التصنيفات
فيض القلم

حتى الأوراق ممنوع عليها الخشخة بحريــــــــة خاطرة

في مكتبة الجامعـــــــة

وفي مكاني المعهــــــــــود

بين كتـــب الأدب .. وقصايد الشعــــــــر

السكون قاعدة هنــــــــا

حتى الأوراق ممنوع عليها الخشخة بحريــــــــة

كل في صمــــــــت ..!!

كل يبحــــــــــث ..!!

يجتهــــــــــــد ..!!

ويجـــــــــــــد ..!!

تناولت دفتر رفاث عقلـــــــــي

مررت مرور الكرام بمحاولاتـــــــــي

أسمه شيئا مـــــــــا ؟

هناك من يسألنـــــــــــي

لماذا شعرك يتسم بالغموض والكآبـــــــــــة ؟

علامات استفهام ودهشة رسمت على وجهــــــــــي ..!!

من قال ذلــــــــك ؟

لا أحد هنـــــــــا ..!!

سؤال وجواب تردد كثيـــــــــرا

لماذا شعرك يتسم بالغموض والكآبـــــــــة ؟

ما هـــــــــذا ؟

إنه نفس الصــــوت .. نفس الســـــــــؤال ؟

حاولت عدم الإكتــــــــراث

لكن السؤال حشحش في أعماقـــــــــي

ووسوس على فكــــــــري

حتى أنني لم أقدر على البحــــث .. ولا على التفكيـــــــر

فعزمت الجــــــــــواب

لكـــــــــــن

علـــــى الورق .. مع الحبـــــــــر

تأكدت أن لا أحد بجانبــــــــــي ..!!

لا أحد يرمقنــــي .. أو يسرق النظر إلــــــــي ..!!

الجو خـــــــــال

صـــــــــاف

لكي أجــــــــــــاوب

بدون هـــــروب

تناولت القلــــــــــم

أحسست أنه سعيــــــــــد ..!!

لأنه سيشق ستائر طالما حجبت عنه الرؤيـــــــــــة ..!!

أهــــــــــــــــــا

أخيرا يا .. أخيــــــرا ..!!

هناك من يدفعك للجــــــــواب

ومن داخلــــــــــــك ..!!

لا تستطيعين قهــــــــــره

بل قهرك قبل ذلــــك .. قهـــــــرك ..!!

ممممممممممممممممممم

المهم قلمي بين يــــــــدي الآن

وللبقية مكان آخر عبر الزمــــــــان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
فيض القلم

فتاة ضيعت شرفها بسب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ادخلو تعرفون – رائعة

هذه قصة فتاة باعت نفسها دون ان تدري هذه قصة واقعيه حدثت في إحدى مدن السعوديه و أعفوني عن ذكر مصدرها …..

هذه فتاه في عمر الزهور رزقها الله سبحانه وتعالى جمالا ملائكياً …
كانت جميله في كل النواحي …. في وجهها … وشعرها …. وجسمها .. في كل شيء …. ولكن بيدها جعلت هذا الجمال بلاءاًً لها.

كانت تسمع من صديقاتها اجمل الكلام و المديح في جمالها , حتى اصيبت بداء دواءه صعب ألا وهو الغرور …..

اصبحت مغروره بشكل كبير , في المدرسه , وعند صديقاتها , وحتى على اهلها …

وفي يوم من الايام قالت لها احدى صديقاتها جمله اعجبتها قالت : انتي لو تورين شعرك للشباب يتعذبوا حتى زوجاتهم بيطلقونهم …

حركت هذه الجمله نشوة الغرور لدى هذه الفتاه و قالت لنفسها : خليني العب في الشباب ذولي واخليهم يعرفون الجمال كيف ( قمة الغرور)

وفي يوم ذهبت الى السوق وهناك تعمدت ان تفتح وجهها امام نفر من الشباب ولكنها ضنت انهم لم يعيروها اهتماماً …..

وفي اليوم الثاني اظهرت بعض شعرها و لم تلبس البرقع على وجهها ومرت امام نفس المجموعه من الشباب وهذه المره لحقوا بها هؤلاء الشباب وتجولوا وراءها جميع انحاء السوق وهي كانت في قمة فرحتها ولم تعر لهم اي اهتمام ……

وقالت لها احدى صديقاتها : ما تخافين يسولك شي ؟؟؟؟ فقالت في تهكم : والله ما يقدرون يلمسون شعره من راسي ( مسكينه )….

وفي اليوم الذي عزمت الفتاة انت التكون المره الاخيرة ذهبت الى السوق ولم تجد هؤلاء الشباب , فأرادت العوده الى منزلها …..

وعند ذهابها الى الموقف السيارات في السوق اذا بهؤلاء الشباب امسكوها وادخلوها داخل السيارة بالقوة ……..( واظنكم عرفت ما سيحدث لها بعد ذلك نسأل السلامه لبناتنا)

ولم يعثر عليها اهلها الا بعد اسبوع وهي في حاله يرثى وقد تم هتك عفافها من قبل مجموعه الذئاب من البشريه والسبب الذي ادى الى ذلك (الغرور)…… عافانا الله منه.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

دعاء – تم الرد

اللهم انى اسالك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العليا

وأسألك بإسمك الاعظم

وأسألك بخير ماسؤلت به فى الارض اوالسماء من عبد صالح اورسول اونبى اوملك

وأسألك يالله يارب جبريل وميكائيل وابراهيم ومحمد ورب الخلق اجمعين

أسألك ياواحد يااحد ياصمد يامن لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا احد

ياعظيم يارب العرش العظيم ياحى ياقيوم

ياودود ياودود ياودود ياذا العرش العظيم يامبدىء يامعيد يافعال لماتريد

أسألك بعزك الذى لايرام وبملك الذى لايضام وبنور وجهك الذى ملاء اركان عرشك

وبقدرتك التى قدرت بها على خلقك وبرحمتك التى وسعت كل شىء

يامن لك الحمد كله اوله وأخره دقه وجله

يامن تحيى العظام وهى رميم يامن تبعث من فى القبور

يامن نصبت الصراط لخلقك كى يمرو عليه احد من السيف وارق من الشعرة

ان تحفظنا برحمتك وان ترعانا برعايتك وان تكون وليا لنا وسندا لنا فى الدنيا والاخرة

عز جارك وتقدست اسمائك ولايخسر من يستجير بك ويلوذ ببابك

اللهم بارك لى فى مااعطيتنى واقسم لنا الخير اينما كان وارضنا به

اللهم نرضى بقضائك وقدرك وانت حسبنا ونعم الوكيل

اللهم إحفظنا بماتحفظ به عبادك الصالحين

يامن حفظت يوسف ليعقوب ورددته اليه

ويامن حفظت موسى لامه ورددته اليها

ويامن حفظت ابراهيم فى النار وجعلتها بردا وسلاما عليه

ويامن حفظت اسماعيل لابراهيم وفديته بكبش عظيم

ويامن رزقت يحيى لزكريا واصلحت له زوجه

ويامن حفظت يونس فى باطن الحوت

ويامن حفظت موسى وشققت له البحر ونجيته من فرعون

ويامن حفظت عيسى ورفعتها اليك

ويامن حفظت نوح ونجيته فى الفلك

ويامن حفظت ايوب وكشفت عنه البلاء ورددته اليه ماله واولاده ومثليهم معهم

ويامن حفظت نبيك ورسولك محمد وعصمته من الناس

اللهم صلى وسلم وبارك عليهم اجمعين

احفظنا واحفظ لنا مااعطيتنا وبارك لنا فى انفسنا واهلنا وولدنا ومالنا ياذا الجلال والاكرام

اللهم يامن تؤلف بين القلوب ويامن تجمعها وتفرقها بقدرتك

أسألك يامن تؤلف بين القلوب ان تؤلف بين قلوبنا على محبتك وطاعتك

اللهم قدرت علينا ان تتباعد اجسادنا

ونحن نرضى بقضائك وقدرك ونرضى بحكمك فينا

اللهم فقرب بين قلوبنا وارواحنا واجعلها على تلاقى دائم واتصالا بك بحق لااله الاالله محمد رسول الله

اللهم اغفر ذنوبنا وطهر قلوبنا وحصن فروجنا وحسن اخلاقنا ووسع علينا ارزاقنا

ولاتجعل احدا بيننا وبينك فى ارزاقنا

اللهم ارزقنا ذريه طيبه مباركه من عندك

ربى لاتذرنى فردا وانت ارحم الراحمين

ربى اجعلنى مقيم الصلاه ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء

رب اغفر لى ولوالديا ولمن قراء دعائى هذا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب

اللهم بارك لنا فى ماعطيتنا وبارك لنا فى ابائنا وامهاتنا

وبارك لنا فى ازواجنا واولادنا واموالنا وذرياتنا

وفى كل ماعطيتنا

اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ماعلمنا منه ومالم نعلم

ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ماعلمنا منه ومالم نعلم

اللهم اعتقنا من النار واغفر لنا وارحمنا واعتقنا من النار

اللهم اعتقنا من النار اللهم اعتقنا من النار

اللهم اعتقنا من النار

اللهم انا نقر لك بذنوبنا ومعاصينا

ولكنا اذنبنا وعصينا بضعفنا

وليس مبارزه لك بالذنوب والمعاصى

فإغفر لنا وارحمنا وتب علينا واعتقنا من النار

فليس لنا الاانت لارب لنا الاانت ولاخالق لنا الاانت ولارازق لنا الاانت

ولامهرب لنا منك الااليك

نلوذ بك ونحتمى بك ونلجأ اليك

وانت الكريم امرتنا ان نكرم ضيوفنا ونعين من سألنا

ونساعد من لجأ الينا

ونحن نستعين بك ونلجأ اليك ونسألك انت ياالله

فأقبلنا برحمتك وجودك وكرمك ومنتك ياذا الجلال والاكرام

اللهم اختم لنا بغفرانك وجود علينا بأوفر الحظوظ من رضوانك

ولاتقطع عنا ماعودتنا من جميل احسانك

اللهم لاتقطع عنا ماعودتنا من جميل احسانك

اللهم لاتقطع عنا ماعودتنا من جميل احسانك

اللهم لاتكلنا الى انفسنا ولاالى احد من خلقك طرفه عين ولااقل من ذلك

اللهم اننا لانثق الافى رحمتك وجودك وكرمك فلاتكلنا الى احد منخلقك ولاالى انفسنا

اللهم انك ان وكلتنا الى انفسنا فقد وكلتنا الى ذل ومعصيه وضعف وخطيئه

وان وكلتنا الى احد من خلقك فقد وكلتنا الى ضعيف مثلنا

اللهم لاتكلنا الى انفسنا ولاالى احد من خلقك طرفه عين ولااقل من ذلك

اللهم اننا نسألك من خير ماسألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم

ونستعيذ بك ممن استعاذ بك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم

اللهم اكرمنا بالعمرة فى رمضان ويسرها لنا واقبلها منا

اللهم اكرمنا بالحج هذا العام واكتبنا من حجاج بيتك هذا العام

واكرمنا بالطواف والسعى والوقوف بعرفات والمبيت بالمزدلفه والمبيت بمنى

واقبله منا ياذا الجلال والاكرام

اللهم منزل الكتاب مجرى السحاب هازم الاحزاب ناصر نبيك واصحابه

انصر المجاهدين فى كل مكان فوق كل ارض وتخت كل سماء

اللهم انصر كل من يعمل على نصرة دينك ورفع كلمتك

اللهم سدد رميهم ووحد كلمتهم واجمع شملهم واشفى مريضهم ومصابهم

واحمل حافيهم واكسى عريانهم واشبع جائعهم وقوى ضعيفهم

واخلفهم فى زوجاتهم واولادهم واهلهم واموالهم

اللهم عليك بأحزاب الكفرومن والاهم واهزمهم وحدك

كما هزمتهم يوم اجتمعوا على نبيك واصحابه

اللهم ان الارض ارضك والسماء سمائك والخلق خلقك وكلنا عبيدك

ولايعلم جنودك الاانت فانصر اخواننا المجاهدين فى سبيلك فى كل مكان

ياذا العزة والقوة والجبروت

اللهم لاتمكن فى احد من خلقك

اللهم انصرنى على من ظلمنى وارنى ثأرى فيه

اللهم لك الحمد على ماوفقتنى فيه من هذا الدعاء

حمدا كثيرا مباركا حمدا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى

ولاحول ولاقوة لنا الابك

اللهم لك الحمد حمدا لامنتهى له دون علمك ولااجر لقائله الارضاك

سبحانك لانحصى ثناءا عليك انت كما اثنيت على نفسك

جل شأنك وعلى قدرك وتقدست اسمائك

وملاء نورك اركان عرشك

يامن اضائت السموات والارض بنور وجهك

سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضاء نفسك ومداد كلماتك

اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اهل بيته وزوجاته واصحابه وكل من شهد لك بالوحدانيه ولنبيك بالرساله كما صليت وسلمت وباركت على ابراهيم واهل ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

* مشـاعل و أحمـــــد وآخـرون * لا تنسوهم من الدعاء وكلنا على الدرب سائرون – تم الرد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

قال تعالى " وما تدري نفس بأي أرض تموت "

أحمد : رحمه الله طالب في الصف الثالث الثانوي كأني أنظر إلية عندما كنا صغاراً يلهو ويلعب مع أقرانه لم يكن يدري أن ذلك الطريق الذي يذهب كل يوم منه لمدرستة سيلقى فية حتفه ولم يكن يدري أن تلك الليلة ليلة التاسع من رمضان الحاضر آخر ليلة له في الحياة ولم يكن يدري أن تلك آخر النظارات يلقيها على أهله….
لم يكن يدري أن ذلك اليوم آخر يوم له على مقاعد الدراسة …. ولم يدري أنه لن يكمل التوجيهي

حيث حصل لة الحادث يوم الأربعاء قبل الماضي عند عودتة من المدرسة قرابة الساعة الثالثة حادث شنيع جداً سبحان الله دخل المستشفى وكان طيب الحال يحدث أخاة وقاموا بتجبير رجله ولا يقال أن هذا فيه الموت وأسلم الروح إلى بأرئها قرابة المغرب أما أصدقائة فالأخر توفي أمس , والأخر على قيد الحياة …

منهم من رأى أحمد قبل الحادث بليلة ومنهم من رأه في نفس اليوم , يقدر الله أن صديقاً له ما ذهب ذلك اليوم للمدرسة حيث كان يعود معه,,,,

ما علم أحمد أنة لن يكمل شهر رمضان رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتة ….

أما مشاعل : هي طالبة كذلك في الصف الثالث ثانوي حادثتها غريبة ذهبت لأختها ثم تناولت وجبة مع بعض المشروبات فإذا بها تصاب وتتصل أختها على أمها وتقول تعالي أختي لا أدري ما بها تنقل الى المستشفى ويتخذ اللازم ويظنون أنها نائمة وأمها تقول لا أبنتي ليست نائمة و إذا بها تتوفى دماغياً وتمكث أيام وتنتقل الى رحمة الله الجمعة التي قبيل رمضان …………

وقريب لي آخر في الصف الثالث الثانوي ذهب مع أصدقاء له لشراء بعض الحاجيات قبيل الإفطار فإذا بسيارتهم ترتطم بالقرب من النفق ويسلم الروح لبارئها هو وصديقه ……….

كلهم في ريعان الشباب ما علموا أنهم لن يكملوا شهرهم وبعضهم لم يدركه ……..

فياليت شعري كيف سيحل العيد على أهلهم , ولا تنسوا رؤى ابنه جيراننا التي ذكرت قصتها توفيت في آخر يوم لها في الإختبارات ,,,,,,,,,

فهل نتعض ونعلم أن الموت لا يفرق بين صغير ولا كبير

يا من غره طول الأمل *** الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

كتبت هذا الموضوع للعظة والعبرة والتذكرة بالموت و لتدعوا لهؤلاء الذين انقطعت بهم الأسباب الا سبب الله ـ ونعمى به من سبب ـ فلا تنسوهم من الصدقة والدعاء

أختكم

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كتبت هذا الموضوع قبل عام

والصلاة والسلام على رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

الدعاء المكتوب حول عرش الرحمن مجابة

الدعاء المكتوب حول عرش الرحمن

اقرأ هذا الدعاء ولو مرة واحدة في حياتك
وياحبذا لو قرأته في حب الله وليس
في حب الثواب
قيل أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله علية وآله سلم فقال:ـ
يا محمد،السلام يُقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، وقد أوهبك هذا الدعاء الشريف!
يا محمد، ما من عبد يدعو وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار، وعدد أوراق
الأشجار، وقطر الأمطار، وبوزن السموات والأرض، إلا غفر الله تعالى ذلك كله
له
يا محمد، هذا الدعاء مكتوب حول العرش، ومكتوب على حيطان الجنة وأبوابها،
وجميع ما فيها…ـ أنا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به، وبهذا
الدعاء تُفتح أبواب الجنة يوم القيامة، وما من ملك مقرب إلا تقرب إلى ربه
ببركته!
ومن قرأ هذا الدعاء أمِن من عذاب القبر، ومن الطعن والطاعون، وينتصر
ببركته على أعدائهـ يا محمد،
من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة،
ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها، والخلق في عرسات
القيامة ينظرون إليه كأنه نبي من الأنبياء
ـ يا محمد، من صام يوماً واحداً،
وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أي وقت كان، أقوم على قبره
ومعي براق من نور عليه سرج من ياقوت أحمر، فتقول الملائكة: يا إله السموات
والأرض، من هذا العبد؟ فيُجيبهم النداء، يا ملائكتي هذا عبدٌ من عبيدي قرأ
الدعاء في عمره مرة واحدة ثم يُنادي المنادي من قِبل الله تعالى أن أصرفوه إلى
جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم يا محمد، ما
من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غُفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل
والحصى، وقطر الأمطار، وورق الأشجار، ووزن الجبال وعدد ريش الطيور، وعدد
الخلائق الأحياء والأموات، وعدد الوحوش والدواب، يغفر الله تعالى ذلك كله. ولو
صارت البحار مداداً والأشجار أقلاماً والإنس والجن والملائكة، وخلق الأولين
والآخرين يكتبون إلى يوم القيامة لفني المداد وتكسرت الأقلام ولا يقدرون على
حصر ثواب هذا الدعاء.
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال لي جبريل: يا محمد، من قرأ هذا
الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل لزال من موضعه أو على قبر لا يُعذب الله تعالى
ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت، لأن فيه أسم الله الأعظم.وكل
من تعلم هذا الدعاء وعلَّمه لمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه مع
أرواح الشهداء، ولا يموت حتى يرى ما أعده الله تعالى له من النعيم المقيم.
فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً مستمراً إن شاء الله
تعالى.فنسأل الله تعالى الإعانة على قراءته، وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته، إنه
على ما يشاء قدير وبعباده خبير والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
إلى يوم الدين.

*الدعاء*

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله الملك الحق المبين،لا إله إلا الله العدل اليقين،لا إله إلا
الله ربنا ورب آبائنا الأولين،سبحانك إني كنت من الظالمين،لا إله إلا الله
وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو حي لا يموت، بيده الخير
وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير.لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته،سبحان
الله خضوعاً لعظمته،اللهمَّ يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض،
يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض،
يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض،
يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.اللهمَّ إني أسألك، أن
لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال
والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين.بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا
ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.الحمد لله الذي لا يُرجى إلا فضله، ولا
رازق غيره.الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع
البصير.اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها
كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري،
وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع
بها شملي، وتُبيّض بها وجهي.يا أرحم الراحمين.اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما
عندك عظمت رغبتي، فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي،
وأجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم
الراحمين.اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما
أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.اللهمَّ أنت
الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا
تُرام، وأنت المجير فلا تُضام ، وأنت على كل شيء قدير.اللهمَّ لا تحرم سعة
رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما
عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم
الراحمين.اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك… ولا تخيبني وأنا أرجوك.اللهمَّ إني
أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا،
يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ
توكلتُ، وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ
وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَ المؤخر. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر
والباطن، عليكَ توكلتُ، وأنتَ رب العرش العظيم.اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكها
يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.اللهمَّ إني أسألك مسألة
البائس الفقير ـ وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً، وكن
بي رؤفاً رحيماً يا خير المئولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين.اللهمَّ رب
جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب
وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ ولا تضلني بعد أن
هديتني وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً و ناصراً. آمين يا رب العالمين.اللهمَّ
أستر عورتي وأقبل عثرتي، وأحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي،
ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين.اللهمَّ إني أسألكَ الصبر عند
القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء،
يا رب العالمين.آمين يا أرحم الراحمين

اخواتي دعواتكم لي بالولادة السهله
الميسره لي ولكل حامل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

كلمة خاطئة برمضان مجابة

كلمة خاطئة برمضان

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة

>

لمن يجيك أحد يسألك:

هل انت اليوم صايم ؟؟؟؟

>

>

> > (وانت تكون مو صايم )

>

>

>

> > شنو الجواااب داايما..واللي الكل يقوله .؟؟؟

>

> > طبعا.. الجواب هو

لا انا(فاطر)

>

>

> > بسألكم سؤال

تعرفون شنو يعني فاطر !!!؟؟؟؟

>

>

> > فاطر معناها في اللغة (خالق )

منو الخالق ؟؟

>

>

> > منو اللي خلقنا ؟؟

الكل راح يقول الله عز وجل

>

>

> > بس احنا اذا سألنا احد نقول العكس للأسف .

يعني يوم تقول أنا فاطر .

كأنك تقول انا خالق !!!!!!

أول ما سمعت هل معلومة تذكرت قول الله عز وجل : ( فاطر السموات والأرض )

>

>

> > فالأفضل

أن نقول أنا مُفطر أو مثلا أنا مُفطِره

>

>

>

>

> > سبحانك يالله لانحصي ثناء عليك

>

>

>

> > (( اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم .. ونستغفرك لما لا نعلم ))

>

>

> > والحين بعد ما انت عرفتي هالمعلومة ..وانها كثير منتشرة بينا ..

ما عليك غير انك تنشريها وترسليها لكل

>

>

> > الإيميلات اللي عندك وتخبري كل اللي تعرفيه ..

>

>

> > عشان تكوني سويتي شي لدينك ولربك

>

> > وتكوني سبب في تصحيح معلومة غلط الكل كان يسويه

>

>

> > قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيما معناه .

بلغوا عني لو آية

>

>

> > خليك من اللي بلغوا .. واكسب الأجر في ميزان حسناتك بإذن الواحد الأحد … وترا مارح تاخذ منك وقت . وانت الكسبان في الدنيا والآخرة …

>

>

> > اللهم فقهنا في ديننا ..

وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا .

اللهم لا تدع

حاجة في قلب كل من أعان على نشر هذا الموضوع إلا قضيتها له ويسرتها . وافتح له فتوح العالمين . وارزقه من حيث لايعلم ولا يحتسب . اللهم إنا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم . ونستغفرك لما لا نعلم

>

> > وجزاكم ربي كل خير

منقوووووووووووول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

اسماء بنت ابي بكر – للسعادة

عندي موضوع جديد عن اسماء بنت ابي بكر هي والدة عبدالله ابن الزبيريقال لها ذات النطاقين وانما سميت بذلك عام الهجره حين شقت نطاقهافربطت به سفرةالنبي صلى الله عليه وسلم وابي بكرحين خرجا عامدين الى المدينه وامهاقيلة وقيل قبيلةبنت عبد العزىمن بني عامربن لؤي اسلمت اسماء قديما وهم في مكه اول الاسلام وهاجرت هي وزوجهاالزبير وهي حامل ثم ولدت لزبيربعد ذلك عروة والمنذر وهي اخر المهاجرين والمهاجرات موتاوكانت هي واختها عائشه وابوها ابو بكر الصديق وجدها ابو عتيق وابنها عبد الله وزوجها الزبير صحابيان رضي الله عنهم وقد شهدت اليرموك مع ابنها وزوجها وهي اكبر من اختها عائشه بعشر سنين وقيل ان الحجاج دخل عليها بعد ان قتل ابنهافقال:ياأماه ان امير المؤمنين اوصاني بك فهل لك من حاجه؟فقالت:لست لك بأم،انما اناأم المصلوب على الثنيه،ومالي من حاجه، ولكن احدثك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{يخرج من بني ثقيف كذاب ومبير}فأما الكذاب فرأيناه،وأما المبير فلا اراك الا اياه.فقال:أنا مبير المنافقين.وقيل ان ابن عمردخل معه عليها وابنها مصلوب فقال لها:ان هذا الجسد ليس بشئ وانما الارواح عند الله فاتقي الله واصبري،فقالت:وما يمنعني من الصبروقد اهدى رأس يحيبن زكرياالى بغي من بغايابني اسرائيل؟. وقيل انهاغسلته وحنطته وكفنته وطيبته وصلت عليه ثم دفنته،ثم ماتت بعده بايام في اخر جمادى الاخرة،ثم ان الزبير لما كبرت طلقها،وقيل بل قال له عبد الله ابنه:ان مثلى لا توطأأمه، فطلقها الزبير،وقيل:بل اختصمت هي والزبير فجاء عبد الله ليصلح بينهمافقال الزبير:ان دخلت فهي طالق،فدخلت فبانت فالله اعلم.وقد عمرت اسماء دهراصالحاواضرت في اخر عمرها ،وقيل بل كانت صحيجة البصرلم يسقط لها سن. وادركت قتل ولدها في هذه السنه كما ذكرنا،ثم ماتت بعده بخنسة ايام وقيل بعشره،وقيل بعشرين، وقيل بضع وعشرين يوما ،وقيل عاشت بعده مئة يوم وهو الاشهر،وبلغت من العمر مئة سنه ولم يسقط لها سن ولم ينكر لها عقل رحمها الله.وقد روت عن النبيصلى الله عليه وسلم عدة احاديث طيبه رضي الله عنها ورحمها.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

رسالة إلى من يسمع الغناء

رسالة إلى من يسمع الغناء

فهد الجطيلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
إلى من عرفته فعرفت فيه معاني النخوة والرجولة ،، إلى من تجمعني فيه أصدق صحبة وأزكى أخوة .، إلى من أرّقني التفكير في حاله ،، وأسهرني الدعاء له بصلاح أحواله ،، أشهد الله أني أحبك في الله وأسأل الله أن تكون هذه الرسالة نقطة تحول في حياتك وأن تصل كلماتي إلى قلبك الذي أرى بياضه قد انعكس في صفحات وجهك .. وما حملني أن أرسل لك هذه الكلمات إلاّ لما رأيته فيك من حرص على الخير وحب للخير .

أخي .. إن راحة القلب وطمأنينته في سماع ما يصلحه ويرتقي به وإن الله سائلنا عن أسماعنا وأبصارنا وإنني ارسل لك بهذه الموعظة التي أرجو أن تتقبلها فو الله ما حملني على كتابتها إلا رحمة بك وخوفاً عليك ..

أخي .. تأمل هذه النصوص في وصف من يتساهل في سماع الغناء عن ابن مسعود ، قال : « الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع » وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال « ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله (1) ) قال : هو والله الغناء » وتأمل كيف كان السلف يتورعون عن سماع الغناء : عن نافع أنه قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق؛ فلم يزل يقول: يا نافع أتسمع ذلك؟ حتى قلت: لا ؛ فأخرج أصبعيه وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : الغناء رقية الزنا.

وقال بعضهم: الغناء رائد من رواد الفجور. وقال يزيد بن الوليد: إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعله السكر وتأمل عقاب من يتساهل في سماع الغناء :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { : مَنْ جَلَسَ إلَى قَيْنَةٍ يَسْمَعُ مِنْهَا صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } .
قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : السَّمَاعُ يُورِثُ النِّفَاقَ فِي قَوْمٍ ، وَالْخَنَا فِي قَوْمٍ ، وَالْكَذِبَ فِي قَوْمٍ ، وَالْفُجُورَ فِي قَوْمٍ ، وَالرُّعُونَةَ فِي قَوْمٍ ، وَأَكْثَرُ مَا يُورِثُ عِشْقَ الصُّوَرِ وَاسْتِحْسَانَ الْفَوَاحِشِ ، وَإِدْمَانُهُ يُثْقِلُ الْقُرْآنَ عَلَى الْقَلْبِ وَيُكْرِهُهُ إلَى اسْتِمَاعِهِ بِالْخَاصَّةِ ، وَهَذَا عَيْنُ النِّفَاقِ بِالِاتِّفَاقِ .
وَذَلِكَ لِأَنَّ الْغِنَاءَ قُرْآنُ الشَّيْطَانِ قلّما يَجْتَمِعُ مَعَ قُرْآنِ الرَّحْمَنِ فِي قَلْبٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ، وَلِهَذَا كَانَ الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ .
وَأَيْضًا أَسَاسُ النِّفَاقِ أَنْ يُخَالِفَ الظَّاهِرُ الْبَاطِنَ ، وَهَذَا الْمُسْتَمِعُ الْغِنَاءَ لَا يَخْلُو أَنْ يَنْتَهِك الْمَحَارِمَ فَيَكُونُ فَاجِرًا أَوْ يُظْهِرُ النُّسُكَ وَالْعِبَادَةَ فَيَكُونُ مُنَافِقًا فَإِنَّهُ مَتَى أَظْهَرَ الرَّغْبَةَ فِي اللَّهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ وَقَلْبُهُ يَغْلِي بِالشَّهَوَاتِ وَيَلْذَعُ بِنَغَمَاتِ الْآلَاتِ وَمَحَبَّةِ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ أَصْوَاتِ الْمَعَازِفِ وَمَا يَدْعُو إلَيْهِ الْغِنَاءُ وَبَهِيجُهُ مِنْ قَلْبِهِ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نِفَاقًا ، فَإِنَّ هَذَا مَحْضُ النِّفَاقِ .أ. هـ
وحاشاك أن تكون ممن حدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما روى أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ { لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ } رواه البخاري ِ

أسأل الله أن يعصمك عن سماع ما يسخطه وأن يطهر قلبك وسمعك وأن يحبب إليك سماع كلامه والإقتداء بسنة نبيه وأن نكون وإياك من المتعاونين على طاعته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

وعَجِلتُ إليـكْ ربي لِتَرضى !! – للسعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الآيةُ إهداء
إلى الذين يسمَعونْْ داعي الله أنْ هَلموا فيتخاذلونَ في التلبية ..
وللذينْ تثَاقلت خطواتُهم فلا تكادُ تَقدُّهم أقدامهم لمولاهم !

قال لي مولاي …
(وعجلت إليك رب لترضى )… طه84
فمن كانَ سعيهُ لله فليتعجّل ,
ومن كان همَهُ مرضاة الله فليتعجل ,
فيا بَاغي الخير أقبِل وأسرِع في خُطاك ,
واستبشِر لأنّ الشِبر يصبحُ ذِراعاً .. والذراعُ يغدو باعاً .
وتأمّل حال من سارَ لمولاه ماشياً كيف يُقبل عليه الله
من جائني يمشي أتيتهُ هَروله
وسَلْ نَفسك كيف بمن جاءهُ متعجلاً راكضا ؟
واعلم بأن الإستِعجَال لتلبية نداء الله مطلوب فما أجلَّ وأجمل أن يحمِلُك شوقُك
لمولاك .

وقفه :
الإستعجالُ مذموم إلاّ إذا كان لله وفي الله عندها يُحمد ,
فبه يبادر للطاعات فتغتنم قبل أن تولي شمسُ الحياةِ مُدبرةً ,
فكم من خيرٍ وطَاعة قد غربَت شمسُها ولم تسُتدرَك بسبب ” سوف
فإن خطَر لك خاطرُ خيرٍ فبَادر !
وإنْ َبرقت في سماءُك بارقة عطاءٍ وبذلٍ فاغتنمها ,
وإنْ دُعيت لطاعةٍ فاستجِب على عجلٍ فإنَّ داعي الموتِ إنْ هتفَ بك
لباه الملك على عجل !
واقرأ لهؤلاء ممن كان لسان حالهم يردد ” وعجلت إليك رب لترضى
عَمرو بن الجموح رضي الله عنه طَارَ بهِ شوقه لله وذلك يوم أن عزم أن يطأ بعرجته الجنة .

فلقد شُوهِدَ في أُحدٍ وهو يُردد

إني لمشتاقٌ للجنّةِ. . . إني لمشتاق للجنة ..

أبو هريرة رضي الله عنه يتعجَلُ الموت
تعجّل المشتاقُ للقيا من يحب فيقول : اللهم إني أُحب لقاءكْ فأحب لقائي .
وكان شوقهم للموت إلا لعلِمهم أنّ الحياة هي التي تُؤجل اللقاء بالله .
همسه :
لما بَلغ به الشوق مُنتهاه ,
تعجل للقاء مولاه ,
ليرضى عنه الله .
فتعلّم من كليم الله وطِر بجناحي الشوق لمولاك علك تفد وتفوز بالرضى …
وليكن طربك وأنسك وهمتك في … " وعجلت إليك رب لترضى "….

~ مُناجاة ~

اللّهم يامَن سكبتَ الشوق في قلبِ كليمك وأذنت له بالسير فساَر إليك ملبياً ولسانُ حاله يردد ”
لبيك اللهم لبيك ”فأذن لعبدٍ قد قرب مطيته وأناخها انتظارا لأنْ يُنادى به,
فاللّهُم إنّا نسألُك الشوق لللقاءك
فلا تُردنا عنْ بَابِك
فلا تُردنا عنْ بَابِك
فلا تُردنا عنْ بَابِك
اللّهُم آمين .

في حفظ البآري

م.ن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

وداعـــا أيـــهــــا البـــطــــل – تم الرد

الحمد لله المحمودِ بجميع المحامد تعظيماً وثناءً .. المتصفِ بصفات الكمال عزّة وكبرياءً ..
الحمد لله الواحدِ بلا شريك .. القويِّ بلا نصير .. العزيزِ بلا ظهير .. الذي رفع منازل الشهداء في دار البقاء ..وحث عباده على البذل والفداء ..

أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .. فهو الأول والآخر .. والظاهر والباطن ..ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمةِ الكرام النجباء .. وسلم تسليمًا كثيرًا ..

أما بعد .. أيها الأخوة والأخوات ..
يطول الطريق على السالكين .. وتكثر هوامه وعقباته ..
ويتكالب الأعداء .. ويعظم البلاء .. ويقل الناصر .. ويتمكن الفاجر ..
وتضعف الهمم .. وتخور القوى ..
وفي كل يوم يولد همٌ كبير .. وقضية ثكلى .. ويتساقط قتلى .. ويموت جرحى ..
ويبرز خلال الطريق أبطال .. اختاروا لأنفسهم طريقاً حُفت بالمكاره ..
وصبغت بالدماء .. وفرشت بالأشلاء .. وأحيطت بالبلاء ..
أبطال لهم غاية عظمى .. يسيرون إليها ولا يلتفتون وراءهم ..
هممهم عالية .. وغاياتهم غالية ..
باعوا نفوسهم لله .. والله اشترى ..
يعلمون أن وعدَ الله حق .. وأن نصره صدق .. وإن تأخر .. { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}
فنحن اليوم نتحدث ..عن أولئك الأبطال ..
الذي حملوا همَّ الدين ..
شعارهم ( فلا تخافوهم وخافون ) ..
وسلاحهم ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ) ..
وميدانهم ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) ..
لا يخافون إلا ممن بيده أسباب الخوف والأمن ..
كانوا يتسابقون إلى الموت ..
أخذوا بنواصي الأكاسرة .. وهامات القياصرة ..
وذروا التراب على وجوه الطغاة ..
يعلمون أن أمر المسلمين قد يعلو تارة .. ويهبط أخرى .. فإذا علا شقوا طريقه بالدم .. وإذا هبط سحقوا لأجل رفعه الجماجم ..
فمن هم أولئك الأبطال ..
إنهم قوم صالحون .. بين قوم سوء كثير ..
إنهم رجال ونساء .. صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
إنهم الذين إذا رأيتهم .. رأيت في أرجلهم غبار الجهاد .. ورأيت في وجوههم أنوار العُباد ..
يقبضون على الجمر .. ويمشون على الصخر ..
ويبيتون على الرماد .. ويهربون من الفساد ..
صادقةٌ ألسنتهم .. عفيفةٌ فروجهم .. محفوظةٌ أبصارهم ..
كلماتهم عفيفة .. وجلساتهم شريفة ..
إنهم الذين أحبهم الله واصطفاهم .. وقربهم وأدناهم ..
الذين ابتلوا فصبروا .. وأعطوا فشكروا ..
إنهم رؤوس الأولياء .. وقدوات الأتقياء ..
الذين ما يقلب مؤمن سيرتهم .. إلا ويشتاق إليهم ..
إنهم السابقون إلى الجنات .. المتقلبون في الخيرات ..
إنهم الذين ما نظروا إلى لذة أجسادهم .. ولا متعة أبدانهم ..
وإنما أشغلتهم خدمة الدين .. ورضا رب العالمين ..
ولا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته ..

* * * * * *

نعم .. فنحن اليوم نتحدث ..عن أولئك الأبطال ..
الذين لم يكونوا أبطالاً في الجهاد .. ولا في دعوة العباد ..
ولا أبطالاً في الكرم .. ولا في شكر النعم ..
ولا ابطالاً في الذكر والعبادة .. ولا في الصبر والزهادة ..
كلا .. ولم يكونوا أبطالاً في نصرة الدين .. ومجاهدة المشركين ..
وإنما كانوا أبطالاً في ذلك كله ..
نعم ..
كأنما البطولة صيغت رجلاً .. فكانت أولئك ..
أول أولئك الأبطال هو غلام .. لم يبلغ الحلم .. عمره دون الخمس عشرة سنة ..
عاش في عصر ملك ظالم .. كان يدعي الألوهية .. وكان له ساحر يزين له باطله ..
وكان هذا الساحر يستعين بالجن .. ويخبر الملك بأسرار الناس ..
فإذا حدثهم بها الملك ظنوا أنه يعلم الغيب .. فازدادوا به فتنة ..
فلما كبر الساحر .. قال للملك :
إني قد كبرت .. وإني أخاف أن أموت فيذهب عنكم هذا العلم ..
فأبعث إليَّ غلاماً فطناً لقناً أعلمه السحر ..
فبحث الملك في الناس .. حتى وجد غلاماً فطناً جريئاً .. فبعث به إلى الساحر ..
وبدأ هذا الغلام يأتي الساحر في الصباح ويتعلم منه السحر ..
ويعود لأهله في المساء ..
ومرت الأيام على ذلك ..
وفي يوم من الأيام .. مر الغلام في طريقه براهب .. يصلي ويتعبد .. ويركع ويسجد ..
فقعد إليه وسمع كلامه وقراءته .. فأعجبه .. وسأله : ما تعبد ..
قال : أعبدُ الله ؟
قال الغلام : الله .. الملك ..
قال الراهب : لا .. بل ربي وربك ورب الملك ..
ثم بين الراهب الدين للغلام ودعاه إليه .. فآمن بالله وحده ..
وصار كلما ذهب إلى الساحر أو رجع من عنده .. جلس إلى الراهب فتعلم منه ..
وأحيانا يطول جلوسه عنده فيتأخر على الساحر فيضربه .. وأحياناً يضربه أهله ..
فلما كثر الأذى عليه .. شكا ذلك إلى الراهب .. فقال له الراهب :
إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي .. أي أخروني لحاجة لهم ..
وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ..
ومرت الأيام على الغلام ..
وهو في كل يوم يتلقى دروساً في السحر .. ودروساً في الدين ..
هذا يقول : ربك الله .. وذاك يقول : ربك الملك ..
فبينما هو كذلك .. إذ مر يوماً في طريق .. فإذا بدابة عظيمة قد جلست وسط الطريق .. وحبست الناس عن المسير ..
فلما رآها الغلام قال في نفسه :
اليوم أعلم .. الساحر أفضل ؟! أم الراهب أفضل ؟!
ثم أخذ حجراً من الأرض فقال :
اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر .. فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس ..
ثم رماها بالحجر .. فقتلها ..
ففزع الناس واضطربوا .. وتلفتوا وهم يتساءلون :
من الذي قتل الدابة .. من الذي قتل الدابة ..
فجعل بعضهم يشير إلى الغلام .. وبعضهم ينظر إليه مندهشاً .. وصاروا بين مصدق ومكذب ..
فلما رأوا أنه قتلها بحجر صغير ..
تفرقوا وهم يقولون : لقد علم هذا الغلام علماً لم يعلمه أحد ..
ثم انتشر أمر الغلام .. وذاع صيته بين الأنام .. وصارت قصته على كل لسان ..
يتحدث الناس بخبره .. ويعجبون من أمره ..
فذهب الغلام إلى الراهب فأخبره الخبر ..
فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني .. قد بلغ من أمرك ما أرى ..
وإنك ستبتلى .. فإن ابتليت فلا تدل علي ..
فذهب من عنده الغلام .. وكلمات الراهب تتردد في أذنه .. إنك ستبتلى .. إنك ستبتلى ..
ومضى الغلام .. وبدأ الناس إليه يتوافدون .. ومنه يعجبون ..
ثم أكرمه الله تعالى .. فصار يبرئ الأكمه .. والأبرص ..
ويداوى الناس من سائر الأدواء ..
حتى جعل الناس من كل مكان يقبلون إليه .. ويجلسون بين يديه ..
وهو يدعوهم إلى التوحيد .. وعبادة العزيز المجيد ..
وبدأ المهتدون يتزايدون .. والكفار يتناقصون .. والمرضى يقلّون ..
وصار الناس بأخباره يتحدثون .. وعن قدراته يتساءلون ..
حتى مرت الأيام .. والناس في أخبار الغلام ..
فسمع به جليس للملك .. كان قد عمي ..
فذهب سريعاً إلى دار الغلام .. معه هدايا كثيرة ..
فلما دخل على الغلام ..أقبل عليه .. ووضع الهدايا والأموال بين يديه ..
ثم قال له بإغراء ..
ما هاهنا لك أجمع .. إن أنت شفيتنى .. وجعل يشير بيده جهة الذهب والأموال ..
فلما رأى الغلام هذا الوزير بين يديه ..
علم أنها فرصة عظيمة أقبلت إليه ..
للدعوة إلى الكريم المتعال .. فما التفت إلى الأموال .. ولا هاب كثرة الرجال ..
وإنما أقبل على الرجل إقبال الابن الشفيق .. والطبيب الرفيق ..
وقال له مبادراً : إني لا أشفى أحداً .. إنما يشفى الله تعالى ..
فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك ..
فسكت جليس الملك قليلاً .. ثم تفكر في دينه الذي عاش عليه ..
فإذا هو يعبد ملكاً بشراً .. لا يملك نفعاً ولا ضُراً ..
فدخل إلى قلبه الإيمان .. واشتاق للتعبد الرحمن ..
فآمن بالله ووحد .. فشفاه العظيم الأوحد .. ورد عليه بصره .. وشرح له صدره .. وعظم له أجره ..
فخرج الوزير فرحاً مستبشراً .. يسمع الناس ويرى ..
فلما أصبح .. أتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ..
فلما رآه الملك مبصراً .. تعجّب !! وقال له مبادراً : من رد عليك بصرك ؟!!
فقال المؤمن الموحّد : ربي ..
فقال الملك الغبي : أنا ..
قال : لا ..!!
قال : أولك رب غيري ؟
قال : ربي وربك الله ..
فغضب الملك وأزبد .. وصاح وتوعّد ..
ثم أمر بالوزير .. فشدد عليه العذاب .. ولم يزل يضرب ويهان ..
حتى دلَّ على الغلام .. فجيء بالغلام ..
فلما رآه الملك .. عرفه .. فهذا تلميذ الساحر ..
فتلطف معه وقال له : أي بنيَّ .. قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل .. وتفعل ..
فقال الغلام : إني لا أشفى أحداً .. إنما يشفى الله تعالى ..
فاضطرب الملك .. وسأل الغلام من الذي علمك هذا الدين .. فأبى أن يخبره .. خوفاً على الراهب ..
فأمر هذا الطاغية بالغلام .. فلم يزل يهان ويضرب .. ويبتلى ويعذب ..
وهو غلام صغير .. ما رحموا صغر سنه .. ولا ضعف جسده .. ولا قلة احتماله ..
وهو يحاول التصبر فلا يستطيع ..
حتى عظمت بلواه .. وانهارت قواه .. فدلهم على الراهب ..
فانطلق أعوان الطغيان .. إلى عابد الواحد المنان ..
فاقتحموا عليه صومعته .. وقطعوا خشوعه وخشيته ..
ثم استاقوه أمامهم .. إلى رأس كفرهم ..
حتى دخلوا به على الملك ..
فأوقفه بين يديه .. ثم أقبل عليه .. وقال : ارجع عن دينك ..
قال : لا .. وأبى .. فعذبه وضربه .. وهو ثابت على عبادة الرحمن .. كافر بأعوان الشيطان ..
وهم وإن عذبوا جسده .. فإن الله قد وعده .. يتلقاه بالغفران .. ويسكنه الجنان ..
فلما رأوا ثباته .. اجتمع عليه الجنود .. هذا يضربه بسوط .. وذاك يطعنه بخنجر .. والثالث يقيد يديه .. والرابع يجلد قدميه ..
شيخ قد كبرت سنه .. وانحنى ظهره .. ورق عظمه .. وتراكم همه ..
وهم يزيدون في العذاب .. وهو يتلذذ بعظيم الأجر والاحتساب ..
فلما رأى الملك ذلك ..
أمر به فأوقف بين يديه ..
ثم دعا بالمنشار .. فوضع المنشار في مفرق رأسه .. فشقه نصفين حتى وقع شقاه ..
فاضطرب الناس وفزعوا ..
وجليس الملك والغلام .. ينظران إلى الراهب .. قد تمزق قطعاً وأشلاء .. تسيل منه الدماء .. وقد صعدت روحه إلى السماء ..
ثم التفت الملك إلى الوزير .. وصاح به : ارجع عن دينك .. فأبى ..
فأمسكه الجنود .. ووضع المنشار في مفرق رأسه .. وهو ثابت ثبات الجبال .. الجنة تلوح أمام ناظريه .. والأنهار تجري بين يديه ..
فلم يزل المنشار يشق رأسه .. ووجهه .. وفمه وأنفه .. ويقطع جسده .. وهو يضطرب ويئن ..
حتى سالت دماؤه .. وتمزقت أشلاؤه .. حتى وقع شقاه ..
والغلام ينظر إليه ..
فلما رأى الملك السفاح .. الدماء والأشلاء بين يديه ..
جرَّ إليه الغلام .. وصاح به : ارجع عن دينك .. فأبى .. وهو ينتظر المنشار أن يشقه نصفين ..
لكن الملك .. كان يرى أن هذا الغلام صغير .. يمكن أن يغرى فيرجع عن دينه ..
فأراد أن يطول الطريق إلى موته ..
فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا ..
فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته ..
فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ..
والملك يظن أن الغلام سيتراجع أثناء الطريق ..
فذهبوا به .. حتى وصلوا إلى الجبل .. فأخذوا يدفعونه أمامهم .. يصعدون به معهم ..
حتى إذا وصلوا ذروته .. قالوا له : ارجع عن دينك .. وإلا طرحناك ..
فتلفت الغلام حوله .. فإذا جبال سوداء .. وصخور صماء ..
وإذا الموت يلوح بين عينيه ..
عندها رفع بصره إلى السماء .. وهز أبوابها بالدعاء ..
وقال : اللهم أكفنيهم بما شئت ..
فما هو إلا أن دعا .. وتضرع والتجا ..
حتى سمعه من يجيب المضطر إذا دعاه .. ويكشف سوءه وبلواه ..
نعم .. سمعه من كان نعم المجيب لنوح لما دعاه .. وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه ..
سمعه من كشف الضر عن أيوب .. ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب ..
فأمر الله حجارة الجبل فتحركت .. وأمر الصخور فانتفضت .. وارتجف الجبل بإذن الله ..
فسقط أولئك الجنود .. من على ذروة الجبل ..
وثبت الله قدمي الغلام .. وحفظه الملك العلام .. حتى نزل من على الجبل ..
وجاء يمشى إلى الملك .. فلما دخل عليه . وقف بين يديه ..
فانتفض الملك .. وتعجب أين الحرس والجنود ..
ثم صاح بالغلام .. وقال : ما فعل أصحابك ؟!!
فقال الغلام : كفانيهم الله ..
فتطاول الملك بطغيانه .. وصار عبداً لشيطانه ..
وأمر بالغلام .. فأمسكه جند آخرون ..
فقال لهم الملك : اذهبوا به .. فاحملوه في قرقور .. سفينةٍ صغيرة .. فتوسطوا به البحر .. فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ..
فذهبوا به يسوقونه أمامهم .. فلما وصلوا إلى البحر .. ركبوا في سفينتهم .. والغلام الصغير بينهم ..
حتى إذا توسطوا به لجة البحر .. واشتدت الرياح .. وتلاطمت الأمواج ..
قالوا له : ارجع عن دينك .. وإلا قذفناك ..
فرفع الغلام بصره إلى السماء .. واستغاث بكاشف الضر والبلاء ..
الذي من لجأ إليه كفاه .. ومن فر إليه قربه وأدناه ..
قال الغلام : اللهم أكفنيهم بما شئت ..
فإذا بالدعاء .. يصل إلى الذي لا رادّ لأمره .. ولا معقب لحكمه .. ولا منازع في ملكه ..
أزِمة الأمور بيده .. والكون تحت قضائه وقدره ..
يسمع دعاء الداعين .. ويجيب دعوة المضطرين ..
فأمر الله السفينة فانكفأت فوق الماء .. وبدأ الصياح والبلاء ..
فغرق الجنود .. ونجى الغلام ..
وجاء يمشى إلى الملك ..
فلما رآه الملك .. اشتد فزعه .. واضطرب أمره .. وأخذ ينتفض ويقول :
ما فعل أصحابك ؟!!
فقال : كفانيهم الله ..
فأسقط في يد الملك وأحاط به البلاء .. وعلم أنه لا طاقة له بغلام ينصر بجند الأرض السماء ..
وبقي الملك متحيراً ..
فقال له الغلام .. إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ..
قال : وما هو ؟!
قال : تجمع الناس في صعيد واحد .. أرض واحدة .. وتربطني على جذع نخلة ..
ثم خذ سهماً من كنانتي .. من سهامي لا من سهامك .. ثم ضع السهم في كبد القوس ..
ثم قل : باسم الله رب الغلام .. ثم ارمني .. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ..
فوافق ذلك الملك الأحمق ..
وجمع الناس في صعيد واحد .. وربط الغلام أمامهم على جذع نخلة ..
فلما رآه الناس مربوطاً عرفوه ..
فهو الذي يشفي بإذن الله أسقامهم .. ويداوي مرضاهم .. ويعين ضعفاءهم .. ويرحم جوعاهم ..
ثم التفتوا إلى الملك الطاغية ..
فإذا هو قد جمع حوله جنده .. واغتر بقوته .. وتطاول بسطوته ..
ثم أقبل الملك على سهام الغلام ..
فأخذ منها سهماً .. ثم وضع السهم في كبد القوس .. ثم صاح قائلاً ..
باسم الله رب الغلام .. ثم رماه ..
فوقع السهم في صدغ الغلام .. بين عينه وأذنه ..
فوضع الغلام يده في صدغه .. في موضع السهم ومات ..
ففرح الملك .. وظن أنه قد انتهى من أمره .. وذهب إلى قصره وكفره ..
أما الناس .. فإنهم لما رأوا موت الغلام .. علموا أن الله وحده هم الضار النافع .. والخافض الرافع .. وأن الملك بشر من البشر .. لا يملك النفع والضر ..
فقال الناس : آمنا برب الغلام .. آمنا برب الغلام .. آمنا برب الغلام ..
فتسابق أعوان الملك إليه .. وتزاحموا بين يديه .. وقالوا .. أرأيت ما كنت تحذر ؟! قد والله نزل بك حذرك ..
أجزعت أن آمن ثلاثة .. فقد آمن الناس ..
فغضب الملك .. وأمر بالأخاديد والحفر العظيمة .. فحفرت في الطرقات .. ثم أشعلت فيها النيران ..
وجُمع الناس حولها .. وقيل لهم :
من لم يرجع عن دينه أقحمناه فيها .. فجعل المؤمنون يتساقطون في النار .. رجالاً ونساءً .. كباراً وصغاراً .. شيباً وشباناً ..
حتى جاءت امرأة .. ومعها صبي لها صغير .. ترضعه ..
فقيل لها .. ارجعي عن دينك وإلا قذفناك في النار ..
فنظرت إلى حفر النيران ..
فرأت الناس تذوب فيها أجسادهم .. وتتفجر رؤوسهم .. وتسيل دماؤهم ..
فخفضت رأسها تنظر إلى صغيرها .. فإذا فمه على ثديها .. يرضع من لبنها ..
فتقاعست أن تقع في النار .. وكادت أن تطاوع الكفار ..
فأنطق الله ولدها .. فقال لها .. يا أماه .. اصبري فإنك على الحق ..
فقذفت نفسها في النار ..
ومات المؤمنون .. والملك وأعوانه ينظرون ..
لكن الله فوقهم يرقب .. والملائكة تشهد وتكتب .. والله يخبر بسخطه ويغضب ..

( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ) ..

* * * * * * * * * *

نعم .. ذلك الفوز الكبير ..
ولئن فرح الملك وأعوانه ساعة .. فإن المؤمنين سيفرحون ساعات ..
وليس انتصاراً للكافرين .. أن يقتل المسلمون .. ولا أن يسجن المصلحون ..
وإنما النصر أن تبقى المبادئُ حيةً تُتبع .. ورايةُ الدين ترفع ..
وليمت الراهب والغلام .. ولتحرق الأم والأيتام ..
ولكن .. لتعلم الأجيال بعد ذلك الغلام .. أن هذا الدين عزيز .. تسكب لعزه الدماء .. وتتناثر الأشلاء ..
وتسحق لنصرته الجماجم .. ويكتب تاريخه بالدم ..
ولإن كان الكافرون اليوم يتفاخرون .. بجنود لهم يموتون .. لنصرة تراب أوطان .. أو عز وسلطان ..
أو يدفعونهم إلى ساحات القتال .. بعطايا وأموال ..
فإننا نفخر بقوم يموتون اليوم .. وتطير أرواحهم غداً في أجواف طير خضر ..
تتنعم في الجنة كيف شاءت ..
وما ضر الراهب ولا الغلام .. ولا الوزير والأيتام ..
أن صبروا على شدة القتل ساعة .. إذا كانوا اليوم .. قد حطوا رحالهم في الجنات .. وذبهت الأنات .. وحلت الخيرات ..
وكفرت السيئات .. وانقضت الحسرات .. ونسيت الكربات ..
برب يفرح بلقياهم ويفرحون .. ويعطيهم ما يؤملون ..
ويشفي صدورهم .. بالنظر إلى الكافرين يتعذبون .. وفي النيران يتقلبون ..

( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ..

* * * * * * * * * *

نعم والله .. قد ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ..
أما الغلام فيتنعم اليوم .. وقد مات في الدنيا .. ومات المؤمنون ..
يموتون .. والله قادر على نصرهم في طرفة عين ؟!
يموت الغلام .. الذي دكت من أجله الجبال .. وثارت لنصره البحار ..
نعم ..
وربك يفعل ما يشاء ويختار ..
ينصر عباده متى شاء .. ويؤخر النصر إذا شاء .. وله في كل ذلك حكمة وغاية ..
يخرج النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة .. فينام تحت شجرة .. فما يوقظه إلا صياح كافر .. قد رفع عليه السيف وهو يقول : من يمنعك مني .. فيقول  : يمنعني منك .. الله .. فيسقط السيف من يد الكافر .. بل ويخر الكافر صريعاً .. ويمنعه الله من الموت ..
ويذهب يوماً إلى يهود خيبر .. فيجلس تحت جدار .. فيعزمون على قتله .. فيصعد أحدهم فوق الجدار .. يحمل رحى عظيمة .. فلما كاد أن يلقيها .. يأمر الله نبيه فيقوم من مكانه .. وتسقط الرحى على الأرض .. ويمنعه الله من الموت ..
ومع ذلك .. تضع له اليهودية سماً في شاة .. فلا يُنبَّئ بخبر السم حتى نهش منها نهشة .. فيصيبه سمها .. فلم يزل يعاوده أثر السم حتى مات بسببه ..
وهذا حال أنبياء الله ورسله .. منهم من يعجل له النصر .. ومنهم من يتأخر عنه ..
إبراهيم عليه السلام .. يلقى في النار .. فيقول الله لها كوني برداً وسلاماً على إبراهيم .. ويلبث فيها أياماً حتى خمدت .. وخرج يمشي ليس به بأس .. ويمنعه الله من الموت ..
ونوح عليه السلام .. يكيد له قومه .. فينادي ربه أني مغلوب فانتصر .. فإذا بهذه الكلمات الثلاث .. تهز أبواب السماء فتتدفق بماء منهمر .. وتهز طبقات الأرض فتتفجر عيوناً .. ويهلك المكذبون .. ويمنع الله نبيه عليه السلام ..
ولوط عليه السلام ينادي .. فينجيه الله من القرية التي كانت تعمل الخبائث .. وينجي الله نبيه عليه السلام ..
وانظر إن شئت إلى شعيب .. وإن شئت فانظر إلى هود .. وطالع حال صالح وموسى .. عليهم السلام ..
عجائبُ في نصر الله لهم ..
ومع ذلك .. يُقتل زكريا عليه السلام .. ويذبح يحي .. ويؤذى عيسى حتى رُفِع ..
وله سبحانه الحكمة البالغة .. في تقدير النصر والهزيمة ..
والحق منصور وممتحن فلا تعجب فهذي سنة الرحمن
ولا يضيع الله أجر المحسنين .. سواء ظهر نصرهم في الدنيا أو لم يظهر .. فإنما عليك إلا البلاغ والله بصير بالعباد ..
لكن اليقين عندنا الذي لا يخالطه شك .. أن الله كما نصر محمداً .. وكشف الكفر عن البيت العتيق .. فسوف ينصر أتباعه إلى يوم الدين .. إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ..
فلو أبصرت عيناك وجه محمد ورأيت ما يجري بدار الأرقم
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها بالنور من آثار ليل مظلم
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا جبريل من آي الكتاب المحكم
ورأيت ميزان العدالة قائماً يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
ورأيت كيف غدا بلال سيداً ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
لغسلت سيف الحر من صدأ الثرى وعزفت في الميدان ركض الأدهم
وبذلت هذي النفس حتى ينجلي عن قبح وجه الخائن المتلثم
وأرحتنا من كل صاحب زلة يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
كم فارس من قومنا لما رأى لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!!

* * * * * * * * * *

ولكن لا يزال للدين فوارس .. يغشون الوغى ويعفون عند المغنم ..
يصاب سعد بن معاذ في الخندق .. فيموت ..
فينزل سبعون ألف ملك من السماء .. يتقدمهم جبريل إلى خاتم الأنبياء ..
فيسرع جبريل إلى النبي عليه الصلاة والسلام .. فيقول : يا محمد .. من هذا من أصحابك الذي مات فاهتز لموته عرش الرحمن .. وفتحت له أبواب السماء ..
فيقوم النبي عليه الصلاة والسلام مسرعاً .. ينظر من الذي مات .. يتفقد أصحابه .. أين أبو بكر ؟ عمر ؟ عثمان .. علي .. طلحة ..
فلما خرج فإذا سعد بن معاذ قد مات ..
رجل قد خدم الدين .. وجاهد لرب العالمين ..
فلما مات .. ما فقدته زوجة وولد ودابة ..
وإنما اهتز لموته عرش الرحمن ..
وفقده مسجده ومحرابه .. وسيفه وحرابه ..
بل بكت لموته الأرض والسماء .. وعم الناسَ البكاء ..
لأنه ما عاش لنفسه .. ولا لبيته وفلسه .. وإنما عاش لينصر هذا الدين .. أنفق لأجله ماله .. وفارق داره عياله ..
حتى مات .. فاستبشر أهل السماء بقدومه ..

* * * * * * * * * *
نعم سعد يموت .. فيهتز لموته عرش الرحمن ..
وحنظلة يموت .. فتغسله ملائكة المنان ..
وعاصم بن ثابت يموت .. فيرسل الله إليه جنداً تحمي جسده ..
أما عبد الله أبو جابر فيموت .. في معركة أحد .. ويترك سبع بنيات أيتام ..
فيقبل إليه ولده جابر .. وقد غطوه بثوب .. فجعل يكشف عن وجهه ويبكي .. فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم .. فقال : تبكيه أو لا تبكيه .. ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه ..
ثم قال صلى الله عليه وسلم .. يا جابر .. ألا أخبرك .. إن الله كلم أباك كفاحاً .. فقال : يا عبدي سلني أعطك .. قال :
أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانياً .. فقال : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ..
قال : يا رب فأبلغ من ورائي .. فأنزل الله ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ..
ويقرأ الصالحون من بعده هذه الآيات .. فيشتاقون للقاء إخوانهم في الجنات .. فيخوضون الطريق إليها غير مبالين بقلة العدد .. وضعف العدة .. وندرة المناصر ..
أنس بن النضر .. في معركة أحد لما قتِّل المسلمون .. وظهر الكافرون .. وأشيع أن النبي عليه الصلاة والسلام قتل .. واضطرب الناس ..
مرّ أنس بن النضر .. بعمر وطلحة ونفر من الصحابة .. قد تجنبوا ساحة القتال .. وألقوا بسلاحهم ..
فقال : ما يجلسكم ؟
قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فصاح بهم وقال : فما تضنون بالحياة بعد ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم رفع بصره إلى السماء وقال : اللهم إني أعتذر إليك مما فعل هؤلاء .. وأبرأ إليك مما يفعل أولئك ..
ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل .. فوجدوه بين القتلى .. في جسده أكثرُ من سبعين ضربة .. قد مزق جسده .. واغبرّ وجهه .. وسالت دماؤه .. وما عرفته إلا أخته .. بعلامة في طرف أصبعه ..

* * * * * * * * * *

وكما أن في الرجال أبطال .. يصبرون على القيد والأغلال .. والرمي بالنبال ..
ففي النساء كذلك .. صالحات قانتات .. منيبات صابرات .. علقن أنفسهن بالجنات .. وأحبهن رب الأرض والسموات ..
منهن أم عمار بن ياسر .. سميةَ بنتِ خياط ..
لها خبر عجب ..
كانت أمة مملوكة لأبي جهل .. فلما جاء الله بالإسلام .. أسلمت هي وزوجها وولدها ..
فجعل أبو جهل يفتنهم .. ويعذبهم .. ويربطهم في الشمس حتى يشرفوا على الهلاك حراً وعطشاً ..
فكان صلى الله عليه وسلم يمر بهم وهم يعذبون .. ودماؤهم تسيل على أجسادهم .. وقد تشققت من العطش شفاههم .. وتقرحت من السياط جلودهم .. وحر الشمس يصهرهم من فوقهم ..
فيتألم صلى الله عليه وسلم لحالهم .. ويقول : صبراً آل ياسر .. صبراً آل ياسر .. فإن موعدكم الجنة ..
فتلامس هذه الكلمات أسماعهم .. فترقص أفئدتهم .. وتطير قلوبهم .. فرحاً بهذه البشرى ..
وفجأة .. إذا بفرعون هذه الأمة .. أبي جهل يأتيهم .. فيزداد غيظه عليهم .. فيسومهم عذاباً ..
ويقول : سبوا محمداً وربه .. فلا يزدادون إلا ثباتاً وصبراً .. عندها يندفع الخبيث إلى سمية .. ثم يستل حربته .. ويطعن بها في فرجها .. فتتفجر دماؤها .. ويتناثر لحمها .. فتصيح وتستغيث .. وزوجها وولدها على جانبيها .. مربوطان يلتفتان إليها ..
وأبو جهل يسب ويكفر .. وهي تحتضر وتكبر .. فلم يزل يقطع جسدها المتهالك بحربته .. حتى تقطعت أشلاءً .. وماتت رضي الله عنها ..
نعم .. ماتت .. فلله درها ما أحسن مشهد موتها ..
ماتت .. وقد أرضت ربها .. وثبتت على دينها ..
ماتت .. ولم تعبأ بجلد جلاد .. ولا إغراء فساد ..

* * * * * * * * * *

أما أم شريك غزيةُ الأنصارية ..
أسلمت مع أول من أسلم في مكة البلد الأمين .. فلما رأت تمكن الكافرين .. وضعف المؤمنين ..
حملت هم الدعوة إلى الدين .. فقوي إيمانها .. وارتفع شأن ربها عندها ..
ثم جعلت تدخل على نساء قريش سراً فتدعوهن إلى الإسلام .. وتحذرهن من عبادة ألأصنام ..
حتى ظهر أمرها لكفار مكة .. فاشتد غضبهم عليها .. ولم تكن قرشية يمنعها قومها ..
فأخذها الكفار وقالوا : لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا .. لكنا نخرجك من مكة إلى قومك ..
فتلتلوها .. ثم حملوها على بعير .. ولم يجعلوها تحتها رحلاً .. ولا كساءً .. تعذيباً لها ..
ثم ساروا بها ثلاثة أيام .. لا يطعمونها ولا يسقونها .. حتى كادت أن تهلك ظمئاً وجوعاً ..
وكانوا من حقدهم عليها .. إذا نزلوا منزلاً أوثقوها .. ثم ألقوها تحت حر الشمس .. واستظلوا هم تحت الشجر ..
فبينما هم في طريقهم .. نزلوا منزلاً .. وأنزلوها من على البعير .. وأثقوها في الشمس ..
فاستسقتهم فلم يسقوها ..
فبينما هي تتلمظ عطشاً .. إذ بشيء بارد على صدرها .. فتناولته بيدها فإذا هو دلو من ماء ..
فشربت منه قليلاً .. ثم نزع منها فرفع .. ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع .. ثم عاد فتناولته ثم رفع مراراً ..
فشربت حتى رويت .. ثم أفاضت منه على جسدها وثيابها ..
فلما استيقظ الكفار .. وأرادوا الارتحال .. أقبلوا إليها .. فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها ..
ورأوها في هيئة حسنة .. فعجبوا .. كيف وصلت إلى الماء وهي مقيدة ..
فقالوا لها : حللت قيودك .. فأخذت سقائنا فشربت منه ؟
قلت : لا والله .. ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت حتى رويت ..
فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدينها خير من ديننا ..
فتفقدوا قربهم وأسقيتهم .. فوجدوها كما تركوها .. فأسلموا عند ذلك .. كلهم .. وأطلقوها من عقالها وأحسنوا إليها ..
أسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها .. وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها .. رجال ونساء .. أسلموا على يدها ..
* * * * * * * * * *
نعم .. أقوام هانت عليهم أنفسهم في سبيل الله .. فلم يلتفتوا إلى أجسادهم .. وإنما اهتموا بأرواحهم ..
وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وارتدت قبائل من العرب عن الإسلام ..
وظهر أمر ميلمة الكذاب .. وكثر أتباعه ..
انطلق جيش المسلمين لقتال مسيلمة في اليمامة في نجد من جزيرة العرب ..
مضى الجيش من المدينة إلى اليمامة .. فقطع أكثر من ألف كيل حتى وصل اليمامة ..
فإذا مسيلمة قد جمع أكثر من مائة ألف لقتال المسلمين ..
فما كاد المسلمون يستقرون .. حتى قام مسيلمة خطيباً في قومه فقال : اليوم يوم الغيرة .. فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم .. ولم يزل يحثهم .. حتى ثاروا ..
وابتدأ القتال .. وتنازل الأبطال ..
وقعقعت السيوف .. وتتابعت الـحُتوف ..
ورميت الرماح .. وارتفع الصياح ..
وغبرت خيل الرحمن .. وعلت أصوات الفرسان .. وفتحت أبواب الجنان .. وطارت أرواح الشهداء .. واشتاق الأولياء ..
وكان من أول من أصيب أبو عقيل الأنصاري ..أصابه في كتفه الأيسر سهم شل حركته .. فأخرج السهم .. فجرّوه إلى الخيام ..
فلما حمي القتال .. وظهر قوم مسيلمة .. وبدأ بعض المسلمين يفرون ..
وأبو عقيل على فراشه لا يقوى على الحركة ..
سمع صائحاً يقول : يا معاشر الأنصار ! الله الله والكرة على عدوكم ..
قال عبد الله بن عمر : فنهض أبو عقيل .. يتكئ على يمينه .. ويريد سيفه ..
فقلت : ما تريد ؟ ما فيك قتال ..
قال : قد نوه المنادي باسمي ..
قلت له : إنما يقول : يا للأنصار .. و لا يعني الجرحى ..
قال أبو عقيل : أنا من الأنصار وأنا أجيبه والله ولو حبواً ..
قال ابن عمر : فتحزم أبو عقيل .. وأخذ السيف بيده اليمنى ..
ثم خرج وهو ينادي : يا للأنصار ! كرةٌ كيوم حنين .. فاجتمِعوا رحمكم الله .. وجعل يصيح بهم .. ويضرب من رأى من الكفار بسيفه ..
قال ابن عمر : فنظرت إلى أبي عقيل .. وقد قطعت يده المجروحة من المنكب .. فوقعت إلى الأرض .. وجراحه تنزف ..
فلما انتهى القتال .. أقبلت ألتمسه .. فإذا هو صريع بآخر رمق ..
فقلت : أبا عقيل .. فقال ـ بلسان ملتاث ـ: لبيك لمن الدّبَرة ؟
قلت : أبشر .. قد قتل عدو الله ..
فرفع إصبعه إلى السماء وقال : الحمد لله .. ثم مات ..
وهزم الله قوم مسيلمة .. وهربوا وأخذوا يتفرقون في الشعاب ..
ولم يزل الصحابة يسوقونهم أمامهم .. ويضعون السيوف في رقابهم .. وهم مضطربون لا يدرون إلى أين يلجئون ..
حتى وقف حكم بن الطفيل من قوم مسيلمة ثم صاح بقومه :
تحصنوا بالحديقة ..
فتسابقوا إليها .. وقام هو على مرتفع يناديهم .. ويشير لهم .. فرماه عبد الله بن أبي بكر بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله ..
ودخل جيش مسيلمة الحديقة .. وكانت حديقة عظيمة .. طويلةٌ جدرانها .. محصنةٌ أطرافها ..
وأغلقوا بابها .. فجعل الصحابة يطوفون بجدرانها .. ويدفعون أبوابها ..
وقد اشتد حنقهم على الكفار ..
فأقبل البراء بن مالك .. هل رأيت البراء بن مالك ..؟؟ لم تره !!
كان نحيل الجسم .. دقيق الساقين .. صغير اليدين .. قصير القامة .. لكنه كان بطلاً قتل مائة مشرك مبارزة وحده .. فضلاً عمن قتلهم أثناء المعارك ..
أخذ البراء يطوف بالحصن كالأسد .. يزار من حرّ ما يجد .. كيف ينجو الكفار بهذه السهولة .. ثم أخذ ينظر إلى جدار الحديقة فإذا هو رفيع ..
فأقبل إلى باب الحديقة فإذا عنده عدد من الأصحاب ..
فقال لهم : يا معشر المسلمين .. احملوني في ترس .. وألقوني عليهم في الحديقة ..
فعجبوا .. كيف نلقيك وأنت واحد وهم مائة ألف ..
فلا زال بهم .. حتى حملوه في ترس .. ورفعوها بالرماح .. حتى بلغ أعلى الجدار .. فقفز وحده داخل الحديقة ..
فلم يرُعِ الكفار .. إلا وهو بين أيديهم .. فاجتمعوا عليه .. هذا يضربه بسيف .. وذاك يطعنه بخنجر .. والثالث يضربه بعصا ..
وهو يتقي هذا بترسه .. والآخرَ بسيفه .. ويدفع الثالث بيده .. ويزحف جهة الباب ليفتح للمسلمين .. ودماؤه تسيل .. ولحمه يتساقط ..
حتى اتكأ على الباب ففتحه .. وتدافع المسلمون كالسيل إلى الحديقة .. واشتد فيها القتال .. حتى سميت بحديقة الموت ..
وهزم الله جند الكافرين .. أما البراء فقد مضى شهيداً مع المؤمنين ..

* * * * * * * * *

فسبحان من أغرى المنايا بأهله * كأن لها ثأراً .. وليس لها ثأر
ليختار من يختارُ منهم ويصطفي * له الحكمة العُلياْ .. له النهي والأمر
دعتهم ثغور العز من كل موطن * فطاروا سراعاً ما لهم دونها صبر
نفى عنهمُ همًّ التنعم هـمُّهم * فأبدانهم شعث .. وأثوابهم غُبْر
نحافاً وسمراً كالرماح تراهمُ * وتحمد عند الطعن شُعثَ القنا السمر
مضوا يشربون الموت كأساً شهية * ولو أن طعم الموت مستثقل مر
ولكنَّ في ذات الإله ودينه * لمن أُشْرب الإيمانَ .. يُسْتعذب الصِّبر
أبوا أن يعيشوا كالعبيد بعالم * تحَكمَ فيه الظلم .. واستحكم الكفر
ففي الأرض منأى للكريم عن الأذى * وفي الموت منأى عنه إن لزم الأمر
فما عاش من عاش الحياة بذلة * ولو طال ذاك العيش ما بقي الدهر

* * * * * * * * * *

وإن شئت أن تنظر إلى البطولة في عزها .. والعزة في بطولتها ..
فارجع إلى خلافة عمر بن الخطاب .. ثم اخرج مع الجيش الغازي إلى الشام .. سبعةُ آلاف بطل يتقدمهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ..
مضوا يسيرون على الحصى .. منهم الراكب على فرس ومنهم الراكب على بعير .. ومنهم من يمشي على قدميه ..
فلما وصلوا إلى ديار الفرس .. فإذا الفرس ينتظرونهم بجيش أكثر من ثمانين ألفاً .. معهم أحدث آلات القتال ..
فلما نزل سعد بجيشه .. أرسل بعض أصحابه إلى ملكهم العظيم كسرى يدعونه إلى الإسلام ..
فلما دخلوا عليه .. أجلسهم بين يديه .. وكان متكبراً مغتراً بملكه ..
فجعل ينظر إليهم بطَرف عينه .. ويشير إلى ملابسهم .. ويستهزئ بهم .. ويقول : ما تسمون هذا ؟ ويشير إلى أحذيتهم .. فيقولون : نعال .. فيقول : وهذا ؟ فيقولون : رداء .. ثم جعل يشير إلى عصيهم .. ويقول : وهذا .. فيقولون : سياط ..
ثم اتكأ وقال : ما الذي أقدمكم هذه البلاد ؟ أظننتم أنا لما تشاغلنا بأنفسنا اجترأتم علينا ؟
إني لا أعلم في الأرض أمةً كانت أشقى .. ولا أقل عدداً .. ولا أسوأ ذات بينٍ .. منكم .. قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم ..
فإن كان الجوع دعاكم .. فرضنا لكم قوتاً وكسوناكم وملكنا عليكم ملكاً يرفق بكم ..
سكت القوم والتفت بعضهم إلى بعض ..
عندها تكلم البطل .. قام المغيرة بن شعبة .. فقال : أيها الملك .. إنك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالماً ..
فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أحد أسوأَ حالاً منا ..
وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع .. كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات .. ونرى ذلك طعامَنا ..
وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض .. ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم ..
ديننا أن يقتل بعضنا بعضاً ..
وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حيةٌ كراهية أن تأكل من طعامه ..
حتى بعث الله إلينا رجلاً فدعانا إلى الله .. فنشهد أنه جاء بالحق من عند الحق ..
فنحن ندعوك إلى دينه .. فاختر إن شئت :
الجزيةَ وأنت صاغر .. وإن شئت فالسيف .. أو تسلمُ فتنجي نفسك ..
فعضب كسرى .. وقال : ارجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أني مرسل إليه رستمَ حتى يدفنَه وجندَه في خندق القادسية ..
فلما تواجه الجيشان بعث رستم إلى سعد أن يبعث إليه برجل عاقل عالمٍ يسأله ..
فبعث إليه ربعي بن عامر ..
فما وصل ربعي إلى إيوان رستم ..
جلس رستم على سرير من ذهب .. ولبس التاج ..
وأمر فزينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير ..
وأظهروا اليواقيتَ واللآلئَ الثمينة .. والزينةَ العظيمة ..
ثم أَذن لربعي ..
فدخل ربعي بثياب صفيقة .. وسيف قصير .. وفرس قصير .. ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط .. ثم نزل فربطها ببعض تلك الوسائد .. وأقبل يمشي إلى رستم .. وعليه سلاحه ودرعه .. وبيضته على رأسه ..
فقالوا له : ضع سلاحك .. فقال : إني لم آتكم .. وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت ..
فقال رستم : ائذنوا له .. فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق ..
فقال رستم : ما جاء بكم ؟
فقال : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى رب العبادة ..
ومن ضيق الدنيا إلى سعتها .. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ..
فمن قبل رجعنا عنه .. ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله ..
قال : وما موعود الله ؟
قال : الجنة .. لمن مات .. والنصر لمن بقي ..
فقال رستم : هل لكم أن تؤخرونا حتى ننظر ؟
قال : نعم ! كم أحبَّ إليكم ؟ يوماً أو يومين ؟
قال : لا .. بل حتى نكاتب أهل رأينا ..
فقال : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ..
ثم خرج ربعي ..
فالتفت رستم إلى أصحابه .. وقال : هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل ؟
فقالوا : معاذ الله أن تدع دينك إلى هذا الكلب .. أما ترى ثيابه ..
فقال : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب .. وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ..
وتمضي الساعات .. ثم يبتدأ القتال ويهزم الله رستم وأصحابه ..
فروا فرارا ، يجمحون كأنهم * من الذعر فئران تملكها الذعر
إذا ما نزلنا ساحة الكفر في الوغى * تفشى هناك الموت وانتشر الذعر
فإن نحن نلنا ما نريد ونبتغي *فذاك .. وإلا كان في موتنا عذر
ويصطفي الله من المؤمنين شهداء .. ويورث الباقين أرض الكفار وديارهم وأموالهم ..
فسلوا فخامة كسرى عن كتائبنا وجيشه الضخمَ لما مُدَّت القضبُ
سرى يجر ذيول الخزي منـهزماً وكُسِّرت عنده التيجان والحجبُ

* * * * * * * * * *

بل كان الأبطال .. لا يكتفون بالاعتزاز بدينهم .. ولا ببذل أموالهم وأجسادهم .. بل كانوا ينظرون إلى كل ما يستطيعون تقديمه للدين فيقدمونه .. من خبرة ومال .. أو حنكة قتال .. أو عقل راجح ..
أول ما قدم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة .. كان أهلها أخلاطاً من يهود ومشركين .. ومسلمين .. فأراد صلى الله عليه وسلم أن يستصلح المدينة .. ويجمع أهلها على التوحيد ..
وكان كعب بن الأشرف رأساً من رؤوس اليهود يقف له في كل سبيل .. ويصد عن سبيل الله من آمن ..
بل كان يحرض على قتال المسلمين .. وينشد الأشعار .. ويندب من قتل من المشركين يوم بدر .. وكان شاعراً يشبب بنساء المسلمين .. ويهجو النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابَه ..
بل مضى إلى مكة .. يحرض قريشاً على قتال المسلمين .. وإيذاء المستضعفين ..
فسأله كفار قريش لما رأوه يهودياً من أهل الكتاب .. قالوا : يا كعب .. أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه .. ؟ فإنا نطعم الجزور الكوماء .. ونسقي اللبن على الماء .. ونطعم ما هبت الشمال .. فقال لهم: أنتم أهدى منهم سبيلاً ..

فأنزل الله: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً " .. ثم لم يزل يحرضهم .. حتى ما خرج من مكة .. إلا وقد أجمعوا أمرهم على غزو النبي عليه الصلاة والسلام ..
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .. قال لأصحابه يوماً :
من لكعب بن الأشرف .. فإنه قد آذى الله ورسوله ..
فابتدر محمد بن مسلمة وقال : أنا لك به يا رسول الله .. أنا أقتله ..
قال : فافعل إن قدرت على ذلك ..
فخرج محمد بن مسلمة .. ثم احتبس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثلاثة أيام ..
وجعل لا يأكل ولا يشرب .. إلا ما يُعْلِق نفسَه ..
فذُكر حاله لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. فدعاه .. فقال : لم تركت الطعام والشراب ؟
فقال : يا رسول الله .. قلت لك قولاً لا أدري .. هل أَفِي لك به أم لا ..
قال : إنما عليك الجَهد ..
قال : يا رسول الله .. إنه لا بد لنا أن نقول له فيك شيئاً .. ليطمئن إلينا ..
قال : فقولوا ما بدا لكم .. فأنتم في حل من ذلك ..
فاجتمع محمد بن مسلمة وأبو نائلة وكان أخا كعب من الرضاعة .. وعزما على قتله ..
فذهب أبو نائلة إلى كعب .. فتحدث معه وتناشدا الشعر ثم قال :
يا كعب .. إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني ..
قال : أفعل ..
قال : كان قدوم هذا الرجلِ علينا بلاء ..
عادتنا العرب .. ورمتنا عن قوس واحدة .. وقطعت عنا السبيل .. حتى ضاع العيال .. وجهدت الأنفس .. وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا .. وإنه قد سألنا صدقة وعنَّانا .. ونحن لا نجد ما نأكل ولا ما يأكل أولادنا .. وإني قد أتيتك أستسلفك ..
فقال كعب : أنا ابن الأشرف ! أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلاّمة أن الأمر يصير إلى ما أقول .. وأيضا والله لتملنه ..
قال : إنا قد اتبعناه .. فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه .. وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين من تمر ..
فقال كعب : ما دام ليس معكم مال .. فارهنوني شيئاً يكون عندي حتى توْفُوني ..
قال : أيَّ شيء تريد ؟
قال : ارهنوني نساءكم ..
قالوا : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ..!!
قال : فارهنوني أبناءكم ..
قال : كيف نرهنك أبناءنا .. فيسب أحدهم .. فيقال : رُهن بوسق أو وسقين .. هذا عار علينا ..
ولكنا نرهنك السلاح ..
وأراد أبو نائلة أن لا ينكر السلاح إذا جاؤوا به ..
فقال : إن في السلاح لوفاء ..
ثم واعده أن يأتيه ليلاً مع نفر يحملون معه التمر ..
فلما كان الليل أقبل أبو نائلة مع محمدِ بنِ مسلمة .. ورجلين ..
حتى انتهوا إلى حصنه .. فهتف به أبو نائلة .. يا أبا سعيد ..
فأجابه كعب .. ثم قفز من سريره لينزل إليه ..
فتعلقت به امرأته وقالت : أنت امرؤ محارَب .. وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة .. قال : إنه أخي أبو نائلة ..
فقالت : إني أسمع صوتاً يقطر منه الدم ..
قال : إن الكريم لو دعي إلى طعنة لأجاب .. ثم أقبل عليهم ..
فقال محمد بن مسلمة لأصحابه ..
إذا ما جاء فإني قابض بشعره لأشمه .. ثم أشِمُّكم .. ثم أشمه أخرى .. فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه ..
فلما وصل إليهم .. فإذا هو ينفح من ريح الطيب ..
فقال محمد بن مسلمة : ما رأيت كاليوم ريحاً ..
فقال كعب : عندي أعطرُ نساء العرب .. وأكملُ العرب ..
قال محمد : أتأذن لي أن أشم رأسك ؟
قال : نعم .. فشمَّه .. ثم قال : تأذن لأصحابي أن يشموا ..؟
قال : نعم ..
ثم مشى معهم قليلاً يتحدثون .. ثم قال محمد بن مسلمة : تأذن لي أن أشم أخرى ؟
قال : نعم .. فأدخل كلتا يديه في شعره .. وجرَّ رأسه إليه كأنه يشم .. فلما تمكن منه ..
صاح بأصحابه : اضربوا عدو الله !
فتسابقت إلى رقبته سيوفهم .. ومع شدة الظلام .. وتعدد السيوف .. وكثرة اضطرابه .. مزقوا رقبته ولم يصيبوا منه مقتلاً .. وجعل يخور ويصيح ..
قال محمد بن مسلمة : ثم صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار .. فذكرت رمحاً معي فأخذته .. فوضعته عند سرته .. ثم اتكأت عليه حتى بلغت عانته .. فوقع عدو الله ميتاً .. فرجعنا حتى وصلنا المدينة .. فأقبلنا إلى رسول الله  فبشرناه ..
فقال : أفلحت الوجوه .. قلنا : ووجهُك يا رسول الله أفلح ..
فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..
ألا فليعلم الجبناء الذين يتكاسلون عن نصرة الدين .. أو يشكّون إذا رأوا تسلّط الكافرين ..
وليعلم الخورةُ والضعفاءُ .. الذين يضطربون إذا رأوا سلاح المشركين .. أو سمعوا عن جيش الملحدين ..
ليعلمْ هؤلاء وأولئك .. أن القوة ليست دائماً بدبابات وطائرات .. ولا مدافع وغواصات ..
وإنما العقل قوة .. والإيمان قوة .. والحيلة قوة .. بل والله يمد بقوة .. فالملائكة الأشداء .. والصخور الصماء .. والرياح العاتية .. والأمراض القاضية .. والكيد بالكافرين .. بإرعاب قلوبهم .. واختلاف كلمتهم .. وإبطال مكرهم ..
كلها قوى تسقط الطائرات .. وتغرق السفن والغواصات ..
وما يعلم جنود ربك إلا هو ..
يقف موسى عليه السلام .. أمام البحر .. فيضربه بعصاه .. فإذا بالبحر ينقلب جندياً من جنود الله .. فينشق يبساً للمؤمنين ويغرق الكافرين ..
ويلقى إبراهيم عليه السلام في النار .. فإذا بها تكون جندياً من جنود الله .. فتكون عليه برداً وسلاماً ..
ويجتمع الكفار لحرب محمد عليه الصلاة والسلام .. فإذا بالرياح تكون من جند الله .. فتفرق الكفار عن المدينة ..
ويغزو يوشع عليه السلام .. فيقبل عليه الليل وهو لم يفرغ من عدوه .. فإذا بالشمس تنقلب جندياً من جنود الله .. فتحتبس عن المغيب .. وتنير له الدرب .. حتى انتصر ..
ويقبل أبرهة من اليمن ليهدم الكعبة .. فإذا بطيور السماء .. تنقلب إلى جند من جند الله .. وترميه بحجارة من سجيل ..
ويتكبر النمروذ الكافر عن طاعة الله .. فإذا بالذباب يكون من جند الله .. فلا يزال يؤذيه في رأسه حتى مات ..
وما يعلم جنود ربك إلا هو .. وما هي إلا ذكرى للبشر ..
ألا فليعلم الناس جميعاً .. مسلمُهم وكافرهم .. برُّهم وفاجرهم ..
أن هذا الدين عزيز .. تسكب لأجل عزه الدماء .. وتسحق الأشلاء .. فيقوم هذا الدين على أشلاء أنبيائه .. وجماجم أوليائه .. وتوقد مصابيح الهداية بدم الشهداء الأبرار .. الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ..
ليعلموا أن ركب الإسلام سائر بإذن الله .. وأن الله سيُبلِغُ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار .. ولن يدع الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل .. عزاً يعز به الإسلام .. وذلاً يذل به الكفر .
فالأولى بالمقصرين من أهل الإسلام .. والمعادين له من أهل الكفر والشرك .. أن يستسلموا لشرع الله ..

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) ..

إنها سنة الله في هذا الكون لا تتبدل ولا تتغير ..
إن النصر لا يتنزل كما ينزل المطر .. ولا يُمكن المؤمنون وهم قاعدون ..
ومع أن الله قادر على نصر عباده بكن فيكون .. إلا أنه جل جلاله ..
يبتليهم ويجعل طريق النصر صعباً وشائكاً ..
ليُميِّز الصادق من الكاذب .. ويَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ .. ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ..
وليتخذ الشهداء الأبرار .. وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ..
ولأن سلعته غالية .. ولا تشترى إلا بثمن غال .. بأرواح تزهق .. وأموال تنفق .. ودماء تسكب ..
ألا فليعلم الكسالى .. والذين يحبون الراحة والدعة .. أنه لا مكان لهم في صف الأبطال .. فليتنحوا عنه من الآن .. وإلا فإن الأحداث كفيلة بتطهير الصف منهم ..
سنة على سنة تراكم فوقها تعب الطريق وسوء حال المسلم
سنة على سنة وأمتنا على جمر الغضى والحزن يشرب من دمي
يا دار مأساة الشعوب تكلمي وعمي صباح الذل فينا واسلمي
إنا على المأساة نشرب ليلنا سهراً وفي حضن التوجس نرتمي
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى شبحاً يعبر عن خيال مبهم
التوصيات تنام فوق رفوفها نوم الفقير أمام باب الأشأم
شجب وإنكار وتلك حكاية ماتت لتحيا صرخة المستسلم
أأبا الفوارس وجه عبلة شاحب وأمام خيمتها حبائل مجرم
أأبا الفوارس صوت عبلة لم يزل فينا ينادي : ويك عنتر أقدم
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة تشكو إليك بعبرة وتحمحم
أأبا الفوارس أمطرت من بعدكم سحبُ الهدى غيثاً هنيء الموسم
لو أن عينك أبصرت إسلامنالخرجت من كهف الضلال المعتم
لو عشت في الإسلام ما عانيت من لون السواد ولا نضحت بمنشم

* * * * * * * * * *

ولا يزال في الإسلام أبطال .. وأول خطوة في طريق البطولة ..
اتباع أوامر الرحمن .. لا بالهوى والنفس والشيطان ..
أول طريق البطولة .. أن تفتخر بطاعة رب العالمين .. وإظهار شعائر الدين ..
أن تجاهر باتباعك سنة خاتم الأنبياء .. وتتشبه برأس الأتقياء ..
إن البطولة أن تثبتَ على دينك .. وتعظمَ شرع ربك ..
ولا تلتفتَ إلى ابتلاء جاحد .. أو استهزاءِ حاقد ..
إن البطولة أن تقرر القرار الشجاع .. بالطاعة والاتباع .. ولا تروغَ روغان الثعالب ..
نعم .. لا تروغُ روغان الثعالب .. تطيع مرة وتعصي مرات .. أو تصلي مع المصلين .. ثم ترقص مع الراقصين .. لا .. بل خذ الكتاب بقوة ..

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) ..

أخرج أبو داود .. عن عائشة رضي الله عنها قالت :
والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار .. أشدَّ تصديقاً بكتاب الله .. ولا إيماناً بالتنزيل ..
لقد أنزل في سورة النور الأمرُ بحجاب المؤمنات { وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن } .. فسمعها الرجال.. ثم انقلبوا إليهن .. يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ..
.. يتلو الرجل على امرأته .. وابنته .. وأخته .. وعلى كل ذات قرابته ..
فما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرطها – وهو كساء من قماش تلبسه النساء – .. فاعتجرت به .. – لفته على رأسها – ..
وقامت بعضهن إلى أزرهن فشققنها واختمرن بها ..
أي الفقيرة التي لم تجد قماشاً تستر به وجهها .. أخذت إزارها وهو ما يلبس من البطن إلى القدمين ثم شقت منه قطعة غطت بها وجهها ..
تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه ..
قالت عائشة : فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ..
نعم .. تنفيذ مباشر للأمر .. دون تردد أو روغان ..

* * * * * * * * * *
وعند الترمذي أنه جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام .. وعليه خاتم من حديد .. فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام خاتمه .. قال له : ما لي أرى عليك حلية أهل النار ..!! فطرحه الرجل فوراً ..وما رفعه إلى يده بعدها ..
وعند مسلم عن ابن عمر قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء .. فقال : يا عبد الله .. ارفع إزارك .. فرفعته .. ثم قال : زد .. فزدت .. فما زلت أتحراها بعدُ ..
ومن البطولة أن تعمل بالدين .. وإن خالف الأمر هواك .. أو كان على غير مرادك ورضاك ..
نعم .. ليس المهم أن تقتنع بالحكم الشرعي .. لتعمل به ..
لأنك عبد ذليل مغلوب .. لعلام الغيوب ..
وكم من عبد تحدثه بحكم من أحكام الإسلام .. فلا ترى منه التسليم والاستسلام ..
وإنما يتذاكى بعقله .. ويبحث لنفسه عن المخارج والتأويلات ..
ولا تثبت قدم إلاسلام .. إلا على أرض التسليم والاستسلام .. لأحكام الملك العلام ..
وهذا حال المؤمنين ..
( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) ..
والأبطال حقاً .. هم الذين تعرض لهم الشهوات .. وتتدافع إليهم المحرمات ..
فيفرون إلى الله منها .. وتغلب عليهم محبته .. وتحيط بهم قوته ..
فهم ليسوا جبناء .. كلما زين لهم الشيطان شهوة طاروا إليها ..
فلا تراهم في حانة خمار .. ولا في مجالس فجار ..
قد عصمهم ربهم من أكل الربا .. وطهر أسماعهم من الغناء ..
بل .. قد يصيبهم العذاب والبلاء .. في سبيل طاعة رب الأرض والسماء ..
والأبطال ليس عندهم مجال للموازنة بين الدين والدنيا ..يختارونها تارة وهو تارة .. كلا .. بل الدين مقدم عندهم أبداً .. لا يخشون لأجله أحداً ..
إذا سلم لهم دينهم .. فلا عليهم ما فاتهم من الدنيا ..
وانظر إلى صهيب الرومي رضي الله عنه ..
كان عبداً مملوكاً في مكة .. فلما جاء الله بالإسلام .. صدق وأطاع .. فاشتد عليه عذاب الكافرين ..
ثم أذن النبي عليه الصلاة والسلام للمؤمنين بالهجرة إلى المدينة .. فهاجروا ..
فلما أراد أن يهاجر معهم منعه سادة قريش .. وجعلوا عنده بالليل والنهار من يحرسه .. خوفاً من أن يهرب إلى المدينة ..
فلما كان في إحدى الليالي .. خرج من فراشه إلى الخلاء .. فخرج معه من يرقبه ..
ثم ما كاد يعود إلى فراشه حتى خرج أخرى إلى الخلاء .. فخرج معه الرقيب ..
ثم عاد إلى فراشه .. ثم خرج .. فخرج معه الرقيب ..
ثم خرج كأنه يريد الخلاء .. فلم يخرج معه أحد .. وقالوا : قد شغلته اللات والعزى ببطنه الليلة ..
فتسلل رضي الله عنه .. وخرج من مكة .. فلما تأخر عنهم .. خرجوا يلتمسونه .. فعلموا بهربه إلى المدينة ..
فلحقوه على خيلهم .. حتى أدركوه في بعض الطريق .. فلما شعر خلفه .. رقى على ثنية جبل ..
ثم نثر كنانة سهامه بين يديه .. وقال :
يا معشر قريش .. لقد علمتم والله أني أصوبكم رمياً .. ووالله لا تصلون إليَّ حتى أقتل بكل سهم بين يدي رجلاً منكم ..
فقالوا : أتيتنا صعلوكاً فقيراً .. ثم تخرج بنفسك ومالك ..
فقال : أرأيتم إن دللتكم على موضع مالي في مكة .. هل تأخذونه .. وتدعوني أذهب ..
قالوا : نعم ..
فقال : احفروا تحت أسكفة باب كذا فإن بها أواقي من ذهب .. فخذوه ..
واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين من ثياب ..
فرجعوا وتركوه ..
ومضى يطوي قفار الصحراء .. يحمله الشوق ويحدوه الأمل .. في لقاء النبي عليه السلام وأصحابه ..
حتى إذا وصل المدينة .. أقبل إلى المسجد فدخل على رسول الله  .. في المسجد ..
وعليه أثر الطريق .. ووعثاء السفر ..
فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام .. قال : ربح البيع يا أبا يحيى .. ربح البيع يا أبا يحيى .. ربح البيع يا أبا يحيى .. ..
نعم والله ربح البيع ..
ولماذا لا يربح البيع .. وهو الذي هان عليه أن يترك المال الذي جمعه بكد الليل وتعب النهار .. ويترك الأرض التي ألفها .. والبلد التي عرفها .. والدار التي سكنها .. في سبيل طلب مرضاة الله ..

* * * * * * * * * *

هذه أخبار الأبطال .. ينسكب الدمع عند ذكرهم .. ويتسابق الدمع عند تذاكر أخبارهم ..
وأمتنا أغنى الأمم بالرجال العظماء ..
ولهم في النفوس مكانةٌ عاليةٌ .. ومنزلةٌ شامخةٌ ..
فوجودهم رحمة .. وذهابهم مصيبة ..
أصنافهم متعددة .. وأعمارهم مختلفة ..
فمنهم العالم الجليل .. والداعية النبيل ..
ومنهم العابد الرباني .. المجاهد الصادق ..
أبطال تبكي السماء لفقدهم .. وتحزن الأرض لفراقهم ..
بل ولا يزال الإسلام ينتظر اليوم مثلهم ..

د . محمد بن عبدالرحمن العريفي
شبكة الصوت الإسلامي

وداعاً أيها البطل – شبكة الـصــوت الإســلامـي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده