التصنيفات
المجلس العام

وصايا : لحافظات كتاب الله – للسعادة

ياحافظات القرأن الكريم
الحمدلله الذى تتم بنعمته الصالحات يسر بفضله ومنته حفظ كتابه لمعشر الأخوات والنساء الطيبات فرأينا فيهن تحقيق موعد الله بتيسير القرآن للحفظ والذكر كما قال عز وجل { ولقد يسرنا القرأن للذكر فهل من مدكر } أما بعد فيا حافظة القرآن هنيئا لك استعملك الله لحفظ كتابه فى الأرض :
فكنت ممن حقق الله بهم موعوده فى قوله {انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون }
• يا حافظة القرأن لا تستقلى ما فعلت فأن ما بين جناحيك هو العلم : قال تعالى {بل هو ايات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم }
• ففى صدرك كتاب لا يغسله الماء وقد جاء فى الكتب المقدسة فى صفة هذه الأمة :انا جيلهم فى صدورهم .
• يا حافظة القرآن أنت المحسودة بحق المغبوطة بين الخلق : حسدك هو الحسد الجائز قال النبى صلى الله عليه وسلم :لاتحاسد الا فى اثنين رجل اتاه الله القرآن فهو يتلوه اناء الليل واناء النهار فهو يقول: لو أتيت مثل ما أوتى هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه فى حقه فيقول: لو أوتيت مثل ما أوتى عملت فيه مثل ما يعمل .
• والحسد الجائز هو الغبطة وهى تمنى مثل ما للغير من الخير دون تمنى زوال النعمة عنه .

يا حافظة القرآن ويا أترجة الدنيا :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذى يقرأ القرأن مثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب .
قوله: "طعمها طيب وريحها طيب " خص صفة الايمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة لان الطعم أثبت وأدوم من الرائحة .

والحكمة فى تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التى تجمع طيب الطعم والريح انها يتداوى بقشرها ويستخرج من حبها دهن له منافع وقيل ان الجن لا تقرب البيت الذى فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذى لا تقربه الشياطين وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها وفى أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة وجودة هضم ودباغ معدة .

يا حافظة القرآن أتدرين أين رتبتك ؟

روت أمك عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذى يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة .
*والسفرة : الرسل لأنهم يسفرون الى الناس برسالات الله وقيل: السفرة: الكتبة والبررة: المطيعون من البر وهو الطاعة .
*والماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذى لا يتوقف ولا تشق عليه القرأة لجودة حفظه واتقانه قال القاضى : يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له فى الاخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة لا تصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى قال: ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم .

*والماهر أفضل واكثر أجرا : لانه مع السفرة وله أجور كثيرة ولم يذكر هذه المنزلة لغيره وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه واتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه؟! والله اعلم .
عن عبدالله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرأ بها .

*قوله :يقال أى عند دخول الجنة ( لصاحب القرآن) أى من يلازمه بالتلاوة والعمل أى اصعد الى درجات الجنة ( ورتل) أى اقرأ بالترتيل ولا تستعجل بالقرأءة(كما كنت ترتل فى الدنيا) من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ( فأن منزلتك عند آخر آية تقرأها) قال الخطابى جاء فى الأثر أن عدد أى القرآن على قدر درج الجنة فى الاخرة فيقال للقارىء أروق فى الدرج على قدرما كنت تقرأ من آى القرآن فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة فى الآخرة ومن قرأ جزءا منه كان رقية فى الدرج على قدر ذلك فيكون منتهى الثواب عند منتهى القرأة .

*يا حافظة القرآن هنيئا لك فقد عمرت قلبك بكلام الله وأقبلت على مأدبته :
عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال :ان هذا القرآن مأدبه الله فخذوا منه ما استطعتم فأنى لا أعلم شيئا أصغر من بيت ليس فيه من كتاب الله شىء وان القلب الذى ليس فيه من كتاب الله شىء خرب كخراب البيت الذى لا ساكن له .

*يا حافظة القرأن مبارك عليك ومبارك لك أن أخلصت الآن نجوت بحفظك من عذاب النيران :
عن أبى أمامة أنه كان يقول: اقرءوا القرآن ولا يغرنكم هذه المصاحف المعلقة فان الله لن يعذب قلبا وعى القرآن .
*يا حاملة القرآن هنيئا لك بشفاعة كتاب الله فيك وحليك يوم القيامة ان ثبت أعظم مما تلبسين الآن:

عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يجىء القرآن يوم القيامة فيقول : يارب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يارب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأوأرق وتزاد بكل آية حسنة .

*يا أم حافظة القرآن هنيئا لك بابنتك :
عن بريدة رضى الله عنه قال: كنت جالسا عند النبى صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: تعلموا سورة البقرة فأن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة (أى السحرة) قال ثم مكث ساعة قال تعلموا سورة البقرة وآل عمران فأنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف وان القران يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفنى ؟ فيقول ما أعرفك فيقول له هل تعرفنى ؟ فيقول ماأعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذى أظمأتك فى الهواجر وأسهرت ليك وان كل تاجر من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمنيه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان بم كسينا هذه ؟ فيقال بأخذ ولدكما القرأن ثم يقال له اقرأ واصعد فى درجة الجنة وغرفها فهو فى صعود ما دام يقرأ هذا كان أوترتيلا .
*يا حافظة القرآن ان المحافظة على القمة أصعب من الوصول اليها :
عن أبى موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا القرآن فوالذى نفسى بيده لهو أشد تفصيا من الأبل فى عقلها .قوله : تعاهدوا أى استذكروا القرآن وواظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به ولا تقصروا فى معاهدته واستذكروه من شأن الابل تطلب التفلت ما أمكنها فمتى لم يتعاهده برباطها تفلت فكذلك حافظ القرآن ان لم يتعاهده تفلت بل هو أشد فى ذلك وقال ابن بطال هذاالحديث يوافق الآيتين قوله تعالى انا سنلقى عليك قولا ثقيلا ) وقوله تعالى لقد يسرنا القرآن. فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسر له ومن أعرض عنه تفلت منه .
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل القرآن مثل الابل المعلقة ان تعاهدها صاحبها بعقلها أمسكها عليه وأن أطلق ذهبت
.
المصدر : للشيخ محمد صالح المنجد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.