لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له ، اللهم صلي وسلم علي سيّدنا محمد ، وعلى آل سيّدنا محمد
أما بعد ’
أختي الحبيبة ونور عيني
عظم الله أجرك وصبّرك على هذه المصيبة
إنّ لله وإن إليه راجعون
ببالغ الآسى تلقيت خبر وفاة زوجك ، ولبعد المسافة بيننا لم أستطع الحضور
فعذرا منك ياغالية
حبيبتي لا تحزني ولا ترهقي نفسك بالبكاء ، فكل نفس ذائقة الموت
وكل شيء فانٍ ، إلا الأعمال الصالحة
فكما تعلمي أننا عشنا بسطاء ، نمنا ، وأكلنا وترعرعنا في أبسط الأشياء
وقدّر الله وماشاء فعل ،
فالدنيا علبة صغيرة مهما نمشي فيها نجد نفسنا ندور في نفس المنطقة
وهي الأرض ، لا يعلو بها شيء إلا اسم الحق ،
وعلمت أنّ زوجك ماشاء الله ربي يبارك ويزيدك من فضله
ترك لك مالا يسترك بإذن الله بالدنيا ،
ولكي يكون سترا لك بالآخرة ، فعليك حسن التصرف فيه ،
مال اليتيم يعود إليه ، والدين يسدّد في أقرب وقت ، والورثة يأخذون حقهم
وفوقه رضاك وابتسامتك ، فما ذهب من مال لغير ، تأكدّي أنه ليس لكِ
حبيبتي وأختي الغالية
لا تسمعي الكلام الذي يُضحك بك أبدا ويجعل طريقك قصيرا
فالرزق من الله تعالى ، بالأمس كنت زوجة المالك ، واليوم أصبحتي المالك له الحقيقي
وأعلم أنك ذات عقل كبير ماشاء الله وقلب واسع
ولا تفعلي إلا ما يرضي الله تعالى
أختي الغالية اقرئي رسالتي هذه مرارا وتكرارا ولا تملّي
لأنها ليس مجرّد حروف على ورق ،
بل إنها الوسيلة الوحيدة التي وجدتها كي أخفف عنك ألمك وأواسيك في محنتك
اجعليها يدّي على كتفيك ، وعيوني على دمعك ، وقبلة على خدّك ،
وضمّة مني لكي على صدري ، صدر أختك الدافئ
أحببتك دوما يابنتي أمّي
أقسم بالله العلي العظيم تأثر وأنا أكتب هذه الرسالة يازهرة
