التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

*
*

كثيراً ما نتألم لأوضاعنا وأوضاع أمتنا ..

وكثيراً ما نشكو أيضاً ونتساءل عن السبب ..

ما هو أعظم سبب في أزمات أمتنا اليوم ؟

ما هو أول سبب يجب معالجته لتنهض الأمة وتعيش سعيدة بلا آلام وآهات وجراح ؟

هل هي أزمة اقتصادية ؟

أم عسكرية؟

أم تقنية ؟

أم سياسية ؟

أم هي كلها تجتمع وتتحد لتمثل أزمة واحده ؟! ..

*
*

كلا .. لست أرى أن ما ذكرت هي سبب أزمة أمتنا اليوم ..

بل إن أزمة الأزمات .. ومشكلة المشكلات .. ومعضلة المعضلات .. وأشد التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية :

هي أزمة نقص الإيمان ..

نعم..أختي المسلمة وأخي المسلم

لنقف هنــا وقفة .. وقفة مع أنفسنا ..

ألا يضيق صدرك نقص مالك ؟

ألا يسوؤك ضعف صحتك ؟

ألا يقلقك نقص عمرك ؟

ونشعر جميعاً أن هذا النقص والضعف لخطر مقلق ..

فكذلك نقص الإيمان خطره وخيم .. وضرره عميم ..

قال العزيز العليم سبحانه تعالى :
( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه:123-124

أي عن الذي يتبع هدى الله بإيمان وتقوى فلا يضله الله ولا يشقى فهو على الصراط والطريق المستقيم وعلى الحق المبين , فلا يشقى بتسليط أعداء الله عليه، ولا يشقى بفقر، ولا ببلية يسلط الله العذاب من عنده بسببها ..
ولكن من صدّ لم يسر على الصراط المستقيم وأعرض عن ذكر الله فله من المعيشة الضنك بمقدار إعراضـه عن ذكر الله وضعف إيمانه ..
فهذه قـاعدة مقررة من رب العالمين , فلو تأملنا أحوال الأمم التي أُهلكت من قبل , وأحوال الأمم التي تعيش الآن بل تغرق في التعاسة والضنك والخوف والقتل النفس والجوع ,

لوجدنا أنها لا تفتقر للمال ولا للعدد ولا للسياسة بقدر ما هي تفتقر للإيمان بالله العظيم .
إذاً ليست العبرة بكثرة ذات اليد ولا بالقلة ، مع أن لها جانباً كبيراً لا يُغفل ، و لكن ليست هي الأساس و العبرة ،

وإنما هو في إتباع هدى الله سبحانه وتعالى وإتباع ما أنزل الله عز وجل.

وأول طريق للخروج من هذه الأزمة والنجاة من هذا المأزق .. معرفة أسبابه ..
فبمعرفة الأسباب .. نرى نور الحل الرباني الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ..
وليبدأ كل منا بنفسه وليتعهد إيمانه لأن الإيمان يزيد وينقص فلا بد من متابعته تجديده كل يوم بل كل لحظه في السكنات والحركات والأقوال والأفعال بإتباع لا بتداع ..

قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة

ِولا بد أن نتعهد الإيمان في قلوبنا حتى لا نكون كمن قال الله سبحانه وتعالى فيهم
( .. وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )

فإلى من يريد أن ينصر دينه
ويحرر أرض المسلمين ليعيشوا في أمن وأمان وعز ورخاء وإيمان
فلنبدأ بأنفسنا .. وننتصر عليها لينصرنا الله على الأرض بالتمكين
ويؤمننا يوم العرض بالأمن العظيم ..

يتبع
..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.