التصنيفات
نافذة اجتماعية

ثقافتنا سلاحنا لتربية أولادنا *متميز* -اجتماعي

قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : «ربوا أبناءكم، واعلموا أنهم خلقوا لزمان غير زمانكم»
التربية مهمة شاقة وممتعة ومسؤولية كبيرة، لأنه يترتب عليها إنتاج جيل
جديد تقع على عاتقه مسؤوليات شتى
من حيث تعزيز ثقة الطفل بنفسه , وتوسيع ُ مدى طموحاته،

والتعرف على ميوله الحقيقية، وخلق ارتباط نفسي وروحي ومعنوي أوثق بالمجتمع عامة والأسرة خاصة .

لذلك وجب أن يكون المربي
ملما بمحاور التربية المختلفة : صحيةنفسية إجتماعية وثقافية .

وفي أغلب المجتمعات يقع على عاتق الأم مهمة التربية لذلك عليها

أن تكون ملمة بكل تلك الجوانب حتى يكون أولادها أفضل نفسيا إجتماعيا وعلميا .

وعليه رأى بعض العلماء أن على الأم أن تكون متعلمة ،لتكون قادرة على تحقيق الرؤى المطلوبة من التربية .
وهنا وجب علينا أن نعرف ماهية المرأة المتعلمة حتى نطلق عليها هذا اللقب

المتعلمة هي : الحاصلة على شهادة -ما- دراسية

بغض النظر إن كانت تعمل أم لا ،

ولكن هناك تعليم من نوع آخر وهو المسمى الثقافة :

وهي التي لديها حصيلة معلوماتية وخبرات شتى تؤهلها للمشاركة

في حوار وإبداء وجهة نظر لها وجاهتها

فالمتعلمة يمكنها أن تبحث عن وسائل تربية ملائمة لأولادها ،

وتعاملهم وفق الفروق الفردية بينهم ،

وتتابع تطورات العصر وتواكبه وتكون مطلعة على هوايات أطفالها

واهتماماتهم، قادرة على التفاعل معها ومراقبتها

وفي النهاية لتكون صديقة لأولادها .
والمتعلمة تعي الأخطار التي تؤثر على أولادها سواء

بالأسرة " بين الأبوين" أو المجتمع فتتفاداها
وتعتمد أسلوب " نختلف لنأتلف " لتجني أفضل البشر.
ومن تلك النماذج

الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد ربّته أخته سِتّ الرَّكب بنت علي بن محمد بن حجر، كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء.

ولا ننسى الخنساء وتربيتها لأولادها وكذلك السيدة أسماء بنت أبي بكر وتربيتها لابنها رضي الله عنهم جميعا.

وفي الجانب الآخر كان اعتراضا واحتجاجا فكيف تبخسوون

أمهات رائعات قدرهن لمجرد أنهن غير متعلمات،
فتلك الأم الجاهلة تمكنت من إنتاج أديب كطه حسين،

وأحمد زويل، وعبدالرحمن الأبنودي، وجمال عبدالناصر،

وتلك أوصلت ابنها لبر الأمان وحصل على دكتوراة أو ماجستير.
إنه الواقع حيث أن معظم أمهاتنا غير متعلمات، لكن الكثير منا يحمل شهادات عليا.

وجاء من بعيد صوت ينادي أن تمهلوا
أين المتعلمات والتربية؟؟؟

هل حققت المتعلمات ما أردناه من تربية الطفل؟؟
وبنظرة أخرى للواقع نقول: لا للأسف،
فقد انشغلت الكثيرات بالعمل والتفوق فيه وانشغلن

بأمورهن وزينتهن وعلاقات إجتماعية ورحلات وو،
بحيث لم يتبقى وقت لتربية الأولاد ،وأوكلن تلك المهمة

للخادمات والمربيات أو للصدفة والنت والتلفاز.

ومن وسط تلك المناقشات نسمع صوتا خافتا مذهولا

أيعقل أن يتجاهلوني؟؟
أليس لي دور في تربية أولادهم؟؟
إنه الإلتزام والصلاح والتقوى
نعم
نريد المتعلمة الملتزمة التقية الصالحة ،التي تعلمه الاستئذان

وإماطة الأذى عن الطريق والتسامح والعفو،

تعلمه الصلاة

على وقتها واستغلال الوقت والإحتكام لأمر الله ورسوله.
قد يقول قائل: والغير ملتزمة تعلمه الاستئذان والتسامح

وإماطة الأذى عن الطريق.
لكنه لا يدري أن الصالحة تغرس في نفسه حب الله ورسووله .

وهذا هو الدافع الحقيقي لأي سلوك وتصرف من الطفل .
فإن عمل عملا علم أن الله يراه وأنه يحب إتقان العمل فأتقنه.
وإن ضايقه زميل تذكر أن العافين عن الناس لهم درجات عليا فيعفو ويصفح.
وإن علم أهمية الوقت في حياتنا أحسن استغلاله إبتغاء رضا الله أولا وطمعا في الفائدة ثانيا.

ونعود مرة اخرى لتساؤلاتنا
هل نكتفي بالأم مهما كانت جاهلة وغير متعلمة،
أو نطالبها بالحصوول على أعلى الشهادات ونيل العلم في كل المجالات،
ام نبحث عن الصالحة التقية الملتزمة ونكتفي بها سواء كانت متعلمة أم جاهلة؟؟

عهد ووفاء

وقد أجريت دراسات كثيرة بينت أهمية دراسة وثقافة المربي:

يرى اختصاصيون أن تدنّي العامل الثقافي له دور كبير في تفكك الأسر والمجتمع، ويؤكدون

أن الأسرة لا تبنى بمجرد توفير السكن والطعام، بل هي عملية تطورية تقع على عاتق
الأب المثقف مسؤولية التوجيه، وعلى الام المثقفة كيفية استيعاب هذا التوجيه وتفسيره للأبناء.

وجاء أيضا :

ترد الاختصاصية النفسية د. ريم السرحان الفجوة بين غالبية الأبناء وآبائهم إلى الفرق في المعارف والثقافة المعاصرة التي تواكب المستجدات، مشددة على أهمية وجود الام المتعلمة والمثقفة على وجه الخصوص وانعكاس ذلك

على تعزيز الثقة بينها وبين أطفالها، لا سيّما أن ثقة الابناء تكون أكبر بالاهل المثقفين في هذا العصر الذي تتسارع وتيرة تطوره

فالإمام مالك رضي الله عنه كان مسؤولا عن تربية ابنته ،

وتمكن بعلمه الغزير وصلاحه من انتاج فتاة حريصة على جمع الأحاديث النبوية الشريفة ،

التي يرويها والدها، ونسخها، وتدارسها مع مجموعة من النسوة طالبات العلم، وكأنها أسست أول دار للحديث.
ويقول الامام أحمد: كنت ربما أردتُ البكور في طلب الحديث، فتأخذ أمي بثيابي وتقول: حتى يؤذّن الناس.
ولا ننسى زوجة الإمام أحمد بن حنبل المثقفة التي استطاعت

أن تروي الكثير من الاحاديث التي يجمعها وكان لها عظيم الأثر في تربية ابنهما.

مما سبق نستنتج أن أفضل المربين هو من جمع بين العلم والثقافة والإلتزام
فلا يكفي أن تكون ملتزما فقط ، بل أنت بحتاجة للعلم لتعرف أمور الدين وتربي الأولاد وفقها،

تحتاج الأم لقراءة نماذج إسلامية ليكونوا قدوة لأولادها .
وتحتاج للإلمام بمواقف ومعارك وأساليب حل مشكلات ومعضلات

حتى تثري أولادها بها وتعلمهم حسبها.
نريد أما متعلمة ولكننا نريدها في الأصل صالحة وملتزمة،

حتى تراعي الله في الأمانة التي منحها إياها
والعهد الذي قطعته على نفسها
قال عليه السلام

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ……….. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"
ولا تنسوا :

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.