أقبل على ساحة البيت مجودا بالإخوانِ
يصيح صيحةً هزت الأركانٍ
أقبل يعزيها بأعلى الصوت أم الحنان والريحانِ
عظم الله أجرك يا أم محمد
عظم الله أجرك يا أم محمد
فشهق شهقةً زعزعة الكيانِ
وتفجرت ينبايع الأحزانِ
وتوقف نهر العطاء من الجريانِ
وذبلت الورود على الأغصانِ
وتجمدت شرايين الوجدانِ
وألجمت اللسانِِ
وذرفت العينانِ
حين ضمها وقبل الأقدامِ
وقال:
يمه مات عضيدي
وأخوي و حبيبي
وسندي و شقيقي
يمه مات اللي تعاهدت وإياه على السهل والصعيب
وإذا ضاق صدري كان الدواء والطبيبِ
يمه أحس ناراً تلهب في جوفي على فراق حبيبي
يمه أحس أنفاسي مخنوقة ما قدر أتنفس وراعي الهواء مدفون بأرض جدوديِ
يمه ضميني لصدركِ واجبري قليبي لعلٍ أطيبِ
وسمي علي يا يمه … أحس أني بلحق عضيديِ
وجدتي في حالة ذهول شديدِ
مرة تقول يا عيني هل الدمع ومرة يا عيني جودِ
وأصبر يا محمد ومرة أبكي يا حبيبي
لفوا المعزين من كل صوب ما بين مصدق وكذوبِ
ورثاه الغريب أحلى القصائد قبل القريبِ
وبكى عليه العدو الحسود قبل الصديقِِ
هذا خالي يا ناس
راعي الفزعات والكرم والجودِ
إذا ناداه القوم قال لبيه لعيناكم أنا سعد السعودِ
وراعي البسمة ويحل الأزمات لو كانت صعيبِ
هذا خالي يا ناس
محبته في قلبي مالها حدودِ
ونار فراقه تشتعل في قلبي منذ زمن بعيدِ
ما أقدر أوفي حقه.. فهو في نظري نادر الوجودِ
يا الله يا رحمن يا رافع السماء بلا عمدِ
تغفر لخالي بعدد المصلين الركع والسجودِ
عند شروق الشمس والغروبِ
وتسكنه في جنات الخلد
مع الصديق والشهيدِ
وصلى الله على سيد الخلق محمد الحبيبِ
*****
أترك لكم التعليق فأنا لا أجيد الرثاء لأقرب الناس لي
