التصنيفات
أمومة وطفولة

المقاصد الإيجابية من تصرفات الأطفال الأمومة و الطفل


كيف نحول رفض ومقاومة أطفالنا إلى قبول وتعاون معنا ؟ كثيرا ما يتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال خصوصا عندما نكون خارج المنزل أو نستقبل ضيوفا فيه، فقد اعتادت ابنتي أن تبقى إلى جانبي ولا تفارقني لحظة في أي زيارة ودية أقوم بها، وترفض أن تلعب مع الأطفال ممن هم في سنها، وفي كل مرة أحاول أن أشجعها بطريقة ما، لا أجد منها أي استجابة، فاضطر بعد ذلك إلى لومها بأن أصفها بأنك لست بجريئة كباقي الأطفال، وأكرر أمام صديقاتي – وابنتي لا تزال إلى جانبي – "هي هكذا في كل مرة تتعبني بهذا التصرف، ولا أعرف كيف أفك عقدتها.. "، ولكن ما استغربت منه هو أن ابنتي رغم ما أبذله من محاولات شتى معها تصر على أن تبقى إلى جانبي لأطول وقت.

دكتورة بيكي إيه. بيلي – وهي متخصصة بتربية الأطفال – تقول لو افترضنا دائما بأن مقاصد الطفل سلبية، فإننا لا شعوريا نزيد الموقف سوءا، وقد نتسبب بالتالي:

– نحاول أن نجعل الطفل يشعر بالسوء حيال أفعاله.

– نقوم بتركيز انتباهه على الأشياء الخاطئة التي فعلها أو التي ليست جيدة.. مما يعني المزيد من نفس الخطأ.

– نشير للطفل ضمنا بأنه يتعمد أن يجعل حياتنا أكثر صعوبة.

– نلقى الضوء على عيوب الشخصية، فيقوم الطفل بدوره بإدراجها في رؤيته لذاته.

إذن ما هو الحل ؟

الحل يكمن في أن نفترض أن مقاصد الطفل إيجابية، فالطفل يرغب في تحقيق أمر ما ولكنه يفتقر إلى المهارات الضرورية، ففي حالة ابنتي قد تكون من النوع الذي لا يعرف كيف يتعامل مع الأطفال من أول مرة، أو قد تكون ترغب في الشعور بالأمان وهي بجانبي قبل أن تنطلق مع الأطفال.. فأقول لها: "تريدين أن تبقي معي قليلا قبل أن تلعبي صح ؟ ".. وبعد قليل أسألها إن كانت تريد أن يأتي أحد الأطفال لتذهب معه للعب أو تود أن تلعب لعبة معينة مع الأطفال ؟ وبذلك أتدرج معها حتى تشعر بأني أتعاطف معها، ولست أجدها سيئة إلى هذا الحد.

وفي كل مرة نفترض أن للطفل مقصد إيجابي من تصرفه، سنتمكن من إيجاد مخرج بالتأكيد، فمثلا لو ضرب طفلك أحد الصغار فجأة، بدلا أن توبخيه، خذيه جانبا واسأليه: " هل ضربته لأنك غاضب منه ؟" سيجيبك بنعم بالتأكيد، اسأليه عن سبب غضبه، واشرحي له أنك ترين أن غضبه مبرر وفي محله، ولكن أسلوب التعبير عن الغضب لم يكن صحيحا، فالضرب مؤذ ولا يجدي، وأن أفضل طريقة هو أن يقول ما يشعر به للآخر، ولا تنسي أن تخبريه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغضب.

وما هو مطبق على الأفعال يمكن تطبيقه على أقوال الطفل أيضا، ففي حال قال طفلك إنه يكره ابن الجيران، قولي له: إنك تتفهمين شعوره بالإحباط لموقف صار بينه وبين ابن الجيران في وقت سابق، ولكن يمكن معالجة الأمر حتى تعود الأمور لمجاريها، وذكريه بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه".

ولا ننس أن نستخدم أسلوب التشجيع والمديح في حال غير الطفل من طريقته في التعبير، حتى ندعمه وتترسخ لديه هذه العادة، وتنجح في كل موقف يمر به.

منقووووووووووووووووووووووووووووول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.