التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

حكم حفظ القرآن (ابن باز) – حفظ القرآن

إنني كثيرا ما أحفظ آيات من القرآن الكريم، ولكن بعد فترة أنساها، وكذلك عندما أقرأ آية لا أعلم هل قراءتي صحيحة أم لا؟ ثم أكتشف بعد ذلك أنني كنت مخطئا، دلوني لو تكرمتم.

المشروع لك يا أخي أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله، وأن تقرأ على بعض الإخوة الطيبين في المدارس أو في المساجد أو في البيت، وتحرص على ذلك، حتى يصححوا لك قراءتك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه، فخيار الناس هم أهل القرآن الذين تعلموه وعلموه الناس، وعملوا بهولقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: ((أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم)) فقالوا: يا رسول الله: كلنا يحب ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة. أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج عليك في ذلك، فكل إنسان ينسى، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون)) وسمع مرة قارئا يقرأ فقال: ((رحم الله فلان لقد أذكرني آية كذا كنت أسقطتها)) أي أنسيتها، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر، أو يذكره غيره، والأفضل أن يقول: ((نُسِّيت)) بضم النون وتشديد السين، أو: أنسيت، لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا بل هو نسي)) يعني أنساه الشيطان، أما حديث: ((من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم)) فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه، والمقصود أن المشروع لك حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل، وتعاهد ذلك، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح لك أخطاءك.
وفقك الله ويسر أمرك

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

((حلقة قناديل الرحمة الثانية)) **** لحفظ سورة البقرة **** تابع الحلقة الأولى**** – حفظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الحبيبات نتابع هنا إن شاء الله تعالى حفظ سورة البقرة، بعد أن أغلقت الحلقة الأولى، وذلك لوصول الردود إلى آخر الحد المسموح به في أي موضوع وهو 400 رد، كما أوضحت لي الأخت المشرفة الفاضلة، وبعون الله تعالى نستكمل الحفظ هنا إن شاء الله تعالى..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

إجابة ((زدني تقى)) على الإختبار النهائي ((لسورة الأعراف)).. – حفظ القرآن

البند الاول :

تدوين الآيات:


من قوله تعالى :" المص". إلى نهاية قوله تعالى ". كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ. "

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

((ألمص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين *

اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون *

وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون *

فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين *

فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين *

فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين *

والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون *

ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون *

ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون *

ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين *

قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين *

قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين *

قال أنظرني إلى يوم يبعثون *

قال إنك من المنظرين *

قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم *

ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين *

قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملان جهنم منكم أجمعين *

ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين *

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين *

وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين *

فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين *

قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين *

قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين *

قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون *

يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون *

يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون *

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون *

قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وأدعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون))…

تم التدقيق والحمد لله رب العالمين..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تفسير سورة الملك… – حفظ القرآن

( آية 1-30 )

67– تفسيرسورة الملك عدد آياتها 30 ( آية 1-30 )
وهي مكية

{ 1 – 4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ }
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ } أي: تعاظم وتعالى، وكثر خيره، وعم إحسانه، من عظمته أن بيده ملك العالم العلوي والسفلي، فهو الذي خلقه، ويتصرف فيه بما شاء، من الأحكام القدرية، والأحكام الدينية، التابعة لحكمته، ومن عظمته، كمال قدرته التي يقدر بها على كل شيء، وبها أوجد ما أوجد من المخلوقات العظيمة، كالسماوات والأرض.
وخلق الموت والحياة أي: قدر لعباده أن يحييهم ثم يميتهم؛ { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.
{ وَهُوَ الْعَزِيزُ } الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات.
{ الْغَفُورُ } عن المسيئين والمقصرين والمذنبين، خصوصًا إذا تابوا وأنابوا، فإنه يغفر ذنوبهم، ولو بلغت عنان السماء، ويستر عيوبهم، ولو كانت ملء الدنيا.
{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا } أي: كل واحدة فوق الأخرى، ولسن طبقة واحدة، وخلقها في غاية الحسن والإتقان { مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ } أي: خلل ونقص.
وإذا انتفى النقص من كل وجه، صارت حسنة كاملة، متناسبة من كل وجه، في لونها وهيئتها وارتفاعها، وما فيها من الشمس والقمر والكواكب النيرات، الثوابت منهن والسيارات.
ولما كان كمالها معلومًا، أمر [الله] تعالى بتكرار النظر إليها والتأمل في أرجائها، قال:
{ فَارْجِعِ الْبَصَرَ } أي: أعده إليها، ناظرًا معتبرًا { هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } أي: نقص واختلال.
{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ } المراد بذلك: كثرة التكرار { يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ } أي: عاجزًا عن أن يرى خللًا أو فطورًا، ولو حرص غاية الحرص.
ثم صرح بذكر حسنها فقال:

{ 5 – 10 } { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ * وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
أي: ولقد جملنا { السَّمَاءَ الدُّنْيَا } التي ترونها وتليكم، { بِمَصَابِيحَ } وهي: النجوم، على اختلافها في النور والضياء، فإنه لولا ما فيها من النجوم، لكانت سقفًا مظلمًا، لا حسن فيه ولا جمال.
ولكن جعل الله هذه النجوم زينة للسماء، [وجمالا]، ونورًا وهداية يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، ولا ينافي إخباره أنه زين السماء الدنيا بمصابيح، أن يكون كثير من النجوم فوق السماوات السبع، فإن السماوات شفافة، وبذلك تحصل الزينة للسماء الدنيا، وإن لم تكن الكواكب فيها، { وَجَعَلْنَاهَا } أي: المصابيح { رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } الذين يريدون استراق خبر السماء، فجعل الله هذه النجوم، حراسة للسماء عن تلقف الشياطين أخبار الأرض، فهذه الشهب التي ترمى من النجوم، أعدها الله في الدنيا للشياطين، { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ } في الآخرة { عَذَابِ السَّعِيرِ } لأنهم تمردوا على الله، وأضلوا عباده، ولهذا كان أتباعهم من الكفار مثلهم، قد أعد الله لهم عذاب السعير، فلهذا قال: { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } الذي يهان أهله غاية الهوان.
{ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا } على وجه الإهانة والذل { سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا } أي: صوتًا عاليًا فظيعًا، { وَهِيَ تَفُورُ } .
{ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ } أي: تكاد على اجتماعها أن يفارق بعضها بعضًا، وتتقطع من شدة غيظها على الكفار، فما ظنك ما تفعل بهم، إذا حصلوا فيها؟" ثم ذكر توبيخ الخزنة لأهلها فقال: { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } ؟ أي: حالكم هذا واستحقاقكم النار، كأنكم لم تخبروا عنها، ولم تحذركم النذر منها.
{ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ } فجمعوا بين تكذيبهم الخاص، والتكذيب العام بكل ما أنزل الله ولم يكفهم ذلك، حتى أعلنوا بضلال الرسل المنذرين وهم الهداة المهتدون، ولم يكتفوا بمجرد الضلال، بل جعلوا ضلالهم، ضلالًا كبيرًا، فأي عناد وتكبر وظلم، يشبه هذا؟
{ وَقَالُوا } معترفين بعدم أهليتهم للهدى والرشاد: { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } فنفوا عن أنفسهم طرق الهدى، وهي السمع لما أنزل الله، وجاءت به الرسل، والعقل الذي ينفع صاحبه، ويوقفه على حقائق الأشياء، وإيثار الخير، والانزجار عن كل ما عاقبته ذميمة، فلا سمع [لهم] ولا عقل، وهذا بخلاف أهل اليقين والعرفان، وأرباب الصدق والإيمان، فإنهم أيدوا إيمانهم بالأدلة السمعية، فسمعوا ما جاء من عند الله، وجاء به رسول الله، علمًا ومعرفة وعملًا.
والأدلة العقلية: المعرفة للهدى من الضلال، والحسن من القبيح، والخير من الشر، وهم -في الإيمان- بحسب ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول، فسبحان من يختص بفضله من يشاء، ويمن على من يشاء من عباده، ويخذل من لا يصلح للخير.
قال تعالى عن هؤلاء الداخلين للنار، المعترفين بظلمهم وعنادهم: { فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي: بعدًا لهم وخسارة وشقاء.
فما أشقاهم وأرداهم، حيث فاتهم ثواب الله، وكانوا ملازمين للسعير، التي تستعر في أبدانهم، وتطلع على أفئدتهم!
{ 12 } { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }
لما ذكر حالة الأشقياء الفجار، ذكر حالة السعداء الأبرار فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ } أي: في جميع أحوالهم، حتى في الحالة التي لا يطلع عليهم فيها إلا الله، فلا يقدمون على معاصيه، ولا يقصرون فيما أمر به { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ } لذنوبهم، وإذا غفر الله ذنوبهم؛ وقاهم شرها، ووقاهم عذاب الجحيم، ولهم أجر كبير وهو ما أعده لهم في الجنة، من النعيم المقيم، والملك الكبير، واللذات [المتواصلات]، والمشتهيات، والقصور [والمنازل] العاليات، والحور الحسان، والخدم والولدان.
وأعظم من ذلك وأكبر، رضا الرحمن، الذي يحله الله على أهل الجنان.
{ 13 – 14 } { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
هذا إخبار من الله بسعة علمه، وشمول لطفه فقال: { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ } أي: كلها سواء لديه، لا يخفى عليه منها خافية، فـ { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما فيها من النيات، والإرادات، فكيف بالأقوال والأفعال، التي تسمع وترى؟!
ثم قال -مستدلا بدليل عقلي على علمه-: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه، كيف لا يعلمه؟! { وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } الذي لطف علمه وخبره، حتى أدرك السرائر والضمائر، والخبايا [والخفايا والغيوب]، وهو الذي { يعلم السر وأخفى } ومن معاني اللطيف، أنه الذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر، من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب، بأسباب لا تكون من [العبد] على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة.

{ 15 } { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
أي: هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية والبلدان الشاسعة، { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا } أي: لطلب الرزق والمكاسب.
{ وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } أي: بعد أن تنتقلوا من هذه الدار التي جعلها الله امتحانًا، وبلغة يتبلغ بها إلى الدار الآخرة، تبعثون بعد موتكم، وتحشرون إلى الله، ليجازيكم بأعمالكم الحسنة والسيئة.
{ 16 – 18 } { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ * وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }
هذا تهديد ووعيد، لمن استمر في طغيانه وتعديه، وعصيانه الموجب للنكال وحلول العقوبة، فقال: { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } وهو الله تعالى، العالي على خلقه.
{ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } بكم وتضطرب، حتى تتلفكم وتهلككم
{ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا } أي: عذابًا من السماء يحصبكم، وينتقم الله منكم { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } أي: كيف يأتيكم ما أنذرتكم به الرسل والكتب، فلا تحسبوا أن أمنكم من الله أن يعاقبكم بعقاب من الأرض ومن السماء ينفعكم، فستجدون عاقبة أمركم، سواء طال عليكم الزمان أو قصر، فإن من قبلكم، كذبوا كما كذبتم، فأهلكهم الله تعالى، فانظروا كيف إنكار الله عليهم، عاجلهم بالعقوبة الدنيوية، قبل عقوبة الآخرة، فاحذروا أن يصيبكم ما أصابهم.

{ 19 } { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }
وهذا عتاب وحث على النظر إلى حالة الطير التي سخرها الله، وسخر لها الجو والهواء، تصف فيه أجنحتها للطيران، وتقبضها للوقوع، فتظل سابحة في الجو، مترددة فيه بحسب إرادتها وحاجتها.
{ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ } فإنه الذي سخر لهن الجو، وجعل أجسادهن وخلقتهن في حالة مستعدة للطيران، فمن نظر في حالة الطير واعتبر فيها، دلته على قدرة الباري، وعنايته الربانية، وأنه الواحد الأحد، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } فهو المدبر لعباده بما يليق بهم، وتقتضيه حكمته.

{ 20 – 21 } { أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ * أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ }
يقول تعالى للعتاة النافرين عن أمره، المعرضين عن الحق: { أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ } أي: ينصركم إذا أراد بكم الرحمن سوءًا، فيدفعه عنكم؟ أي: من الذي ينصركم على أعدائكم غير الرحمن؟ فإنه تعالى هو الناصر المعز المذل، وغيره من الخلق، لو اجتمعوا على نصر عبد، لم ينفعوه مثقال ذرة، على أي عدو كان، فاستمرار الكافرين على كفرهم، بعد أن علموا أنه لا ينصرهم أحد من دون الرحمن، غرور وسفه.
{ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } أي: الرزق كله من الله، فلو أمسك عنكم رزقه، فمن الذي يرسله لكم؟ فإن الخلق لا يقدرون على رزق أنفسهم، فكيف بغيرهم؟ فالرزاق المنعم، الذي لا يصيب العباد نعمة إلا منه، هو الذي يستحق أن يفرد بالعبادة، ولكن الكافرون { لَجُّوا } أي: استمروا { فِي عُتُوٍّ } أي: قسوة وعدم لين للحق { وَنُفُورٍ } أي: شرود عن الحق.

{ 22 } { أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
أي: أي الرجلين أهدى؟ من كان تائها في الضلال، غارقًا في الكفر قد انتكس قلبه، فصار الحق عنده باطلًا، والباطل حقًا؟ ومن كان عالمًا بالحق، مؤثرًا له، عاملًا به، يمشي على الصراط المستقيم في أقواله وأعماله وجميع أحواله؟ فبمجرد النظر إلى حال هذين الرجلين، يعلم الفرق بينهما، والمهتدي من الضال منهما، والأحوال أكبر شاهد من الأقوال.
{ 23 – 26 } { قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ * قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ }
يقول تعالى – مبينًا أنه المعبود وحده، وداعيًا عباده إلى شكره، وإفراده بالعبادة-: { قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ } أي: أوجدكم من العدم، من غير معاون له ولا مظاهر، ولما أنشأكم، كمل لكم الوجود بالسمع والأبصار والأفئدة، التي هي أنفع أعضاء البدن وأكمل القوى الجسمانية، ولكنه مع هذا الإنعام { قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } الله، قليل منكم الشاكر، وقليل منكم الشكر.
{ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ } أي: بثكم في أقطارها، وأسكنكم في أرجائها، وأمركم، ونهاكم، وأسدى عليكم من النعم، ما به تنتفعون، ثم بعد ذلك يحشركم ليوم القيامة.
ولكن هذا الوعد بالجزاء، ينكره هؤلاء المعاندون { وَيَقُولُونَ } تكذيبًا:
{ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } جعلوا علامة صدقهم أن يخبروا بوقت مجيئه، وهذا ظلم وعناد فإنما العلم عند الله لا عند أحد من الخلق، ولا ملازمة بين صدق هذا الخبر وبين الإخبار بوقته، فإن الصدق يعرف بأدلته، وقد أقام الله من الأدلة والبراهين على صحته ما لا يبقى معه أدنى شك لمن ألقى السمع وهو شهيد.
{ 27 – 30 } { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ }
يعني أن محل تكذيب الكفار وغرورهم به حين كانوا في الدنيا، فإذا كان يوم الجزاء، ورأوا العذاب منهم { زُلْفَةً } أي: قريبًا، ساءهم ذلك وأفظعهم، وقلقل أفئدتهم، فتغيرت لذلك وجوههم، ووبخوا على تكذيبهم، وقيل لهم هذا الذي كنتم به تكذبون، فاليوم رأيتموه عيانًا، وانجلى لكم الأمر، وتقطعت بكم الأسباب ولم يبق إلا مباشرة العذاب.
ولما كان المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، [الذين] يردون دعوته، ينتظرون هلاكه، ويتربصون به ريب المنون، أمره الله أن يقول لهم: أنتم وإن حصلت لكم أمانيكم وأهلكني الله ومن معي، فليس ذلك بنافع لكم شيئًا، لأنكم كفرتم بآيات الله، واستحققتم العذاب، فمن يجيركم من عذاب أليم قد تحتم وقوعه بكم؟ فإذًا، تعبكم وحرصكم على هلاكي غير مفيدة، ولا مجد لكم شيئًا.
ومن قولهم، إنهم على هدى، والرسول على ضلال، أعادوا في ذلك وأبدوا، وجادلوا عليه وقاتلوا، فأمر الله نبيه أن يخبر عن حاله وحال أتباعه، ما به يتبين لكل أحد هداهم وتقواهم، وهو أن يقولوا: { آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } والإيمان يشمل التصديق الباطن، والأعمال الباطنة والظاهرة، ولما كانت الأعمال، وجودها وكمالها، متوقفة على التوكل، خص الله التوكل من بين سائر الأعمال، وإلا فهو داخل في الإيمان، ومن جملة لوازمه كما قال تعالى: { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فإذا كانت هذه حال الرسول وحال من اتبعه، وهي الحال التي تتعين للفلاح، وتتوقف عليها السعادة، وحالة أعدائه بضدها، فلا إيمان [لهم] ولا توكل، علم بذلك من هو على هدى، ومن هو في ضلال مبين.
ثم أخبر عن انفراده بالنعم، خصوصًا، بالماء الذي جعل الله منه كل شيء حي فقال: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا } أي: غائرًا { فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } تشربون منه، وتسقون أنعامكم وأشجاركم وزروعكم؟ وهذا استفهام بمعنى النفي، أي: لا يقدر أحد على ذلك غير الله تعالى.
تمت ولله الحمد.

( آية 1-30 )
منال المطيري

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تعالوا بنا نؤمن ساعة طريقة سهلة

أخواتى السلام عليكن ورحمت الله وبركاته

حياكن الله
إلى كل من فقدت جنينها أو طفلها او حتى لم تحمل بعد………لا تحزنى
تعالين بنا نؤمن ساعة نغوص فى أحوال الدنيا نتدبرها لندرك حقيقة إبتلاءنا
أردت أن أكتب فى هذا الموضوع ما أضمد به جراح كثيرات ينتظرن حلم الأمومة

أسأل الله أن يهب كل منتظرة وأن يعوض صبرها خيراً إن لم تكن حملت بعد………
أو يعوضها خيراً مما فقدت إن كانت فقدت طفلاً أو جنيناً………
أختى يا من رزقت الذرية أسأل الله أن يبارك لك فيها أردت أن يكون رابط هذا الموضوع هو مواستك لكل أخت تحطم حلمها فى الأمومة لتتصبر ولتحتسب

أسأل الله أن يتقبله منى ويجعله فى ميزان حسناتى يوم ألقاه
اللهم إجعل عملى صالحاً وإجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لغيرك فيه شيئاً

أولاً :نبدء بآيات من كتاب ربى فى الصبر

قالر ربى وأحق القول قول ربى:

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿155﴾الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿156﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿البقرة:155_ 156_157﴾

تأملى أختى ربى يثنى على من إسترجع عند وقوع المصيبة فأثابهم بذلك صلواتٍ منه ورحمة ومدحهم بأنهم هم المهتدون
والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة إستغفار

وقال العلماء أن الإسترجاع (أى قولنا إنا لله وإنا إليه راجعون) هى ملجأ وملاذ لذوى المصائب وعصمة لهم من الشيطان لئلا يتسلط عليهم فيوسوس لهم بأفكار خبيثة تدفعهم للقنوط من رحمة الله

مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿التغابن: 11﴾

قال المفسرون يهد قلبه يعنى يدرك أن المصيبة من عند الله فيرضى

والمصيبة هى كل ما يصيب المرء من مكروه حتى الشوكة يشاكها المسلم مصيبةمصيبة تخيلوا إلى أى يحد يرحمنا ربنا

-تعالوا: نردد إنا لله وإنا إليه راجعون مع كل شكة إبرة مع كل مغصة
فتكونى ممن عليهم صلوات من ربهم ورحمة …….وتكونى من المهتدين
ونلوذ لله بها عند كل مكروه ولو كان تافهاً بسيطاً لنحوذ الأجر والثواب الذى وعده الله لمن فعل ذلك

-تعالوا: نعيش معنى إنا لله وإنا إليه راجعون ونحن ننطق بها
تعلمن ما معناها؟؟؟؟؟؟؟
أننى مملوكة لمالك حكيم
أى أن ما فقدته لم يكن أصلاً ملكى وإنما هو ملك لمالك الملك
فلا انا أملك ذلك المولود ولا هذا الجنين وإنما هو ملك لربى
وإن كنت أنا لا أملكه فأنا أحقر من أن أحفظه أو حتى أتصرف به كما أريد بل أن مأمورة أن أنشأه على الإسلام وأقربه من كل ما يرضى الله وأبعده عن كل ما يغضب الرحمن

تأملن معى المعنى ……..كيف ضل عنه من رزق بالذرية ثم يصبح همه الأعظم تعليمه الموسيقى أو ترديد الأغانى

-تعالوا: نعيش معنى آخر لتلك الكلمة الساحرة (إنا لله وإنا إليه وإنا إليه راجعون)
أنا مرجعنا حميعاً له مهما طالت الأعمار……..وأننا سنترك الدنيا وراء ظهورنا
فكيف نحزن على مفقود أو كيف نفرح بمتاع زائل لابد لك من مفارقته يوما ما بعد أم قرب
قال تعالى:
لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿الحديد: 23﴾

فإننا مأمورون بعدم الحزن عما فات وإنما الإنشغال بالآخرة فربما ضاع العمر ونحن ننظر للخلف وما أعتدنا العُدة ليوم تشيب له الولدان وتضع كل ذات حمل حملها

ثانياً :من السنة النبوية المطهرة

كلنا يعلم حديث أم سلمة لما مات إبنها فلم تجزع ولم تتخبط ولم تنهار وإنما الصبر عند الصدمة الأولى
فدفنته بنفسها فى فناء المنزل ثم تزينت لأبى سلمة ……سبحان الله كأن شيئأً لم يكن……وفى ذلك إشارة إلى أن لزوجك عليك حقاً حتى فى أشد ساعات حزنك ……عليك ألاتشُقى عليه بحزنك أنت بل فرجى عنه….بتهوين المصيبة لا العكس
للأسف كلنا ننهار ويحتار الزوج كيف يهدئ من روع أم ملتاعة نسيت فى حزنها واجبها نحو زوجها

-تعالوا :نتذكر أننا جميعاً حفيدات أم سلمة ولا ننسا مهما عظم حزننا واجب أزواجنا علينا وأن نبدء نحن بتهوين المصيبة عليهم

نعود لقصة أم سلمة…لما تزينت لزوجها وكان منهما ما كان بالليل وكان قد سألها قبل ما فعل الغلام فقالت إستراح ……وففهم أنه نام …وهى تقصد أنه مات فى ذلك إشارة لإستخدام لمعاريض لتفيف الصدمة على الغير
والمعاريض هى ذكر كلام ظاهره يعطى معنى يفهمه السامع وباظنة معنى آخر ,,,وهو ليس بكذب
ولكن إحذر من تكرار إستخدامه ولا يكون إلا فى أضيق الحدود ولأسباب مشروعة……فأن كثرة إستخدامه تقود للكذب
فلما أصبح أبو سلمه سألهاثانية فأخبرته الخبر فتوجهه إلى رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه مغضباً وقص عليه ما حدث فقال النبى صلى الله عليه وسلم بورك لكما فى ليلتكما
فحملت فى تلك الليلة بغلام………صار له بعد ذلك عندما تزوج عشرة من الولد كلهم حفظه لكتاب الله

أى أنه بصبر ساعة عوض الله أم سلمة عن ولد واحد بعشرة أحفاد كلهم حفظة لكتاب الله

-تعالوا : نرضى بقضاء الله ونصبر فيعوضنا الله خير مما فقدنا أضعاف مضعفة فى الدنيا قبل الآخرة.وليس الجزاء على الصبر فى الآخرة فقط

أتمنى أن أجعله موضوع شاملاً تتعزى به كل أم مجروحة
أسأل الله أن يعيننى ويبارك فى الوقت ويكون لنا حديث جديد
لله الحمد أنا لم أمر بتجربة فقد الولد وأسأل الله ألا أذوقها
إلا أنى أشعر بمرارتها فى حلقى كلما قرأت عن إحدى الأخوات سقط جنينها أو مات بعد ولادته
فأحببت أنا أكتب هذا الموضوع عس يشفع لى عند ربى فيجنبنى مرارة تلك التجربة
أحبكن جميعاً فى الله
أخشى أن أعدكن بإستكمال الموضوع فلا أتمكن أدعو الله لى ببركة الوقت
أسأل الله القبول وغلإخلاص

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

طريقة مختصرة لحفظ القران الكريم

حفظ القران الكريم كتاب الله تعالى له فضل عظيم

ويا فرحة ومكانة حافظ القران الكريم مجودا كمان انزل على النبى صلى الله عليه وسلم فهو مع السفرة الكرام البررة

قال الرسول صلى الله عليه وسلم الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة والذى يقرا القران ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

لذلك حبيت ان انقل لكم بعض القواعد الذهبية لحفظ الفران الكريم مع طريقة مختصرة لحفظه

القواعد الذهبية لحفظ القران الكريم

1. وجوب اخلاص النية وجعل حفظ القران والعناية به لله تعالى

2. تصحيح النطق والقراءة ولا يك ذلك الا بالسماع من قارى مجيد او حافظ متقن

3. تحديد مقدار لحفظ كل يوم اية او ايتين فقليل دائم خير من كثير منقطع

4. لا تتجاوز مقررك اليومى ولا تنقص منه حتى تجيد حفظه

5. اجعل لنفسك مصحفا خاصا لا تغيره مطلقا وذلك لان الانسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع

6. الفهم طريق الحفظ حاول فهم الايات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض

7. لا تتجاوز مقررك حتى تربط اوله باخره

8. المتابعة والتسميع الدائم قال صلى الله عليه وسلم ( انما مثل صاحب القران كمثل صاحب الابل المعلقة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت ) رواه البخارى

9. العناية بالمتشابهات من الايات

10. صلى بما تحفظ فى الفرائض والنوافل وتهجد به الليل ( وهذه عن تجربة شخصية ليها مفعول رهيب فى التثبيت )

11. اغتنم سنوات الحفظ الذهبية وهى من سن الخامسة الى الثالثة والعشرين فالانسن فى هذه السن تكون حافظته جيدة جدا ولكن ليس معنى ذلك ان مافوق هذه السن لا يحفظ القران لا ( ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر )

12. استمع لشريط قران قبل النوم

طريقة مختصرة للحفظ

1. اختر السورة التى ترغب فى حفظها ولا تلزم نفسك بالبداية من اول المصحف

2. اقرا مقدار ربع حزب يوميا مع اية او سطر من الربع الذى بعده بعد كل صلاة مرة واحدة

3. خلال الاسبوع تكون قد قراته بمقدار لا يزيد عن 30 مرة

4. اذهب يوم الجمعة الى المسجد قبل الخطبة بنصف ساعة

5. ابدا بحفظ المقرر

6. كرر الاية بلسانك ثم احفظها ثم الاية الثانية …….. الخ

7. اقرا الاولى والثانية متصلين من حفظك وهكذا الى نهاية المقرر

8. حاول ان تصلى ركعتين وتقرا فيهما المقرر

9. خلال اربع سنوات ونصف تكون باذن الله قد ختمت كتابه حفظا

تقبل الله منا ومنكم وجزاكم الله خيرا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

الدرس الأول : مبادىء علم التجويد طريقة سهلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم جميعا ربنا يجمعنا دايما فى الخير ويجمعنا فى الفردوس الأعلى إن شاء الله

مبادىء علم التجويد

1-تعريفه
2-حكمه
3-موضوعه
4-فضله
5-فائدته
6-غايته
7-واضعه

أولا:تعريفه


التجويد لغة: التحسين[/CENTER

]

يقال هذا شىء جيد أى حسن وجودت الشىء أى حسنته

[CENTER]واصطلاحا:إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه

[CENTER]وحق الحرف : صفاته الذاتية اللازمة له :كالجهر والشدة والاستعلاء والاستفال والغنة وغيرها فإنها لازمة لذات الحرف لا تنفك عنه فإن انفكت عنه ولو بعضها كان لحنا (وان شاء الله هناخد اللحن فى الدرس القادم)
ومستحق الحرف:صفاته العرضية الناشئة عن الصفات الذاتية :كالتفخيم فإنه ناشىء عن الاستعلاء
وكالترقيق فإنه ناشىء عن الاستفال[/CENTER]

ثانيا: حكمه

العلم به فرض كفاية والعمل به فرض عين على كل قارىء من مسلم ومسلمة لقوله تعالى :"ورتل القرآن ترتيلا"
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فإنه سيجىء أقوام من بعدى يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم " رواه مالك والنسائى
المراد باللحون هنا اللهجات ولذا يأثم تاركه

ويتضح من ذلك أن حكم تعلمه فرض كفاية بالنسبة لعامة المسلمين وفرض عين بالنسبة لرجال الدين من العلماء والقراء

ثالثا: موضوعه

واما موضوعه :فالكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها ويرى بعض العلماء ضرورة تطبيق قواعد التجويد فى قراءة الحديث والحق ان ذلك يستحسن ولا يحب

رابعا:فضله:

إن علم التجويد من أشرف العلوم وأفضلها لتعلقه بأشرف الكتب واجلها وهو القرآن الكريم

خامسا:فائدته
وأما عن فائدته فإن له فوائد كثيرة من اهمها:
أ-حسن الأداء (أى أداء التلاوة)
ب-جودة القراءة(أى قراءة القرآن الكريم )
ج-صون اللسان عن اللحن فى قراءة القرآن الكريم
سادسا :غايته
الفوز بسعادتى الدنيا والأخرة والوصول إلى مرضاة الله تعالى
سابعا: واضعه
واما عن واضعه من الناحية العلمية فهو النبى صلى الله عليه وسلم ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدى وغيره من ائمة القراء واللغة

الأسئلة
السؤال الأول عرف التجويد لغة واصطلاحا؟
السؤال الثانى ما فائدة التجويد؟

فى انتظار إجاباتكم
يارب يكون الشرح واضح واى سؤال انا جاهزة ارد عليكم
الدرس القادم هناخد اللحن ومراتب القرآن بعد كده ندخل فى الأحكام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

الفرق بين الياء والألف اللينة .. !! هااام للحفظ

السّلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

حيّاكنّ الله أخواتي الغاليات

(ي ) و ( ى )

كثير ما نجد في صفحات الأخوات أنهنّ يكتبن الياء ( ي ) و الألف اللينة ( ى ) بنفس الطريقة …

هكذا ( ى ) في كلتا الحالتين سواءًا كانت الكلمة منتهية بياء أو ألف ليّنة …

ومن المعروف ياغاليات أن الياء والألف اللينة تكتبان بنفس الطريقة في الرسم العثماني ؛ من غير النقاط .

وما يميّز الألف اللينة هو وجود ألف صغيرة ممدودة كما هو موضّح هُنا

ولصعوبة كتابة هذه الألف أثناء التّسميع , فإنّه يتوجب علينا الالتزام بكتابة النقطتين حفاظًا على قدسية

القرآن الكريم .

لأنه بإسقاط هاتين النقطتين يتغيّر المعنى أو أحيانًا عند لفظ كلمة تنتهي بألف لينة أصلها في القرآن

ياءًا فإننا لا نجد لتلك الكلمة وجودًا في اللغة .

مثلا كلمة " يهدي " … لنحاول لفظها " يهدى " , هل سمعتِ بكلمة كهذه من قبل ؟

ومن هنا أرجو منكنّ ياغاليات التفريق بين "الياء " و " الألف اللينة " باستخدام النقطتين مع حرف الياء.

أسأل الله تعالى أن يعلّمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علّمنا وان يزدنا علمًا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

|| ۞ ~ حَـلقـهْـ ـآلصُحبه ـآلصَآلِحـَه ~ لِحفظْ وتَسميع سُورهـْ يَـس~ ۞ || للحفظ

:
صبآااحكن / مسآاائكن ..
خير وسعادهـ وطاعه بعون الرحمن

فتحت الحلقه من جديد لنحفظ سوياً سورهـ يس
وكثير منا يعلم فضائلها وفضآئل قراءه القرآن بشكل عام وحفظه ..

وأتمنى نتشآرك مع بعض الحفظ ونعين بعض
على الطآعات .. ومافي أجمل من الاجتمآع على ذكر الله ,,
وطبعاً ممكن تشاركنآ الحافظآت بالتسميع لزياده الخير والتشجيع ^^

بانتــــــظآر
مشاركآتكن أحبتي في الله ..~
’,

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

كيف تحب القرآن ؟؟ – حفظ القرآن

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تحب القرآن؟؟؟

عندما تصلنا رسالة من شخص عزيز علينا نقرأها مرااات ومراااات ونود لو انا فتحنا قلوبنا ووضعناها داخلها لان هذا الشخص غالى لدينا جدااا ممكن ان يكون اب ,ام, اخ ,صديق مقرب .. ولله المثل الاعلى فالقرآن هو كلام الله جل فى علاه.. ولا يوجد اغلى فى قلوبنا من الله واهب كل شىء جميل لنا فى حياتنا فمن اغلى من الله فى قلوبنا؟؟؟؟؟

بل لو ان هناك شىء اغلى فلنزيله سريعا ليكون الحب الوحيد المسيطر على قلوبنا هو حب ربنا ليتحقق معنى التوحيد فى لا اله الا الله محمد رسول الله

وطبعا اى شىء ياتى من ربى حبيبى فهو حبيبى.. فالقرآن كلام ربى اضعه فى قلبى

وهنا ان شاء الله سنناقش كيف يكون القرآن حياتنا والزاد التى تحيا به نفوسنا فنسعد فى حياتنا وآخرتنا

فاننا لو تأملنا في حال الناجحين في الحياة بدءاً من النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صلاة الليل خاصة، والعمل المتفق عليه عندهم الذي لا يرون التهاون به في أي حال هو الحزب اليومي من القرآن
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" إنه الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل ، أو اعترضته العوارض ، لأنهم يعلمون يقينا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيا بدونه ، إنهم يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء البدن ، ويشعرون بالنقص متى حصل شيء من ذلك ، بعكس المفرطين الذين لا يشعرون إلا بجوع أبدانهم وعطشها ، أو مرضها وألمها، أما ألم القلوب وعطشها وجوعها فلا سبيل لهم إلى الإحساس به.

إن قراءة القرآن في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضا طريا نديا في القلب .

إنها المنطلق لكل عمل صالح آخر من صيام أو صدقة أو جهاد وبر وصلة.

إن تدبر القرآن يحقق لك التوحيد والإخلاص والاستكانة والتضرع والعبودية لله رب العالمين.

فهيااا معااا نعرف كيف السبيل الى ذلك؟؟؟ كيف يكون القرآن دمائنا وحياتنا ؟؟؟

أولا يجب أن نعرف أن القلب هو آلة الفهم والعقل وهناك أكثر من مائة آية تدل على ذلك منها قول الله تعالى :

-قول الله تعالى:﴿ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ﴾ [(57) سورة الكهف].

2-وقوله تعالى : ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [(46) سورة الحـج ].

3-وقوله تعالى: ﴿مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾[(4) سورة الأحزاب] .

فمن هنا نستنتج أن القلب آلة الفهم والعقل والإدراك ، ومن ذلك فهم القرآن وتدبره

ثانيا علينا أن ندرك شيئا هاماً هو أن القلب بيد الله وحده جل فى علاه يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء بحكمته وعلمه سبحانه .. قال تعالى :

-قال الله تعالى : ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهَِ﴾[(24) سورة الأنفال]

2-وقال تعالى :﴿ إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ﴾[ (57) سورة الكهف ]

3-وقال تعالى :﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون ﴾ [ (164) سورة الأعراف ]

وقد جعل لذلك أسبابا ووسائل ، من سلكها وفق ، ومن تخلف عنها خذل … فهياا معااا نعرف كيف نأخذ بهذه الأسباب حتى يتملك القرآن القلوب والألباب

اهم شىء هو أننا عندما نقرأ القرآن ونحاول فهمه فاننا نعلم أن القلوب بيد الله تعالى فالفتح من الله وحده .. وأنه عندما يفتح الله علينا ونتدبر آية فهذه نعمة عظيمة تتوجب الشكر لا الفخر .. فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

هنا ستتساءلون وماهى علاقة حب القرآن بالتدبر؟؟؟؟

من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئا تعلق به ، واشتاق إليه ، وشغف به ، وانقطع عما سواه ، والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته ، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين ، والفهم العميق، وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبا ، وانقياده إليه يكون شاقا لا يحصل إلا بمجاهدة ومغالبة ، وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر .

والواقع يشهد لصحة ما ذكرت ، فإننا مثلا نجد أن الطالب الذي لديه حماس ورغبة وحب لدراسته يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة ، وينهي متطلباته وواجباته في وقت وجيز ، بينما الآخر لا يكاد يعي ما يقال له إلا بتكرار وإعادة ، وتجده يذهب معظم وقته ولم ينجز شيئا من واجباته .

فينبغى لكل منا أن يسأل نفسه .. هل أحب القرآن؟؟؟

ولمعرفة ذلك فلنسأل أنفسنا هذه الأسئلة البسيطة

هل أفرح بلقائه؟؟؟

هل أجلس معه أوقاتا طويلة دون ملل؟؟؟

هل اشتاق الى قراءته والتطلع فيه حتى لو كان عندى مشغوليات .. اسرع اليه بقلبى ولا اتحمل مفارقته؟؟؟

هل ارجع اليه واستشيره فى اى امر يقف امامى واثق فى توجيهاته ؟؟؟ هل آخذ بحكمه فى كل أمور الحياة صغيرها وكبيرها؟؟؟ فنبينا صلى الله عليه وسلم كما وصفته امنا عائشة كان قرآنا يمشى على الأرض

إن بعض المسلمين لو سئل هل تحب القرآن ؟ يجيب : نعم أحب القرآن ، وكيف لا أحبه ؟ لكن هل هو صادق في هذا الجواب ؟

كيف يحب القرآن وهو لا يطيق الجلوس معه دقائق ، بينما تراه يجلس الساعات مع ما تهواه نفسه وتحبه من متع الحياة.

قال أبو عبيد : "لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله"

إننا ينبغي أن نعترف بالتقصير إذا لم توجد فينا العلامات السابقة ، ثم نسعى في التغيير

كيف نحب القرآن؟؟؟

· أولا : التوكل على الله تعالى والاستعانة به:

الدعاء بحب القرآن أمر عظيم، من استجيب له سعد في حياته سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، ومن رزقه الله حب القرآن فقد رزقه الإيمان ،وسهل له طريق الجنان، وما دام الأمر بهذه الأهمية فإننا لم نترك فيه هملا فقد بينه الله ورسوله لنا أوضح بيان وهو في أربعة أمور:

الأول: الفاتحة

فقد تضمنت الفاتحة سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم ، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم ، ومن أهم نعم الله عليهم أن فتح لهم أبواب كتابه ويسر لهم العيش في رحابه ، فعندما تقرأ الفاتحة فأنت تدعو الله تعالى أن يرزقك حب كتابه العظيم ليحصل لك بذلك الغوص في أعماقه والنجاة به في الحياة الدنيا والآخرة .


الثاني: الاستعاذة

فإن الشيطان قد قطع على نفسه العهد أن يقطع عليك طريق الوصول إلى القرآن الكريم الذي هو صراط الله المستقيم ، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من الشيطان في كل مرة نريد قراءة القرآن الكريم : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [ سورة النحل – الآية : 98 ].

الثالث: البسملة

البسملة حقيقتها دعاء وتوسل إلى الله تعالى بثلاثة من أسمائه: الله ، الرحمن ، الرحيم ، ليمدك بالعون والبركة فيما أنت مقبل عليه ، وما تريد أن تقوم به.

الرابع: دعاء حب القرآن

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"

وهذا الدعاء من الأدعية المستجابة لأنه تضمن ثلاثة أمور:

الأول: التوسل بالعبودية لله تعالى .

الثاني: التوسل بجميع أسماء الله وصفاته ومنها الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به استجاب كما ثبت في الحديث الصحيح

الثالث: الوعد من النبي صلى الله عليه وسلم بأن من دعا به أن يذهب الله همه ويبدله مكان حزنه فرحا ،

فماذا ننتظر بعد كل هذه التأكيدات؟؟؟؟

وقد جاء في الحديث وصف أقوام بأن القرآن لا يجاوز تراقيهم أو حناجرهم ،أي لم يصل نور القرآن وروحه إلى قلوبهم بل الطريق إليه مسدود فهو متوقف في الحناجر ولم يفتح له ليصل إلى القلب فكما قال تعالى: :﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [ سورة الشورى – الآية : 52 ] فالقرآن الكريم روح ونور

، فالذي يدعو بهذا الدعاء فهو يسأل الله تعالى أن يزيل هذه العوائق ويفتح الطريق إلى القلب ليصل إليه نور القرآن وروحه. ف ليس كل من قرأ القرآن قد وصل القرآن إلى روحه وقلبه ونفسه ، بل الكثير منهم محرومون من ذلك . فلنتذكر أن الحاجة المطلوبة في هذا الدعاء عظيمة يتوقف عليها سعادة الإنسان الأبدية ؛ وهي أن يكون القرآن ربيع قلبه؛ أي الماء الذي يسقي قلبه فيحييه ويقويه بعد أن كان قاسيا مريضا ، وكذلك الدعاء بأن يكون القرآن نور صدره ، وما ظنكم بصدر دخله نور القرآن..هل يبقى فيه شيء من القلق أو الهم أو المرض؟؟؟؟؟ وما ظنكم بقلب دخله روح القرآن كيف تكون قوته وثباته .

فهذا الدعاء حاجتنا إليه أشد من حاجتنا للطعام والشراب والنفس ، من استجيب له هذا الدعاء فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ، ومن حرم منه فقد فاته كل شيء وإن حصل كل ملذات الدنيا وشهواتها.

وللاسف فإن بعض الناس لا يعرف الإلحاح في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية ، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعا وسأل .

فعلى كل مسلم أن يكرر هذا الدعاء كل يوم ثلاثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن الإجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة ، وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى.

وعليه بالصبر والاستمرار حتى يستجاب له ويحصل على مطلوبه ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ، قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء

ومن علامات استجابة هذا الدعاء أن يشرح صدرك لكثرة قراءته ، وكثرة القيام به في الليل والنهار ، وعندها عليك أن تحمد الله تعالى وتشكره على هذه النعمة العظيمة وتسأله دوامها وزيادتها.

ثانيا : القراءة:

أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له .

أقترح على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن يضع له برنامجا يتضمن نصوصا من القرآن والسنة وأقوال السلف ، فيها بيان لعظمة القرآن ومكانته ، ويرتبها على مستويين : متن ( اى كلام السلف نفسه) ، وشرح ( اى تفسير الكلام) ، فالمتن يحفظ ويكرر ، والشرح يقرأ ويفهم ، ويتم ربط المعاني التي تضمنها الشرح بألفاظ المتن([1]) . ومن الكتب النافعة في تحقيق هذا المعنى : كتاب ( حديث القرآن عن القرآن) ، للشيخ محمد الراوي ، وكتاب ( الهدى والبيان في أسماء القرآن) ، للشيخ صالح البليهي . ففي هذين الكتاب مادة علمية مهمة تحقق هذا الهدف.

ويرجى بإذن الله تعالى لمن طبق هذا البرنامج أن يرزقه الله حب القرآن وتعظيمه ، الذي هو المفتاح الرئيسى لتدبر القرآن وفهمه ،فلنكثر جميعااا من القراءة عن القرآن , ولنقرأ باستمرار عن حال السلف مع القرآن وقصصهم فى ذلك وأخبارهم.

وينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن ، وعدم تعظيمنا له سببه الجهل بقيمته ، مثل الطفل تعطيه خمسمائة ريال فيرفض ويطلب ريالا واحدا ، فكذلك من لا يعرف قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل بما هو أدنى منه .

لو أعلن عن كتاب من يختبر فيه وينجح يمنح عشرة مليارات ؛ فكيف يكون حرص الناس وتعلقهم بهذا الكتاب ؟؟؟ وكيف يكون الطلب عليه ، والاشتغال بمذاكرته ؟؟؟؟

إن القرآن كتاب من ينجحْ فيه يمنحْ ملكا لا حدود له .

إن الكثير من المسلمين تعظيمه للقرآن تعظيم مجمل ، فحد علمهم : أنه كتاب منزل من عند الله ، تعبَّدنا بتلاوته في الصلاة ، ونقرؤوه على المرضى للشفاء ، أما العلم التفصيلي بعظمة القرآن ومكانته وما يحققه من نجاح للإنسان في هذه الحياة فهو محل جهل عند الكثيرين ، وأضرب لذلك مثالا : لما تسمع عن شخص عظيم له أثر في التاريخ يتكون لديك صورة إجمالية عنه ، ويصبح له مكانة في نفسك ، وعندما تقرأ كتابا من 600 صفحة عن بطولاته وتضحياته وقصص كرمه وبره للناس ، وما حققه من إنجازات ، وما قام به من مروؤات ، تعيش مع هذا الكتاب مدة شهر حرفا حرفا فبكل تأكيد أن صورة هذا القائد أو المصلح ستزداد عمقا ، ويزداد حبك وتعظيمك له ، وهذا التأثر أمر مشاهد لا يمكن لأحد إنكاره ، فلم لا نوظفه لزيادة حبنا وتعظيمنا للقرآن الكريم وتعلقنا به ، فإذا فعلنا ذلك فإن هذا الكتاب العظيم سيزيد حبنا وتعظيمنا لله عز وجل ، وبهذا نصل إلى مرتبة ودرجة أولياء الله المتقين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يخزنون ، الذين لو أقسم الواحد منهم على الله لأبره ، وحقق له أمنيته .

اللهم اجعلنا منهم .. اللهم آمينhttp://forums.way2allah.com/showthread.php?t=3032

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده