التصنيفات
ذوي الإحتياجات الخاصة

قصة كفاحها مع التميز (احسنتِ الاختيار)

بسم الله الرحمن الرحيم
والدة التوحدية تكشف في حديثها لـ "تهامة" قصة كفاحها مع التميز




حسين شبلي – الدرب : كشفت والدة الطالبة فاطمة مناور خيري اول توحدية في المملكة تحفظ القرآن الكريم وتحصل على 99% في التحصيل الدراسي أن جهودها وأسرتها وطواقم مجمع تحفيظ القرآن الكريم بالدرب ساهمت فيما وصلت إليه من انجاز كبير بعد أن استطاع الجميع التعامل مع "فاطمة" والتي ظهرت عليها أمراض المرض في السن الثالثة من عمرها .
وبين الاستاذة صفية عسيري مديرة المدرسة ووالدة الطالبة أن الأسرة تأخرت في التعامل مع الطفلة بعد ظهور المرض وبدأت في الاهتمام بها من السن السادسة من عمرها ، حيث بدأوا بزيارة أحد المراكز الطبية في عام 1418هـ للحصول على علاج يساهم في تحسين وضعها الصحي .

وسردت الأم قصة كفاحها مع ابنتها لـ "تهامة" مشيرةً إلى أن فاطمة هي الثالثة بين أخواتها وتأخر البحث عن علاج لها كان بسبب قلة الوعي وندرة حالات التوحد في ذلك الوقت حيث كانت تجلس وحدها ولا تشارك أحداً اللعب ، وتبدو غاضبة إذا أخل أحد بنظامها الخاص وتخاف الإزعاج ولا تقبل تسريح شعرها ، بل وتثور بشدة إذا لم تلبَ مطالبها ، ورغم تحسنها في بداية الدراسة إلا أنها بقيت تعاني من خلل واضح في علاقاتها الاجتماعية ، فلم تتمكن من الدراسة إلى سن التاسعة لعدم قدرتها على التكيف مع الجو المدرسي ورغم ما انتابنا من احباط لكننا لم نفقد الأمل في الله تعالى وبدأنا تكثيف جهودنا .
وتضيف : حاولت الاطلاع على الكتب والمنشورات لأعرف أكثر عن هذا المرض الغامض وعرفت أن لديهم قدرات عالية في الذكاء وبعض المهارات قد تفوق الأشخاص العاديين ولكن يقابلها قدرات ضعيفة جدا في التواصل الاجتماعي واللغوي .
أخذت على عاتقي كأم ومعلمة مهمة تعليمها وتدريبها لعدم تمكننا من الحاقها بمركز خاص لظروف ارتباطي ووالدها بعمل وأسرة تحتاج الرعاية . فقد لاحظت أن لديها قدرة الكتابة وتقليد رسم بعض الكلمات التي تشاهدها في التلفزيون وتعبر عن بعض الأحداث بالرسم ، ومن خلال ذلك اقتنعت ان لديها قدرات للتعلم ، وبدأت بتعليمها الكلمات ومدلولاتها عن طريق الصور ونطقت أول كلماتها ( ماما – بابا ) وبعض الكلمات ولكنها تردد معظمها دون فهم .
بدأت الدراسة في سن التاسعة وكانت البداية صعبة للغاية ، فقد كانت لا تتواصل او تنتبه اوتشارك المعلمات ولكن مجرد وجودها في فصل دراسي انجاز وبداية خير خاصة وأنها تدرس مناهج تحفيظ القران الكريم ، والحمد لله اجتازت المرحلة الابتدائية واكتسبت مهارات تعليمية ولغوية وسلوكية كالحوار والتخاطب وتعودت على احترام الانظمة في الفصل والمدرسة .
وبفضل تعاون الكوادر الادارية والتعليمية بالمدرسة والجهات الإشرافية اجتازت المرحلة المتوسطة والثانوية بتميز وتفوق.
وتملك فاطمة قدرات عالية في الحفظ والتذكر ولديها موهبة الرسم في سن مبكر ، حيث اتمت حفظ كتاب الله بالصف الثلث متوسط .
كما أن لها مشاركات في داخل وخارج المدرسة في المناسبات والبرامج والفعاليات المختلفة ، منها مشاركتها بكلمة أطفال التوحد في منطقة جازان في ندوة التوحد بين الاعاقة والابداع والتي رعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سميرة الفيصل آل سعود ، كما شاركت في اليوم العالمي للمعاقين بكلية الدرب للبنات بالشراكة مع مدرسة قرار .
وبينت مديرة تحفيظ الدرب أن حالتها تحسنت بالدمج مع الطالبات حيث خرجت من عزلتها وتستطيع حضور المناسبات الاجتماعية والتواصل مع من حولها بهدوء ومحبة ، حيث كونت صداقات داخل وخارج المدرسة ، بل واصبحت تستطيع أن تعبر عن نفسها بجمل واضحة .
واختتمت والدة الطالبة حديثها بالشكر لكل من ساهم في مساعدة "فاطمة" من هيئة إدارية وتعليمية وكذلك مكتب التربية والتعليم في الدرب والجهات المساندة في صبيا وجازان .

قبلة على جبين نجمة التوحد – شعر : صفية عسيري
إهداء لابنتي الحبيبة فاطمة الخيري نجمة التوحد لهذا العام 1443-1436/2015 على اتمامها لحفظ كتاب الله وتفوقها وحصولها على نسبة 99% بالصف الثالث ثانوي تحفيظ كأول توحدية على مستوى إدارة صبيا تصل لمرحلة الثانوية العامة بمدارس التعليم العام وإهداء لكل من ساهم في رعايتها وتعليمها ولامهات وأبناء وبنات التوحد الغالين على قلوبنا ولنعلم أن الأمل في الله وفي أنفسنا أكبر من أن تحده حدود فقط ثقوا بالله ثم بقدراتكم وحتما سيكون عطاء المولى لاحدود له سبحانه إن أعطى أدهش :

فاطمةٌ يا نبضُ فؤادي يا حُلًُمٓاً غالٍ يتجسّدْ

يا فرحاً زيّن أكواني يالحناً عذباً يتردّدْ

يا بدراً في ليلِ سمائي يا دُرّاً بالحُسنِ تفرّدْ

يا قلباً يهتفُ لندائي ياطهراً كالنّورِ مُجسّد ْ

عالمك الآخرُ عنواني وأنابجواركِ كم أسعدْ

(عالم التوحد )

لك فكري قلبي ودمائي أنزفها حباً يتجدّدْ

كم ليلٍ بتُّ وأشجاني وأنا لهمومي أتوسد ْْ

فمعاناتي لن يدركها إلا من كان لها يشهد ْ

طفلتي لاتدرك ُ ما العالم لاتنطق اسمي وتردّدْ

لاتسمعني لا تفهمني ترفضُ حُضني إن أتودّدْ

عانيتُ وكابدتُ ولكن أملي بالله هو المُنجد ْ

وله بدموعي دعواتي أن يمنحني صبراً أصمدْ

ما أكرمهُ أَن أعطانا فخزائنُ جوده لا تنفدْ

إن أبكانا كم أضحكنا فعلى نعمائه كم يحمد

لم أيئسْ أو أقنطْ يوماً والأملُ بروحي يتجدّد

ماحدّ طموحي إِن جرحوا أو قالوا طفلك متوحّدْ

أو أثنت من عزمي أبداً نظراتٌ حٓمقى تترصّدْ

فاطمةٌ مرحى يا أملي امضي بطموحٍ متوقدْ

كافحتِ لكي تصلي دهراً ونجاحُكِ إنجازٌ يشهدْ

أشعلتِ الأملٓ بأرجائي أنجزتِ بعزمٍ وتفرّدْ

فأتيهُ لانجازكِ فخراً والقلب يصفّقُ ويُزغردْ

أثمرٓ غرسُ يدي ياسعدي فالبرعمُ أزهرٓ وتورّدْ

لله ِ سأتقرّبُ شكراً وأُصلي بالحرمِ وأسجدْ

وصلاةُ الله على الهادي ما حلّق طيرٌ أو غرد ْ


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.