التصنيفات
المجلس العام

تحريم الغيبة و الأمر بحفظ اللسان – تم الرد

تحريم الغيبة و الأمر بحفظ اللسان

قال الله تعالى : " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم "

و قال تعالى : " و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً "

و قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "

اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامًا ظهرت فيه المصلحة ، و متى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه ، و ذلك كثير في العادة ، و السلامة لا يعدلها شيء‏.‏

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏‏ من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت‏ "‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وهذا صريح فى أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرًا وهو الذي ظهرت مصلحته ، و متى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم ‏.‏

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال ‏:‏ قلت :‏ يا رسول الله أي المسلمين أفضل ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏ من سلم المسلمون من لسانه و يده ‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وعن سهل بن سعد قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏ من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول‏ :‏ إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق و المغرب ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.
معنى يتبين : أى : يفكر أنها خير أم لا ‏

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏ :‏ ‏إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات , و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالا يَهوي بها في جهنم ‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

وعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه‏ " رواه مالك في الموطأ والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال ‏:‏ ‏ ‏ قل : ربي الله ثم استقم‏ , ‏ قلت‏ :‏ يا رسول الله , ما أخوف ما تخاف علي‏ ؟ ‏ فأخذ بلسان نفسه ثم قال‏ :‏ هذا‏ " رواه الترمذي , و قال حديث حسن صحيح‏.‏

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏ لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله , فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب ‏, و إن أبعد الناس من الله القلب القاسي‏ "‏‏)) رواه الترمذي))‏.‏

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏‏ ومن وقاه الله شر ما بين لحييه و شر ما بين رجليه دخل الجنة ‏"‏‏ (‏‏(‏رواه الترمذي، و قال‏ :‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال‏ :‏ قلت : يا رسول الله ما النجاة‏ ؟‏ قال ‏:‏ ‏ ‏أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك ، و ابكِ على خطيئتك‏ "‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، و قال ‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏ :‏ إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان , تقول ‏:‏ اتقِ الله فينا فإنما نحن بك ‏,‏ فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا‏ " ‏(‏‏(‏رواه الترمذي‏)‏‏)‏‏.
‏ معنى تكفر اللساان : أى تذلّ و تخضع

وعن معاذ رضي الله عنه قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله‏ أخبرني بعمل يدخلني الجنة و يباعدني من النار‏ ,‏ قال ‏:‏ ‏لقد سألت عن عظيم و إنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه‏ . تعبد الله و لا تشرك به شيئًا , و تقيم الصلاة , و تؤتي الزكاة , و تصوم رمضان و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا , ثم قال‏ :‏ ألا أدلك على أبواب الخير ‏؟‏ الصوم جُنة , و الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , و صلاة الرجل من جوف الليل , ثم تلا‏ :‏ ‏" تتجافى جنوبهم عن المضاجع " حتى بلغ ‏:‏ " ‏يعملون‏ " ,‏ ثم قال‏ :‏ ‏ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذِروة سنامه‏‏ ؟ قلت‏ : بلى يا رسول الله قال ‏:‏ رأس الأمر الإسلام , و عموده الصلاة , و ذِروة سنامه الجهاد , ثم قال‏ :‏ ألا أخبرك بملاك ذلك كله‏ ؟‏‏‏ قلت‏ :‏ بلى يا رسول الله , فأخذ بلسانه قال ‏:‏ ‏‏كف عليك هذا‏‏, قلت‏ :‏ يا رسول الله , و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏ ؟‏ فقال‏ :‏ ثكلتك أمك‏ !!!‏ و هل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ‏؟‏‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي و قال‏ :‏ حديث حسن صحيح((.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ أتدرون ما الغيبة‏؟‏ قالوا‏ :‏ الله ورسوله أعلم قال ‏:‏ ‏ذكرك أخاك بما يكره‏ , قيل‏ :‏ أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته‏‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
بهته : أى : قال عليه ما لم يفعل

وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنًى في حجة الوداع‏ :‏ ‏‏إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا , ألا هل بلغت ؟ (‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وعن عائشة رضي الله عنها ‏قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا‏.‏ قال بعض الرواة‏ :‏ تعني قصيرة فقال ‏:‏ ‏‏لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته‏!‏‏"‏ , قالت‏ :‏ و حكيت له إنساناً فقال‏ :‏ ما أحب أني حكيت إنساناً و إن لي كذا وكذا‏. ‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال : هو حديث حسن صحيح‏.‏‏)‏‏)‏
ومعني ‏:‏ ‏"‏مزجته‏"‏ خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها وهذا الحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة , قال الله تعالى‏ :‏ " و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "

وعن أنس رضي الله عنه قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون وجوههم و صدورهم فقلت‏ :‏ من هؤلاء يا جبريل ‏؟‏ قال ‏:‏ هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم‏‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏ )‏‏)‏ .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏ :‏ ‏‏كل المسلم على المسلم حرام‏‏ دمه و عرضه و ماله ‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.