: من أين لك هذا؟ فقال: مررت بإبل الصدقة وهم على ماء فأخذت من ألبانها، فأدخل عمر يده فاستقاء. اى تقيئ ما تناوله
وأوصت إحدى الصالحات زوجها وقالت له: يا هذا، اتق الله في رزقنا، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار.

وهذا ملخص لكل الاثار المترتبه عن السحت :

1- أكل السحت من الكبائر وهو يشمل كل أقسام المال الحرام.
2- من آثار أكل السحت:
أ- سلب البركة من المال.
ب- يمنع عن قبول العبادة والدعاء.
ج- يسبِّب قساوة القلب.
د- آكل السحت ملعون.
3- أكل الحلال سبب لكل خير، والرزق مقسوم من الله تعالى فلا يموت أحد حتى يستكمل رزقه.
4- أكل الربا من أكل السحت وفيه مفاسد كبيرة منها:
أ- الحرمان من آثار الخير والبركة المعنوية في التكسب والعمل.
ب- الحرمان من الأجر الكبير الذي أعِدَّ في القرض الحسن.
ج- الحرمان من التوكل على الله.
د- الربا يخل بالتوازن الاقتصادي في المجتمع.
هـ- الربا يضعف العلائق العاطفية ويغرس روح الحقد في القلوب

وفى نهاية هذا الموضوع الذى مهما كتبنا فيه فلن ينتهى لانه كبير ومتشعب اذكر نفسى واياكم اخواتى الكريمات بأن نتجنب كل ما هو سحت او به شبهة سحت ويجب ان نعلم مصدر كل ما ندخله بيوتنا ونتأكد من خلوه من الشبهات وان نطعم اولادنا كل ما هو حلال ونعين ازواجنا على ذلك لان هناك من الزوجات من تدفع الزوج الى التعاطى فى المال الحرام بسبب طمعها وعدم رضاها

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا. فاللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه , وجنبنا الحرام وبغضنا فيه .
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

الإسم:  shaier_c6bxpM.gif  المشاهدات: 2097  الحجم:  21.5 كيلوبايت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.