التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

مسابقة لـ حفظ كتاب الله عز وجل سورة الطلاق الامتحان ( 2022-7-6 // 1443-1443-7-24 ) – لتحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الغاليات كانت هنا البداية مشوارنا مع مسابقتنا
( لـ حفظ كتاب الله عز وجل )

هيا للفوز والفلاح والسعادة والرضى وجنة النعيم (مسابقة لحفظ كتاب الله ) ( 1234)
مسابقة لحفظ كتاب الله ( جزء عم ) ( 1234)
أستفتاء: مسابقة لحفظ كتاب الله ( جزء تبارك )الامتحان يوم 1 ابريل ( 12)
الامتحان الأول لـ الحلقة الأولى** ( نتائج الامتحان )** ( 12)
الامتحان الثاني للحلقة الثانية لـ جزء عـم*** نتائج الامتحان ***
***مسابقة لحفظ كتاب الله ( جزء عم ) للحافظات ( المراجعة ) (1)***
***مسابقة لحفظ كتاب الله ( جزء عم ) الحلقة (2) ***
امتحان جزء تبارك ( نتائج الامتحان ) امتحان سورة التحريم

والان نكمل مسيرتنا في حفظ كتاب الله عز وجل

نبدأ من اليوم

ويكون الامتحان ان شاء الله

يوم الثلاثاء القادم بإذن الله

بتاريخ

( 2022-7-6 // 1443-1436-7-24 )
سوف نبدأ مع
سورة الطلاق
بانتظاركم اخواتي الغاليات
هيا بنا الى السابق الحقيقي
بارك الله فيكم
وانار الله دربكم بالايمان والقران

كما نذكركم بوضع الشعار في توقيعكم
لمن ترغب في الاشتراك

ويرجى بزيارة الروابط التالية
مهم: ¨°•√♥ أخيتي♥●♥ قارئة القرآن مواضيع تهمكِ ♥●♥

مهم: ♥~[ أخيتي وقفة لكِـ قبل التسميع ]~♥

الامتحان خلال 3 ايام او 4 ايام وبعدها ننتقل الى سورة اخرى

أخواتكم طاقم الروضة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

إجـابة << فـــراولـــة >> في مراجعة القرآن من سورة البقرة إلى سورة الأعراف بإذن الله – حفظ القرآن

بارك الله فيك أختنا الحبيبة شهيدة فلسطين وأجزل لك الأجر والمثوبة
وجعل ما تقومين به في موازين حسناتك .. آميــــــن
وجزا الله خيراً كل من يقوم على منتدانا الحبيب ..

أسأل الله أن يعينني ويعين كل الأخوات في هذا الركن المبارك على حفظ كتابه الكريم ويجعله نور صدورنا وقلوبنا وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون .. إنه جواد كريم ..

توكلت على الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

القران بزر الماوس طريقة سهلة

اخواتي الفاضلات

اليكن افضل متصفح للقران الكريم بزر الماوس

اليكن الرابط

http://quran.muslim-web.com/

ارجو الاستفاده من والدعاء لي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

حلقة لحفظ سورة مريم (( اشتقت إليكن))…. طريقة سهلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتــــــــــــي الحبيبات يعلم الله كم اشتقت لصحبتكن وجمعكن الطيب المبارك لحفظ ومراجعة القرآن الكريم
ولظروف خارجة عن إرادتي انقطعت عن النزهة لفترة ولكن قلبي ظل معكن، ولم أستطع الانقطاع أكثـــــر
فأحببت أن أفتح حلقة لحفظ سورة مريم وسأقوم بالمتابعة والتصحيح فقط وذلك لأني سأكون مشغولة في امتحاناتي النهائية
فمن أحبت أن تنضم معنا في هذا الجمع المبارك فسيكون حفظ نصف صفحة يوميا من سورة مريم وسنبدأ بعون الله يوم 10_5 ونختم السورة في يوم 23_5 وسيكون هناك امتحان يوم 25 في السورة كاملة

في انتظاركن حبيباتي

المحبة لكـــــــــــن في الله

أم مـــــارية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

حلقة ( براعمنا المضيئة ) استثنائية .. خارج المستويين طريقة سهلة

بسم الله الرحمن الرحيم

حلقة ( براعمنا المضيئة )

حلقة خاصة بالمستويات المختلفة ولمن أحب المشاركة من الصغار ..

المشاركون معنا ..
محمد ابن الأخت أم عمر وفاطمة

ابن الأخت laloo

مريم بنت الأخت وأبقى غريبة

بنت الأخت ملاذ الدنيا

بنت الأخت أم إيناس وإيمان

دليّل أخت الأخت روح الوغد

أيوب ابن الأخت أم عبدالله

حسن ابن الأخت كوسة وبط

نسأل الله لهم التوفيق

وأن يجعلهم غراس الأمة المبارك

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

من تبدأ تحفظ معي القران…. للحفظ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواتي الطيبات
من منكن تريد ان تشاركني فنحفظ معا القران الكريم
تانا احفظ 4 اجزاء و لكن احتاج من تساعدني في المراجعة و مستعدة ان ابدا معها من الصفر
في انتظار ردودكن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

هام للمهتمين بحفظ القرآن الكريم … – لتحفيظ القرآن

هام جدا لكل الطلبة أو للمهتمين بحفظ القرآن الكريم




معجزة القرآن … فتاة صغيرة إيرانية
http://www.safeshare.tv/v/uGJYI8EzXH0

طفلة تقرأ القرآن و لا تتكلم العربية
http://www.safeshare.tv/v/KbpOMl3ysgI

زهرة سويدية تقرأ القرآن بأجمل صوت
http://www.safeshare.tv/v/c4PXz_xTP3Y

بسم الله الرحمن الرحيم
قواعد إدارة العقل للشيخ وحيد عبد السلام (خبير تحفيظ القرآن الكريم)؟
كيف تستغل جميع خلايا المخ للحفظ والتركيز وعدم النسيان : –
المخ به 200 بليون خلية يستعمل منها 10% أو 1/4 الخلايا وحتى يتحول الحفظ من قصير المدى إلى طويل المدى أي عدم نسيان ما تحفظه بعد طول المدة والشهور والسنين واستغلال جميع خلايا المخ بقواعد علمية .
تجربة علمية واختبارات على أفراد من سن 9 سنوات : 50 سنة وكانت النتيجة أن حفظ 1500 حديث شريف في 40 يوم والترقي من حفظ 5 صفحات في اليوم إلى 15 صفحة ومن حفظ 15 صفحة إلى 100 صفحة في اليوم – وما شاء الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
1 – أفضل أوقات الحفظ .
2 – الأكل الذي يساعد على الحفظ .
3 – الطريقة العلمية لرفع التركيز في الحفظ الطويل المدى وعدم النسيان إن شاء الله .
— أفضل الأوقات للحفظ : –
1 – قبل الفجر بساعة أو ساعتين ( وقت السحر ) .
2 – بعد الفجر واستنشاق أكسجين الفجر يساعد على الحفظ ( فتح النافذة )
3 – بعد العصر .
— الأكل الذي يساعد على الحفظ : –
التصبح بأكل 7 تمرات عجوة – السكريات تزيد التركيز والحفظ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه : " من تصبح بسبع تمرات لم يصبه في هذا اليوم سم ولا سحر : .
وبما أن المخ يتغذى على السكريات إذن السكريات تنمي الذكاء والحفظ والتركيز في الصباح – لذلك يجب العناية بإفطار الأولاد الصغار والشباب والكبار كذلك لتنمية الذكاء عندهم والحفظ والتركيز .
1 – العسل الأسود 2 – عسل النحل 3 – المربات بدون مادة حافظة ( تعمل في المنزل ) .
4 – الزبيب مفيد جداً في الصباح .
ملحوظة : المادة الحافظة على أي طعام أو مشروبات مضرة .
– الأكل الذي يضعف الحفظ والتركيز : –
1 – الفول والطعمية صباحاً – يمكن أكلهم ظهراً أو مساء لأن الفول والطعمية صعب في الهضم لذلك تحتاج المعدة دم أكثر للهضم فيذهب الدم من المخ إلى المعدة لإتمام عملية الهضم – وهذا بعد ساعتين – أما التمر فيهضم بعد 5 دقائق ويعطي إشارة للمخ بالشبع لأنه يتغذى على السكريات وهذا إعجاز حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " .
2 – الأكلات الدسمة المسبكة ( خضار ني في ني أو سوتيه )
3 – عدم الشبع : إعجاز حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عن أبي كريم المقداد بن مقدبكري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما ملأ أدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " رواه الترمذي كما أن هناك حكمة تقول تأكل كثيراً تنام كثيراً .
قال الحسن البصري : في كتاب حكم ومواعظ ( يا بن آدم كانت بلية أبيك آدم هي أكله وهي بلية إلى يوم الدين ) .
– المشروبات التي تزيد الحفظ : –
العصائر الطازجة : وصانا حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم أن أول أكلة ( الفطور ) نفطر على التمر والسكريات – وآخر أكلة ( السحور ) فيها تمر وسكريات .
– المشروبات التي تضعف الحفظ : –
المشروبات الغازية : – تؤثر على عدم الحفظ حيث تعمل على زيادة الكولسترول في الدم وتمط المعدة وتكبر حجمها فيهيأ لك أنها ساعدت على الهضم وتؤدي كذلك إلى هشاشة العظام .
2 – الشاي والقهوة : حيث تنبه المخ وتجهده لكن بدون تركيز .
— الحفظ من المدى القصير إلى المدى الطويل : –
تقرأ الفقرة الأولى 10 مرات نظراً من المصحف ثم سمع لنفسك ثم الأية التي بعدها 10 مرات ثم سمع الآيتين مع بعض 3 مرات ثم التي بعدها ثم اربط الآيات – وبعد حفظ صفحة إقرأها 20 مرة مع الإشارة بأصبعك على كل كلمة حتى ترتسم في المخ وتطبع صورتها في الذهن وتعرف مكانها في الصفحة وإن شاء الله تعالى لا تنساها أبداً وتسمعها بعد شهر كما حفظتها مع الاستعانة بالله والتوكل عليه وعدم رفع عينيك على ما تحفظ حتى لا يتشتت ذهنك بالنظر حولك وانظر إلى جدار أمامك بعد 1/2 ساعة اغلق الكتاب وتحرك لمدة 2 دقيقة ثم ارجع للحفظ بعد ساعة افتح النافذة لمدة 5 دقائق لتجديد الاكسجين الذي يساعد على الحفظ والتركيز .

{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }إبراهيم1
{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }القصص85

الصدقات تنفعنا و أحبابنا الذين سبقونا


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تفسير اية الكرسي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله – لتحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


]الله لا إله إلا هو[ في هذه الآية يخبر الله بأنه منفرد بالألوهية، وذلك من قوله: ]لا إله إلا هو[، لأن هذه جملة تفيد الحصر وطريقة النفي والإثبات هذه من أقوى صيغ الحصر.


(2) أي: ذو الحياة الكاملة المتضمنة لجميع صفات الكمال لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا يعتريها نقص بوجه من الوجوه.


و]الحي[ من أسماء الله، وقد تطلق على غير الله، قال تعالى: ]يخرج الحي من الميت[ [الأنعام: 95]، ولكن ليس الحي كالحي، ولا يلزم من الاشتراك في الاسم التماثل في المسمى.


(3) ]القيوم[ على وزن فيعول، وهذه من صيغ المبالغة، وهي مأخوذة من القيام.


ومعنى ]القيوم[، أي: أنه القائم بنفسه، فقيامه بنفسه يستلزم استغناءه عن كل شيء، لا يحتاج إلى أكل ولا شرب ولا غيرها، وغيره لا يقوم بنفسه بل هو محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده وإعداده وإمداده.


ومن معنى ]القيوم[ كذلك أنه قائم على غيره لقوله تعالى ]أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت[ [الرعد: 33]، والمقابل محذوف تقديره: كمن ليس كذلك، والقائم على كل نفس بما كسبت هو الله عز وجل ولهذا يقول العلماء القيوم هو القائم على نفسه القائم على غيره، وإذا كان قائماً على غيره، لزم أن يكون غيره قائماً به، قال الله تعالى: ]ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره[ [الروم: 25]، فهو إذاً كامل الصفات وكامل الملك والأفعال.


وهذان الاسمان هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ولهذا ينبغي للإنسان في دعائه أن يتوسل به، فيقول: يا حي! يا قيوم! وقد ذكرا في الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع: هذا أحدها، والثاني في سورة آل عمران: ]الله لا إله إلا هو الحي القيوم[ [آل عمران: 2]، والثالث سورة طه: ]وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً[ [طه: 111].


هذان الاسمان فيهما الكمال الذاتي والكمال السلطاني، فالذاتي في قوله: ]الحي[ والسلطاني في قوله: ]القيوم[، لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء.


لا تأخذه سنة ولا نوم(1)…………………………………….. …………….


(1) السنة النعاس وهي مقدمة النوم ولم يقل: لا ينام، لأن النوم يكون باختيار، والأخذ يكون بالقهر.


والنوم من صفات النقص، قال النبي عليه الصلاة والسلام:


"إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام"(1) لنقصها، لأنها تحتاج إلى النوم من أجل الاستراحة من تعب سبق واستعادة القوة لعمل مستقبل، ولما كان أهل الجنة كاملي الحياة، كانوا لا ينامون، كما صحت بذلك الآثار.


لكن لو قال قائل: النوم في الإنسان كمال، ولهذا، إذا لم ينم الإنسان، عد مريضاً. فنقول: كالأكل في الإنسان كمال ولو لم يأكل، عد مريضاً لكن هو ك مال من وجه ونقص من وجه آخر، كمال لدلالته على صحة البدن واستقامته ونقص لأن البدن محتاج إليه، وهو في الحقيقة نقص.


إذاً ليس كل كمال نسبي بالنسبة للمخلوق يكون كمالاً للخالق، كما أنه ليس كل كمال في الخالق يكون كمالاً في المخلوق، فالتكبر كمال في الخالق نقص في المخلوق والأكل والشرب والنوم كمال في المخلوق نقص في الخالق، ولهذا قال الله تعالى عن نفسه: ]وهو يطعم ولا يطعم[ [الأنعام: 14].


له ما في السموات وما في الأرض


قوله: ]له ما في السموات وما في الأرض[: ]له[: خبر مقدم. ]وما[: مبتدأ مؤخر، ففي الجملة حصر، طريقه تقديم ما حقة التأخير وهو الخبر. ]له[: اللام هذه للملك. ملك تام، بدون معارض. ]ما في السموات[: من الملائكة والجنة وغير ذلك مما لا نعلمه ]وما في الأرض[: من المخلوقات كلها الحيوان منها وغير الحيوان.


وقوله: ]السموات[: تفيد أن السماوات عديدة، وهو كذلك وقد نص القرآن على أنها سبع ]قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم[ [المؤمنون: 86].


والأرضون أشار القرآن إلى أنها سبع بدون تصريح، وصرحت، بها السنة، قال الله تعالى ]الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن[ [الطلاق: 12]، مثلهن في العدد دون الصفة وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين"


من ذا(1) الذي يشفع(2) عنده(3) إلا بإذنه(4) ]من ذا[ اسم استفهام أو نقول: ]من[ اسم استفهام، و ]ذا[: ملغاة، ولا يصح أن تكون ]ذا[: اسماً موصولاً في مثل هذا التركيب، لأنه يكون معنى الجملة: من الذي الذي! وهذا لا يستقيم.


من ذا الذي يشفع


الشفاعة في اللغة: جعل الوتر شفعاً، قال تعالى: ]والشفع والوتر[ [الفجر: 3]. وفي الاصطلاح: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، فمثلاً: شفاعة النبي r لأهل الموقف أن يقضى بينهم: هذه شفاعة بدفع مضرة، وشفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها بجلب منفعة.


عنده أي: عند الله.


إلا بإذنه


أي: إذنه له وهذه تفيد إثبات الشفاعة، لكن بشرط أن يأذن ووجه ذلك أنه لولا ثبوتها، لكان الاستثناء في قوله ]إلا بإذنه[: لغواً لا فائدة فيه.


وذكرها بعد قوله: ]له ما في السموات…[ يفيد أن هذا الملك الذي هو خاص بالله عز وجل، أنه ملك تام السلطان، بمعنى أنه لا أحد يستطيع أن يتصرف، ولا بالشفاعة التي هي خير، إلا بإذن الله، وهذا من تمام ربوبيته وسلطانه عز وجل.


وتفيد هذه الجملة أن له إذناً والإذن في الأصل الإعلام، قال الله تعالى: ]وأذان من الله ورسوله[ [التوبة: 3]، أي إعلام من الله ورسوله، فمعنى ]بإذنه[، أي: إعلامه بأنه راض بذلك.


وهناك شروط أخرى للشفاعة: منها: أن يكون راضياً عن الشافع وعن المشفوع له، قال الله تعالى: ]ولا يشفعون إلا لمن ارتضى[ [الأنبياء: 28]، وقال: ]يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً[ [طه: 109].


وهناك آية تنتظم الشروط الثلاثة ]وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى[ [النجم: 26]، أي: يرضى عن الشافع والمشفوع له، لأن حذف المعمول يدل على العموم.فالشروط الثلاثة :-


1- الرضا عن الشافع


2- الرضا عن المشفوع له


3- الإذن للشافع من الله تعالى


إذا قال قائل: ما فائدة الشفاعة إذا كان الله تعالى قد علم أن هذا المشفوع له ينجو؟


فالجواب: أن الله سبحانه وتعالى يأذن بالشفاعة لمن يشفع من أجل أن يكرمه وينال المقام المحمود.


يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم


العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً، والله عز وجل ]يعلم ما بين أيديهم[ المستقبل، ]وما خلفهم[ الماضي، وكلمة ]ما[ من صيغ العموم تشمل كل ماض وكل مستقبل، وتشمل أيضاً ما كان من فعله وما كان من أفعال الخلق.


ولا يحيطون بشيء من علمه.


الضمير في ]يحيطون[ يعود على الخلق الذي دل عليهم قوله: ]له ما في السموات وما في الأرض[، يعني لا يحيط من في السماوات والأرض بشيء من علم الله إلا بما شاء.


ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء يحتمل من علم ذاته وصفاته، يعني: أننا لا نعلم شيئاً عن الله وذاته وصفاته إلا بما شاء مما علمنا إياه ويحتمل أن (علم) هنا بمعنى معلوم، يعني: لا يحيطون بشيء من معلومه، أي: مما يعلمه، إلا بما شاءه، وكلا المعنيين صحيح وقد نقول: إن الثاني أعم، لأن معلومه يدخل فيه علمه بذاته وبصفاته وبما سوى ذلك.


يعني إلا بما شاء مما علمهم إياه، وقد علمنا الله تعالى أشياء كثيرة عن أسمائه وصفاته وعن أحكامه الشرعية، ولكن هذا الكثير هو بالنسبة لمعلومه قليل، كما قال الله تعالى: ]ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا[ [الإسراء: 85].


وسع كرسيه السموات والأرض


وسع بمعنى شمل، يعني: أن كرسيه محيط بالسماوات والأرض، وأكبر منها، لأنه لولا أنه أكبر ما وسعها.


الكرسي، قال ابن عباس رضي الله عنهما "إنه موضع قدمي الله عز وجل"، وليس هو العرش، بل العرش أكبر من الكرسي وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام: "أن السماوات والسبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة".


هذا يدل على عظم هذه المخلوقات وعظم المخلوق يدل على عظم الخالق.


ولا يؤوده حفظهما يعني: لا يثقله ويكرثه حفظ السماوات والأرض.


وهذه من الصفات المنفية، والصفة الثبوتية التي يدل عليها هذا النفي هي كمال القدرة والعلم والقوة والرحمة.


وهو العلي


]العلي[ على وزن فعيل، وهي صفة مشبهة، لأن علوه عز وجل لازم لذاته، والفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل أن اسم الفاعل طارئ حادث يمكن زواله، والصفة المشبهة لازمة لا ينفك عنها الموصوف.


وعلو الله عز وجل قسمان: علو ذات، وعلو صفات:


فأما علو الذات، فإن معناه أنه فوق كل شيء بذاته، ليس فوقه شيء ولا حذاءه شيء.


وأما علو الصفات، فهي ما دل عليه قوله تعالى: ]ولله المثل الأعلى[ [النحل: 60]، يعني: أن صفاته كلها علياً، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه.


العظيم


]العظيم[، أيضاً صفة مشبهة، ومعناها: ذو العظمة، وهي القوة والكبرياء وما أشبه ذلك مما هو معروف من مدلول هذه الكلمة.


وهذه الآية تتضمن من أسماء الله خمسة وهي: الله، الحي، القيوم، العلي، العظيم.


وتتضمن من صفات الله ستاً وعشرين صفة منها خمس صفات تضمنتها هذه الأسماء.


السادسة: انفراده بالألوهية.


السابعة: انتفاء السنة والنوم في حقه، لكمال حياته وقيوميته.


الثامنة: عموم ملكه، لقوله: ]له ما في السموات وما في الأرض[.


التاسعة: انفراد الله عز وجل بالملك، ونأخذه من تقديم الخبر.


العاشرة: قوة السلطان وكماله، لقوله: ]من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه[.


الحادية عشرة: إثبات العندية، وهذا يدل على أنه ليس في كل مكان، ففيه الرد على الحلولية.


الثانية عشرة: إثبات الإذن من قوله: ]إلا بإذنه[.


الثالثة عشرة: عموم علم الله تعالى لقوله: ]يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم[.


الرابعة عشرة والخامسة عشرة: أنه سبحانه وتعالى لا ينسى ما مضى، لقوله: ]وما خلفهم[ ولا يجهل ما يستقبل، لقوله ]ما بين أيديهم[.


السادسة عشرة: كمال عظمة الله، لعجز الخلق عن الإحاطة به.


السابعة عشرة: إثبات الكرسي، وهو موضع القدمين.


التاسعة عشرة والعشرون والحادية والعشرون: إثبات العظمة والقوة والقدرة، لقوله: ]وسع كرسيه السموات والأرض[، لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق.


الثانية والثالثة والرابعة والعشرون: كمال علمه ورحمته وحفظه، من قوله: ]ولا يئوده حفظهما[.


الخامسة والعشرون: إثبات علو الله لقوله: ]وهو العلي[ ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى عال بذاته، وأن علوه من الصفات الذاتية الأزلية الأبدية.


وخالف أهل السنة في ذلك طائفتان: طائفة قالوا: إن الله بذاته في كل مكان وطائفة قالوا: إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا منفصل عن العالم ولا متصل.


والذين قالوا بأنه في كل مكان استدلوا بقول الله تعالى: ألم تر أن الله يعلم مافي السماواتوما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا[ [المجادلة: 7]، واستدلوا بقوله تعالى: ]هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير[ [الحديد: 4]، وعلى هذا، فليس عالياً بذاته، بل العلو عندهم علو صفة.


أما الذين قالوا: إنه لا يوصف بجهة، فقالوا: لأننا لو وصفناه بذلك، لكان جسماً، والأجسام متماثلة، وهذا يستلزم التمثيل وعلى هذا، فننكر أن يكون في أي جهة.


ولكننا نرد على هؤلاء وهؤلاء من وجهين:


الوجه الأول: إبطال احتجاجهم.


والثاني: إثبات نقيض قولهم بالأدلة القاطعة.


1- أما الأول، فنقول لمن زعموا أن الله بذاته في كل مكان: دعواكم هذه دعوى باطلة يردها السمع والعقل:


– أما السمع، فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه العلي والآية التي استدللتم بها لا تدل على ذلك، لأن المعية لا تستلزم الحلول في المكان، ألا ترى إلى قول العرب: القمر معنا، ومحله في السماء؟ ويقول الرجل: زوجتي معي، وهو في المشرق وهي في المغرب؟ ويقول الضابط للجنود: اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم، وهو في غرفة القيادة وهم في ساحة القتال؟ فلا يلزم من المعية أن يكون الصاحب في مكان المصاحب أبداً، والمعية يتحدد معناها بحسب ما تضاف إليه، فنقول أحياناً: هذا لبن معه ماء وهذه المعية اقتضت الاختلاط. ويقول الرجل متاعي معي، وهو في بيته غير متصل به، ويقول: إذا حمل متاعه معه: متاعي معي وهو متصل به. فهذه كلمة واحدة لكن يختلف معناها بحسب الإضافة، فبهذا نقول: معية الله عز وجل لخلقة تليق بجلاله سبحانه وتعالى، كسائر صفاته، فهي معية تامة حقيقية، لكن هو في السماء.


– وأما الدليل العقلي على بطلان قولهم، فنقول: إذا قلت: إن الله معك في كل مكان، فهذا يلزم عليه لوازم باطلة، فيلزم عليه:


أولاً: إما التعدد أو التجزؤ، وهذا لازم باطل بلا شك، وبطلان اللازم يدل على بطلان اللزوم.


ثانياً: نقول: إذا قلت: إنه معك في الأمكنه، لزم أن يزداد بزيادة الناس، وينقص بنقص الناس.


ثالثاً: يلزم على ذلك ألا تنزهه عن المواضع القذرة، فإذا قلت: إن الله معك وأنت في الخلاء فيكون هذا أعظم قدح في الله عز وجل.


فتبين بهذا أن قولهم مناف للسمع ومناف للعقل، وأن القرآن لا يدل عليه بأي وجه من الدلالات، لا دلالة مطابقة ولا تضمن ولا التزام أبداً.


2- أما الآخرون، فنقول لهم:


أولاً: إن نفيكم للجهة يستلزم نفي الرب عز وجل، إذ لا نعلم شيئاً لا يكون فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال، ولا متصل ولا منفصل، إلا العدم، ولهذا قال بعض العلماء: لو قيل لنا صفوا الله بالعدم ما وجدنا أصدق وصفاً للعدم من هذا الوصف.


ثانياً: قولكم: إثبات الجهة يستلزم التجسيم! نحن نناقشكم في كلمة الجسم:


ما هذا الجسم الذي تنفرون الناس عن إثبات صفات الله من أجله؟!


أتريدون بالجسم الشيء المكون من أشياء مفتقر بعضها إلى بعض لا يمكن أن يقوم إلى باجتماع هذه الأجزاء؟! فإن أردتم هذا، فنحن لا نقره، ونقول: إن الله ليس بجسم بهذا المعنى، ومن قال: إن إثبات علوه يستلزم هذا الجسم، فقوله مجرد دعوى ويكفينا أن نقول: لا قبول.


أما إن أردتم بالجسم الذات القائمة بنفسها المتصفة بما يليق بها، فنحن نثبت ذلك، ونقول: إن لله تعالى ذاتاً، وهو قائم بنفسه، متصف بصفات الكمال، وهذا هو الذي يعلم به كل إنسان.


وبهذا يتبين بطلان قول هؤلاء الذين أثبتوا أن الله بذاته في كل مكان، أو أن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا متصل ولا منفصل ونقولك هو على عرشه استوى عز وجل.


أما أدلة العلو التي يثبت بها نقيض قول هؤلاء وهؤلاء، والتي تثبت ما قاله أهل السنة والجماعة، فهي أدلة كثيرة لا تحصر أفرادها، وأما أنواعها، فهي خمسة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة.


– أما الكتاب، فتنوعت أدلته على علو الله عز وجل منها التصريح بالعلو والفوقية وصعود الأشياء إليه ونزولها منه وما أشبه ذلك.


– أما السنة، فكذلك، فتنوعت دلالتها، واتفقت السنة بأصنافها الثلاثة على علو الله بذاته، فقد ثبت علو الله بذاته في السنة من قول الرسول r وفعله وإقراراه.


– أما الإجماع، فقد أجمع المسلمون قبل ظهور هذه الطوائف المبتدعة على أن الله تعالى مستو على عرشه فوق خلقه.


قال شيخ الإسلام: "ليس في كلام الله ولا رسوله، ولا كلام الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ما يدل لا نصاً ولا ظاهراً على أن الله تعالى ليس فوق العرش وليس في السماء، بل كل كلامهم متفق على أن الله فوق كل شيء".


وأما العقل، فإننا نقول: كل يعلم أن العلو صفة كمال، وإذا كان صفة كمال، فإنه يجب أن يكون ثابتاً لله، لأن الله متصف بصفات الكمال، ولذلك نقولك إما أن يكون الله في أعلى أو في أسفل أو في المحاذي، فالأسفل والمحاذي ممتنع، لأن الأسفل نقص في معناه، والمحاذي نقص لمشابهة المخلوق ومماثلته، فلم يبق إلا العلو، وهذا وجه آخر في الدليل العقلي.


– وأما الفطرة، فإننا نقول: ما من إنسان يقول: يارب! إلا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو.


فتطابقت الأدلة الخمسة.


وأما علو الصفات، فهو محل إجماع من كل من يدين أو يتسمى بالإسلام.


السادسة والعشرون: إثبات العظمة لله عز وجل، لقوله: ]العظيم[.


ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة، لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح)….


هذا طرف من حديث رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة استحفاظ النبي صلى الله عليه وسلم إياه على الصدقة، وأخذ الشيطان منها وقوله لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي ]الله لا إله إلا هو الحي القيوم[ حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح فأخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: "إنه صدقك، وهو كذوب


في أمان الله وحفظه

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

بعد الاذن من الجميع – لتحفيظ القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي كنت احب ان نبدا بدورة لحفظ القران الكريم مع ارفاق اسباب النزول الخاصة بالسورة لان ذلك يسهل الحفظ كثيرا ويثبت القران في الصدور
وأن نرفق معها متن الجزريه لان تعين كثيييرا على فهم التجويد بطريقة مررره سهله و لنا ايضا ان نبدا باراد الاعجازات العلمية في مجال القران الكريم واخذ الدراسات الاخيرة في هذا المجال فان تمت الموافقة منكم وخاصة من المشرفات شرعنا بذلك
والله الموفق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
دار تحفيظ القرآن

تفسير آية الكرسي – لتحفيظ القرآن

اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو (
لفظ الجلالة } Q { علم على الذات الإلهية ، وهو اسم تفرد به الله سبحانه واختصه لنفسه ، ووصف به ذاته ، وقدمه على جميع أسمائه ، وأضاف صفاته كلها إليه 0
قال I : } رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا {
أى هل تعلم أحداً اسمه الله غير الله ؟ أو اسماً غير ماسمى به نفسه ؟
أو هل تعلم أحداً يستحق كمال الأسماء والصفات ما يستحقه الله ويتصف به حقيقة .
أو هل تعلم اسماً هو أعظم من هذا الإسم المفرد [1].
) اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو (
لارب غيره ولامعبود سواه وهو سبحانه المتفرد بالربوبية والألوهية . وتوحيد الله تعالى هو أساس العقيدة الصحيحة ، ودعوة جميع الأنبياء عليهم السلام من آدم u وحتى خاتم النبيين والمرسلين r .
قال تعالى ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا أَنَا فاعبدون { [الأنبياء 25] وقال U ) يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُون ( [النحل2 .
ولقد قسم العلماء التوحيد إلى أقسام ثلاثة : –
أولها : توحيد الربوبية :
وهو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى رب كل شيئ فلا رب غيره 0
قال تعالى) إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّة أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْق وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( [سورة الأعراف54 ]
وقال تعالى : ) قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِج الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَفَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ {31} فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) ( [سورة يونس ].
فالخالق الرازق المدبر المحي المميت المليك المقتدر هو الله .
الثانى : توحيد الألوهية :

وهو الاعتقاد الجازم بأنه تعالى الإله الحق المستحق لجمع العبادات الظاهرة و الباطنة ، المتفرد بها فلا معبود إلا هو 0

الثالث : توحيد الأسماء والصفات
أما توحيد الأسماء فيقتضي الإيمان بما عليه كل اسم من معنى ، وما يتعلق به من آثار.
قال تعالى في سورة الأعراف (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {180} )
وقال U في سورة الإسراء { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {110}
وقال U في سورة طه } اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى {8} { .
وقال e ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة }.
وأسماء الله تعالى ليست منحصرة في التسعة و التسعين اسما ولكن لله عز وجل أسماء أخرى غير تلك الأسماء ، دل على ذلك الحديث الذى رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو يعلى والطبرانى من حديث ابن مسعود t عن رسول الله e قال ( ما أصاب أحدًا قط هم ولاحزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك نا صيتى بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أواستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى و ذهاب همى : إلا أذهب الله حزنه و همه وأبدله مكانه فرحا-
– وأما توحيد الصفات فيقتضى الإيمان بها بلا تعطيل أو تشبيه بالحوادث وتفويض علم كيفيتها لله تعالى فهو تعالى أعلم بنفسه منا ، و الإيمان بعدم وجود صفتين لله تعالى من جنس واحد كقدرتبن و إرادتين
– وأما توحيد الأفعال فمعناه عدم وجود فعل لأحد غيره يشبه فعله تعالى قال تعالى } ليس كمثله شئ وهو السميع البصير { سورة الشورى : 11 .
وقال تعالى } قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد { .
وكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) متضمنة لجميع أنواع التوحيد ، لأن معناها توحيد الله في ألوهيته الذى يتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته
} الحي { :
من له الحياة الأزلية الأبدية الكاملة الذاتية ، التي لم تسبق بعدم ولاتعقب بفناء0
قال الإمام الطبري في تفسيره{ (الحى) الذى له الحياة الدائمة والبقاء الذى لا أول له ولا آخر له بأمد إذ كل ما سواه فإنه وإن كان حيا فلحياته أول محدود وآخر ممدود ينقطع بانقطاع أمدها وينقضي بانقضاء غايتها }0
{ الحى : الذىله جميع معانى الحياة الكاملة من السمع و البصر والعلم و القدرة والإرادة و غيرها 000} [2]
ومن هنا فهناك فارق بين حياة المخلوق وحياة الخالق ، فحياة الله تعالى ذاتية ، وحياة جميع المخلوقات من الله تعالى، وحياة الله تعالى أزلية ، وحياة المخلوقات حادثة ، وحياة الله تعالى لاتفارقه وحياة المخلوقات لاتلازمها ، وحياة الله تعالى لاحد لها ولاأمد لها ولامنتهى لها ، وحياة المخلوقات محدودة منتهية بانتهاء الآجال .
وحظ العبد من هذا الاسم أن يعمل للحياة الحقيقية ، الحياة الباقية ، في الدار الآخرة قال تعالى في سورة العنكبوت } وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {64} { وقال تعالى في سورة الفجر } يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى {23] يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي {24} { 0 ولا سبيل إلى هذه الحياة الحقيقية الحياة الهادئة الهانئة الراضية المرضية الحياة الطيبة التى لاسبيل إليها إلا بالاستجابة لنداء الحق .
قال تعالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم { [سورة الأنفال 24]
وقال U } مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون { [سورة النحل 96 ]
وعن معنى الحياة الطيبة يقول الإمام ابن القيم في كتابه مدارج السالكين [ وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضا والرزق الحسن وغير ذلك والصواب أنها حياة القلب ونعيمه ، وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه والتوكل عليه ، فإنه لاحياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فو ق نعيمه إلا نعيم الجنة ،كما كان بعض العارفين يقول :إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب وقال غيره : إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طرباً ، وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح فإنه ملكها ، ولهذا جعل الله الحياة الضنك لمن أعرض عن ذكره ، وهي عكس الحياة الطيبة ]
ومن الأشياء المجربة أن من داوم على ذكر ( يا حي يا قيوم ) أورثه ذلك حياة القلب وصفاءه وحياة العقل وتوقده 0
} القيوم {
صيغة مبالغة من قام يقوم قياما ، فهو قيووم على وزن فيعول اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء 0
قال أمية بن أبي الصلت :
لم تخلق السماء والنجوم والشمس معها قمر يعوم
قدره المهيمن القيوم والجسر والجنة والجحيم
إلا لأمر شأنه عظيم [3] .
والله تعالى هو } القيوم { القائم بذاته ، المقيم لغيره 0
قال ابن عباس { القيوم } الذي لايزول ولايحول ، وقال مجاهد { القيوم } القائم على كل شئ .
وقال قتادة { القيوم } القائم بتدبير خلقه ، وقال الحسن { القيوم } القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها بعملها من حيث هو عالم به لا يخفي عليه شئ منه [4] 0
وقال الإمام الراغب [ (القيوم )أى القائم الحافظ لكل شىء والمعطى له ما به قوامه ] [5]0
وقال الإمام الطبري ( القيوم ) يطلق لمجموع اعتبارين : أحدهما أنه لا يفتقر في قوامه إلي غيره ؛ الثاني : أن غيره يفتقد في قوامه إليه فلا وجود ولا بقاء لغيره تعالى إلا به ) [6]0
و يقول صاحب الظلال ( 0000أما صفة القيوم : فتعني قيامه سبحانه و تعالي علي كل موجود؛ كما تعني قيام كل موجود به ؛ فلا قيام لشىء إلا مرتكزا إلي وجوده وتدبيره 000و إرادته تعالى 000ومن ثم يظل ضمير المسلم و حياته ووجوده ووجود كل شئ مرتبطا بالله الواحد ؛ الذي يصرف أمره وأمر كل شئ حوله ؛ وفق حكمه وتدبيره ؛فيلتزم الإنسان بالمنهج المرسوم القائم علي الحكمة و التدبير؛ و يستمد منه قيمه وموازينه و يراقبه وهو يستخدم هذه القيم و الموازين )[7]
وحظ العبد من الاسم أيضا أن يستغني بالله عن كل ما سواه فالله تعالي هو القائم علي كل نفس يكلؤها ويحفظها و يرزقها وأن يراقب الله U في كل عمل 0
} لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ {
هذه الجملة تقرير لكمال حياته تعالى وقيوميته ، لأن السنة والنوم إنما يعرضان للمخلوق ، الذي يعتريه الضعف والعجز والزوال ، ولايعرضان لذي العظمة والكبرياء والجلال ، ولأن النائم لا يستطيع حفظ شئ حيال نومه ، والنوم تغير وانتقال من حال إلى حال والله U لايتغير لأن التغير من صفات الحوادث والله تعالى } ليس كمثله شئ وهو السميع البصير { سورة الشورى :11 0
روى الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و ابن ماجة في السنن والبغوى في تفسيره عن أبى موسى الأشعرى t قال قام فينا رسول الله e بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام ولكنه يخفض القسط ويرفع ، إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه }
والسِّنة أصلها من الفعل وسن يسن ، حذفت الفاء من المضارع ومن المصدر كما يقال : عدة – بكسر العين ، والسنة : النعاس ، والنعاس ما يتقدم النوم من الفتور وانطباق العين فإذا صار في القلب صار نوما 0
قال الشاعر : وسنان أقصده النعاس فرنّقت في عينه سنة وليس بنائم
أما النوم فقيل هو‍‌" حال يعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس رأسا" [8]، وقيل هو" فتور يعترى أعصاب الدماغ من تعب أعمال الأعصاب ومن تصاعد الأبخرة البدنية الناشئة عن الهضم والعمل العصببى فيشتد عند مغيب الشمس ومجيىء الظلمة ، فيطلب الدماغ و الجهاز العصبى الذى يديره الدماغ استراحة طبيعية فيغيب الحس شيئاً فشيئاً وتثقل حركة الأعضاء ، ثم يغيب الحس إلى أن تسترجع الأعصاب نشاطها فتكون اليقظة " [9]وقيل هو الغشية الثقيلة التى تهجم على القلب فتقطعه عن معرفة الأمور
وفي الميزان للطباطبائى : " النوم هو الركود الذى يأخذ الحيوان لعوامل طبيعية تحدث في بدنه" [10]
وهذه الأقوال التى ذكرها المفسرون مرجعها إلى ما ذكره الفلاسفة والأطباء ،فهذا أبقراط يرى أن النوم ينشأ عن انسحاب الدم والدفء إلى المناطق الداخلية من الجسم ،
وهذا الفيلسوف اليونانى أرسطو يرجع السبب المباشر في النوم إلى الطعام الذى نتناوله والذى يطلق أبخرة وأدخنة في العروق ولقد أضاف الإسكندر الافروديس إلى ما ذكره أرسطو : أن التعب الذى يحل بالجسم
يؤدي إلى أن يجف الجسم ويفقده حرارته وبذلك ينتهى الأمر إلى النوم000 بينما يرى الكسندرفون همبولت : أن النوم ينشأ عن نقص في الأكسجين ، لكن العالم الألمانى فلهلم برايير : يرى أن التعب يخلق مواد كيميائية في جسم الإنسان من شأنها أن تمتص الأكسجين من الجسم الأمر الذى يتسبب في حرمان المخ من الأكسجين اللازم له من أجل أداء أعماله و نشاطه 0
هذا ورغم التقدم العلمى الهائل والإمكانيات العلمية العظيمة والمراكز والمختبرات العلمية المنتشرة في أرجاء العالم والأبحاث والدراسات والتجارب عن النوم رغم هذا كله فمازال سرًا غامضًا على البشرية وهى في أوج تقدمها وازدهارها العلمي ، إن تلك الدراسات والأبحاث التي تنفق عليها الملايين ويقضي العلماء فيها السنين والسنين ويحصلون من خلالها على الدرجات العلمية والأوسمة والجوائز العلمية لا تتعدى كونها مجرد تسجيل لظواهر وملاحظات تحدث قبل الاستعداد للنوم وأثناء النوم وعند الاستيقاظ منه ، كما أن تلك الدراسات والبحوث متعلقة بما يتصل بالنوم من أمور حسية ، أما الروح فلا علم لهم بها ، ومن هنا فإن النوم إلى الآن وحتى يرث الله الأرض ومن عليها سيظل سرا من أسرار الله تعالى في هذا الوجود .
كما أن الروح سر من الأسرار التي لا نعلمها ولا سبيل لنا إلى معرفة حقيقتها ، وصدق المولى U إذ يقول :- } وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }85{ { [سورة الإسراء ] وقال جل وعلا } اللَّهُ يَتَوَفي الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {42}سورة الزمر {
وقال سبحانه } وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} [سورة الروم ]{
فالنوم آية من آيات الله تدل على قدرته ، ونعمة من نعمه تدل على فضله ورحمته ، وسر من أسراره في خليقته يدل على سعة علمه وبالغ حكمته 0
فإن قيل : ما السر في تقديم السنة على النوم مع أن الترقي في النفي من الأقوى إلى الأضعف ومن الأكثر إلى الأقل ، كما نقول لا يقدر فلان على ضرب خمسة رجال ولا واحدا ، كما أن الترقي في الإثبات يكون من الأقل إلى الأكثر ومن الأضعف الى الأقوى ؟
قلنا للمفسرين في ذلك أجوبة متنوعة :-
قال بعضهم : إنما قدم السنة على النوم اعتبارا للترتيب الزمني لأن السنة تسبق النوم
وقال الرازي : { تقدير الآية { لا تأخذه سنة فضلا عن أن يأخذه النوم } [11]
وقال الإمام البقاعي : { لما عبر بالأخذ الذي هو بمعنى القهر والغلبة وجب تقديم السنة كما لو قيل فلان لا يغلبه أمير ولا سلطان 0
وفي عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ { … وإنما جمع بين نفييهما لأنه لا يلزم من نفي أحدهما نفي الآخر ، إذ يتصور مجيء النوم دفعة من غير مبادئ الوسن ، ومجىء الوسن دون النوم فلذلك نفي كل واحد منهما على حدته بدليل تكرير ( لا ) }[12]
وقال الشيخ محمد عبده : { إن ما ذكر في النظم الكريم ترق في نفي هذا النقض ، ومن قال بعدم الترقي فقد غفل عن معنى الأخذ وهو الغلبة والاستيلاء ، ومن لا تغلبه السنة فقد يغلبه النوم لأنه أقوى ، فذكر النوم بعد السنة ترق من نفي الأضعف إلى نفي الأقوى }
و{ لا } في قوله تعالى { ولا نوم } لتأكيد النفي ، ولبيان انتفاء كل واحد منهما ولو لم تذكر لاحتمل نفيهما بقيد الاجتماع ، وبناء عليه فلا يلزم منه نفي كل واحد منهما على حدته ، ولذلك تقول : ما قام زيد وعمرو بل أحدهما ، ولا تقول : ما قام زيد ولا عمرو بل أحدهما [13]
موعظة بليغة *
تعلق قلب رجل بامرأة بدوية وقد ذهبت ذات ليلة إلى حاجة لها فتبعها الرجل فلما خلا بها في البادية والناس نيام راودها عن نفسها ، فقالت له انظر أنام الناس جميعاً ففرح الرجل وظن أنها قد أجابته إلى ما ابتغاه فقام وطاف حول مضارب الحى فإذا الناس نيام فرجع مسروراً وأخبرها بخلو المكان إلا من النيام ، فقالت ما تقول في الله تبارك وتعالى ؟ أنائم هو في هذه الساعة ؟ قال الرجل إن الله لاينام ولا تأخذه سنة ، فقالت المرأة إن الذى لم ينم ولا ينام ويرانا وإن كان الخلق لا يرون فذلك أولى أن نخشاه ، فاتعظ الرجل وتركها وتاب خوفاً من الله تعالى : ولما مات رئى في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لى لخوفي منه وتوبتى إليه .
وصدق من قال: وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلا العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
} لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ {
خلقا وملكا وتصريفا وتدبيرا ، فهو سبحانه المتفرد بالألوهية لأنه الخالق الرازق المالك المصرف ، وكل ما سواه عبيد له .
قال صاحب المنار [ له ما في السموات وما في الأرض ] فهم ملكه وعبيده ، مقهورون لسنته ، خاضعون لمشيئته ، وهو وحده المصرف لشؤونهم والحافظ لوجودهم [14]
وذكر هنا المظروف دون الظرف اكتفاء بما ذكر في مواضع أخرى من أن السموات والأرض مخلوقة مملوكة له عز وجل [15]، ورد على الذين عبدوا آلهة من دون الله U كالذين عبدوا الشمس أو القمر أو الحجر أو الشجر أو النار أو الماء أو الجن أو أحدا من المخلوقات المملوكة لله U والتي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
وفي حاشية الصاوي: [ ولا نزاع في كون السموات والأرض ملكا لله قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } سورة الزخرف 9 ] [16]وفي ذلك رد على الكفار حيث زعموا أن له شريكا فكأن الله يقول لهم : ما أشركتموه لا يخرج عن السموات والأرض وشأن الشريك أن يكون مستقلا خارجا عن مملكة الشريك الآخر .
قال صاحب فتح البيان : [ وأجري الغالب مجري الكل فعبر عنه بلفظ ( ما ) دون ( من ) وفيه رد على المشركين الذين عبدوا الكواكب التي في السماء والأصنام التي في الأرض فلا تصلح أن تعبد لأنها مملوكة مخلوقة له ].
} مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ {
فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه فالأمر أمره والحكم حكم الله U ، والشفاعة هي طلب الخير للغير من الغير وأصلها من الشفع ، والشفع كما ورد في لسان العرب : خلاف الوتر وهو الزوج ، تقول كان وترا فشفعته شفعا أي صيرته زوجا ، وشفع لي يشفع شفاعة وتشفع : طلب ، والشفيع : الشافع ، والجمع : شفعاء … والشفاعة : كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره .
قال الإمام الراغب في المفردات [ والشفاعة من الشفع وهو ضم الشىء إلى مثله ، والشفاعة والانضمام إلى آخر ناصر له وسائل عنه وأكثر ما يستعمل في انضمام ما هو أعلى مرتبة وحرمة إلى ما هو أدنى ومنه الشفاعة في القيامة ] [17] .
وقال الحرالي [وحقيقة الشفاعة : وصلة بين الشفيع والمشفوع له لمزية وصلة بين الشفيع والمشفوع عنده ]
والشفاعة قسمان :
الشفاعة في الدنيا : وهي اتخاذ الوسائط عند أصحاب الجاه والسلطان في قضاء الحوائج ورد الحقوق لأصحابها وهي جائزة ما دامت تلك الحاجة مشروعة.

قال تعالى { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيئ مقيتا } سورة النساء 85 .

وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل، أو طلبت إليه حاجة، قال: (اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء).
والشفاعة في الآخرة : وهي مختلفة اختلافا كبيرا عن الشفاعة في الدنيا كما سيتضح لنا من أنواعها .
النوع الأول : الشفاعة العظمى أو العامة وهي مخصصة بالحبيب المصطفي e .
روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر،[18] خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات – فذكرهن أبو حيان في الحديث – نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعده مثله – ولم يذكر ذنبا – نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو: كما بين مكة وبصرى)
النوع الثاني : شفاعته لنوع من العصاة من أمته قد استوجبوا دخول النار بذنوبهم فيشفع لهم في الخروج منها :
روى البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. فيدخلون الجنة، ويسمون الجهنميين".[19]
وفي الصحيحين عن حماد بن زيد قال: قلت لعمرو بن دينار: أسمعت جابر بن عبد الله يحدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة؟ قال: نعم"
النوع الثالث : شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه الله من العذاب يوم القيامة ، وهذه خصوصية للرسول ( خصه الله تعالى بها وذلك لأن الأصل أن الكافر لا شفاعة له 0
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار
النوع الرابع : شفاعة الأنبياء والملائكة والعلماء والشهداء قال تعالى } وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى { النجم 26
وقال تعالى { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون} الأنبياء 28 .
وقال تعالى } لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا { مريم 87
فلا شفاعة إلا بإذن من الله تعالى { ولايأذن تعالى لأحد أن يشفع إلا فيمن إرتضى ، ولايرتضي تعالى إلا توحيده واتباع رسله فمن لا يوصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب
روى الترمذي وغيره : عن المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "للشّهِيدِ عندَ الله سِتّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ في أَوّلِ دُفْعَةٍ ويرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنّةِ، ويُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ منها خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا وما فيها، ويُزَوّجُ اثْنَتَيْنِ وسْبعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ (الْعِينِ) ، وَيُشَفّعُ في سَبْعِينَ مِنْ أقَارِبِهِ
كما ورد في الحديث الصحيح أيضا أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشراب طول النهار فشفعني فيه ويقول القرآن أي ربي منعته النوم طول الليل فشفعني فيه ، قال فيشفعان }[20] أي فتقبل شفاعتهما0
وقوله تعالى [ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ] استفهام إنكاري ؛ حيث زعموا أن الأصنام وغيرها من الأشياء التي عبدوها : تشفع لهم عند الله
واختلفوا في متعلق{ عند } فقيل متعلق ب { يشفع } وقيل متعلق بحال محذوف تقديره { من ذا الذي يشفع } كائنا أو مستقرا { عنده } والمعنى على هذا الوجه إذا لم يشفع عنده من هو عنده وقريب منه إلا بإذنه فشفاعة غيره أبعد 0
والشفاعة المنفية : هي شفاعة الآلهة المزعومة التي عبدت من دون الله تعالى . قال تعالى في سورة الزمر {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ {43} قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {44}. }
والشفاعة للكفار : فلا شفاعة لكافر في دخول الجنة لأن الجنة محرمة على الكافرين قال تعالى في سورة المدثر عن أحوال الكفار في الآخرة { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } 48 ) 0
والشفاعة بدون إذن الله تعالى ورضاه : فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه قال تعالى} وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى { النجم 26 . وقال تعالى { يومئذ لاتنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } طه
} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ {
{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } { ما بين أيديهم } ما قبل خلقهم { وما خلفهم } ما بعد موتهم ، وقيل : {ما بين أيديهم } ما أظهروه { وما خلفهم } ما كتموه وقيل { ما بين أيديهم } : يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها ، { وما خلفهم } : الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم.
وقيل { ما بين أيديهم } ما فعلوه من خير وشر { وما خلفهم } ما يفعلونه بعد ذلك ، وقيل ( ما بين أيديهم) ما قدموا من أعمال { وما خلفهم } ما أضاعوا من أعمالهم [21] وقيل المراد { بين أيديهم وما خلفهم } ما هو ملاحظ لهم من المعلومات ما خفي عنهم أو ذهلوا عنه منها وقيل ما بين أيديهم المحسوسات المشاهدة ، وما خلفهم المعقولات الغيبية وكل هذه الأقوال محتملة ]
والمراد أنه سبحانه عالم بما كان قبلهم وبما كان بعدهم عالم بما خطر لهم وبما خفي عنهم عالم بما فعلوه وبما لا يفعلوه ، عالم بأمور الدنيا وأمور الآخرة عالم بالغيب والشهادة فسبحان من وسع كل شئ علما وأحاط بكل شئ قدرا .
ومن ألوان البلاغة في هذه الآية الكريمة :حسن التقسيم والاكتفاء ذلك أن الأزمنة ثلاثة :الحاضر والماضي والمستقبل ، وقد اجتمعت في قوله تعالى في سورة مريم } لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا 62{ واكتفت آية الكرسي بالإشارة إلى الماضي والمستقبل ذلك لأن الحاضر معلوم من باب أولى ، كما أن الحاضر خط دقيق يفصل بين الماضي والمستقبل 0
} وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء {
: يقال لكل من أحرز شيئا أو بلغ علمه أقصاه قد أحاط به .
أي : لا يعلمون شيئا من معلوماته إلا بما أراد أن يعلمهم به ، فهو سبحانه المحيط بكل ما كان وما هو كائن وبما سيكون ،
وهذا كقول الخضر لموسى u حين نقر العصفور في البحر ما نقص علمي وعلمك من علم الله تعالى إلا كما نقص هذا العصفور من ماء البحر
والمعنى لا معلوم لأحد إلا ما شاء الله أن يعلمه قال تعالى { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } سورة الكهف : 109.
وصلة قوله تعالى { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء } بقوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } أنه سبحانه عالم بأحوال الشفعاء ومن يشفعون له ومن تقبل شفاعته .
( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) : فلا يخرج عن علمه معلوم ، و(لا) تقدير لما تضمنته الجمل السابقة من بيان عظمة الله وقدرته وجلاله ، ببيان عظمة مخلوقاته وسعة ملكه وفي ذلك ما يدل على عظمة شأنه U 0 قال الإمام القرطبي : وهذه الآية منبئة عن عظم مخلوقات الله تعالى ، ويستفاد من ذلك عظمة قدرته تعالى ، إذ لا يؤوده حفظ هذا الأمر العظيم [22]وسع فلان الشئ يسعه سعة : إذا احتمله وأطاقه ، وأمكنه القيام به0
والكرسي جسم بين يدي العرش أعظم من السموات السبع والأرضين ودون العرش .
وفي تفسير ابن جزي الكلبي { الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش وهو أعظم من السموات والأرض وهو بالنسبة للعرش كأصغر شئ
روى الإمام الطبري في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وغيرهما عن أبي ذر t أنه سأل النبي r عن الكرسي : فقال { ياأبا ذر ماالسموات السبع والأرضين السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ]
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : { إن السموات السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس 0
* وذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بالكرسى : العرش0أورد ابن جرير هذا الرأى وعزاه إلى الحسن وسعيد بن جبير وقال ابن كثير [23]{وروى ابن جرير عن الحسن البصرى أنه كان يقول الكرسى هو العرش ،والصحيح أن الكرسى غير العرش ،والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار 0
* وقيل ( وسع كرسيه ) أى وسع علمه ،فالكرسى مجاز عن العلم من تسمية الشئ بمكانه 0لأن الكرسى مكان العالم الذى يحمل العلم ،فيكون مكانا للعلم بالتبعية ،لأن العرض يتبع المحل في التحيز ،قال ابن عباس ( كرسيه ) علمه، ورجحه الطبرى وقال : ومنه الكرّاسة التى تضم العلم ومنه قيل للعلماء الكراسىّ ، لأنهم المعتمد عليهم
كما قال الشاعر :
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسى بالأحداث حين تنوب
أى علماء بحوادث الأمور
* وقيل ( كرسيه ) قدرته التى يمسك بها السموات و الأرض كما تقول : اجعل لهذا الحائط كرسيا أى ما يثبته ويدعمه
والذى أرجحه في تفسير الكرسى ما ذكرته أوّلا : وهو أنه جسم عظيم فوق السموات ودون العرش لما ورد في الأحاديث الصحيحة التي دلت على ذلك واختار هذا الرأي جمع من أعلام المفسرين كابن كثير وابن عطية و الرازي وأبي السعود والألوسي والشوكاني والبروسوي وغيرهم .
قال ابن كثير { والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار ]
وقال ابن عطية [ والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش ، والعرش أعظم منه ]00
وقال الإمام الرازي بعد أن أورد أقوالا متعددة في المراد بالكرسي [ والمعتمد هو الأول ] يعني أنه جسم عظيم تحت العرش ….. [ لأن ترك الظاهر بغير دليل لا يجوز والله أعلم ]
وبين الإمام الألوسي في تفسيره أن المراد بالكرسي جسم بين يدي العرش محيط بالسموات السبع ثم أورد الأحاديث التي وردت في ذلك وذكر أقوالا أخرى في المراد بالكرسي ثم رجح ما ذكره أولا وبين أنه الحق الثابت الذي نطقت به الأخبار الصحيحة [24]
وقال الإمام الشوكاني [ ( وسع كرسيه ) الكرسي : الظاهر أنه الجسم الذي وردت الآثار بصفته وقد نفي وجوده جماعة من المعتزلة وأخطئوا في ذلك خطأ بينا وغلطوا غلطا فاحشا وقال بعض السلف إن الكرسي هنا عبارة عن العلم … ورجح هذا القول ابن جرير الطبري وقيل كرسيه قدرته التي يمسك بها السموات والأرض وقيل هو تصوير لعظمته ، ولاحقيقة له ، وقيل هو عبارة عن الملك ، والحق القول الأول ، ولاوجه للعدول عنه
وقال صاحب روح البيان [ والمعتمد : أن الكرسي جسم بين يدي العرش محيط بالسموات السبع ]
وقال صاحب فتح البيان بعد عرضه للأقوال الواردة في بيان معنى الكرسي [ والحق القول الأول ] يقصد الجسم الذي وردت الآثار بصفته [ ولا وجه للعدول عن المعنى الحقيقي إلى مجرد خيالات تسببت عن جهالات وضلالات ]
موعظة بليغة :
روى ابن ماجه. في سننه عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَىرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: (أَلاَ تُحَدِّثُونِي، بِأَعَاجِيبِ مَارَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟) قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى. بَارَسُولَ اللهِ! بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ. مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ. فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ. فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا. فَحَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا. فَانْكَسَرتْ قُلَّتُهَا. فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ، يَاغُدَرُ! إِذَا وَضَعَ اللهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآْخِرِينَ. وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْري وَأَمْرُكَ، عِنْدَهُ غَداً. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ r صَدَقَتْ : صَدَقَتْ. كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لاَيُؤْخَذُ لِضَعِيِفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ ؟ ) .
} وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا {
لا يثقله حفظهما ،يقال آده كذا أي أثقله ولحقه منه مشقة ، ومنه الموؤودة : البنت التي تدفن حية لأنهم يثقلونها بالتراب ، والمعنى لا يثقله U ولا يشق عليه حفظ السموات والأرض وما فيهما وما بينهما ، قال صاحب روح البيان:{ لا يثقله ولا يشق عليه تعالى حفظ السموات والأرض ، إذ القريب و البعيد عنده سواء والقليل والكثير سواء ، وكيف يتعب في خلق الذرة وكل الكون عنده سواء فلا من القليل له تيسر ولامن الكثير عليه تعسر (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ]
} وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {
( العلى ) صفة من صفاته U ، وهى من الفعل علا يعلو ، وفيها إعلال بالقلب لأن أصله (عَليو) بسكون الياء اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منها ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى .
( العلى ) هو الذى لارتبة فوق رتبته 0
(العلى ) الذى تاهت الألباب في جلاله وعجزت العقول عن وصفه كما له وقال الراغب في المفردات { الذي يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين
[ (العلي) بالاقتدار ونفوذ السلطان ، والعلي عن الأشباه والأضداد ] 0
( العلى) :{الرفيع فوق خلقه المتعالى عن الأشباه والأنداد }0
{ العلى الذى ليس فوقه شىء والقاهر الذى لا يغلبه شىء }
{ العلى ) بذاته على جميع مخلوقاته ، وهو العلى بعظمة صفاته وهو العلى الذى قهر المخلوقات ودانت له الموجودات وخضعت له الصعاب وذلت له الرقاب }[25]
فهو سبحانه العلى في ذاته وفي صفاته وكل ما ورد في القرآن والسنة النبوية في بيان علوه جل شأنه : فإننا نؤمن به ونقر به كما جاء بدون تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف فالله U كما أخبر عن نفسه ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) سورة الشورى
قال ابن كثير في تفسيره {000فقوله وهو العلى العظيم كقوله تعالى ( الكبير المتعال )سورة الرعد 9 ، وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاج الأجود فيها طريقة السلف الصالح ، أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه
( العظيم ) " ذو العظمة والهيبة والجلال والكمال ، وهو الكبير المتعال لا يعجزه شىء ولا يحيط العقل بكنه ذاته و لا صفاته 0
{ ( العظيم ) ذو العظمة الذى كل شىء دونه ، فلا شىء أعظم منه }
{ ( العظيم ) : الذى يستحقر بالنسبة إليه كل ما سواه 00}
{ ( العظيم ) الكبير الذى لا شىء أعظم منه } [26] وفي الحديث القدسى يقول Y { الكبرياء ردائى و العظمة إزاري }
{ ( العظيم ) أى العظيم الشأن ، القادر الذى لا يعجزه شىء والعالم الذى لا يخفي عليه شىء لا نهاية لمقدوراته و لا غاية لمعلوماته }
{ العظيم : الجامع لجميع صفات العظمة و الكبرياء والمجد و البهاء ، الذى تحبه القلوب وتعظمه الأرواح ، ويعرف العارفون أن عظمة كل شىء وإن جلت عن الصفة فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلى العظيم }.
الخاتمة وتشتمل على :

أولا : أهم ما يستفاد من هذه الآية الكريمة :

  1. إخلاص العقيدة والعبادة لله رب العالمين ، فهو تعالى الواحد الأحد لا رب غيره ولا معبود سواه .
  2. في الآية الكريمة بيان لكمال صفات الذات وصفات الأفعال من خلال وصفه U ب ) الْحَيُّ الْقَيُّومُ ( .
  3. ومن كمال حياته وقيوميته U على كل شيئ أنه تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم .
  4. على المسلم أن يسعى إلى الحياة الطيبة بالإيمان والعمل الصالح، وأن يراقب مولاه U في كل أعماله ، فهو تعالى القائم على كل نفس بما كسبت وعلى المسلم أيضاً أن يفوض أمره كله للحى القيوم Y .
  5. الإكثار من الدعاء بالحي القيوم فبها تحيى القلوب وتنشط العقول ، والتوسل بهما أدعى وأرجى للقبول .
  6. كل ما في الكون ملك لله U فلا ملك إلا له ولا مالك سواه .
  7. لا شفاعة إلا بإذن الله ورضاه ولا شفيع إلا من ارتضاه فالأمر كله لله . يختص بفضله ورحمته من يشاء .
  8. لا علم للبشر إلا ما علمهم الله ، ومهما أوتوا من العلم ، ومهما ارتقوا في درجاته فعلمهم قليل وعقولهم قاصرة ، ولا سبيل للمعرفة الكاملة والإحاطة الشاملة بالمحسوسات المشاهدة فضلاً عن الحقائق الغيبية ؛ فعلى العبد أن يفوض العلم إلى علام الغيوب ، وأن يوظف علمه فيما ينفع الناس ابتغاء مرضاة الله .
  9. في الآية الكريمة إثبات لمشيئة الله تعالى فلا يقع في ملكه إلا ما شاء .
  10. وفي هذا دعوة ضمنية للإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، فكل ما في الكون خاضع لمشيئة الله U قال تعالى : ) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( سورة القصص 68 وقال سبحانه ) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين ( سورة التكوير 29
  11. الإيمان بعظمة وسعة ملكه U على وجه العموم ، والإيمان بالكرسي وهو جرم عظيم ، والإيمان بقدرته U على حفظ السموات والأرض وما فيهن وما بينهن فهو تعالى القادر القاهر فوق كل شيئ ، والقليل والكثير واليسير والعسير عنده سواء .
  12. الإيمان باسم الله ( العلي) فهو تعالى العلي بذاته وصفاته وأفعاله ، ( العلي ) فوق عباده ، ( العلي ) عن الأشباه والأنداد والأضداد ، الإيمان بهذا الاسم الجليل وبهذه الصفة بدون تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تجسيم قال الله تعالى : ) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير (.
  13. وحظ العبد من هذا الاسم الجليل أن يكون عالي الهمة بالإيمان والعلم والعمل الصالح عالياً باتباع الحق ، وأن لا يتعالى على الحق وأهله .
  14. الإيمان باسم الله العظيم : فهو تعالى ( العظيم ) في ذاته وصفاته وأفعاله ( العظيم ) فلا شيئ أعظم منه ، ولا عظمة إلا به ومنه ، ولا نهاية لعظمته ولا حد لها ولا مثيل لها ولا شبيه .
  15. وحظ العبد من هذا الاسم أن يستحضر في قلبه دائماً عظمة الله U وأن يعظم ما عظمه الله 0
  16. المداومة على قراءة آية الكرسي بتأمل وتدبر ، عقب كل صلاة مكتوبة وحين يصبح المسلم وحين يمسي وحين يأوي إلى فراشه ، ويداوم على قراءتها في بيته ففي ذلك خير كثير وأجر كبير .
  17. وفي آية الكرسي ردود على شبهات وأباطيل أعداء الدين .

* ففيها رد على المشركين الذين زعموا وجود آلهة أخرى ، تعالى الله عما يشركون قال تعالى : ) اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو ( فلا رب غيره ولا معبود سواه .
* وفيها رد على الملاحدة الذين أنكروا وجود الله تعالى متجاهلين وغافلين عن آيات الله الكونية والإنسانية وعن الأدلة الظاهرة والحجج الباهرة التي تشهد لله عز وجل .
ولله في كل تحريكة وتسكينة في الورى شاهد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد

فياعجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد تأمل سطور الكائنات فإنها من الملأ الأعلى إليك رسائل

وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل

  • في الآية الكريمة رد على منكري الشفاعة ، ورد أيضاً على من أثبتها على الإطلاق

قال تعالى ) مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه ( .
** وفي الآية رد على القدرية الذين أنكروا القدر ، وزعموا أن الأمر أنف أي أن علمه تعالى بالأشياء كما زعموا – لا يكون إلا بعد وقوعها .

** قال تعالى ) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا يشَاء (

** وفي الآية رد على من أنكر علمه تعالى بالجزئيات ، فعلمه تعالى شامل لكل ما لطف ودق وكل ما ظهر وبطن لا تغيب عنه غائبة ولا تعزب عنه عازبة ولا تخفي عليه خافية
** وفي الآية تنزيه لله U من صفات العجز والنقص والسلب فهو تعالى صاحب الكمال المطلق والقدرة والإرادة الغالبة والمشيئة النافذة ، لا يغفل ولا ينام ولا يعجزه شيئ ولا يعزب عن علمه شيئ ، ولا يثقل عليه شيئ

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده