التصنيفات
ذوي الإحتياجات الخاصة

"موضوع متميز"*****ابتسامة ليس لها مثيل**** احتياجات خاصة

صَرَخَت الاُم صرخَةَ الوِلادة

وهيَ تتالم وتتمَنى أن الله يُفرِجَها بِسُرعة وتَلِد

في الغرفَةِ الاخرى كانَ اقاربها

وزوجها ينتظرونَ بِلهفة

متى تَلِد ليروا هذ ا الطفل الجميل

ولَدَت المراة

وانجبَت طفلاً جمي——

فوجِئَت المُمَرِضَة بأنَهُ

لا يتنفس

لا يستطيع التَنفُس

وضِع بِحاضِنة

لكن نفص الاكسجين ادى لِتَلف بِالدماغ

الام والاب والاقارب لم يكونوا يعرفون ماذا حصل للطفل

رأوه في الحاضنة وظنوا انها مشكلة بسيطة

لكن

جاءَت الصدمة

دخلت الممرضة بصوتٍ خافِت وقالت

ابنكم اصبَ بتلفٍ دائم في الدماغ

سالها الاب بحرقة وخوف وغضب

ماذا تقصدين

ماذا فعلتو له

كان سليماً

كان جميلاً

كان

كان

هدئتهُ الطبيبة وقالت له

هذا قدر الله

كتب له ان يعيش ولكن

سيعيش طفلًا مختلف

لا يستطيع الكلام والمشي والرؤية والسمع بشكل جيد

سيكون لديه مشكلة بكل شئ

لكن ان تصبروا وتحتسبوه الاجر عِند الله

ستَرَوه اذكى واروَعَ طِفل

الابُ صامِت والدموعُ تملئ عينيه

الام لم تعُد تستطيعُ الكلام فقدِ اختنقت الكلمات

وماذا ستقول

فلا فائدة للكلام ولا السؤال

فقدر الله وقَع

ولا راد له

بعدها بايام عاد الابوين مع طفلِهما

ولكنهم جامدي المشاعر

لم يتوقعوا ان تكونَ مشاعِرَهم بهذا البرود

خلاف ما تخيلو وتمنوا قبل ولادة الطفل

كان البيتُ مليئاً بالزينة والالعاب

دخل الابوان

وضعا الطفل بسريره

ولكنهم وضعوه

وكانهم رموه

عادا للغرفة ليتحدثا
ا
لزوج قال لزوجته

يازوجتي العزيزة اعرِف أن هذا صعب ولكن

وبصراحة

انا لا اريدُ أن احتفِظَ بهذا الطفل

لا أريد أن اعاني معَهُ طولَ عمري

لا أريد جروحا واهات

كلما نظرت له ونظرت لغيرهِ من الاطفال

قالت له الزوجة وهي متفاجئة ماهذا القرار

هذا طِفلنا

قال لها

لا اريده

اريد ان اعيش حياتي لا اريدأان أخرج وهو معي

ويرى الناس اعاقته ويسخرو منه

ويشفقو علي

لا أريد ذلك

ساضعه امام احد المنازل

منزل شخص فقير

وكل شهر ارسل له مصروف يعينه على تربيته

فالفقير

لا يابه ان كان لهُ طفل معاق

فهو ليس مثلي له مركز ومكانه بين الناس

وبعد طولِ نقاش وافقتِ الام

فهي ايضا ستخجل من طفلها امام مجتمعها المخملي

ذهبا معا واختارا بيتاً من البيوت

وضعو الطفلَ ومبلغا ًمِنَ المال

ورسالة

بانه معاق

ومصروفه سيصل كل شهر

نرجو العناية به

تركاهُ أمام الباب

دقا الباب وذهبا
ادَعَوا امام الناس
ان طِفلهم مات

بسببِ مرضه

وقررا ان يمضيا بحياتهما

وان ينجبا طفلاً غيره سليماً

مناسبا ًليراهُ الناس

كما يعتقدا

فتحت امراة مسنة

البابَ الذي دُق

فرات طِفلاَ صغيراً

ومعهُ تلكَ الرسالة

طلبَت مِن حفيدِها الوحيد

ان يقراها

اغرورِقَت عَيناها بِالدموع

قالت في نفسها

أي ابوين هذانِ اللذان يتركان طفلا

لان الله ابتلاه بمرض صعب

لا باركَ الله بِهما

أخَذتهُ وكانَ يَبكي بُكاءً حاراً

فأمُه ُلم تُرضِعهُ حتى

فقد اشمَئزت أن تُرضِع طفلاً معاق

فهي لم تملك قلباً كقلب باقي الأمهات

فتَركتهُ جائعاً

اطعمتهُ المراة المسِنة

وضمَته

نامَ من التعب

وهو لا يدري اينَ كان

واينَ هو الان

اصبحَ عُمُرَه سنتان

هوَ لا يتكلم

يسمع

يرى

لكن لا يتحرك

ولكن اهمُ مافيه

أن قلبَه ينبِض

وانه طفل

مرِضَت المراة العجوز وطلبَت من ابنتها أن تربيه

خوفا من أن تترُكَ الحياة ولا أحد يأخذه

وبعد سنة ماتت المراة

لكنها اخذت معها حسنات عظيمة من هذا الطفل

كبر الطفل عند الابنة

التي اصبحت تربيه مثل أطفالها

وتستعينُ بِالمال الذي يُرسله والدهُ كلَ شهر

دون ان تعرِف من هو

اصبحَ الطفلُ شاباً

على كرسي

لا يتحرك

لا يتكلم

لكنه يبتسم

ويحزن

مثل غيره

له قلب يحب ويكره

مثل غيره

والله رزق هذه العائلة رزقا ًكريماً واطفالاً اصحاء

قد يكون بسبب هذا الشاب واهتمامهم به

أصبحت عائلتُه ُغنية

وفرت له كل مايريد وما يشتهي

لكي لا يشعر بالنقص

في يوم من الأيام

اجتمعت أسرة هذا الشاب

مع والده الحقيقي

مع الوالد الذي رماهُ خجلاً منه

اجتمعوا عند احد الاصدقاء

لم يعرِفوا بعضهم

كان الشابُ معهم

لم يخطر للأب انهُ ابنه

لكن

كان الأبُ حزين

كئيب

زوجته ليست معه

سالت المراة التي ربت هذاالشاب

سالت

مالهذا الرجل

ولماذا هو هكذا

قالو لها

انه كان له ثلاثة أبناء

رائعين

كاملين

عندما أصبح عمرهم 15 عاما

ماتوا بحريق بالمنزل

فذهبَ المالُ والجاه

وذهبَ معهُ الابناء

فاصبحَ الاب شبه مجنون

والام تركت زوجها فقد كانت اكثر منه الما وحرقة

ولم تعد تعرف للحياة معنى

قالت المراة في نفسها وهي تنظر للشاب

الحمد لله

انه ارسل لنا هذا لشاب

وزادنا رزقاً ونعمةً

ورزقنا الاولاد

ورزقنا حسنات تذهب معنا حتى عندما نموت

بسبب هذا الشاب

ودعَت المراة وزوجها اصدقائهم واخذتِ الشاب وذهبَت

نظر الشابُ لوالدِه الذي تركه

وابتسم

قال هذا الوالد في نفسه
هذا الشاب يبتسم وهو عاجز

وانا السليم عاجزُ عن الابتسام

اصبحت انا العاجز وهو السليم

ذهبوا ولم يدري هذا الاب

انه ابنه

ابنه الذي خجل منه

اصبح هو ذو شان ومال وجاه

واصبح والداه

ذوا فقر وقهر وذنب عظيم

سيلاحقهما في حياتهما وحتى بعد موتهما

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.