التصنيفات
مدرسة بيتي الثاني

|| المعلم الإنســان ..~ للدراسة

كانت سارة تلميذة في الصف الأول المتوسط في العام الماضي ..
وجهها يحمل كل معاني البراءة والطفولة ..
كثيرا ماأراها منشغلة بأدواتها ومقلميتها وحاجياتها …ولعل هذا أحد أسباب تأخرها الدراسي
أصبح تأخرها الدراسي ملحوظا عند جميع المعلمات وفي جميع المواد مع وجود فرق حسب نوعية وكم المادة …
وفي آخر العام الدراسي الماضي تمكنت بفضل ربي من النجاح في جميع المواد عدا مادة القرآن الكريم ( الحفظ )
فمعلمتها أخبرت بان لا درجات في التقويم المستمر وكانت دوما تشتكي منها وتسأل عما تستطيع أن تقدمه لها ؟؟
قد تكون معلمتها معذورة فكيف ستتابعها مع الكم الهائل الذي لديها من الطالبات بالفصل .. !!
وقد اتخذت إجراءات عديدة واستدعت والدتها .. وحضرت مشرفة المادة وتم عرض الأمر عليها ..
وفي آخر المطاف لم تتمكن سارة من النجاح في الدور الأول فأصبح عليها دور ثاني ..
وكان هذا كفيلا بتحطيم نفسيتها أكثر مما تجده بسبب مالديها من صعوبات تعلم ..
لكن ألطاف الله لاتنتهي وأرزاقه لاحد لها .. فله الحمد والشكر …
كونوا معي …

قدر الله أن تتبرع إحدى المعلمات غير معلمتها الأساسية بالتفرغ لتحفيظ سارة
مافاتها من السور بعد غياب الطالبات في إجازة آخر العام الدراسي السابق..
كانت تقضي معها ساعات طويلة بل يوما دراسيا بأكمله
كنت أعجب من صبرها وتحملها حتى أنها كانت تنسى موعد فطورها مع باقي المعلمات لأجل استغلال الوقت
مع سارة وكان البعض يقول لها : لافائدة لن تحفظ ،،
عقلها لايستوعب ،، و…و.. .وغيرها من الكلمات المحبطة ….

وفي النهاية نجحت سارة واجتازت مقدار درجات النجاح المقرر بفضل ربي
نجحت سارة وأصبحت بالصف الثاني وقدر الله تعالى أن أكون معلمة القرآن بصفها وكنت متخوفة أن يحدث
لها ماحدث بالعام الماضي ..
وفي الحقيقة كنت أحدث نفسي بأن الجهد سيكون كبيرا علي ومضاعفا معها
ومع أول اختبار تقويمي لسارة كانت قد اجتازته ولم تخطئ سوى أخطاء بسيطة
فرحت كثيرا فكان هذا عكس ما توقعت وبعدها طلبت مني الحبيبة
أن تعيد الاختبار فأعطيتها فرصة والحمدلله بعد الإعادة حصلت على الدرجة الكاملة بفضل ربي ومنته

الحمدلله على منته وفضله
تغيرت سارة للأحسن ولله الحمد ..

نعم هي لم تصل إلى درجة تفوق عالية لكنها أصبحت أكثر تركيزا مما سبق .. وأكثر حرصا …

تفكرت فيما حدث وشعرت بقيمة تلك المعلمة التي سخرها ربي لها …
ماذا لو أعادت سارة العام الدراسي ؟؟!!
ماذا لو أن كل معلمة تخيلت أن سارة هي ابنتها ؟؟!
ألم تتمنى أن تعاملها المعلمة كتلك المعلمة التي رعتها .. وزرعت الثقة بنفسها من جديد ؟
ماذا لو لم تتحمل تلك المعلمة المسئولية وتركتها لتحفظ وحدها ؟؟
حينها تعلمت درسا جديدا ــ بفضل ربي ــ في الصبر وكيفية التعامل مع طالباتي ..
والفضل بعد الله تعالى يعود لتلك المعلمة ..
لماذا لا تكون كل معلمة منا كتلك المعلمة الإنسانة ..؟؟
نعم أختي المعلمة …
لابد أن تعلمي انك قبل أن تكوني معلمة فأنت مربية ..
أنت أم ..
أنت إنسانة بل الأهم من ذلك كله:
أنت مسلمة والمسلم أخو المسلم …
لمن نترك طالباتنا اللتي يعانين من صعوبات التعلم ؟
هل نكتفي باللوم والعتاب وقد نزيد حياتهن صعوبات إلى صعوبات؟
فإلى متى نتعامل مع طالباتنا من برج عالي !!
إلى متى نجعلهن يدفعن ثمن الضغط الواقع علينا بدون أي ذنب جنوه …؟!!
هي دعوة اخواتي المعلمات لنفسي المقصرة ولأخواتي المعلمات إلى مراعاة تلميذاتنا الحبيبات لعل إحداهن تكون سببا في إثقال موازين حسناتنا …
لعل الله يشكر لإحدانا فيسخر لأبنائها وبناتها من يرعاهن و يتلطف معهن ويفتح باب الأمل أمامهم

من هنا أخواتي الحبيبات قررنا أن نتعلم سويا أساليب التعليم والتربية من ذاك المربي والمعلم الأول لأمة عظيمة ..
هو حبيبنا وقدوتنا ونبينا عبدالله ورسوله ..:
محمد بن عبدالله ..
صلى الله عليه وسلم …

سنبدأ معا سلسلة لنتعرف على أعظم معلم للبشرية لنتلمس خطاه ونسير عليها ..
سنعرض في كل مرة نموذجا لذاك المعلم العظيم
وسنضيف لها تعليقا يسرا وننتظر منكن استنباط مافيها من الدروس والعبر وأساليب التربية والتعليم

فكونا بالقرب لنتعلم سويا …
::

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.