التصنيفات
فيض القلم

شوق ……………… كتم انفاسها !!!! – فيض القم

جعجعه القدور صبيحة يوم الجمعه … حوقلة ( والده ) تعم المكان برهبه …
الصبيان يتقاذفون الوسائد الثقيله بينهم … ويرفسون الفتيات بغلظه لينهضن
والدجاج ينتشر في الساحه يلتقط حبات الارز المتناثره …. ورائحة القهوه
المزعفره تتسلل بخفه للانوف فتزكيها … تتسمر خلف مرآتها في سكون حزين
يوم الجمعه اشبه بعيد يقتسم الجميع بهجته في جذل … الابناء يتقاذفون من كل
مكان ، الاخوات والعمات يمشطن ظفائرهن ويتكحلن ثم يقفن في ساحة المنزل في انتظار
عودة ازواجهن من صلاة الجمعه … امسكت بوهن كحلها ثم قذفته بعيدا … لمن تكتحل ؟؟
ألنفسها ؟ ام لتباري النساء من حولها … ؟! زوجها غائب عنها منذ ستة اشهر وهي ملقاة في
بيت اهله كارمله مؤقته … تحتضن تساؤلاتها ام وجله تعزيها بقرب موعد ايابه كل جمعه
رغم جهلها هي الاخرى بموعد عودته الحقيقي …..
تسرقها الاماني … تتلفع بغترته … تشتمها …. تبكي …. رائحته لاتزال تعلق فيها باصرار
اصفرار جوانبها كان كمسك تستعذبه ارنبة انفها ….
– ساره … ساره … وينك يابنتي ؟
تلقي الغتره جانبا بعجل وتدثرها ثوبها الاسود كأنما ضبطت وهي ترتكب جرما ….
وتمسح دموعها الدافئه بطرف كمها … وهي ترد بصوت متهدج ::::
– قادمه ياخاله ..
الابخره تتصاعد … والمجلس يزدحم بنساء بدينات واخريات عجاف …. تحمل دلة القهوه
في يسارها .. وتبدأ في سكب الفناجين وتوزيعها بترحيب مفتعل … تنتقل بينهن فلا تكاد
تفرغ الا ويرتفع صوت احداهن تناديها لتملأ فنجانها من جديد … تدار الاحاديث الفضوليه
عن اخبار الزمره من الرجال الذين خرجوا في الحرب ، ليرتفع لغطهن … بعضهن تصر
انهم فنوا واخريات يوقن بعودتهم منتصرين … تحسم عقلاهن الامر بلا مبالاه وهي تلوك تمره
في صوت مرتفع ::: ( ماتوا ماتوا … الله يتقبلهم بس ) …. ترمقها ساره بنظره استنكار
حانقه دون ان تلحظها تلك المرأه … يصمتن قليلا ثم تحاصرها اسئله نسائيه مشبعه بالفضول
– الم تشتاقي الى زوجك يافتاة ؟؟؟
– المسكينه خرج وهي عروس …
-وهي عروس ؟!! ربما لم تقع في حبه بعد … !
الكركره ترتفع … والغمزات توزع … بودها لو تلقم افواههن بأحجار !!!
صمتها كان حياء وشفقة بامه المسنه التي تقاسمهن ضحكاتهن مجامله وربما مرغمه ….
تمضي ساره لتقبع في المطبخ … تغسل القدور الضخمه قبل ان تغرب الشمس … تتلكأ في
غسلها لئلا تعاودهن فيقتلها فضولهن … الافواج ستنزاح قرابة المساء … وسترتاح من نزقهن
واحاديثهن المقيته …
المساء يحل بهدوء … يزدحم البرج بالاطفال المنتظرين على جنبيه … احدهم يقضي حاجته فيه عجلا
والاخر يرصد الباب العاري فلا تختلس الانظار الا من بداخله … يتزاحمون اخرى على زير الماء
ثم يتفرقون حين يرون العصى تلاحقهم ( لا تشربوا في الليل يكفي ماء … )
يذعن من يذعن .. وترتفع موسيقى البكاء لدى الصغار … فضطر امهم لسقايتهم قطره قطره ..
الكل يستلقي على مطارح تلاصق الارض وتحاكيها في صلابتها على سطح المنزل … تهجد الاصوات
فجأه ويرتفع الشخير … تحاصرها تسبيحات الوالده في سجودها ودعواتها المتسلله رغم انف صوتها
المنخفض … تستلقي ساره وحيده تحادث النجوم بسريه … تعاقرها البكاء بشجن خفيف … تقلب
جسدها المكدود في رفق وتغرق في احلام لاتصحو منها … تخرج من جيبها غترة زوجها … وتبكي ..
القريه تصحوا على خبر يخترق اسماع ساره … وينفذ الى قلبها بلا استئذان … ثمة رسول استبق
ركب المجاهدين يحمل البشاره كغيث على انفس عطشى … تغتسل ساره سريعا … تقسم شعرها وتظفره الى ذوائب تنحسر حتى جيدها … تكحل عينيها في عجل حتى تكاد ان تفقاها … ترش العطر على جسدها … ماعادت تملك يدها المرتجفه … وانفاسها المضطرمه … تضع خرقتها على شعرها …
وتعجل في السير حافيه القدمين … والشمس تلسع باطن قدميها فلا تكترث … تبدوا مشارف القريه
جد بعيده … وهي التي كانت قاب قوسين او ادنى … ايكون الشوق يطيل مسافاتها ويقصيها ؟؟
تنتظر ..
قلبها يكاد يقفز من صدرها ليهرب محلقا حيث تسير قافلته … الرمال تحتها تزداد لهيبا كلهيب شوقها ..
لم تكن روحها هنا … كانت محلقه بعيدا بعيدا تجوب المسافات تبحث عن زوجها … وتبقي في عينيها
الف دمعه منسكبه …
تلتمس عيناها ظهور اولهم … وتنتظر اكتمال العدد …
تصيح بجنون منتظر ::::
– في اي ركب منها يكون زوجي ؟؟
– ومن زوجك ياامرأه ؟؟
– رادف … رادف ..
يتربصها الخوف بقدوم رجل لم يكن هو … يمد اليها يده بخرقه ملفوفه في اسى :::
– هذه وصيته لك … قبل ان يقرأ لك السلام ويرحل …
تحل عقدها بهوس اكبر … ليسقط منها فستان ..!
تحتضن وصيته بجنون … وترتفع شهقات متقطعه … ينفضون من حولها ليغادروها الى منازلهم …
تمشي قليلا بتعثر تثخنها وصيته الثقيله … تعتلي ناقتها بوهن … تشهق بقوه … ثم تسقط من ظهر ناقتها ميته ..!!
اقسم لو خيرت بين فراقه وبين ابي :::::: لاخترت الا ابا لـــيــــا ….!

من مجله ….

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.